تابي "Tabby" حكاية شركة وصلت قيمتها إلى 1.5 مليار دولار في 5 سنوات

في العامِ 2019، أعلنَ رائدا الأعمال حسام عرب ودانيال باركلوف عن إطلاقِ شركةِ تابي "Tabby" للتكنولوجيا الماليّةِ، ورغمَ الطموحِ والاندفاعِ والتّفكيرِ بالنّجاحِ حينها، إلّا أنّ أحداً ربّما لم يتصوّر أن تصلَ قيمة الشّركة إلى مليار ونصف المليارِ دولار بغضونِ 5 سنواتٍ من تأسيسها، فكيف حدثَ ذلك، وما هي قصّة نجاحِ تابي؟.

كيف بدأت شركة تابي؟

شركةُ تابي Tabby، شركةٌ متخصّصةٌ بالتّكنولوجيا الماليّةِ، توفّرُ لكلّ عملائها فرصةَ الدّفعِ المرنِ مقابل مشترياتهم، سواء عبر الإنترنت أو خارجه، إمّا دفعةً واحدةً أو كتقسيطٍ على 4 دفعاتٍ دون أيّ فوائدٍ. أسّسها رائدا الأعمالِ حسام عرب ودانيال باركلوف عام 2019 في الإماراتِ قبل أن تنقلَ مقرّها إلى السعودية مؤخّراً.

تستخدمُ تابي أكثرَ من 3 آلافِ علامةٍ تجاريةٍ عالميّةٍ وشركاتٍ ناشئةٍ، بهدفِ تنميّةِ أعمالهم، وتوصفُ بأنّها أوّلُ وأكبرُ مزوّدٍ لخدمةِ "اشتري الآن وادفع لاحقاً" في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا، وتعرضُ كافةُ المنتجاتِ التي تهمّ العملاءَ من أثاثِ المنازلِ والتّجميلِ، والأزياءِ والأدواتِ التّكنولوجيّةِ وغيرها.

تنطلقُ تابي من استراتيجيّةِ اختراقِ السّوقِ، التي تعتبرُ حجرَ الأساسِ لاستراتيجيّةِ نموّ الأعمالِ، ومن خلالها تستطيعُ الشّركات توسيع قاعدة عملائها، وتحقّق الأرباحَ من خلالِ الحصولِ على عمولةٍ عن كلّ معاملةٍ تحدثُ داخل التّطبيقِ، ويتمّ تحديد نسبتها بناءً على الاتفاقيّةِ بين الشّركةِ صاحبةِ التّطبيقِ وبين التّجارِ، ولتحقيقِ المزيدِ من الإيراداتِ، فإنّ تابي تعملُ أولاً على اكتسابِ التّجارِ، ثمّ اكتسابِ العملاءِ.

وتؤكّدُ الشّركةُ أنّ مهمّتها الرّئيسيّةُ، تتمثّلُ في خلقِ الحريةِ الماليّةِ بطريقةِ تسوّقِ الأشخاصِ، وكيفيّةِ اكتسابهم وادخارهم للمالِ، من خلال إعادةِ تشكيلِ العلاقةِ بينهم وبين الأموالِ.

مؤخّراً، أطلقت الشّركةُ تابي شوب، الذي يهدف إلى تبسيطِ وتعزيزِ تجربةِ التّسوّقِ، حيث وبرأي الخبراءِ، يمكنُ أن ينجحَ بتغييرِ طريقةِ استكشافِ العملاء وشرائهم المنتجاتِ، سواءً كانت تتعلّقُ بالموضةِ أو التّجميلِ أو المنزلِ وغيرها، فهو يتيحُ مجموعةً واسعةً من العروضِ التي تقدّمها آلافُ العلاماتِ التّجاريةِ.

شاهد أيضاً: نعناع السعودية.. من متجر إلكتروني صغير إلى أكبر سوق إلكتروني للبقالة

يقولُ مؤسّسُ تابي المشاركُ ورئيسها التّنفيذيّ، حسام عرب، إنّ تأسيسَ تابي شوب جاءِ مدفوعاً بهدفِ إعادةِ تعريفِ التّسوّقِ في الشرق الأوسطِ، وهو يتيحُ للمتسوّقين استكشاف المنتجاتِ وتنظيمها بسلاسةٍ، ما يعزّزُ قدرتهم على إيجادِ ما يريدونه بالضّبطِ.

كما أنّ تابي شوب يمنحُ العملاءَ، فرصةَ الوصولِ إلى أفضلِ العروضِ والخصوماتِ، إضافةً لذلك فهو يرسلُ للعملاءِ تنبيهاتٍ بوجودِ انخفاضٍ في الأسعارِ أو العروضِ على منتجاتهم المفضّلةِ، ويرى حسام عرب أنّ التّطبيقَ محفّزٌ للحريةِ الماليّةِ في التّسوّقِ والكسبِ والادّخارِ.

التمويل والاستثمارات

أواخرَ شهرِ أكتوبر الفائتِ، جمعتْ تابي 200 مليونِ دولارٍ أميركيّ، في جولةِ تمويلٍ جديدةٍ قادتها شركةُ "Wellington Management"، وبمشاركةٍ من "Bluepool Capital" والمستثمرين الحاليين مثلِ "الشركة السعودية للاستثمار الجريء" (STV)، وشركةِ "مبادلة للاستثمار"، و"PayPal Ventures"، و"Arbor Ventures".

وجعلت هذه الجولةُ من شركةِ تابي، واحدةً من أولى شركاتِ اليونيكورن النّاشئةِ في مجالِ التّكنولوجيا الماليّةِ بمنطقةِ الخليجِ العربيّ، وباتت قيمتها نحو مليارٍ ونصفِ المليار دولارٍ اليوم.

مؤسّسُ الشّركةِ حسام عرب، أعربَ عن سعادتهِ الكبيرةِ بالنّموّ الهائلِ الذي تحقّقهُ تابي، وقال إنّهم يخطّطون لتوسيعِ نطاقِ استثماراتهم في الأسواقِ الحاليّةِ، عبر تقديمِ المزيدِ من المنتجاتِ الجديدةِ بهدفِ تعزيزِ الرّاحةِ الماليّةِ لكلّ عملائهم.

الشّركةُ التي تشهدُ نموّاً هائلاً اليومَ، واجهت فيما مضى عدّةَ تحدّياتٍ، كما في العامِ 2019، حين قالَ عرب، إنّ إحدى أكبرِ التّحدّيات التي تواجههم تكمنُ في محدوديةِ البياناتِ المتعلّقةِ بالمستهلكين في المناطقِ التي ينشطون بها، لكن من الواضحِ أنّهم عالجوا هذه المشكلة اليوم.

تابي بالأرقام

رغمَ وجودِ عدّةِ منافسين لشركةِ تابي، إلّا أنّ الأرقامَ تظهرُ بشكلٍ واضحٍ تفوقها على مثيلاتها، على الأقلّ حتى اليوم، ما لم تخرجُ الشّركاتُ المنافسةُ بأفكارٍ جديدةٍ.

• تضمّ شركةُ تابي نحو 10 ملايين مستخدم، كما تتعاونُ مع ما يزيدُ عن 30 ألفِ علامةٍ تجاريّةٍ.
• يمتلكُ متجرها تابي شوب، أكثرَ من 50 ألفِ منتجٍ من العلاماتِ التّجاريةِ المتنوّعةِ، ما يعطي للعملاءِ تجربةً فريدةً في اختيار ما يريدونهُ بالضّبطِ.
• تقولُ الشّركةُ إنّ اعتمادها في المتاجرِ التّقليديّةِ، عبرَ بطاقتها Tabby Card في ازديادٍ مستمرٍ، ووصلَ حتى نهايةِ أكتوبر الفائتِ إلى أكثر من 20% من إجماليّ الكميّاتِ.

الانتقال إلى السعودية والانسحاب من مصر

في وقتٍ سابقٍ من العام 2023 الجاري، أعلنت تابي نقلَ مقرّها إلى السّعودية، حيث إنّ 80% من عملائها يتواجدون في المملكة.

وقالَ حسام عرب وقتها: إنّ استراتيجيّةَ تابي تتوافقُ تماماً، مع تطلّعاتِ السّعوديةِ لدفعِ الشّمولِ الماليّ ومحو الأميّةِ، على اعتبارِ أنّه حجرُ الزّاويةِ في النّموّ الاقتصاديّ للبلادِ.

تعملُ تابي اليومَ في الإمارات، والسّعودية، كذلك الكويت، والبحرين، وسبقَ أن دخلت مصر العام 2022، إلّا أنّها أعلنتِ الانسحاب منها عقبَ نحو 5 أشهرٍ فقط من التّواجدِ فيها، ويعودُ السّبب -وفق بيانٍ صادرٍ عن الشّركةِ- إلى التّغييراتِ الاقتصاديةِ التي تمرّ بها مصر، نتيجةَ ارتفاعِ التّضخمِ وانخفاضِ قيمةِ العملةِ المحليّةِ، حيث خسرَ الجنيه المصريّ حينها 53% من قيمتهِ.

شاهد أيضاً: سلاسة Salasa حكاية نجاح الشركة التي اتُّهم مؤسسها بالجنون

من الرّائعِ حقّاً أن تبدأ شركةٌ ناشئةٌ بسيطةٌ وأنتَ مدركٌ للمخاطرِ، وربّما خائفٌ منها، ثمّ تستيقظُ بعدَ 5 سنواتٍ من تأسيسِ شركتكَ، على خبرٍ يقول إنّ قيمتها وصلت إلى مليارٍ ونصفِ المليار دولار، بلا أيّ شكٍّ، بعدَ 5 سنواتٍ أخرى ستكون الشّركةُ قد حقّقت المزيد من النّجاحِ والأموالِ، خصوصاً أنّها تلبي احتياجات شريحةٍ واسعةٍ من النّاسِ. المهمّ اليوم التّفكيرُ بابتكاراتٍ جديدةٍ تعزّزُ من حضورِ تابي، لا الاكتفاء بالنجاحِ الحاليّ، فجرتِ العادةُ أن تكون مهمّةُ الحفاظ على النّجاح أصعبَ من طريق الوصول إليه.