تلغرام شركة قيمتها 30 مليار دولار يُديرها 30 مهندساً فقط!
من خلال نموذجٍ إداريٍّ غير تقليديٍّ، استطاعت تلغرام أن تحقّق تأثيراً ضخماً في عالم التّكنولوجيا، مع الحفاظ على قيم الخصوصيّة والتّطوّر المستمرّ في خدماتها

في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة الابتكار، وتتنافس الشّركات التّقنيّة الكبرى على الهيمنة، تبرز شركة "تلغرام" (Telegram) كاستثناءٍ فريدٍ، حيث تُدار من قِبَل فريقٍ صغيرٍ لا يتجاوز عدده 30 موظفاً، وتخدم أكثر من 950 مليون مستخدمٍ نشطٍ شهريّاً حول العالم.
تأسّست تلغرام في عام 2013 على يد الأخوين بافل ونيكولاي دوروف، بعد مغادرتهما لروسيا إثر خلافاتٍ مع الحكومة. منذ بدايتها، ركّزت الشّركة على تقديم خدمة مراسلةٍ تضمن الخصوصيّة والأمان، ممّا جذب إليها مستخدمين من مختلف أنحاء العالم، خاصّةً من الدّول الّتي تفرض رقابةً على الإنترنت.
وعلى الرّغم من حجمها الكبير، تفتقر تلغرام إلى المقرّات الفخمة أو الفرق الإداريّة الضّخمة، إذ تُدار عملياتها من دبي، من فريقٍ يركّز على تطوير المنتج وتحسينه باستمرارٍ؛ هذا النّموذج الإداريّ غير التّقليديّ يتيح للشّركة البقاء مرنةً ومركّزةً على أهدافها الأساسيّة.
كما تُعتبر الخصوصيّة من القيم الأساسيّة الّتي تلتزم بها تلغرام، حيث توفّر ميّزاتٍ، مثل: الدّردشات السّريّة والتّدمير الذّاتيّ للرّسائل، ممّا جذب إليها قاعدة مستخدمين واسعةً تقدّر هذه القيم. وفيما يتعلّق بالإيرادات، تعتمد تلغرام على الاشتراكات المميّزة والإعلانات في القنوات العامّة كمصادر رئيسيّةٍ للإيرادات، ممّا يسمح لها بالحفاظ على تجربةٍ خاليةٍ من الإعلانات في المحادثات الخاصّة.
على الرّغم من التّحديات القانونيّة الّتي واجهتها، بما في ذلك التّحقيقات مع مؤسّسها بافل دوروف في فرنسا، تواصل تلغرام الابتكار والتّوسع، إذ تسعى الشّركة حالياً لإطلاق عملتها الرّقميّة الخاّصة بها، "تون كوين" (Toncoin)، مع تطوير ميّزاتٍ جديدةٍ، مثل: التّطبيقات المصغّرة والذكاء الاصطناعي.
أخيراً، تُظهر قصّة تلغرام كيف يُمكن لفريقٍ صغيرٍ ملتزمٍ بالقيم الأساسيّة، مثل الخصوصيّة والكفاءة، أن يحقّق تأثيراً عالميّاً كبيراً، ممّا يجعلها نموذجاً يُحتذى به في عالم التّكنولوجيا.