DoorDash تستحوذ على Deliveroo في صفقة قيمتها 2.9 مليار دولار
تحالفٌ استراتيجيٌّ يجمع الخبرة التّشغيليّة الأمريكيّة بالدّراية المحليّة الأوروبيّة لرسم ملامح جيلٍ جديدٍ من خدمات التّجارة والضّيافة الرّقميّة
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "دورداش" (DoorDash) الأمريكيّة الرّائدة في مجال التّجارة المحليّة، عن استحواذها رسميّاً على منافستها البريطانيّة "ديليفرو" (Deliveroo)، في صفقةٍ قُدِّرت قيمتها بنحو 2.9 مليار دولارٍ أمريكيٍّ، وذلك بعد مفاوضاتٍ بدأت الشّهر الماضي، حينما تقدّمت دورداش بعرضٍ للاستحواذ على ديليفرو بقيمة 180 بنساً للسّهم الواحد. وقد شهدت أسهم ديليفرو ارتفاعاً بنسبةٍ قاربت 2% عقب الإعلان عن إتمام الصّفقة.
وتُعدّ هذه الصّفقة نقطة تحوّلٍ مهمّةً لدورداش، إذ تعزّز من مكانتها كمنصّةٍ رائدةٍ عالميّاً في مجال التّجارة المحليّة، وتمنحها موطئ قدمٍ أوسع داخل السّوق الأوروبيّة، حيث تسعى للتفوّق في منافسةٍ شرسةٍ مع منصتي "أوبر إيتس" (Uber Eats) و"جست إيتس" (Just Eats) في القارة العجوز. وتأتي هذه الخطوة في سياق حالةٍ من الاندماج المتزايد في قطّاع توصيل الطّلبات الأوروبيّ، في أعقاب الطّفرة الكبيرة الّتي شهدها خلال جائحة كورونا.
وفي خطوةٍ موازيةٍ، أعلنت دورداش كذلك عن استحواذها على شركة "سيفن رومز" (SevenRooms) المتخصّصة في برمجيّات الضّيافة والمتمركّزة في مدينة نيويورك، وذلك في صفقةٍ بلغت قيمتها 1.2 مليار دولارٍ أمريكيٍّ. وقد حقّقت الشّركتان معاً قيمةً إجماليّةً للطّلبات عبر منصتيهما وصلت إلى نحو 90 مليار دولارٍ خلال عام 2024. ومن خلال هذا الاندماج، سيتوسّع نطاق تواجد الشّركة الموحّدة في أكثر من 40 دولةً حول العالم، لتخدم ما يقرب من 50 مليون مستخدمٍ نشطٍ شهريّاً.
علّق المؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ لدورداش، توني شو، على الصّفقة قائلاً: "كانت مهمّتنا في دورداش دوماً دعم وتمكين الاقتصادات المحليّة، إذ بدأنا الشّركة عام 2013 لنساعد أشخاصاً مثل والدتي -أولئك الّذين يديرون الأعمال التّجاريّة المحليّة ويخلقون الجزء الأكبر من الوظائف والنّشاط الاقتصاديّ في مجتمعاتنا. ومنذ ذلك الحين، ركّزنا جهودنا على تطوير أفضل المنتجات والخدمات الّتي تمكّن هؤلاء التّجّار من النّموّ، عبر ربطهم بالمستهلكين داخل أحيائهم، وبناء منصّة تجارةٍ محليّةً توفّر فرص دخلٍ مرنةً وفريدةً من نوعها".
كما أضاف شو بحماسةٍ: "لا يسعني سوى التّعبير عن مدى حماسي للآفاق الّتي سنحقّقها سويّاً من خلال اندماجنا مع ديليفرو؛ فبالتوسّع إلى أكثر من 40 دولةً يتجاوز عدد سكانها المليار نسمةً، سنتمكن من توفير أدواتٍ وتقنياتٍ أكثر تقدّماً للأعمال التّجاريّة المحليّة كي تزدهر. سيجمع الكيان الجديد بين نموذج التّشغيل المُتقن لدورداش والمعرفة المحليّة العميقة لديليفرو، بما يتيح لنا الارتقاء بالابتكار والتّنفيذ إلى مستوياتٍ غير مسبوقةٍ. ونحن نطمح إلى تقديم تجربةٍ مميّزةٍ لجميع شركائنا، وتنمية النّاتج المحليّ للمدن حول العالم، وبناء المنصّة العالميّة الرّائدة في مجال التّجارة المحليّة".
ومن جهته، علّق المؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ لديليفرو، ويل شو، على الاتّفاق بقوله: "نحن على أعتاب فصلٍ تحوّليٍّ جديدٍ في مسيرتنا. كلّ من ديليفرو ودورداش منظّمتان تشتركان في رؤيةٍ استراتيجيّةٍ واحدةٍ وقيمٍ متقاربةٍ. معاً، سنكون في موقعٍ أقوى لخدمة المستهلكين، والتّجّار، والموصلين، والمجتمعات المحليّة. وسيتمتّع الكيان الموحّد بالحجم اللّازم للاستثمار في المنتج والتّكنولوجيا وتعزيز القيمة المقدّمة للمستهلكين".
تُعدّ دورداش من الشّركات التّكنولوجيّة الرّائدة عالميّاً، وتتّخذ من الولايات المتّحدة مقرّاً لها، وتدير عمليّاتها في أكثر من 30 دولةً، وتعمل مع ما يزيد عن 500,000 شريكٍ من الأنشطة التّجاريّة المحليّة عبر منصّتها. وتخدم حاليّاً أكثر من 42 مليون مستخدمٍ نشط شهريّاً في الولايات المتّحدة وكندا.
أمّا ديليفرو، الّتي تأسّست في المملكة المتّحدة، فهي منصّةٌ محليّةٌ مرموقةٌ تعمل في 9 دولٍ، من ضمنها: دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وتربط أكثر من 176,000 نشاطٍ تجاريٍّ محليٍّ بالمستهلكين، وتخدم 7 ملايين مستخدمٍ نشطٍ شهريّاً، مقدّمةً خدماتها في مجالاتٍ تشمل المطاعم والبقالة والتّجزئة، وقد طرحت أسهمها للاكتتاب العامّ في بورصة لندن عام 2021 بسعرٍ افتتاحيٍّ بلغ 390 بنساً للسّهم.
وفي تصريحها عن الصّفقة، قالت كلوديا أرني، رئيسة مجلس إدارة ديليفرو: "لقد غيّرت ديليفرو ملامح خدمات توصيل الطّعام في المملكة المتّحدة وحول العالم. وبفضل ويل وفريق العمل المبتكر والمثابر، بات بإمكان المستهلكين الاستمتاع بتجارب غذائيّةٍ جديدةٍ، وحصلت الأنشطة التّجاريّة على فرص نموٍّ جديدةٍ، ووجد الموصلون نمط عملٍ جديداً. أنا فخورةٌ للغاية بالعمل إلى جانب هذا الفريق، وأشكرهم على تفانيهم".
كما اختتمت أرني قائلةً: "نتطلّع إلى المستقبل بثقةٍ، حيث ستمكّننا هذه الصّفقة من البناء على التّقدّم الاستراتيجيّ والتّشغيليّ الّذي أحرزته ديليفرو، وتعزيز ميزتنا التّنافسيّة، وزيادة الاستثمار في الابتكار، وتحسين عروضنا لكافّة أصحاب المصلحة. ويسرّنا أن نرى حماسة دورداش للاستثمار في الأعمال والفريق، ومشاركتها التزامنا تجاه دعم مصالح الموصلين والتّجار والمستهلكين".
