MaxAB-Wasoko تستحوذ على Fatura لتعزيز نمو التجارة الأفريقية
في خطوةٍ توسعيّةٍ مبتكرةٍ، صفقةٌ جديدةٌ تدمج الحلول الرّقميّة وسلاسل التّوريد لتعزيز تمكين تجّار التّجزئة غير الرّسميّين في أسواق أفريقيا المتنامية

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
استحوذت شركة "مكسب-واسوكو" (MaxAB-Wasoko)، المنصّة الأفريقيّة الشّاملة للتّجارة الإلكترونيّة وسلاسل التّوريد، على شركة "فاتورة" (Fatura)، وهي سوقٌ إلكترونيّةٌ تعمل بنموذج التّجارة بين الشّركات (B2B) ومقرّها مصر، من شركة "إي إف جي فاينانس" (EFG Finance)، التّابعة لمجموعة "إي إف جي القابضة" (EFG Holding) الّتي يقع مقرّها الرّئيسيّ في القاهرة.
يهدف هذا الاستحواذ إلى تمكين تجّار التّجزئة غير الرّسميّين في مختلف أنحاء القارّة الأفريقيّة، ودفع عجلة التّوسّع في الأسواق الأفريقيّة من خلال تعزيز سلاسل التّوريد وابتكار حلول التّكنولوجيا الماليّة، ممّا يدمج بين قطّاعي التّجارة الإلكترونيّة والخدمات الماليّة على مستوى القارّة. وكجزءٍ من هذه الصّفقة، أصبحت إي إف جي فاينانس مساهماً رئيسيّاً في مكسب-واسوكو، حيث حصلت على حصّةٍ في أسهم الشّركة بالإضافة إلى مقعدٍ في مجلس الإدارة.
وقد أجرت مجلة "عربيّة .Inc" مقابلةً مع بلال المغربي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة مكسب-واسوكو، للحديث عن تفاصيل الصّفقة، حيث صرّح المغربي قائلاً: "لطالما كانت مهمّتنا هي تمكين تجّار التّجزئة غير الرّسميّين عبر توفير إمكانيّة الوصول إلى سلاسل توريدٍ أفضل وأكثر كفاءةً، وهذه الصّفقة تُعزّز من رؤيتنا تلك". وأضاف: "إن نموذج السّوق الرّقميّة الّذي تتبنّاه فاتورة، والّذي يربط بين تجّار التّجزئة ومجموعةٍ أوسع من تجّار الجملة والمورّدين، يُكمّل البنية التّحتيّة القائمة لمكسب-واسوكو في مجال سلاسل التّوريد، من خلال تقديم تنوّعٍ أوسع في المنتجات ومرونةٍ أكبر في التّعامل".
وبحسب المغربي، فإنّ التّوافق بين الشّركتين سيفتح الباب للوصول إلى مجموعة منتجاتٍ أوسع، بالإضافة إلى تحقيق فوائد تشغيليّةٍ. وقال: "على سبيل المثال، إنّ وجود فاتورة في 16 مدينةً مصريّةً، منها خمس مدنٍ جديدةٍ بالنّسبة لمكسب-واسوكو، يُمكّننا من توسيع بصمتنا الجغرافيّة وفتح آفاقٍ جديدةٍ. كما أنّها تقدّم نموذجاً خفيف الأصول، ممّا يساعدنا على توسيع نطاق المنتجات بسرعةٍ وكفاءةٍ. كذلك يُعزّز وجود منصّة فاتورة من قدرتنا على تلبية الاحتياجات المتزايدة لتجّار التّجزئة غير الرّسميّين، عبر توفير مزيدٍ من الخيارات والوصول إلى منتجاتٍ كان من الصّعب الحصول عليها في السّابق. علاوةً على ذلك، فإنّ دمج فاتورة ضمن منظومتنا يُمكّننا من توسيع منصّتنا الرّقميّة المعتمدة على الهاتف المحمول، بحيث يستطيع تجّار التّجزئة الوصول إلى كلّ شيءٍ من الشّراء إلى الائتمان والأدوات الرّقميّة، ضمن تجربةٍ سلسةٍ. كما أنّ هذا الاستحواذ يُعزّز قدرتنا على خدمة تجّار التّجزئة في مدنٍ وأسواقٍ جديدةٍ، ممّا يحسن من مدى انتشارنا وراحة حلولنا المقدّمة".
وبالاستناد إلى الاندماج المحوريّ الّذي حصل العام الماضي بين شركة "مكسب" (MaxAB) الّتي تأسّست في مصر، وشركة "واسوكو" (Wasoko) الّتي انطلقت من كينيا، والّذي مكّن مكسب-واسوكو من ترسيخ حضورها في كينيا ورواندا وتنزانيا ومصر والمغرب، فإنّ الاستحواذ على فاتورة يُتيح لها الآن بناء منصّةٍ إقليميّةٍ تُقدّم حلولاً شاملةً قائمةً على التّكنولوجيا، مصمّمةً خصيصاً لتلبية الاحتياجات المحليّة في كلّ سوقٍ. وعلى الرّغم من أنّ مكسب-واسوكو تُوفّر حالياً حلولاً ماليّةً مدمجةً، بما في ذلك حلول الدّفع الرّقميّ ورأس المال العامل على هيئة ائتمانٍ للتّجار غير الرّسميّين، فإنّ دمج حلول فاتورة الماليّة يُوفّر خياراتٍ تمويليّةً أكثر تنوعاً لهؤلاء التّجّار.
وأوضح المغربي قائلاً: "يُمكّننا دمج نموذج سوق فاتورة مع حلولنا الماليّة المدمجة من تقديم الائتمان ليس فقط للمشتريات الّتي تتم من خلال منصة مكسب، بل أيضاً للمعاملات الّتي تتمّ عبر سوق فاتورة. وهذا يُتيح لتجّار التّجزئة غير الرّسميّين مزيداً من المرونة والوصول إلى الائتمان عبر مجموعةٍ أوسع من فئات المنتجات. كما أنّ القدرة على توسيع نطاق منتج الائتمان بسرعةٍ تعني أنّ عدداً أكبر من التّجار سيتمكّنون من الحصول على رأس المال العامل الّذي يحتاجونه، مما يُساعدهم على زيادة مخزونهم، وتوسيع أعمالهم، وزيادة مبيعاتهم. ومن خلال دمج منصّة فاتورة مع خدماتنا الماليّة، يمكننا تقديم دعمٍ ماليٍّ أوسع إلى جانب مجموعةٍ أكبر من المنتجات، ممّا يُعزّز قدرة التّجار على التّنافس والنّموّ".
تأسّست شركة فاتورة على يد كلٍّ من حسام علي، وأحمد أنور، وعبدالله محي الدين في القاهرة عام 2019، وتم الاستحواذ عليها لاحقاً في عام 2022 من قبل شركة تنمية التّابعة لمجموعة إي إف جي القابضة. وتُقدّم فاتورة نموذج سوقٍ مرناً وسهل التّوسع. وعلى المدى القصير، من المتوقّع أن تُسهم سوق فاتورة بحوالي 25% من إيرادات مكسب في مصر بنهاية العام، مع توقّعاتٍ بتحقيق نموٍّ سريعٍ وتوسّعٍ ملحوظٍ مع نشر هذا النّموذج عبر أسواق أفريقيّةٍ أخرى.
وقال المغربي: "تُشكّل المتاجر غير الرّسميّة العمود الفقريّ للتّجارة الأفريقيّة، وهي تبحث بشكلٍ متزايدٍ عن حلولٍ رقميّةٍ تُساعدها على تحسين إدارة المخزون، وخفض تكاليف الشّراء، والحصول على التّمويل بطريقةٍ أكثر كفاءةً. ومن خلال دمج فاتورة، فإنّنا نُضيف عمقاً أكبر إلى عروض منتجاتنا، ونعزّز من قدراتنا الماليّة، ونتوسّع جغرافيّاً. فالهدف هو إنشاء نظام تجزئةٍ أفريقيٍّ شاملٍ يجمع بين الشّراء، والخدمات اللّوجستيّة، والخدمات الماليّة المدمجة، في منصّةٍ واحدةٍ متكاملةٍ".
كما أشار المغربي إلى أنّ مشاركة إي إف جي فاينانس في الملكيّة وحصولها على مقعدٍ في مجلس الإدارة سيُضيف قيمةً استراتيجيّةً كبيرةً بينما تواصل مكسب-واسوكو التّوسع في أفريقيا. وقال: "بصفتها مؤسّسةً ماليّةً رائدةً تتمتّع بخبرةٍ واسعةٍ في الأسواق الماليّة والاستثمارات الاستراتيجيّة، تُقدّم إي إف جي خبراتٍ مهمّةً في تشكيل استراتيجيّتنا التّمويليّة ونهجنا في جمع رأس المال. ونتوقّع أن تكون مساهماتهم جوهريّةً بينما نستكشف آفاقاً جديدةً للتّمويل، سواء عبر الأسهم أو الدّيون أو الشّراكات الاستراتيجيّة. كما أنّ خبرتهم في الأسواق الماليّة ستساعدنا على ضمان توفّر الموارد اللّازمة لدعم نموّنا، خاصّةً مع توسيع خدماتنا الماليّة المدمجة والدّخول إلى أسواقٍ جديدةٍ. إنّ منظور إي إف جي الاستراتيجيّ سيكون أساسيّاً في مساعدتنا على التّنقّل ضمن المشهد الماليّ الأوسع وتعظيم أثر استثماراتنا".