الرئيسية الأخبار شركة Wittify.ai الناشئة تحصل على تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار

شركة Wittify.ai الناشئة تحصل على تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار

في ظلّ تسارع التّحوّل الرّقميّ، تنطلق منصة ذكاء اصطناعي جديدةٌ من قلب المنطقة لتعيد تشكيل مستقبل التّفاعل بين الإنسان والتّقنية باللّغة العربيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

حصلت شركة "وتيفاي. إيه‌ آي" (Wittify.ai)، النّاشئة في مجال الذكاء الاصطناعي المحادثي ومقرّها العاصمة السعودية الرياض، على تمويلٍ بقيمة 1.5 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولة تمويلٍ ما قبل التأسيس، من قبل مجموعةٍ من المستثمرين الملائكيّين السعوديين وقادة أعمال بارزين، بهدف تسريع مهمّتها في تطوير حلول ذكاء اصطناعي محادثي تركّز على اللغة العربية أوّلاً لخدمة المؤسّسات في أنحاء المنطقة.

وسيُخصّص هذا التّمويل الجديد لاستكمال تطوير المنتج، وتسريع إطلاق النّسخة التّجريبيّة من المنصة، وتعزيز جهود الدّخول إلى السّوق في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) ودول مجلس التعاون الخليجي (GCC). كما تسعى الشّركة أيضاً إلى توسيع فرقها في مجالات الهندسة والمنتج والعمليّات.

تأسّست وتيفاي. إيه‌ آي" في المملكة العربية السعودية عام 2024 على يد نادر البطراوي وسارة الحمود، حيث تساعد الشّركات على بناء مساعدين ذكيّين مدعومين بالذكاء الاصطناعي للصّوت والدّردشة والتّفاعل عبر قنواتٍ متعدّدةٍ، مع دعمٍ لأكثر من 25 لهجةً عربيّةً. وتتكامل منصّتها اللّاكوديّة بسهولةٍ مع المواقع الإلكترونيّة، ومنصّات التّواصل الاجتماعيّ، وأنظمة إدارة علاقات العملاء، ومراكز الاتّصال، حيث تقدّم أدوات ذكاء اصطناعي مع تقنيات صوت عربيّةٍ أصليةٍ.

تتوفّر منصة وِتيفاي. إيه‌ آي حاليّاً بنسختها التّجريبيّة، ممّا يتيح للشّركات إنشاء وكلاء ذكاء اصطناعي للتّفاعل عبر الصّوت أو النّص أو القنوات المتعدّدة، ومندمجةٍ عبر مختلف المنصّات الرّقميّة.

وفي الوقت الّذي يتركّز فيه النّقاش العالميّ حول الذكاء الاصطناعي غالباً على القدرات باللغة الإنجليزية، أكّد المؤسّسان المشاركان لوتيفاي. إيه‌ آي خلال حديثهم مع "عربية .Inc" وجود طلبٍ متزايدٍ وقويٍّ على حلول الذكاء الاصطناعي المحادثي باللغة العربية في مختلف القطّاعات. وأوضح نادر البطراوي، الرّئيس التّنفيذيّ للشركة، قائلاً: "نعمل عن قربٍ مع عملائنا من الجهات الحكوميّة والمؤسّسات على حلول مخصّصةٍ، تشمل أتمتة مراكز الاتّصال ووكلاء ذكاء اصطناعي متعدّد الوسائط يجمع بين الصّوت والنّص. لقد كان الطّلب كبيراً، وأكثر ما فاجأنا هو مستوى الجديّة والنّضج الذي نلمسه من جهات الخدمة العامّة التّقليديّة، حيث لم يعدّ التّحوّل الرّقميّ هدفاً مستقبليّاً، بل أولويّةٌ حاليّةٌ، ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي العربي بوصفه عنصراً أساسيّاً ممكّناً لهذا التّحوّل".

كما أوضحت سارة الحمود، رئيسة الذكاء الاصطناعي في وتيفاي.إيه‌آي، قائلةً: "لأنّنا ننطلق من عمق المنطقة؛ فإنّ تعقيد اللّغة العربيّة لا يشكّل بالنّسبة لنا عائقاً، بل يُعدُّ جوهراً نؤسّس عليه رؤيتنا. ومن أكثر المغالطات الّتي نرصدها لدى اللّاعبين الدّوليّين هي التّعامل مع العربية كلغةٍ واحدةٍ، بينما يُظهر الواقع أنّها أشبه بـ 25 لغةً مستقلّةً، ترتبط كلّ منها بثقافةٍ ودولةٍ وهويةٍ مختلفةٍ، فضلاً عن تنوّعٍ يزيد على 66 لهجةً متمايزةً. وبينما تنحصر جهود النّماذج العالميّة غالباً في إطار العربية الفصحى الحديثة (MSA)، نحن نغوص بعمقٍ في نبض اللّهجات المحكيّة، تلك التي تُشكّل لغة الحياة اليوميّة للنّاس وتُعبّر عنهم بصدقٍ وتلقائيّةٍ".

شركة Wittify.ai الناشئة تحصل على تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار

وقد صاحب هذا العمق تحديّاتٍ من نوعٍ خاصٍّ، لا سيما ندرة البيانات المتعلّقة باللّهجات العربيّة، وتشرح الحمود: "أكبر تحدٍّ نواجهه حتّى الآن هو غياب بيانات تدريبٍ عالية الجودة خاصّةٍ باللّهجات، خصوصاً في مجال الصّوت. لذلك، قرّرنا استثماراً استراتيجيّاً في بناء قواعد بياناتنا من الصّفر، بالتّعاون مع فنّانين صوتييّن، وفرق تسجيلٍ، ومُعلّقين، ومتخصّصي ضمان الجودة في أنحاء المنطقة. إذ يتطلّب تدريب نماذج تحويل النّص إلى كلام (TTS) مئات السّاعات من تسجيلاتٍ دقيقةٍ وعالية الجودة لكلّ لهجةٍ، كما يتطلّب تدريب أنظمة التّعرّف التّلقائيّ على الكلام (ASR) آلاف السّاعات".

وفيما يتعلّق بأولويّات اللّهجات التي تُخطّط الشّركة لدعمها لاحقاً؛ فإنّ خارطة طريق وتيفاي. إيه آي تُصمّم بناءً على احتياجات السّوق، إذ توضّح الحمود: "نظراً لأنّ مقرّنا الرّئيسي في السعودية ولدينا مكاتب في مصر والإمارات، فإنّ تركيزنا الأساسيّ منصبٌّ على لهجات دول الخليج واللّهجة المصريّة. ولكنّنا صمّمنا بنيتنا التّحتيّة لتكون قابلةً للتّوسّع نحو لهجاتٍ إضافيّةٍ مستقبلاً، بناءً على الطّلب والفرص الاستراتيجيّة".

تُحقق وتيفاي. إيه‌ آي اهتماماً متزايداً ليس فقط من الجهات الحكوميّة والشّركات الكبرى، بل أيضاً من المؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة. ويشرح البطراوي: "تدرك هذه الشّركات أنّ وكلاء الذكاء الاصطناعي باتوا قادرين على فهم العاطفة، والتّحدّث بعدّة لغاتٍ، وتنفيذ إجراءاتٍ حقيقيّةٍ، وأتمتة المهامّ، وتقديم خدماتٍ بمستوى المؤسّسات الكبرى وبتكلفةٍ أقلّ بكثيرٍ. لهذا طوّرنا وتيفاي. إيه‌ آي خصيصاً لقطّاعات التّكنولوجيا والتّجزئة والعقارات، ممّا يتيح للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة إنشاء ونشر وكلاء ذكاء اصطناعي خاصّين بها دون تعقيداتٍ تقنيّةٍ أو الحاجة للبرمجة".

وعند الحديث عن مشهد الذكاء الاصطناعي الأوسع في دول مجلس التعاون الخليجي، يُبدي البطراوي تفاؤله: "نعيش لحظة حماسٍ حقيقيّةً للذكاء الاصطناعي في الخليج؛ فالطّاقة كبيرةٌ، والحركة سريعةٌ. كما أنّ الحكومات تستثمر بكثافةٍ، والمؤسّسات تتّجه لأن تكون ذات نهجٍ يرتكز على الذكاء الاصطناعي، والاهتمام العامّ في ذروته". لكنّه يوجّه تحذيراً صريحاً لمؤسّسي الشّركات النّاشئة الطّامحين: "مع هذا الحماس تأتي المخاطر. لذلك، فإنّ نصيحتي للمؤسّسين: اختاروا بدقّةٍ أين تبنون مشاريعكم؛ فقطّاع الذكاء الاصطناعي العام للمستهلك (B2C) بات محفوفاً بالمخاطر، إذ إنّ المنصّات الكبرى مثل: "آبل" (Apple) و"غوفل" (Google) و"أوبن إي آي" (OpenAI)، تقدّم قدراتٍ عالميّة المستوى مجاناً ومندمجةً كليّاً في أنظمة التّشغيل والتّطبيقات. ومن شبه المستحيل التّنافس هناك دون موارد هائلةٍ".

ويختم قائلاً: "تكمن الفرصة الحقيقيّة في الذكاء الاصطناعي المخصص للمؤسّسات (B2B)، ببناء حلولٍ محليّةٍ عالية المستوى موجّهةٍ للمؤسّسات، مع تكاملاتٍ إقليميّةٍ، واستضافة بياناتٍ محليّةٍ، وضوابط خصوصيّةٍ صارمةٍ. هذا هو المجال الذي يمكن فيه للشّركات النّاشئة الإقليميّة أن تتفوّق فعليّاً على اللّاعبين العالميّين، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر باللغة العربية، والسّياق الثّقافيّ، والامتثال التّنظيميّ".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: