شركة Prop-AI الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 1.5 مليون دولار
تركّز المنصة على دمج بيانات العقارات وتطبيق تقنيات التّحليل التّنبؤي، بدعمٍ من مستثمرين إقليميّين ودوليّين لتعزيز الشّفافية والثّقة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
جمعت منصة "بروب‑أيه آي" (Prop-AI) الإماراتيّة النّاشئة والمتخصّصة في التّكنولوجيا العقاريّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تمويلاً بقيمة 1.5 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولة ما قبل التّأسيس، قادتها شركة "بلس في سي" (Plus VC) الإماراتيّة، بمشاركةٍ من "جوا كابيتال" (Joa Capital)، وهي شركةٌ استثماريّةٌ تكنولوجيّةٌ في مراحلها المبكّرة، و"سلكت فنتشر إكويتي" (Select Venture Equity)، شركةٌ استثماريّةٌ مقرّها دبي ومتخصّصةٌ في الاستثمارات متعدّدة المراحل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكندا، بالإضافة إلى "أوراسيا كابيتال" (Oraseya Capital)، والصندوق الاستثماري التّابع لهيئة دبي للمناطق الاقتصاديّة المتكاملة (Dubai Integrated Economic Zones Authority – DIEZ)، ومسرّعة الأعمال العالميّة "بلغ أند بلاي" (Plug & Play).
تأسّست المنصّة في دبي عام 2023 على يد كلّ من رانيم السكاف وكريستيان كنوز، وتهدف إلى تبسيط وتطوير عمليّة البحث العقاريّ، وتقييمه، وتقديمه من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة. وتسعى إلى تمكين مختلف شرائح المستخدمين، من المشترين لأوّل مرّةٍ إلى المستثمرين المؤسّسيين، من اتّخاذ قراراتٍ واثقةٍ ومدروسةٍ في أسواق العقار المتغيّرة والمعقّدة.
في حوارٍ أجرته "عربية .Inc" مع رانيم السكاف، الّتي تشغل أيضاً منصب الرّئيس التّنفيذيّ لبروب‑أيه آي، شرحت أنّ الشّركة تسعى لتأسيس ما وصفته ببلومبرغ العقارات، أي منصّةٍ مركزيّةٍ تهدف إلى تنظيم سوق العقارات المتشظّي وتقديم بياناتٍ عقاريّةٍ منظّمةٍ وواضحةٍ. وأضافت: "عندما نقول بلومبرغ العقارات، فإنّنا نعني منصّةً تُتيح للمستثمرين والوكلاء والمؤسّسات الوصول إلى بياناتٍ عقاريّةٍ نظيفةٍ ومنظّمةٍ وقابلةٍ للتّنفيذ، في مكانٍ واحدٍ. سواء كُنتَ مشتريّاً لأوّل مرّةٍ أو مديرٍ صندوقٍ، تقدّم لك بروب‑أيه آي الأدوات اللّازمة لفهم السّوق بثقةٍ، من خلال القوائم المُحقّقة، والرّؤى التّنبؤيّة، والذّكاء السّياقيّ".
سيساعد التّمويل الأخير بروب‑أيه آي على توسيع تكامل البيانات الإقليميّة، وتطوير تقنياتها الذّكيّة، وتأسيس شراكاتٍ استراتيجيّةٍ مع المطوّرين العقاريّين، وشركات الوساطة، والمؤسّسات الماليّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعالميّاً. وأشارت السكاف إلى أنّ السّوق العقاريّة في المنطقة تعاني من تجزئةٍ حادةٍ نتيجة غياب نظامٍ مركزيٍّ موحّدٍ للقوائم العقاريّة (MLS)، واعتمادٍ واسعٍ على بياناتٍ منقوصةٍ أو قديمةٍ. وقالت: "تميل السّوق لصالح البائعين ووكلائهم بسبب امتلاكهم للبيانات، وبالتّالي القوّة في المفاوضات".
تتصدّى بروب‑أيه آي لهذا التّحدّي من خلال بناء بنية بياناتها الخاصّة، اعتماداً على السّجلات العامّة، وخطوط تطوير المشاريع العقاريّة، والقوائم، وشبكات الوسطاء. ومن خلال عمليّات إثراء عميقةٍ ومؤشّراتٍ مخصّصةٍ، تحوّل المنصّة هذه المدخلات المتفرّقة إلى رؤىً قابلةً للتّنفيذ. وأوضحت السكاف: "نحلّل أكثر من ثلاثة مليارات نقطة بياناتٍ تقوم تقنياتنا بتنظيفها وتعزيزها وربطها، ممّا يسمح لنا بكشف فجواتٍ لا يراها الآخرون، مثل: الوحدات غير المسعرّة بشكلٍ عادلٍ، أو المناطق النّاشئة، أو مخاطر المطوّرين، أو معدّلات الامتصاص، أو حتّى العائد الإيجاريّ حسب الطّابق. في النّهاية، نحن نسدّ فجوة الثّقة والشّفافيّة، ونجعل من السّوق العقاريّة أداةً استثماريّةً قائمةً على البيانات، وليست مجرّد سوقٍ غامضةٍ".
شاهد أيضاً: Forus تحصل على تمويل بقيمة 60 مليون دولار
وبحسب السكاف، فإنّ قوّة بروب‑أيه آي تكمن في المزج بين التّكنولوجيا وتمكين المستخدم. وتقول: "العقار ليس مجرّد أرقامٍ، بل هو سياقٌ أيضاً. ولهذا فإنّ أنظمتنا الذّكيّة تهدف إلى الإرشاد لا إلى اتّخاذ القرار بالنّيابة عن المستخدم. ونستخدم الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة وخوارزمياتنا الخاصّة لتقديم توصياتٍ ذكيّةٍ، ومحاكاة سيناريوهاتٍ استثماريّةٍ مختلفةٍ، والتّحذير من الرّسوم والمخاطر المخفيّة، بينما يبقى المستخدم في مركز التّحكم دائماً".
تحدّثت السكاف أيضاً عن التّحديّات الثّقافيّة في إدخال الذكاء الاصطناعي إلى سوقٍ تقليديّةٍ تعتمد على العلاقات الشّخصيّة، وأشارت إلى أنّ الوسطاء والمطوّرين غالباً ما بنوا أعمالهم على الحدس والاتّصالات الشّخصيّة، وأحياناً على الفجوة المعلوماتيّة، وهو ما يجعل تقنيات الشّفافيّة تواجه مقاومةً في البداية. لكنّها أوضحت أنّ هذا التّحدّي لم يقلّل من تفاؤلها حيال تحوّل السّوق. وقالت: "تحدث نقطّة التّحوّل عندما يدرك هؤلاء أنّنا لا نسعى إلى استبدالهم، بل إلى تعزيز حضورهم وموثوقيّتهم؛ فالوسطاء الّذين يتعاونون معنا يغلقون الصّفقات بشكلٍ أسرع، لأنّ المشترين الّذين يأتون من طرفنا يكونون أكثر اطلاعاً واستعداداً".
كما أشارت السكاف إلى أنّ أدواتٍ برُوب‑أيه آي صمّمت لتناسب المطوّرين أيضاً لضمان تبنّيها من الطّرفين، وأضافت: "يرى المطوّرون أنّ ملاحظاتنا المبنيّة على البيانات تمثّل فرصةً لتحسين التّسعير، والمنتج، وتوقيت الإطلاق. كما أنّ السّوق يشهد تحوّلاً عاماً نحو مزيدٍ من الشّفافية واعتماد القرار على البيانات. وصمّمنا أدواتٍ تتحدّث بلغتهم، مثل: الخرائط التّفاعليّة، ولوحات التّحكّم، ومحاكيّات الاستثمار، والأهمّ من ذلك أنّنا نُشركهم في كلّ مرحلةٍ".
ما يميّز بروب‑أيه آي، بحسب السكاف، هو مزيجها من العلم البيانيّ والحدس الواقعيّ. وقالت: "لا نصمّم خوارزمياتٍ في عزلة عن السّوق، بل نربطها بالواقع عبر مستشارينا وتفاعلاتنا اليوميّة، ممّا يجعل توصياتنا ذكيّةً وواقعيّةً في آنٍ واحدٍ".
ومع توسّع الشّركة إلى أسواقٍ جديدةٍ، ستستند أكثر فأكثر إلى الدّروس المستفادة في دبي، وأكّدت السكاف أنّ انطلاق الشّركة من دبي منحها أفضليّةً واضحةً، بسبب كونها سوقاً متسارعةً ومنفتحةً على الابتكار ومتنوعةً في الوقت نفسه، ما دفع بروب‑أيه آي لتأسيس بنيةٍ تحتيّةٍ مرنةٍ من البداية قادرةٍ على مواكبة التّغيّرات القانونيّة والسّلوكيّة في السّوق. وأضافت: "حين ننتقل إلى مدنٍ جديدةٍ، لا ننسخ النّموذج حرفيّاً، بل نعتمد على ما تعلمناه. ولدينا الآن خارطة طريقٍ، ورغم أنّ الأسواق تختلف، إلّا أنّ الأساسيّات واحدةٌ، والبيانات تظلّ بياناتٍ في كلّ مكانٍ".
كما أشارت إلى أن الهدف الأساسي هو أن تبقى برُوب‑أيهآي منصة تستند إلى البيانات، وفي نفس الوقت مرنة بما يكفي للتكيف مع الخصوصيات المحلية لكل سوق جديدة. وقالت: "بمجرد أن تدرك نوعية البيانات المطلوبة، ومستوى التفاصيل اللازم، وما يمكن استخراجه منها، يصبح الناتج واضحًا. نحن نستهدف المستثمرين الدوليين، وما يهمنا هو التحدث بلغتهم – وهي لغة عالمية بطبيعتها."
وفي نصيحتها للمؤسّسين الّذين يطوّرون شركاتٍ ترتكز على الذكاء الاصطناعي في قطّاعاتٍ، مثل: العقار، شدّدت السكاف على أهميّة البدء من المشكلة وليس من التّكنولوجيا. وأضافت: "الذكاء الاصطناعي أداةٌ قويّةٌ، لكنّه لا يعني شيئاً ما لم يُستخدم لحلّ مشكلةٍ حقيقيّةٍ ومؤلمةٍ. في حالتنا، كانت المشكلة أنّنا كمحترفين مشغولين نملك الأموال للاستثمار، لكن لا نملك الوقت أو البيانات لاتّخاذ قراراتٍ ذكيّةٍ".
كما أوضحت أنّ على المؤسّسين تقديم معلوماتٍ كافيةٍ للمستثمرين كي يثقوا بهم، دون إغراقهم في تفاصيل معقّدةٍ. وقالت: "الأمر دقيقٌ للغاية: يجب أن تفهم ما يهتمّ به عملاؤك، وكيف تتمّ الصّفقات، وما الّذي يعزّز الثّقة".
واختتمت حديثها بنصيحةٍ إضافيّةٍ قائلةً: "لا تخف من بناء بنيتك التّحتيّة الخاصّة إذا كانت البنية الحاليّة معطوبةً. نعم، الأمر أصعب، لكن في ذلك تكمن الميّزة التّنافسيّة. بالنّسبة لنا، تمثّل ذلك في شبكات البيانات المعقّدة، والقدرة على دمج قواعد بياناتٍ لا تتحدّث مع بعضها أصلاًً".