الرئيسية الأخبار Huspy الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 59 مليون دولار

Huspy الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 59 مليون دولار

شركةٌ تقنيّةٌ ناشئةٌ تتبنّى استراتيجيّة توسّعٍ عالميّةً قائمةً على التّوطين وفهم الأسواق، مع التّركيز على الابتكار وبناء نموذج أعمالٍ قابل للتّكرار والنّموّ السّريع

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

يُعدُّ التّوسّع الدّوليّ حلماً يراود العديد من الشّركات النّاشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن قلّةٌ قليلةٌ منها تنفّذه بخطىً مدروسةٍ كما فعلت "هسبي" (Huspy)؛ فهذه المنصّة الإماراتيّة المتخصّصة في شراء العقارات، بقيادة الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ جاد أنطون، لا تعمل فقط داخل الإمارات، بل تسير بخطىً متسارعةٍ نحو النّموّ في إسبانيا أيضاً، مع توجيه أنظارها نحو المملكة العربية السعودية كوجهة توسّعٍ رئيسيّةٍ مقبلةٍ.

ويأتي هذا التّوسّع بعد جمع هسبي 59 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولتها التّمويليّة من الفئة "ب" في يوليو من هذا العام، والّتي قادتها شركة "بالدرتون كابيتال" (Balderton Capital)، إحدى كبرى شركات رأس المال المغامر في أوروبا، إلى جانب دعمٍ متجدّدٍ من مستثمرين مثل "بيك 15" (Peak XV)، و"إكسبوردر بارتنرز" (ExBorder Partners)، و"توريماك كابيتال" (Turmeric Capital)، و"بي واي فنتشرز" (BY Ventures)، و"دارة مانجمنت" (Dara Management)، و"كي إي بارتنرز" (KE Partners). ويُتوقّع أن تسهم هذه الجولة في تسريع نموّ الشّركة العقاريّة التّقنيّة (PropTech) في أوروبا ومنطقة الخليج.

- فما هو سرّ قدرة هسبي على اختراق أسواقٍ بهذا الحجم والطّموح؟

بحسب أنطون، يكمن جوهر النّجاح في تحقيق التّوافق الدّقيق بين المنتج والسّوق، إلى جانب تبنّي استراتيجيّة توسّعٍ مدروسةٍ بعنايةٍ، إذ يقول: "كان من أولويّاتنا منذ البداية بناء شركة تكنولوجيّة عالميّةٍ تنطلق من الإمارات والشرق الأوسط. وقد جاء نموّنا في الإمارات ليؤكّد الحاجة الفعليّة إلى منتجنا. أمّا إسبانيا، فكانت بمثابة اختبارٍ مثاليٍّ لقياس قدرتنا على تكرار نموذج أعمالنا هناك، وقد أثبتنا بالفعل نجاحنا. ونحن اليوم في طور الانطلاق نحو توسّعٍ أوسع نطاقاً في إسبانيا وأوروبا والمملكة العربيّة السّعوديّة".

ويُضيف: "مع هسبي، يمكن لمشتري المنازل الوصول إلى منصّةٍ واحدةٍ تجمع بين تمويل العقار والبحث عنه. كما تُساعد أدواتنا وكلاء الرهن العقاري والوسطاء العقاريّين على إتمام الصّفقات بشكلٍ أسرع وتحقيق عمولاتٍ رائدةٍ في السّوق".

Huspy الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 59 مليون دولار

ورغم أنّ نموذج هسبي أثبت قدرته على التّكيّف في مختلف الأسواق، إلّا أنّ الفريق واجه فروقاتٍ كبيرةً بين المناطق الّتي عمل بها، إذ يوضح أنطون قائلاً: "سوق العقارات في الإمارات أكثر تنظيماً، وقد قامت الحكومة بعملٍ مذهلٍ على صعيد التّنظيم وتوفير البيانات والشّفافيّة. بينما في أوروبا، فالسّوق ليس معتاداً على التّغيير السّريع والابتكار كما هو الحال في الإمارات؛ لذا فوجئ القطّاع العقاريّ هناك بسرعة حركتنا وطموحنا".

ويُتابع: "كان لوجود مقرّنا الرّئيسيّ في دبي والإمارات دورٌ كبيرٌ في نجاحنا، إذ تنظر إسبانيا وأوروبا إلى الإمارات على أنّها دولةٌ رائدةٌ في مجال العقارات والابتكار". كما يرى أنطون أنّ النّجاح يكمن في امتلاك نموذج عمل قابلٍ للتّوسّع، ولكن دون التّفريط بالمرونة: "نفخر بامتلاكنا نموذج تشغيلٍ يُمكن تكراره بسهولةٍ في أسواقٍ مختلفةٍ، ولكنّنا نُولي أهميّةً قصوى للتّكيّف المحليّ مع الأسواق والثّقافات".

ومع استقرار هسبي في إسبانيا، يؤكّد أنطون أنّ الوقت قد حان للتّوسّع إلى السّوق الخليجيّة التّالية، إذ يقول: "السعودية ليست فقط أكبر اقتصادٍ في المنطقة، بل إنّها سوقٌ ذات إمكاناتٍ غير مستغلِّةٍ. ومن المتوقّع أن ينمو قطّاع العقارات فيها بشكلٍ كبيرٍ، لكنّه يفتقر إلى الحلول التّقنية الّتي تسرّع من وتيرة النّموّ. وهنا نعتقد أنّ هسبي ستؤدّي دوراً كبيراً من خلال ربط جميع الأطراف المعنيّة".

ويُشير إلى أنّ الدّخول إلى السّوق السّعوديّة ليس مفاجئاً، فقال: "نتوقّع بعض التّحديّات كأيّ سوقٍ جديدةٍ، لكنّنا واثقون من قدرتنا على التّنفيذ. كنّا قريبين جدّاً من السّوق السعودية طوال السّنوات الأربع الماضية، ولدينا فهمٌ جيّدٌ لموقعها الحاليّ". كما يؤكّد أنّ طموحات هسبي تتجاوز مجرّد النّجاح في أسواقٍ فرديّةٍ، إذ قال موضّحاً: "هدفنا هو بناء أكبر شركةٍ لشراء المنازل في أوروبا والشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق، يمكنكم توقّع رؤية هسبي في كل مدينةٍ رئيسيّةٍ ضمن هاتين المنطقتين".

ويُضيف: "قطّاع العقارات عالميّاً هو الأقلّ تأثّراً بالتّحوّل التّكنولوجيّ، ونحن في مهمّةٍ لتغيير ذلك. إذ تتمثّل رؤيتنا في بناء علامة تجارية عالميّةٍ تنطلق من المنطقة. لهذا، فإنّ اختيارنا للأسواق واستراتيجيّتنا التّوسعيّة كانت دائماً مدروسةً".

كما يتابع قائلاً: "مع أكثر من 7 مليارات دولارٍ من صفقات العقارات سنويّاً، واستهداف التّواجد في 10 مدنٍ بحلول نهاية العام، نعتقد أنّنا على الطّريق الصّحيح. هدفنا هو التّوسع في معظم الدّول الكبرى في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مع خدمة المشترين في أكثر من 100 مدينةٍ. وفي كلّ مدينةٍ نُطلق فيها خدماتنا، نُقاتل لنكون في موقع الرّيادة في مواجهة اللّاعبين التّقليديّين، ولن يتغيّر هذا النّهج أبداً. هذا هو الأسلوب الذي ساعدنا على التّوسّع السّريع عبر الأسواق".

وفيما يخصّ النّصائح الّتي يُقدّمها أنطون للمؤسّسين في المنطقة الذين يسعون للتّوسّع خارج نطاق الشرق الأوسط، فإنّه يُحذّر من محاولة نسخ نفس التّجربة إلى أسواقٍ جديدةٍ، إذ يقول: "ما ينجح في المنطقة قد لا ينجح في أوروبا". ويؤكّد: "نفخر في هسبي بتطوير نموذجٍ يمكن تكراره بسهولةٍ، لكنّنا نُركّز بشدّةٍ على التّوطين وفهم الثّقافات عند التّوسّع".

كما شدّد أنطون على أهميّة التّواجد الفعليّ في السّوق الجديدة منذ اليوم الأول. ويقول: "أحد أكبر الدّروس الّتي تعلّمناها هو أنّ التّوسّع لا يمكن أن يتم عن بُعد. ولهذا، منذ اللّحظة الأولى، خصّصنا فريقاً ميدانيّاً يتكوّن من أعضاء من المقرّ الرّئيسيّ إلى جانب مواهب محليّةٍ، تحت قيادة نائب الرّئيس التّنفيذيّ زياد نصّار. ففهم السّوق والثّقافة أمرٌ غير قابلٍ للنّقاش لضمان بقاءنا ذوي صلةٍ بالمستخدمين، سواء كانوا مشترين، أو وسطاء تمويلٍ، أو وكلاء عقاريّين".

ويختم أنطون بالتّأكيد على أن هناك فرصاً هائلةً خارج حدود الشّرق الأوسط تستحقّ الاستكشاف، مشجّعاً روّاد الأعمال في المنطقة على التّفكير بشكلٍ أوسع وأبعد؛ فقال: "يجب على روّاد الأعمال في المنطقة أن يفكّروا خارج حدود الإقليم إذا أُتيحت لهم الفرصة، سواء من النّاحية القطّاعيّة أو التّمويليّة. أعتقد أنّ هناك ما يكفي من المواهب في هذا الجزء من العالم للتّنافس على المستوى العالميّ وبناء شركاتٍ أكبر".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: