الرئيسية الأخبار InfiniLink تجمع تمويلاً بقيمة 10 ملايين دولار

InfiniLink تجمع تمويلاً بقيمة 10 ملايين دولار

بهدف تطوير شرائح الاتّصال البصريّة المدمجة وتسريع دخولها سوق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

في ظلّ التّحوّلات الكبرى الّتي تشهدها مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ازدادت الحاجة إلى حلولٍ شبكيّةٍ أسرع وأكثر كفاءةً بصورةٍ غير مسبوقةٍ. ونتيجةً لذلك، برز عددٌ من المبتكرين في قطّاع التّكنولوجيا العميقة بالمنطقة، مقدّمين تقنياتٍ متطوّرةً لمواجهة التّحديّات الفريدة الّتي يفرضها هذا القطّاع المتغيّر بسرعةٍ.

ومن بين هذه الشّركات النّاشئة، تبرز "إنفيني لينك" (InfiniLink) المصريّة المتخصّصة في أشباه الموصلات، والّتي نجحت في شهر أبريل الماضي في جمع تمويلٍ أوّليٍّ بقيمة 10 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ. وقاد جولة التّمويل كل من شركة "ميدياتك" (MediaTek) التّايوانيّة، وشركة رأس المال المغامر "سكنى فنتشرز" (Sukna Ventures) الّتي تتّخذ من الرّياض مقرّاً لها، إلى جانب "إيجيبت فنتشرز" (Egypt Ventures) المصريّة، ومجموعة المستثمرين الملائكيين "إم إمباير آنجلز" (M Empire Angels) ومقرّها القاهرة.

تأسّست إنفيني لينك في مصر عام 2022 على يد أحمد أبو العلا وبطرس جورج، وابتكرت تقنية الشّرائح البصريّة المدمجة (iOTC)، الّتي تقدّم حلولاً منخفضة الطّاقة وعالية الكثافة في عرض النّطاق التّردّدي، وهي حلولٌ ضروريّةٌ لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المتقدّمة. وتمثّل هذه الشّرائح جزءاً محوريّاً في تحقيق سرعة نقل بياناتٍ عاليةٍ مع الحفاظ على الكفاءة الطّاقيّة، وهو أمرٌ بالغ الأهميّة مع تزايد تعقيد نماذج الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلةٍ مع منصّة "عربية .Inc"، تحدّث بطرس جورج، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ للتّكنولوجيا في إنفيني لينك، حول أهميّة الاستثمار الجديد، قائلاً: "حتّى الآن، كنا نعتمد على التّمويل الذّاتي لتسيير أعمالنا، وسنستخدم هذه الأموال لتسريع وصولنا إلى السّوق، من خلال توسيع فرق العمل عبر مختلف الوظائف، وتعجيل عمليّات تطوير المنتج، وتعزيز التّفاعل مع العملاء، بالإضافة إلى تسريع خطط تصنيع الشّرائح وتجميعها وتغليفها".

تتميّز حلول إنفيني لينك (iOTC) بكونها وحداتٍ صغيرةً ومتكاملةً، تعمل على تحويل الإشارات الكهربائيّة إلى إشاراتٍ ضوئيّةٍ والعكس، ما يتيح نقل البيانات بسرعةٍ وكفاءةٍ عاليةٍ مع استهلاك طاقةٍ منخفضٍ. وتلعب هذه التّقنية دوراً رئيسيّاً في تلبية متطلّبات معالجة أعباء عمل الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات الحديثة.

وعن ذلك، يوضّح جورج: "تختلف مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الحديثة تماماً عن مراكز الحوسبة السّحابيّة التّقليديّة؛ فهي تتمحور حول وحدات تسريع الحوسبة، مثل: وحدات معالجة الرّسوميّات (GPUs) من شركة "إنفيديا" (Nvidia)، والّتي يتطلّب تشغيلها بكفاءةٍ ربط أعدادٍ هائلةٍ منها ضمن بنيةٍ تحتيّةٍ قويّةٍ ذات عرض نطاقٍ تردّديٍّ ضخمٍ وزمن وصولٍ منخفضٍ واستهلاك طاقةٍ منخفضٍ".

وأضاف جورج أنّ استهلاك الطّاقة في شبكات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي يفوق نظيرتها التّقليديّة بعشرة أضعاف،ٍ ما يحتم بناء شبكاتٍ أكثر قوّةً وكفاءةً. وأوضح قائلاً: "تتطلّب الحاجة إلى إدارة هذا العدد الهائل من وحدات معالجة الرّسوميّات ربطها بشبكاتٍ عالية الأداء لتشكيل ما يشبه الحاسوب العملاق القادر على التّعامل مع النّماذج الذّكيّة المتنامية".

كما أكّد جورج أنّ مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تواجه تحديين رئيسيين مع النّموّ المتسارع لنماذج الذكاء الاصطناعي: السّعة واستهلاك الطّاقة، وأضاف: "يمكننا تصوّر مركز بيانات الذكاء الاصطناعي الحديث كشبكةٍ من الشّبكات المرتكزة حول وحدات المعالجة الرّسوميّة، حيث تتّصل الوحدات داخل الخادم عبر شبكة توسّع رأسيّةٍ (Scale-up)، بينما تتّصل الرّفوف المختلفة عبر شبكة توسّعٍ أفقيّةٍ (Scale-out)، مع شبكةٍ أماميّةٍ تربط وحدات المعالجة المركزيّة (CPUs) بالحوسبة السّحابيّة".

وأشار جورج إلى أنّ الشّركة تستهدف شبكات التّوسّع الرّأسيّ والأفقيّ على حدٍّ سواء بتقنياتها. وقال: "بالنّسبة لشبكات التّوسّع الأفقيّ الّتي تربط بين الرّفوف المختلفة، فإنّ التّقنية السّائدة حاليّاً هي الوحدات القابلة للتّوصيل، والّتي تتطوّر من حيث السّعة وكفاءة الطّاقة بفضل حلولٍ مدمجةٍ، مثل: تقنيتنا iOTC".

كما أوضح جورج أنّ تقنيات إنفيني لينك تتيح أيضاً تطوير ما يُعرف بالبصريّات المجمّعة مع المعالج (CPO)، وهي تقنيةٌ تدمج المكوّنات البصريّة مباشرةً بجانب وحدات المعالجة أو المحوّلات الشّبكيّة داخل نفس الحزمة، ممّا يسهم في تقليل استهلاك الطّاقة وزيادة السّرعة. وأردف: "البصريّات المجمّعة تختصر المسافة الّتي تسلكها البيانات، ما يؤدّي إلى تحسين سرعة وكفاءة الاتّصال، وهو أمرٌ بالغ الأهميّة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الّتي تتعامل مع كميّاتٍ ضخمةٍ من المعلومات".

وبحسب جورج، فإنّ الفرصة الكبرى تكمن اليوم في شبكات التّوسّع الرّأسيّ داخل الخادم الواحد، حيث لا تزال الكابلات النّحاسيّة مسيطرةً، رغم بلوغها حدودها القصوى من حيث الأداء. وقال: "يمثّل هذا المجال الجبهة التّالية للفرص أمام الاتّصال البصريّ منخفض الطّاقة والتّكلفة، من خلال حلولٍ متكاملةٍ مع وحدات معالجة الرّسوميّات على نفس الرّقاقة".

رغم الآفاق الواعدة، أقرّ جورج بأنّ الطّريق نحو السّوق ليس خالياً من التّحديّات، موضّحاً: "أكبر التّحديات الّتي تواجه هذه التّقنيات المثيرة هو زمن النّشر، مع ضرورة تحقيق معايير الاعتماديّة والتّوافر وقابليّة الخدمة (RAS) لضمان التّأهل للدّمج مع أصولٍ ثمينةٍ كجيل وحدات معالجة الرّسوميّات أو المحوّلات القادمة".

وفي إطار تطلّعاته المستقبليّة، أشار جورج إلى أنّ النّجاح بالنّسبة لإنفيني لينك لا يقتصر على مجاراة الاتّجاهات الحاليّة فقط، بل يتطلّب أيضاً إدارة خارطة المنتجات وفهم الاحتياجات الخاصّة لكلّ تطبيقٍ، وأوضح: "نحن نولي اهتماماً كبيراً لفهم متطلّبات كلّ تطبيقٍ بعنايةٍ، وبناء خارطة طريق منتجاتنا وتقنياتنا بما يضمن توافقها مع متطلّبات السّوق، مع الالتزام بوتيرة التّطوير السّريعة المفروضة من طبيعة القطّاع".

وعن تجربة جمع التّمويل في مرحلةٍ مبكّرةٍ، أشار جورج إلى أنّ ذلك قرارٌ استراتيجيٌّ مدروسٌ، وأضاف: "يتّسم سوقنا بسرعةٍ فائقةٍ، حيث تتضاعف سعات الاتّصال في مراكز البيانات تقريباً كلّ عامين، وإنّ التّأخر في أيّ جيلٍ تكنولوجيٍّ يجعل الفوز بفرص التّصميم بأسعارٍ مميّزةٍ أكثر صعوبةً".

وفي نصيحته لروّاد الأعمال في مجال التّكنولوجيا العميقة، شدّد جورج على ضرورة تقييم احتياجات التّمويل بواقعيّةٍ قائلاً: "قد يوصلك التّشغيل الذّاتي إلى نقطة الانطلاق، لكنّه غالباً لا يوفّر السّرعة المطلوبة للاستمرار. كما يجب على كلّ مؤسّسٍ أن يوازن بين وتيرة الصّناعة وموارده التّمويليّة ويخطّط وفقاً لذلك".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: