Money Fellows تجمع تمويلاً بقيمة 13 مليون دولار
تمويلٌ جديدٌ يعزّز جهود الشّركة في تحديث نماذج الادّخار التّقليديّة وتوسيع نطاق الشّمول الماليّ في أفريقيا
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "مانى فيللوز" (Money Fellows)، المتخصّصة في التّكنولوجيا الماليّة ومقرّها القاهرة، عن جمعها 13 مليون دولارٍ في جولةٍ تمويليّةٍ استراتيجيّةٍ قبل السّلسلة "ج"، بقيادة شركة الاستثمار المغربيّة "المدى فنتشرز" (Al Mada Ventures) وشركة "دي بي آي فنتشر كابيتال" (DPI Venture Capital) عبر صندوق "إنكلود" (Nclude) المصريّ.
شارك في الجولة مستثمرون حاليّون، بما في ذلك شركة الاستثمار التّكنولوجيّ الفرنسيّة "بارتك" (Partech) وشركة الاستثمار الألمانيّة "كوميرز فنتشرز" (CommerzVentures)، ممّا رفع إجمالي التّمويل الّذي جمعته الشّركة إلى أكثر من 60 مليون دولارٍ.
تأسّست مانى فيللوز في القاهرة عام 2017 على يد أحمد وادي، وتعمل على رقمنة دوائر الادّخار التّقليديّة المعروفة باسم الجمعيّات، لتوفير أدواتٍ رقميّةٍ للمستخدمين في أفريقيا للادّخار والاقتراض والاستثمار. حاليّاً، تمتلك المنصّة أكثر من 8.5 مليون مستخدمٍ وتتعاون مع أكثر من 350 شريكاً محليّاً وإقليميّاً. وسيُستخدم التّمويل لتحسين المنصّة الرّقميّة، وتوسيع الفريق، ودعم دخول الشّركة إلى أسواقٍ جديدةٍ، خاصّةً في شمال أفريقيا.
في مقابلة مع "عربية .Inc"، صرّح وادي بأنّ المغرب يمثّل الخطوة المنطقيّة التّالية في توسع مانى فيللوز الإقليميّ، إذ قال: "استند قرارنا بدخول المغرب إلى عدّة عوامل رئيسيّةٍ، هي: الثّقافة القويّة للادّخار الجماعيّ غير الرّسميّ، وسكّانٌ يتمتّعون بمهاراتٍ رقميّةٍ ويعتمدون على الهواتف المحمولة، وبيئةٌ تنظيميّةٌ تدعم الابتكار في التّكنولوجيا الماليّة". وأشار وادي أيضاً إلى أنّه من المتوقّع أن يشهد المغرب زيادةً في الطّلب على المنتجات الماليّة الرّقميّة مع استعداد البلاد لاستضافة كأس الأمم الأفريقيّة 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030.
كما أضاف وادي، على عكس مصر، حيث كان على مانى فيللوز تثقيف السّوق وبناء الثّقة في رقمنة ممارسةٍ تقليديّةٍ عميقة الجذور، يوفّر المغرب قاعدة مستهلكين متقبلّةً بالفعل للخدمات الماليّة عبر الهاتف المحمول وعادات الادّخار المنظّمة. وقال: "ستؤكّد استراتيجيتنا هناك على الشّراكات مع المؤسّسات الماليّة المحليّة لتسريع بناء الثّقة، مع الحفاظ على نموذجنا خفيف الأصول ومرناً تشغيليّاً. ونحن نتكيّف مع الفروق المحليّة مع تكرار المحرّك الأساسيّ الّذي دفع نجاحنا في مصر: الشّمول الماليّ القائم على المجتمع والمدعوم بالبيانات".
شاهد أيضاً: Forus تحصل على تمويل بقيمة 60 مليون دولار
بالنّظر إلى المستقبل، أشار وادي إلى أنّ النّظام البيئيّ للتّمويل الرّقميّ في أفريقيا يشهد تحوّلاتٍ عميقةً، وسلّط الضّوء على اتّجاهين رئيسيّين سيقودان مسار الصّناعة خلال العامين إلى الثّلاثة أعوامٍ القادمة. وقال: "إنّ أحد الاتّجاهات الّتي لم تحظَ بالتّقدير الكافي هو صعود شركات التّكنولوجيا الماليّة الفعّالة من حيث رأس المال والّتي تحقّق اقتصاديّات وحدةٍ قويّةً دون الاعتماد المفرط على رأس المال العامل أو الإعانات. ونشهد تحوّلاً من النّموّ بأيّ ثمنٍ إلى نماذج توازنٍ بين القابلية للتّوسّع والرّبحيّة، وهذا سيعيد تشكيل كيفيّة تقييم المؤسّسين والمستثمرين للنّجاح".
كما أضاف: "اتّجاهٌ رئيسيٌّ آخر هو التّزايد في التّوافق بين شركات التّكنولوجيا الماليّة وشركات الاتّصالات والبنوك من خلال واجهات برمجة التّطبيقات المفتوحة (APIs)، وهو تطوّرٌ من المتوقّع أن يسرّع الشّمول الماليّ في الأسواق المجزّأة. وخلال السّنوات القليلة القادمة، ستنتج هذه الاتّجاهات حلول تمويلٍ مدمجةً أكثر مرونةً تشعر بأنّها محليّةٌ ولكنّها تتوسّع إقليميّاً".
مع استمرار مانى فيللوز في النّموّ عبر أفريقيا، أكّد وادي على أنّ مؤسّسي التكنولوجيا المالية الّذين يتطلّعون إلى التّوسّع في الأسواق النّاشئة يجب أن يركّزوا على بعض الأساسيّات. وقال: "درسٌ حاسمٌ هو: لا تستهين بتعقيد الثّقة، خاصّةً في الأسواق الّتي تسود فيها الأنظمة غير الرّسميّة؛ فالتّكنولوجيا وحدها لن تحلّ محلّ العادات المتجذّرة بعمقٍ، بل تحتاج إلى دمج الفهم الثّقافيّ المحليّ في تصميم المنتج، ودعم العملاء، وحتّى نماذج المخاطر الخاصّة بك".
وأضاف وادي أنّ، بالنّسبة لمانى فيللوز، كان بناء الثّقة مفتاح النّجاح، ممّا يتطلّب شراكاتٍ محليّةً، وشفافيّةً، واتّساقاً لضمان شعور المستخدمين بالثّقة في الانتقال إلى الأدوات الماليّة الرّقميّة. إذ قال: "الثّقة لا تُبنى من خلال تجربة المستخدم فقط؛ إنّها استثمارٌ طويل الأجل يتطلّب الاتّساق، والشّراكات المحليّة، والشّفافيّة. ويجب على المؤسّسيّن مقاومة الرّغبة في التّوسّع بسرعةٍ كبيرةٍ قبل أن يحقّقوا الثّقة على مستوى المجتمع".
