شركة Coraly.ai تجمع تمويلاً بقيمة 2 مليون دولار
شركةٌ إماراتيّةٌ تطلق منصّتها الذّكيّة للعقارات وتستعدّ للتّوسّع في السعودية وفرنسا والولايات المتّحدة بدعمٍ من مستثمرين إقليميّين

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
نجحت شركة "كورالي.ايه آي" (Coraly.ai)، المعروفة سابقاً باسم "كوراليتيكس" (Coraly.ai)، ومقرّها الإمارات، في جمع تمويلٍ بقيمة 2 مليون دولارٍ أمريكيٍّ ضمن جولة تمويلٍ أوّليّةٍ (Pre-Seed) قادها صندوق "أوريكس" (Oryx Fund)، وهو صندوقٌ استثماريٌّ موجّهٌ للمراحل المبكّرة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا ويقع مقرّه في سوق أبوظبي العالمي (ADGM) ويديره "ساليسا إنفستمنتس" (Salica Investments). كما شاركت في الجولة شركة "EQ2 فينتشرز" (EQ2 Ventures)، وهي شركة استثمارٍ دائمةٌ مقرّها دبي، إلى جانب مجموعةٍ من المستثمرين الملائكيّين.
تأسّست كورالي.ايه آي على يد فؤاد بكّار في الإمارات عام 2022، وتقدّم المنصّة الذّكيّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي حلولاً لنموّ أعمال محترفي العقارات، من خلال تحسين إدارة العملاء المحتملين، وإطلاق الحملات التّرويجيّة تلقائيّاً، وتقديم رؤى أداءٍ تساعد الوكلاء على اكتساب المزيد من العملاء.
وفي حديثه مع "عربية .Inc"، أوضح بكّار، الّذي يشغل أيضاً منصب الرّئيس التّنفيذيّ، العوامل الّتي تمنح كورالي.ايه آي ميّزةً تنافسيّةً في مجال تكنولوجيا العقارات؛ فقال: "تكمن الميّزة لدينا في أنّنا صُمّمنا خصيصاً لقطّاع العقارات، بدلاً من تعديل أدوات ذكاء اصطناعي عامّةً؛ فقد درّبنا نماذجنا على بياناتٍ متخصّصةً بالقطّاع، وبنينا تكاملاتٍ عميقةً مع البوابات العقاريّة، وأنظمة إدارة علاقات العملاء (CRMs)، والخدمات المتعدّدة للقوائم العقاريّة (MLSs)، وأضفنا إدارة العملاء المحتملين بالذكاء الاصطناعي الّتي تعمل مباشرةً عبر واتساب؛ هذا المزيج من الذكاء الاصطناعي المخصّص للقطّاع، وقنوات التّوزيع، وأتمتة سير العمل يجعل من الصّعب على أي ّمنافسٍ عامٍّ أن يكرّره دون سنواتٍ من الخبرة الميدانيّة".
ويهدف التّمويل إلى تسريع تطوير المنتج، وتوسيع فريق الهندسة، وتعزيز قدرات المنصّة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب دعم خطط التّوسّع في الأسواق. وفي دول مجلس التّعاون الخليجيّ، حافظت كورالي.ايه آي على مقرّها في الإمارات وتستعدّ للإطلاق في السعودية لاحقاً هذا العام. أمّا في فرنسا، فقد عقدت شراكةً مع اتحاد SNPI، أكبر اتّحاد محترفي العقارات في البلاد الّذي يضمّ أكثر من 14,800 وكالةٍ، لإطلاق السّوق، وفي الولايات المتّحدة، نجحت في الحصول على شريك أوّلٍ ضمن خدمات القوائم المتعدّدة (MLS)، مع برامج تجريبيّةٍ ستبدأ خلال الأشهر المقبلة.
وعبر هذه الأسواق المتنوّعة، يشير بكّار إلى أنّ نقطة الألم المشتركة دائماً ما تظهر: "المشكلة الموحدة هي التّفتت، حيث يضطر الوكلاء لإدارة الصّور، والنّصوص، والبوابات، والعملاء المحتملين عبر أنظمةٍ منفصلةٍ، ممّا يهدر ساعاتٍ على مهامٍّ متكرّرةٍ؛ فالسّرعة، والاتّساق، والامتثال تحظى بقيمةٍ عالميّةٍ".
ومع أنّ المشكلة مشتركةٌ، فقد تطلّب كلّ سوقٍ تعديلاتٍ خاصّةً، وأضاف: "لدينا شراكاتٌ وقنواتٌ تجريبيّةٌ فريدةٌ تسمح لنا بالاختبار بسرعةٍ وبأقلّ تكلفةٍ، مثل التّعاون مع الجمعيّات والبوابات؛ هذا الأسلوب يوفّر بيانات استخدام حقيقيّةً ومصداقيّةً قبل الإنفاق الكبير على الدّخول إلى السّوق، وبالتّالي يمكننا تخصيص المنتج لكلّ سوقٍ بأقلّ خسائر".
كما أكّد أنّ القيمة الحقيقيّة للتّقنية تقاس بتحسين العمليّات التّشغيليّة للمستخدمين. وأوضح: "يشهد عملاؤنا مكاسب ملموسةً: تقليل وقت الإدارة بنسبةٍ تصل إلى 90% لكلّ قائمةٍ، وزيادة معدّلات النّقر 2–3 مرّاتٍ، والقدرة على إدارة ثلاثة أضعاف القوائم بنفس الفريق؛ فالأمر لا يقتصر على السّرعة فحسب، بل يتعلّق بتحرير الوكلاء من مهامّ التّسويق الإداريّة للتّركيز على إتمام الصّفقات".
وعن المستقبل، يرى بكّار أنّ صناعة العقارات ستّتجه نحو التّخصص والتّكامل. ونصح مؤسّسي الشّركات الّذين يفكّرون في دخول هذا القطّاع بأن "يغوصوا في العمق لا في العرض"، مؤكّداً أنّ الخبرة القطّاعيّة ستظلّ دائماً أفضل من التّكنولوجيا العامّة. كما شدّد على أهميّة تصميم الحلول الّتي تتكامل بسلاسةٍ مع الأنظمة القائمة، مشيراً إلى أنّ محترفي العقارات من غير المرجّح أن يتخلوا عن أدواتهم الأساسيّة ويفضّلون المنتجات الّتي تتكيّف مع سير عملهم المعتاد.
وأخيرًا، نصح بكّار المؤسّسين الآخرين بـ "كسب الثّقة مبكّراً"، مشيراً إلى أنّ التّعامل مع أصولٍ عالية القيمة يتطلّب علاقاتٍ قويّةً مع الوكلاء والجهات التّنظيميّة تماماً كما يتطلّب منتجاً مصمّماً جيّداً.