الرئيسية الأخبار Alaan تجمع تمويلاً بقيمة 48 مليون دولار

Alaan تجمع تمويلاً بقيمة 48 مليون دولار

منصةٌ ناشئةٌ تحصل على تمويلٍ قياسيٍّ لتوسيع خدماتها في الأتمتة الماليّة، مع التّركيز على النّموّ في الأسواق الخليجيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أعلنت "ألان" (Alaan)، منصّة إدارة الإنفاق الّتي تتّخذ من الإمارات مقرّاً لها وتُعنى بخدمة الشّركات، عن جمع مبلغٍ قدره 48 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولة تمويلٍ من الفئة A، والّتي وُصفت بأنّها من بين الأكبر في تاريخ المنطقة.

قاد الجولة شركة رأس المال المغامر والاستثمار في النّموّ "بيك XV بارتنرز" (Peak XV Partners)، بمشاركةٍ كبيرةٍ من مؤسّسيّ شركة "885 كابيتال" (885 Capital) سديب راماني وجاي مهتاني، إلى جانب مُسرّعة الشركات الناشئة في وادي السيليكون "واي كومبيناتور" (Y Combinator)، وشركة الاستثمار التكنولوجي "468 كابيتال" (468 Capital) الّتي تتّخذ من برلين مقرّاً لها، وشركة رأس المال المغامر "بايونير فند" (Pioneer Fund) في سان فرانسيسكو.

شملت الجولة مزيجاً من التّمويل الأساسيّ والثّانويّ، واستقطبت عدداً كبيراً من الأسماء البارزة من داخل المنطقة وخارجها. ومن بين المستثمرين المميزين: المؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "تابي" (Tabby) حسام عرب، والمؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "كريم" (Careem) مدثر شيخة، والمؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "بليو" (Pleo) جيب ريندوم، ومؤسّس "KAM" خالد العامري، ومؤسس "أسترا تك" (Astra Tech) عبد الله أبو الشيخ، ومدير المنتجات في "طلبات" (Talabat) يي وي آنغ، وبارث غارغ مؤسس "أسپورا" (Aspora)، وغيرهم.

تأسّست "ألان" على يد الاستشاريين السّابقين في شركة "ماكينزي" (McKinsey) بارثي دورايسامي وكارون كوريين في دولة الإمارات عام 2022. وتُعدّ منصّةً شاملةً لإدارة الإنفاق، وقد تعاملت حتّى الآن مع 2.5 مليون معاملةٍ لصالح أكثر من 1500 عميلٍ من الشّركات النّاشئة والمتوسّطة والكبرى، بما في ذلك "جي 42" (G42)، "كريم"، "تابي"، "لولو غروب" (Lulu Group)، و"ريفولي" (Rivoli)، عبر قطّاعاتٍ متنوّعةٍ مثل العقارات، الطّيران، الخدمات اللوجستية، وتجارة التّجزئة.

وفي مقابلةٍ مع موقع "عربية .Inc"، تحدّث دورايسامي، الّذي يشغل أيضاً منصب الرّئيس التّنفيذيّ لـ"ألان"، عن حجم جولة التّمويل الأخيرة والعوامل الّتي عزّزت ثقة المستثمرين في الشّركة؛ فقال: "أعتقد أنّ الأمر يعود إلى أمرين: التّوقيت والثّقة. تشهد منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً السعودية والإمارات، تحوّلاً جذريّاً في طريقة عمل الشّركات وتبنّيها للتكنولوجيا؛ فالمستثمرون متحمّسون لدعم الشّركات الّتي تبني حلولاً لهذا التّحوّل، و'ألان' في قلب هذا التّغيير".

وبحسب دورايسامي، فإنّ ما يجعل "ألان" مميّزةً في أعين المستثمرين هو التّنفيذ المنضبط والأساسيّات القويّة الّتي تعتمد عليها؛ فأضاف: "لكن بعيداً عن الصّورة العامّة، الأمر يتعلّق بما قمنا ببنائه بالفعل. خلال بضع سنواتٍ فقط، نمونا بسرعةٍ مع الحفاظ على كفاءة رأس المال، فنحن بالفعل نحقّق الرّبحيّة في الإمارات، وهو أمرٌ نادرٌ في هذه المرحلة. أضف إلى ذلك منهجنا القائم على الذكاء الاصطناعي أوّلاً، وفريقنا الّذي ينفّذ باحترافيةٍ منذ اليوم الأول، وقد رأى المستثمرون في ذلك ليس فقط إمكانات، بل شركة تحقّق نتائج فعليّةً؛ هذه الجولة تُعدّ تأكيداً على الأساس المتين الذي بنيناه، ودافعاً للمرحلة التالية من التّوسّع".

وقد ساعد حل "ألان" فرق المالية على التّخلّص من أكثر من 1.5 مليون ساعةٍ من العمل اليدويّ، وهو رقمٌ تتوقّع الشّركة أن ينمو بشكلٍ كبيرٍ مع تصاعد استثماراتها في الأتمتة. وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، وسّعت "ألان" نطاق تواجدها إلى المملكة العربية السعودية، حيث تضاعف حجم المعاملات شهريّاً لمدّة ستة أشهرٍ متتاليةٍ. ومن المتوقّع أن يُسهم الاستثمار الأخير في تسريع توسّع "ألان" في السّوق السّعوديّة ودعم المرحلة التّالية من النّموّ، مع تركيزٍ أساسيٍّ على الأتمتة الماليّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وقال دورايسامي: "تمثّل المملكة العربيّة السّعوديّة فرصةً هائلةً بالنّسبة لنا، ليس فقط من حيث حجم السّوق، ولكن أيضاً من حيث وتيرة التّحوّل الرّقميّ والاقتصاديّ؛ فرؤية 2030 الّتي أطلقها صاحب السّموّ الملكيّ الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، خلقت بيئةً فريدةً يتم فيها تبنّي الابتكار على مستوى كلّ من القطّاعين العامّ والخاصّ".

وتابع قائلاً: "نحن نمضي بوتيرةٍ أسرع وأعمق في السعودية، مع خارطة طريقٍ واضحةٍ مستمدّةٍ من الزّخم المحلّي والتزام طويل الأمد ببناء أسسٍ قويّةٍ في المملكة. أطلقنا عمليّاتنا في السعودية في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، وكانت الاستجابة المبكّرة من العملاء، عبر مختلف القطّاعات وأحجام الشّركات، مشجّعةً للغاية. ومع هذا التّمويل الجديد، نوسّع فريق العمل المحليّ لدينا في الرياض بشكلٍ كبيرٍ، من المبيعات إلى خدمات العملاء، لنكون أقرب إلى عملائنا وشركائنا. ثانياً، نستثمر في موارد هندسيّةٍ ومنتجاتٍ لتخصيص منصّتنا بشكلٍ أكبر للسّوق السّعوديّة، سواء من حيث اللّغة، أو التّكاملات التّنظيميّة، أو الإجراءات الخاصّة بالمملكة؛ فالسعودية سوقٌ استراتيجيّةٌ لنا، ونحن نستثمر فيها بالكامل".

وفي صميم عمليّات "ألان" توجد وكلاء ذكاء اصطناعي، وأشار دورايسامي إلى أنّهم يزدادون ذكاءً مع مرور الوقت بينما يساعدون في تبسيط العمليّات للموظّفين وفرق الماليّة على حدٍّ سواء؛ فقال: "اليوم، يتولّى وكلاؤنا المعتمدون على الذكاء الاصطناعي المهامّ الثّقيلة خلف الكواليس: قراءة الإيصالات، ومطابقتها مع المعاملات، والتّحقّق من التّفاصيل، واستخراج معلومات ضريبة القيمة المضافة، وحتّى المساعدة في تعظيم استردادها". وتابع قائلاً: "بالنّسبة للمستخدم النّهائيّ، هذا يعني عمليّة تقديم نفقاتٍ سلسةٍ بنقرةٍ واحدةٍ؛ فقط ارفع الإيصال، ودع الذكاء الاصطناعي يتولّى الباقي".

وأشار دورايسامي إلى أنّ وكلاء الذكاء الاصطناعي في "ألان" يسهمون في رفع كفاءة العمل وإعادة صياغة دور الفرق الماليّة في الخلفية، موضّحاً: "لا يقتصر دور وكلائنا الذكيّين على تخفيف العبء، بل يتجاوزونه إلى اكتشاف الإيصالات المكرّرة، وهي من المهامّ الرّتيبة الّتي ترهق العنصر البشريّ. أمّا وكيل الضّريبة المضافة، فيؤدّي دور المساعد اللّحظي للمحاسبين، يقدّم التّوجيهات بشأن النّفقات القابلة للاسترداد، يرصد الهفوات، ويمنح الشّركات وفراً ثميناً في الوقت والموارد".

لكنّه أشار أيضاً إلى أنّ طموحات الشّركة تمتدّ إلى آفاقٍ أوسع بكثيرٍ من واقعها الحاليّ، موضّحاً: "نحن نطمح إلى بلوغ مستقبلٍ تصبح فيه دورة النّفقات مؤتمتةً بالكامل. لن يقتصر دور وكلاء الذكاء الاصطناعي على التّحقّق من الإيصالات، بل سيتجاوز ذلك إلى مراجعتها استناداً إلى سياسات الشّركة، واكتشاف الاستثناءات فقط، وتحليل الإنفاق حسب الفئات، بل واقتراح سبلٍ ذكيّةٍ لتقليص التّكاليف. الأفق أمامنا واسعٌ، ونحن نعمل على بناء مستقبلٍ تتحوّل فيه مهامّ الفرق الماليّة من الانشغال بالتّفاصيل إلى التّركيز الاستراتيجيّ، بعيداً عن مطاردة الإيصالات".

كما شدّد دورايسامي على أن "ألان" لا تكتفي بحلّ مشكلةٍ واحدةٍ، بل تسعى إلى إعادة ابتكار الدّور الماليّ برمّته في بنية الشّركات الحديثة، حيث قال: "إدارة الإنفاق ليست سوى نقطة الانطلاق؛ فالعمليّات الماليّة في معظم الشّركات اليوم ما تزال أسيرة العمل اليدويّ، مشتتةً، ومعرّضة للأخطاء. بدءاً من إدارة المدفوعات وفواتير المورّدين، مروراً بالتّسويات الماليّة، وصولاً إلى ضمان الامتثال، جميعها تتم عبر جداول بياناتٍ ورسائل إلكترونيّةٍ وأدواتٍ منفصلةٍ تفتقر إلى التّرابط. ومع ذلك، فهي من أكثر الجوانب حساسيّةً، حيث لا مجال للخطأ".

وفي حديثه عن المستقبل، وصف دورايسامي رؤيةً تمتدّ إلى ما هو أبعد من المعاملات باتّجاه التّمويل الذّكيّ والذّاتيّ؛ فأضاف: "رؤيتنا مع ’ألان‘ هي بناء منصّةٍ لعمليّات التّمويل تتولّى جميع تدفّقات الأموال خارج الشّركة، ليس فقط الإنفاق عبر البطاقات؛ هذا يشمل أتمتة كلّ شيءٍ من المدفوعات الخاصّة بالفواتير، والمصاريف المستردة، والنّفقات النّقديّة الصّغيرة، والمدفوعات المتكرّرة للمورّدين، مع توفير رؤيةٍ فوريّةٍ، وضوابط مدمجةٍ، وتطبيق سياساتٍ ذكيّةٍ مدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي. نريد أن نجعل العمليّات الماليّة ذاتيّة التّنفيذ، حيث تتم الموافقات، والامتثال، والتّسوية، والتّقارير في الخلفيّة، وتتحوّل فرق الماليّة من كونها ردّ فعلٍ إلى دورٍ استراتيجيٍّ؛ فمنصة ’ألان‘ ستصبح نظام السّجل والتّنفيذ لكلّ درهمٍ أو ريالٍ يخرج من الشّركة. هذا هو المستقبل الّذي نبني من أجله".

وفي ظلّ استمرار المنطقة في ترسيخ مكانتها الرّياديّة على السّاحة العالمّية للتكنولوجيا المالية، يرى دورايسامي أنّ "ألان" تتمتّع بموقعٍ استثنائيٍّ يمكّنها من رسم معايير جديدةٍ لهذا القطّاع سريع النّموّ؛ فقال: "ما يثير حماسي بشأن مشهد التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو أنّنا لا نشهد مجرّد تطوّرٍ، بل ولادة فصلٍ جديدٍ بالكامل؛ فهذه المنطقة لا تكتفي باحتضان الابتكارات القادمة من الخارج، بل تصوغ ابتكاراتها الخاصّة، مستلهمةً من احتياجاتٍ واقعيّةٍ وطموحاتٍ محليّةٍ فريدةٍ".

وأضاف: "في ’ألان‘، لا نسعى فقط إلى تطوير منتجٍ متميّزٍ، بل نطمح إلى تقديم نموذجٍ يُحتذى به لما يمكن إنجازه عندما تجتمع الرّؤية الجريئة مع التّنفيذ المحكم؛ فإذا استطعنا أن نثبت أنّ الشّركات في هذه المنطقة قادرةٌ على النّموّ السّريع، مع الحفاظ على انضباط رأس المال، وقيادة مسارها التّكنولوجيّ بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي منذ اللّحظة الأولى، فإنّنا نرسّخ معياراً جديداً أمام مؤسّسي الغد".

وختم دورايسامي حديثه بتسليط الضّوء على رؤيته طويلة الأمد لتأثير "ألان"، قائلاً: "آمل ألّا يقتصر أثر ’ألان‘ على إحداث نقلةٍ نوعيّةٍ في آليّات عمل الفرق الماليّة فحسب، بل أن يكون مصدر إلهامٍ لجيلٍ جديدٍ من المؤسّسين يدفعهم الطّموح لبناء شركاتٍ عالميّةٍ، تنطلق من الشرق الأوسط وتصل إلى العالم بأسره".

وربط دورايسامي هذه الرّؤية بنصيحته للمؤسّسين الآخرين في قطّاع التكنولوجيا المالية بالمنطقة، مشدّداً على ضرورة فهم السّياق المحلّيّ وتجنّب الوقوع في فخّ استنساخ النّماذج الغربية؛ فقال: "قد يبدو مغرياً تكرار نماذج أثبتت نجاحها في الغرب، لكن غالباً ما تفتقر هذه النُسخ إلى الأثر الحقيقيّ والدّائم في منطقتنا. نصيحتي هي أن تنزل إلى الميدان، تحدّث عملاءك المحتملين، استمع بعمقٍ، وافهم البيئة الّتي يتحرّكون فيها، واكتشف الفروقات الدّقيقة في احتياجاتهم؛ فالقيمة الحقيقية لا تأتي من مجرّد التّقليد، بل من بناء حلولٍ منبثقةٍ من الواقع المحليّ، تلبّي احتياجاته، وتتحدّث لغته. لا تُقلّد الاتّجاهات العالميّة وتنتظر النّجاح، بل ابنِ للمنطقة، وليس فقط داخلها".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 9 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: