الرئيسية التنمية هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟

هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟

من وظائف الأمس إلى تحديّات اليوم، يمرّ الواقع العمليّ بمرحلةٍ انتقاليّةٍ تتطلّب تأهيلاً جديداً وفهماً أعمق للتّحوّلات الجارية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بالعقود الأخيرة، شهد العالم تطوّراً متسارعاً في مجال التّكنولوجيا، وكان الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence - AI) واحداً من أبرز الإنجازات الّتي غيّرت قواعد اللّعبة في قطّاعاتٍ عديدةٍ؛ فقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة، من خلال التّطبيقات الّتي تستخدم التّعلّم الآليّ (Machine Learning)، ومعالجة اللّغات الطّبيعيّة (NLP)، والرّوبوتات، وأنظمة الأتمة الذّكيّةومع هٰذا التّطوّر، ترافق قلقٌ متزايدٌ حول مستقبل سوق العمل، وتحديداً السّؤال المركزيّ: هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟ وهل سيؤدّي إلى بطالةٍ واسعة النّطاق بسبب استبدال البشر بالآلات الذّكيّة؟

تعريف الذكاء الاصطناعيّ ودوره في سوق العمل

الذكاء الاصطناعي هو فرعٌ من علوم الحاسوب يركّز على تصميم أنظمةٍ وبرامج تستطيع محاكاة الذّكاء البشريّ في أداء مهامٍّ معيّنةٍ، مثل: التّعلّم والتّحليل واتّخاذ القرارات وحتّى التّفاعل مع النّاس. تساعد هٰذه التّقنيّات الأنظمة على فهم البيئة من حولها والتّعلّم منها لتحسين أدائها بشكلٍ مستمرٍّ. وتشمل تقنيّات الذكاء الاصطناعي مجالاتٍ واسعةً، منها [1]

  • التّعلّم الآليّ (Machine Learning): هو تعليم الحواسيب للتّعرّف على الأنماط واستخدامها في اتّخاذ القرارات بناءً على بياناتٍ كبيرةٍ ومتنوّعةٍ، دون حاجةٍ لتدخّل الإنسان في كلّ مرّةٍ.
  • معالجة اللّغات الطّبيعيّة (Natural Language Processing - NLP): تمكّن الآلات من فهم اللّغة البشريّة، وتحليلها، والرّدّ عليها، ممّا يساعد على تطوير نظم دعم العملاء، والمساعدة الصّوتيّة، وترجمة النّصوص.
  • الرّؤية الحاسوبيّة (Computer Vision): تتعلّق بقدرة الآلات على فهم وتحليل الصّور والفيديوهات، ممّا يستخدم في رصد جودة المنتجات، والتّعرّف على الوجوه، والتّشخيص الطّبّيّ.
  • الرّوبوتات الذّكيّة: هي أجهزةٌ ميكانيكيّةٌ تستخدم خوارزميّاتٍ ذكيّةً لأداء مهامٍّ مادّيّةٍ، مثل: التّجميع والنّقل والتّفتيش بدقّةٍ وكفاءةٍ عاليةٍ. [1]

في سوق العمل، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة ورفع مستوى الإنتاجيّة، من خلال أتمة المهامّ الرّوتينيّة والمتكرّرة، وتحليل بياناتٍ ضخمةٍ لاستخلاص رؤى وفرصٍ تجاريّةٍ، وتوفير حلولٍ ذكيّةٍ في مجالاتٍ متنوّعةٍ كالتّصنيع، والخدمات الماليّة، والرّعاية الصّحّيّة، والتّسويق، وغيرها، ممّا يساعد على تحسين جودة العمل وتقليل التّكلفات.

تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف: الواقع الحالي

لقد بدأ يؤثّر الذكاء الاصطناعي بشكلٍ واضحٍ على سوق العمل في عديدٍ من الصّناعات والقطّاعات، وذلك من خلال تطبيق تقنيّاتٍ ذكيّةٍ تساعد على أتمة المهامّ الرّوتينيّة والمتكرّرة، وتحسين كفاءة الإنتاج، وتقليل الأخطاء الإنسانيّة. ونستطيع تجميع أهمّ تأثيرات الذكاء الاصطناعي في بعض الصّناعات كالآتي:

  • القطّاعات الصّناعيّة والإنتاجيّة: حظيت هٰذه القطاعات بدورٍ رئيسيٍّ في تطبيق التّقنيّات الذّكيّة لأتمة العمليّات الرّوتينيّة، مثل: التّجميع، والتّفتيش على جودة المنتجات، والتّعبئة، وغيرها من المهامّ المتكرّرة. وفقاً لاستخدام الرّوبوتات الذّكيّة، تمّ تقليل الحاجة إلى بعض الوظائف اليدويّة وتحسين دقّة وسرعة الإنتاج.
  • خدمات العملاء: أدّى تطوّر روبوتات الدّردشة (Chatbots) إلى توفير دعمٍ فوريٍّ ومستمرٍّ لاستفسارات العملاء الشّائعة، ممّا أنقص الحاجة إلى الموظّفين البشريّين في بعض الحالات، وساهم في تحسين تجربة العملاء.
  • المهن المكتبيّة: أضحى الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة البيانات، وتحليل التّقارير، وحتّى في بعض المهامّ القانونيّة والماليّة أكثر وضوحاً، ممّا يساعد على تسريع العمل وتقليل الأخطاء.
  • النّقل والمواصلات: بدأت تجارب السّيّارات الذّاتيّة القيادة تأخذ مكانها على مستوىً تجاريٍّ، ومن المتوقّع أن تؤثّر هٰذه التّقنيّة على وظائف السّائقين في المستقبل القريب. 

وفقاً لتقرير منتدى الاقتصاد العالميّ 2020، يتوقّع أنّ أتمتة المهامّ بواسطة الذكاء الاصطناعي ستؤدّي إلى استبدال نحو 85 مليون وظيفةٍ حتّى عام 2025، إلّا أنّها في نفس الوقت قد تخلق نحو 97 مليون وظيفةٍ جديدةٍ في مجالاتٍ متطوّرةٍ كالتّعلّم الآليّ، وتحليل البيانات، والبرمجة، والتّصميم الرّقميّ، والرّعاية الصّحّيّة، ممّا يظهر أنّ الذكاء الاصطناعي ليس قضاءً على الوظائف، بل تحوّلاً وتطوّراً في سوق العمل.

هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟ 

يرى بعض الخبراء والمتخصّصين أنّ الذكاء الاصطناعي يشكّل تهديداً حقيقيّاً ومحدقاً لسوق العمل في جميع القطّاعات، ويستندون في ذٰلك إلى مجموعةٍ من الحجج والأدلّة التي تبيّن أنّ هٰذا التّطوّر التّكنولوجيّ قد يؤدّي إلى استبدال العنصر البشريّ بالأنظمة والآلات الذّكيّة. [2]

أوّلاً، تشير واحدةٌ من أهمّ هٰذه الحجج إلى استبدال البشر بالآلات، فبتطوّر الخوارزميّات وتعلّم الآلات الآليّ لمهامٍّ كانت تتطلّب قدراتٍ ومهاراتٍ بشريّةً، مثل: الكتابة، والتّرجمة، والمحاسبة، وحتّى اتّخاذ القرارات المعقّدة، فهٰذا يؤدي إلى تقليل الحاجة للعامل الإنسانيّ في عددٍ من المجالات والصّناعات.

ثانياً، ينبّه هٰؤلاء الخبراء إلى تسريع وتيرة فقدان الوظائف، مقارنةً بالثّورات الصّناعيّة السّابقة، يرون أنّ التّطوّر السّريع فيتقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة يمكن أن يسبّب فجوةً وفراغاً واسعاً بين مهارات القوّة العاملة وما تحتاجه السّوق بفضل التّكنولوجيا.

ثالثاً، يشيرون إلى تفاقم التّفاوت الاقتصاديّ والاجتماعيّ، حيث إنّ وظائف الطّبقة المتوسّطة والمنخفضة هي الأكثر تعرّضاً للأتمتة والاستبدال، وهٰذا يسهّم في تكبير فجوة الدّخل وتزايد مشكلة البطالة في المجتمع.

تُظهر دراساتٌ، مثل تلك الّتي أجراها "مركز أبحاث أوكسفورد" (Oxford Research Center) في عام 2013، أنّ حوالي 47% من الوظائف في الولايات المتّحدة معرّضةٌ لخطر الأتمتة خلال العشرين سنةً القادمةً، وهٰذا يعدّ دليلاً قويّاً على مدى التّحوّل العميق الّذي يشهده سوق العمل وتأثير الذكاء الاصطناعي عليه.

بالرّغم من هٰذه التّحذيرات، يجب أن نفهم أنّ هٰذا المجال يشهد أيضاً نقاشاً وجدلاً ورؤى أخرى ترى فيه الذكاء الاصطناعي فرصةً للتّطوّر والتّجديد، وهٰذا ما سنتناقشه في الفقرة التّالية.

وجهة نظر التفاؤل: يخلق الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة

يرى فريقٌ آخر من الخبراء والمتخصّصين أنّ الذكاء الاصطناعي لن يقضي على الوظائف بشكلٍ كاملٍ، بل سيساهم في إعادة تشكيل هٰذه الوظائف وخلق أوقات عملٍ جديدةٍ تلبّي احتياجات العالم المتغيّر، مثلما حدث في كلّ مرّةٍ ظهرت فيها تكنولوجيّاتٌ جديدةٌ سابقاً. ومن أهمّ الحجج الّتي تدعم هٰذه الرّؤيا:

  • خلق وظائف جديدةٍ: سيولّد الذكاء الاصطناعي طلباً كبيراً على مهاراتٍ ومجالاتٍ حديثةٍ، مثل: تطوير البرامج وصيانة الأنظمة وإدارة البيانات والأمن السّيبرانيّ، ممّا يفتح أبواباً وفرص عملٍ للكثير من الأفراد في مختلف أنحاء العالم
  • زيادة الإنتاجيّة وخلق الثّروة: يساهم استخدام الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الإنتاجيّة الاقتصاديّة، ممّا يؤدّي إلى نموّ الاقتصاد وتوسّع فرص العمل، وهٰذا يعني أنّ الذكاء الاصطناعي ليس مجرّد تهديدٍ، بل أيضاً مكونٌ رئيسيٌّ في تطوير الاقتصاد والإنماء.
  • تركيز البشر على المهامّ الإبداعيّة والإنسانيّة: تظلّ هناك مهامٌّ ووظائفٌ تتطلّب تعاطفاً وإبداعاً ومهارات تواصلٍ لا تستطيع الآلات تقليدها بشكلٍ كاملٍ، مثل: التّعليم والرّعاية الصّحّيّة والفنّ والتّسويق الإبداعيّ، ممّا يؤهّل البشر للتمكّن من أداء أدوارٍ جديدةٍ أكثر تطوّراً وتعقيداً.

على سبيل المثال، يشير تقرير "منتدى الاقتصاد العالميّ 2023" (World Economic Forum 2023) إلى أنّ نحو 65% من الأطفال الّذين يدخلون المدارس اليوم سيعملون في وظائف لم تخترع بعد، ممّا يبيّن أنّ الذكاء الاصطناعي والتّكنولوجيا ستكونان محرّكين رئيسيّين لمسار المهن وسوق العمل في المستقبل.

أنواع الوظائف الأكثر عرضة للخطر والأقلّ عرضة للأتمة

تتّسم هٰذه الوظائف بانتهائها إلى مهامٍّ متكرّرةٍ وروتينيّةٍ، ويكون أداؤها محكماً بعددٍ محدودٍ من الخطوات والإجراءات، ممّا يسهّل على الأنظمة الآليّة والرّوبوتات تقليدها وأتمتتها. ويشمل ذٰلك كلّاً من: [3]

  • المهامّ اليدويّة في الصّناعة والإنتاج: مثل التّجميع، والتّغليف، والتّفتيش على جودة المنتجات.
  • الأعمال المكتبيّة الرّوتينيّة: كإدارة وتحليل البيانات المتكرّرة وتسجيلها.
  • مهن السّياقة والنّقل: وخصوصاً مهامّ السّائقين في الوظائف الّتي يمكن أن تتسنّى للآلات أداؤها.
  • مهامّ الدّعم الفنّيّ الرّوتينيّ وخدمة العملاء: مثل روبوتات الدّردشة الّتي تتكلّم مع العملاء بطريقةٍ أساسيّةٍ ومتكرّرةٍ.
  • وظائف الكاشير وتلقين الأوامر البسيطة: في محالّ التّجارة والمطاعم. 

يقع العامل المشتغل في هٰذه الوظائف ضمن نطاق المهامّ الّتي يمكن تفسيمها إلى خطواتٍ محدّدةٍ وبرمجتها، ممّا يسهّل على الأنظمة الذّكيّة أن تتحكّم فيها وتنفّذها بدقّةٍ وسرعةٍ.

الوظائف الأقل عرضة للأتمة

في المقابل، تتميّز هٰذه الوظائف بانطباقها على مهاراتٍ إنسانيّةٍ معقّدةٍ، ومهامٍّ تتطلّب الذكاء العاطفي، والإبداع، والتّفكّر النّقديّ، ومهارات التّواصل والتّفاهم، والّتي لا تستطيع الأنظمة الآليّة تقليدها بشكلٍ كاملٍ. ومن أمثلتها:

  • المعلّمون والمدرّبون: الّذين يتفهّمون احتياجات الطّلاّب ويوجّهونهم بطريقةٍ شخصيّةٍ.
  • الأطبّاء والممرّضون: الّذين يقومون بتقييم حالة المريض وتوجيه العلاج بحساسيّةٍ ومهارةٍ بشريّةٍ.
  • الفنّانون والمبدعون: الّذين يولّدون أفكاراً ومخترعاتٍ جديدةً في مجالاتٍ متنوّعةٍ كالفنّ، والتّسويق، والإعلام.
  • المستشارون النّفسيّون والاجتماعيّون: الّذين يستخدمون الذّكاء العاطفيّ لمساعدة النّاس في تخطّي التّحدّيات الشّخصيّة والاجتماعيّة.
  • وظائف التّفاعل الاجتماعيّ والعلاقات الإنسانيّة: مثل مناصب إدارة الفريق والتّوجيه والقيادة، والّتي تتطلّب فهماً عميقاً للعاملين وبناء ثقةٍ وتواصلٍ فعّالٍ.

تعتمد هٰذه الوظائف بشكلٍ كبيرٍ على التّفكّر المجرّد والإبداع والعاطفة الإنسانيّة، وهٰذا ما يجعلها أقلّ عرضةً للاستبدال بالآلات والأنظمة الذّكيّة، فإنّ التّكنولوجيا حتّى الآن لم تستطع تجسيد هٰذه الجوانب الإنسانيّة بكمالٍ.

مهارات المستقبل المطلوبة في ظل الذكاء الاصطناعي

للبقاء في سوق العمل المستقبليّ ومواكبة تسارع التّغييرات التّكنولوجيّة، يجب على الأفراد والمنظّمات تطوير مهاراتٍ عديدةٍ والاعتناء بها بشكلٍ مستمرٍّ. ومن أهمّ هٰذه المهارات:

  • التّفكير النّقديّ وحلّ المشاكل: هي القدرة على التّفكير بعمقٍ وبنظرةٍ شاملةٍ، وتحليل المسائل والمشكلات بطريقةٍ منطقيّةٍ، واتّخاذ قراراتٍ معقّدةٍ تستوعب العوامل المختلفة والتّبعات.
  • الإبداع والابتكار: توليد أفكارٍ ومبادراتٍ جديدةٍ، والقدرة على تطبيقها في سياقاتٍ مختلفةٍ لتحسين الأداء وتطوير المنتجات والخدمات.
  • المهارات الرّقميّة والتّقنيّة: فهم كيفيّة التّعامل مع التّكنولوجيا وتطويرها، ممّا يشمل البرمجة، وإدارة النّظم، والأمن السّيبرانيّ، والتّحليلات البيانيّة.
  • الذّكاء العاطفيّ والتّواصل: القدرة على التّفاهم والتّفاعل الإنسانيّ بفعاليةٍ، وبناء علاقاتٍ مهنيّةٍ جيّدةٍ، وإدارة الصّراعات وتحفيز الفريق.
  • التّعلّم المستمرّ: القدرة على اكتساب مهاراتٍ ومعرفاتٍ جديدةٍ بسرعةٍ، والتّكيّف مع التّغييرات السّريعة في مجال العمل والتّكنولوجيا.

تعدّ هٰذه المهارات مفتاحاً لنجاح الأفراد والمنظّمات في عالمٍ تتزايد فيه دور التّكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تشكيل مسار المهن وأسواق العمل.

دور الحكومات والمؤسسات في مواجهة هذه التحديات

لمواجهة الآثار المحتملة للذكاء الاصطناعي على الوظائف وسوق العمل، يمكن للحكومات والمؤسّسات اتّخاذ عدّة إجراءاتٍ واستراتيجيّاتٍ فعّالةٍ، ومن أهمّها:

  • تطوير سياسات دعم التّدريب وإعادة التّأهيل المهنيّ: وفّر برامج ودوراتٍ تدريبيّةً تركّز على تعليم المهارات الجديدة وتحديث مهارات العاملين الحاليّين لمواكبة متطلّبات السّوق المتغيّرة.
  • تعزيز التّعليم التّقنيّ والرّقميّ في المناهج الدّراسيّة: تجهيز الأجيال الجديدة بمهارات التّكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لتحقيق اندماجٍ فعّالٍ في سوق العمل المستقبليّ.
  • تشجيع ريادة الأعمال والابتكار: دعم المشاريع الجديدة والشّركات الّتي تستغلّ التّكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخلق فرص عملٍ وتطوير الاقتصاد.
  • وضع تشريعاتٍ تحافظ على حقوق العمّال في ظلّ الأتمتة: مثل تنظيم ساعات العمل، وتوفير الحماية الاجتماعيّة والصّحّيّة، لضمان سلوكٍ عادلٍ ومناسبٍ في مكان العمل.
  • تعزيز التّعاون بين القطّاعين العامّ والخاصّ: لتحديد أفضل الطّرق والسّبل لتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكلٍ يحافظ على الدّور الإنسانيّ في مجال العمل ويقلّل من الآثار السّلبيّة.

الذكاء الاصطناعي كفرصةٍ وليس تهديداً فقط

يمكن النّظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداةٍ تعزّز الإنسان وليس لاستبداله، وهٰذه بعض التّطبيقات الإيجابيّة للذكاء الاصطناعي:

  • تحسين جودة العمل: مثل أنظمة مساعدة الأطبّاء في التّشخيص، أو دعم المحاسبين في عمليّات التّدقيق والتّحليل.
  • زيادة فرص العمل في مجالاتٍ جديدةٍ: كتطوير الرّوبوتات، وتصميم البرامج، وصيانة الأنظمة الذّكيّة وتحديثها.
  • تمكين الأعمال الصّغيرة والمتوسّطة: بتوفير حلولٍ ذكيّةٍ تساعدها على زيادة الإنتاجيّة والتّوسّع في أسواقها، ممّا يساهم في نموّها ودعم الاقتصاد المحلّيّ.

يمثّل الذكاء الاصطناعي تحدّياً وفرصةً في آنٍ واحدٍ. فصحيحٌ أنّ بعض الوظائف قد تختفي بسبب الأتمتة، لكنّ في المقابل ستنشأ فرص عملٍ جديدةً لم تكن موجودةً من قبل. ويتطلّب النّجاح في مواجهة هٰذا التّحوّل استعداداً مرناً من الأفراد والمؤسّسات والحكومات، من خلال تطوير المهارات، وتبنّي التّعليم المستمرّ، ووضع السّياسات المناسبة.

والسّؤال ليس: "هل سيقضي الذّكاء الاصطناعيّ على الوظائف؟"، بل: "كيف سنكيّف أنفسنا مع الذّكاء الاصطناعيّ لنضمن مستقبلاً مهنيّاً مستداماً ومتوازناً؟". فلن يقضي الذّكاء الاصطناعيّ على الوظائف، ولكنّه سيغيّرها، ويكمن الذّكاء الحقيقيّ في كيفيّة التّعامل مع هٰذا التّغيير.

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على جميع الوظائف؟
    لا، سيغير الذكاء الاصطناعي شكل الوظائف ولكنّه لن يقضي عليها بالكامل، حيث ستنشأ وظائفٌ جديدةٌ تتطلّب مهاراتٍ مختلفةً.
  2. ما هي أكثر الوظائف عرضة للأتمتة بواسطة الذكاء الاصطناعي؟
    الوظائف التي تتطلب مهاماً متكرّرةً وروتينيّةً، مثل: العاملين في المصانع، موظّفي البيانات، والسّائقين، هي الأكثر عرضةً للأتمتة.
  3. ما هي المهارات التي يجب تطويرها لمواكبة سوق العمل المستقبلي؟
    ي المهارات التي يجب تطويرها لمواكبة سوق العمل المستقبلي: مهارات التّفكير النّقديّ، والإبداع، والمهارات الرّقميّة، والذّكاء العاطفيّ، والتّعلمّ المستمرّ هي من المهارات الأساسيّة المطلوبة.
  4. كيف يمكن للحكومات والمؤسسات مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي؟
    يمكن للحكومات والمؤسسات مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي بتطوير برامج التّدريب المهنيّ، وتعزيز التّعليم التّقنيّ، ودعم ريادة الأعمال، ووضع تشريعات تحمي العمال، وتعزيز التّعاون بين القطّاعين العام والخاص.
  5. هل الذكاء الاصطناعي يمثل تهديداً أم فرصة لسوق العمل؟
    الذكاء الاصطناعي يمثل تحديّاً وفرصةً في الوقت ذاته؛ فهو قد يلغي بعض الوظائف لكنّه يخلق فرصاً جديدةً ويزيد الإنتاجيّة.
  6. ما أبرز التحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؟
    أبرز التحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي: الخصوصيّة وحماية البيانات، والتّمييز في الخوارزميات، وفجوة المهارات بين الدّول، وتوزيع الثّروة وعدم المساواة بسبب الأتمتة.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: