الرئيسية الأخبار Ovasave تجمع تمويلاً بقيمة 1.2 مليون دولار

Ovasave تجمع تمويلاً بقيمة 1.2 مليون دولار

شركة التّكنولوجيا النّسائيّة تجمع تمويلاً أوّليّاً بقيادة مستثمرين من الإمارات والولايات المتحدة لتوسيع حلولها الرّقميّة في الصّحة الإنجابيّة والهرمونيّة في الشرق الأوسط

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

نجحت شركة "أوفاسيف" (Ovasave)، وهي شركةٌ ناشئةٌ تعمل في مجال التّكنولوجيا النّسائيّة (Femtech) ومقرّها دولة الإمارات، في جمع تمويلٍ أوّليٍّ بقيمة 1.2 مليون دولارٍ أمريكيٍّ ضمن جولةٍ تمهيديّةٍ، بدعمٍ من مزيجٍ من المستثمرين الإقليميّين والعالميّين. قادت الجولة شركة رأس المال الاستثماري "بلس في سي" (PlusVC)، إلى جانب مكتب الاستثمار العائليّ المختلط "أنكس إنفستمنتس" (Annex Investments) من الإمارات، وشركة "25 ماديسون" (25 Madison) من نيويورك، بالإضافة إلى مجموعةٍ من المستثمرين الملائكيّين الاستراتيجيّين ومكاتب عائليّةٍ بارزةٍ من الإمارات والسّعوديّة.

تأسّست "أوفاسيف" في عام 2023 على يد مجد أبو زنط وتوركيا مهلول، وتتّخذ من منظومة "هاب71" (Hub71) التّقنية في أبو ظبي مقرّاً لها. تقدّم الشّركة منصّةً رقميّةً شاملةً للنّساء الباحثات عن دعمٍ في مجالي الخصوبة والصّحة الهرمونيّة، وتشمل خدماتها اختباراتٍ هرمونيّةً منزليّةً، واستشاراتٍ طبيّةً افتراضيّةً، وخطط مكمّلاتٍ غذائيّةً مخصّصةً، إلى جانب تنسيقٍ مباشرٍ مع أبرز عيادات التّجميد البويضات. كما تدير الشّركة برنامج مزايا صحيّةٍ متنامٍ داخل الشّركات، لمساعدة أصحاب العمل على دعم الصّحة الإنجابيّة كجزءٍ من مبادرات الرّفاهيّة الشّاملة في بيئة العمل.

وفي حوارٍ مع منصة "عربية .Inc"، أوضح المؤسّسون أنّ فكرة "أوفاسيف" نشأت من الحاجة الماسّة لسدّ الفجوات الكبيرة في مجال الصّحة الإنجابيّة للنّساء في المنطقة. وعلّقت الرّئيسة التّنفيذيّة توركيا مهلول بالقول: "يتّتبع النّاس خطواتهم، وسعراتهم الحراريّة، ونومهم، لكن الهرمونات؟ ما زالت مهمّشةً. يعتقد معظم النّساء أنّ الصّحة الهرمونيّة لا تعني شيئاً إلّا إذا أشار إليها الطّبيب. ونحن نغيّر ذلك بجعل فحوصات الهرمونات سهلةً، وميسّرةً، وشيئاً تستطيع النّساء أن يقمن به بثقةٍ ومن تلقاء أنفسهنّ".

وأشارت مهلول كذلك إلى أنّ الفهم السّائد تجاه تغطية علاجات الخصوبة من قبل شركات التّأمين لا يزال متأخّراً؛ فأضافت: "لا يزال يُنظر إلى الفوائد المتعلّقة بالخصوبة كامتيازٍ لفئةٍ محظوظةٍ، لا كضرورةٍ عامّةٍ؛ هذا الفكر عفا عليه الزّمن. ومع الهيكل المناسب، يمكن لعناية الخصوبة أن تكون استباقيّةً، وقائيّةً، وميسورة التّكلفة، ونحن في أوفاسيف نعمل على إثبات ذلك. إذ تجمع منصّتنا ما بين المستهلكين، ومقدّمي الرّعاية، وشركات التّأمين، من خلال أدواتٍ رقميّةٍ، واختباراتٍ منزليّةٍ، ورحلة رعايةٍ مخصّصةٍ، ممّا يجعل الوصول إلى الصّحة الإنجابيّة والهرمونيّة أكثر بساطةً وواقعيّةً لحياة النّساء".

وركّزت مهلول على أنّ أنظمة الرعاية الصحية، بشكلٍ عامٍّ، لا تزال تتبنى نهجاً تفاعليّاً تجاه صحّة المرأة، في حين أنّ الحاجة الفعليّة تكمن في التّدخّل المبكّر والتّثقيف. وصرّحت: "يتعامل النّظام الصّحيّ غالباً مع الأعراض بعد ظهورها، لا قبلها. ما يجب التّركيز عليه أكثر هو التّوعية، والفحص المبكّر، والرّعاية الاستباقيّة التي تحسّن النّتائج وتخفّف العبء عن المنظومة".

وبناءً على ذلك، طورت "أوفاسيف" منصتها لتكون نقطة تحوّلٍ من العلاج التّفاعليّ إلى الدّعم الاستباقيّ، عبر حلولٍ ميسورة التّكلفة تُمكّن النّساء من التّحكّم في صحتهنّ بثقةٍ، في مجالاتٍ طالما تم تجاهلها أو اعتبارها من المحرّمات.

من جانبه، أكّد مجد أبو زنط أن التكنولوجيا النسائية ستؤدّي دوراً محوريّاً في دفع هذا التّحوّل نحو الرّعاية الاستباقيّة؛ فقال: "سيأتي التّحوّل الأكبر من الدّمج بين التكنولوجيا النسائية والأنظمة الصّحيّة التّقليديّة؛ فمعظم مسار المريضة لا يزال يحدث داخل العيادات والمستشفيات، لكن التّكنولوجيا قادرة على تحويل الرّعاية إلى عمليّةٍ مستمرّةٍ، وليست متقطّعةً. سواء عبر الفحوصات المنزليّة، أو الفرز الرّقميّ، أو البروتوكولات العلاجيّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا النسائية ستسدّ الفجوة بين الاكتشاف المبكّر والعلاج الفعليّ".

كما أشار أبو زنط إلى أنّ المنطقة تشهد تحوّلاً ثقافيّاً ملحوظاً؛ فقال: "مواضيعٌ مثل الخصوبة، وانقطاع الطّمث، والصّحة الهرمونيّة كانت تُعتبر شؤوناً خاصّةً ومحرّمةً. أمّا الآن، فقد أصبحت تُناقش في أماكن العمل، والإعلام، وحتّى ضمن السّياسات العامّة. وبعد خمس سنواتٍ، سننظر إلى هذا الزّمن باعتباره نقطة التّحوّل الّتي خرجت فيها صحّة المرأة من الظّل، وأصبحت أولويّةً في الصّحة العامّة؛ هذا التّغير الثّقافيّ هو ما سيقود البحث، والتّنظيم، والابتكار".

ومن هذا المنطلق، جعلت "أوفاسيف" التّوعية العامّة جزءاً أساسيّاً من رسالتها، وعملت على كسر حاجز الصّمت حول الخصوبة من خلال أنشطةٍ مجتمعيّةٍ وشراكاتٍ استراتيجيّةٍ؛ فقد نظّمت الشّركة فعاليّات توعويّةً، ونقاشاتٍ بقيادة خبراء، وتعاوناتٍ مع متخصّصين في الرّعاية الصّحيّة، لتشجيع الحوار المفتوح حول الصّحة الإنجابيّة. ومن أبرز حملاتها، حملة "خصوبتك بطريقتك" لعام 2024 بالشّراكة مع فرع شركة "ميرك" (Merck KGaA) الإقليميّ، والّتي قدّمت فحوصاتٍ مجانيّةً لهرمون "AMH" لأكثر من 500 امرأة في الإمارات، لتقييم مخزون البويضات والصّحة الإنجابيّة. كذلك تعاونت "أوفاسيف" مع شركاتٍ كبرى مثل "الدار"، و"مجموعة بوسطن الاستشاريّة"، و"WeWork" لدمج التّوعية بالخصوبة ضمن برامج الصّحة المؤسّسيّة.

وأكّد المؤسّسون أنّ التّمويل الجديد سيمكن "أوفاسيف" من إطلاق خدماتها في السعودية هذا الصّيف، في خطوةٍ أولى نحو خطّتها التّوسعيّة الأوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السّنوات الثّلاث المقبلة. وستُستخدم الأموال أيضاً لتوسيع الشّراكات المؤسّسيّة، وإطلاق النّسخة التّالية من التّطبيق المحمول، والّذي سيتضمن ميّزات تتبّع الدّورة الشّهريّة، ومراقبة الأعراض، والوصول المتكامل للرّعاية، وخططٍ علاجيّةٍ مدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما تخطّط الشّركة لتقديم دعمٍ أوسع لمراحل ما قبل انقطاع الطّمث وما بعده، وهي مراحلٌ طالما تم تهميشها في رعاية النّساء.

من التّحديّات الّتي تواجه الشّركة حاليّاً، بحسب مهلول، هو تباين الأنظمة التّنظيميّة عبر دول المنطقة؛ فقالت: "أحد التّحديّات الّتي لا يُقدّرها البعض هو اختلاف البيئة التّنظيميّة في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لا يمكن افتراض أنّ ما يصلح في دولةٍ سينجح في أخرى. سواء في تسجيل الشّركة، أو الحصول على الموافقات الطّبيّة، أو استيراد المنتجات الصّحيّة، فالأمور تختلف تماماً، وقد تتسبب التّكاليف والوقت المستغرق في إبطائك، وهو أمرٌ صعبٌ في بيئةٍ ناشئةٍ يُعتبر فيها عامل السّرعة أساسيّاً".

كما أوضحت مهلول أنّ بسبب الحساسيّة الثّقافيّة المرتبطة بالصّحة الإنجابيّة للنّساء، فإنّ الفريق يحرص على احترام الفروقات الدّقيقة الخاصّة بكلّ دولةٍ عند التّوسع؛ فقالت: "نحن الآن في طور التّوسّع نحو المملكة العربيّة السّعوديّة، وأوّل ما أدركناه هو أنّ السعودية لها طابعها وهويّتها الخاصّة. ورغم وجود خيوطٍ ثقافيّةٍ مشتركةٍ، إلّا أنّ السعودية تتمتّع باقتصادٍ محليٍّ قويٍّ، وقاعدةٍ محليّةٍ متماسكةٍ، وتعيش تحوّلاً سريعاً نحو مستقبلٍ فريدٍ".

وتابعت قائلةً: "ندرك أنّ موضوع الخصوبة لا يزال من المحرّمات في العديد من المجتمعات، ليس فقط في الشّرق الأوسط، لكن هناك خصوصيّاتٌ ثقافيّةٌ في المملكة تعلّمنا كيفيّة التّعامل معها بعنايةٍ. ولا يعني ذلك التّراجع عن النّقاش، بل على العكس، هو سببٌ إضافيٌّ لوجودنا. المرأة السعودية، كغيرها، تستحقّ الوصول إلى التّوعية، والأدوات، والرّعاية. ولهذا نعمل مع منشئي محتوىً محليّين، ورواة قصصٍ، وشركاء طبيين يفهمون الثّقافة وقادرون على مخاطبة النّساء بصدقٍ".

وشدّدت مهلول على أنّ الحديث عن الخصوبة في السعودية يجب أن يتم من خلال عدسة الأسرة، قائلةً: "تُناقش الخصوبة في المملكة غالباً ضمن سياق العائلة، وهذا مصدر قوّةٍ. فالعائلة قيمةٌ أساسيّةٌ، ومع التّطوّرات الجارية في المجتمع السّعوديّ، هناك فرصةٌ حقيقيّةٌ لمساعدة الجيل الجديد في التّخطيط الأسريّ بثقةٍ ووضوحٍ لم تكن ممكنةً من قبل".

وفيما يتعلّق بمستقبل التكنولوجيا النسائية في المنطقة، عبّر أبو زنط عن تفاؤله قائلاً: "نحن فقط في بداية اكتشاف ما يمكن للتكنولوجيا النسائية أن تحقّقه هنا. خلال السنوات الخمس المقبلة، سنشهد توسّعاً يتجاوز الخصوبة وتتبّع الدّورة الشّهريّة، ليشمل مجالاتٍ مثل انقطاع الطمث، وصحّة الحوض، والألم المزمن، والصّحة الجنسيّة، والمزيد. الحاجة كانت دائماً موجودةً، لكن ما تغيّر هو الوعي والاهتمام الاستثماريّ".

وأشار أيضاً إلى أنّ المستثمرين في المنطقة كانوا يميلون تقليديّاً إلى قطّاعاتٍ، مثل: التكنولوجيا المالية والبرمجيّات المخصّصة للشّركات، إلّا أنّ مشهد الاستثمار بدأ يدرك الإمكانات الكبيرة في التكنولوجيا النسائية. وأضاف: "مع اكتساب الموجة الأولى من الشركات النسائية الناشئة زخماً، بدأت القناعة تتعزّز بأنّ هذا القطّاع ليس مجالاً فرعيّاً، بل فرصةً استثماريّةً ضخمةً. وأتوقّع أن نشهد المزيد من التّدفقات الاستثماريّة، خصوصاً مع بروز قصص نجاحٍ محليّةٍ".

ولمواكبة طبيعة هذا المجال السّريعة والمعقّدة، شدّدت مهلول على أهميّة المرونة والبعد الاستراتيجيّ منذ البداية؛ فقالت: "على المؤسّسين أن يكونوا مستعدّين منذ اليوم الأوّل، ويفكروا بطرقٍ إبداعيّةٍ للتّحرّك بسرعةٍ. أحياناً، يكون الحلّ في الإطلاق في أسواقٍ متوازيةٍ، أو تعديل استراتيجيّة الدّخول حتى تكتمل المنظومة".

وختمت مهلول حديثها بنصيحةٍ لروّاد الأعمال في مجال صحّة المرأة: "لا يعتمد النّجاح فقط على الأفكار، بل على من ينفّذها. أصعب وأهم قرارٍ هو بناء الفريق المناسب. ليس فقط من يملكون الخبرة أو الذّكاء، بل من يؤمنون بالرّسالة، ويخوضون المغامرة بقلبهم، لا بسيرهم الذّاتيّة. في صحّة المرأة، نحتاج لأشخاص لديهم دافعٌ حقيقيٌّ".

وأضافت: "تعلّمنا هذا الدّرس بالطّريقة الصّعبة. يمكن للمنتج أن يتطوّر، وللهويّة أن تتغيّر، لكن إذا لم يكن الفريق متماسكاً ومؤمناً؛ فلن يصمد أيّ شيءٍ. لذا، خصّص نفس الوقت لاختيار فريقك كما تفعل في بناء منصّتك، فهم من سيحسمون نجاحها أو فشلها".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 8 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: