Rekaz السعودية تجمع تمويلاً بقيمة 5 ملايين دولار
شركةٌ تقنيّةٌ ناشئةٌ تحصل على تمويلٍ أوّليٍّ لدعم تطوير منصّتها الشّاملة، وتحسين كفاءة الخدمات الرّقميّة، والتّوسّع في أسواقٍ جديدةٍ بمنطقة الخليج العربي

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
حصلت شركة "ركاز" (Rekaz)، النّاشئة المتخصّصة في تقديم البرمجيّات كخدمة (SaaS) والّتي تتّخذ من المملكة العربية السعودية مقرّاً لها، على تمويلٍ أوّليٍّ بقيمة 5 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ، بهدف توسيع منصّتها الشّاملة الّتي تمثّل نظام تشغيلٍ موحّدٍ للأعمال الخدميّة الصّغيرة والمتوسّطة في منطقة الخليج.
وادت جولة التّمويل شركة "كوتو فنتشرز" (COTU Ventures) الإماراتيّة، بمشاركة "إمباكت 46" (Impact46) السّعودية، و"شروق بارتنرز" (Shorooq) الإماراتيّة، و"نمرة كابيتال" (Numrah Capital) السعودية، إلى جانب مجموعةٍ من المستثمرين الملائكيّين.
تأسّست ركاز على يد عبد الرحمن العمران وعبد العزيز الخرّاشي في المملكة العربية السعودية عام 2017، وتهدف إلى تبسيط طريقة عمل ونموّ الأعمال الخدميّة، مثل: النّوادي الرّياضيّة، والصّالونات، والعيادات، ومقدّمي الخدمات المنزليّة. كما توفّر المنصّة نظاماً موحّداً يدمج عمليّات الحجز، والدّفع، والاشتراكات، والتّواصل مع العملاء، ما يساعد أصحاب هذه الأعمال على إدارة عمليّاتهم بكفاءةٍ أعلى.
وفي حوارٍ مع مجلة "عربية .Inc"، تحدّث عبد الرحمن العمران، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة ركاز، عن الطّبيعة الفريدة الّتي تميّز قطّاع الأعمال الخدميّة والّتي شكّلت حجر الأساس لفلسفة منتجهم؛ فقال: "تختلف الأعمال الخدميّة جذريّاً عن التجارة الإلكترونية. أنت لا تبيع منتجاً يُوضع في صندوقٍ ويُشحن، بل تبيع وقتاً وتجربةً وتفاعلاً بشريّاً. لهذا؛ فإنّ عناصر مثل: الحجز، والإلغاء، وإعادة الجدولة، والاشتراكات ليست مجرّد خصائص، بل هي جوهر هذه الأعمال".
دفعت هذه الطّبيعة التّشغيليّة المعقّدة فريق ركاز إلى تركيز جهودهم على توحيد الأدوات المتفرّقة. ويوضّح العمران: "لاحظنا منذ البداية مدى تشتّت الأدوات الّتي يستخدمها أصحاب هذه الأعمال. النّادي الرّياضيّ، على سبيل المثال، قد يستخدم واتساب للتّواصل مع العملاء، وإكسل لتتبّع الاشتراكات، وتقويم غوغل لإدارة الحجوزات، ورابط دفعٍ منفصلٍ لتحصيل الرّسوم. هذا نظامٌ فوضويٌّ وغير فعّالٍ، ويستهلك وقت المالك".
انطلاقاً من هذه التّحديّات، صُمّمت ركاز لتكون مركزاً متكاملاً يلغي هذا التشتّت. وأكّد العمران قائلاً: "بنينا ركاز لتكون مركز تحكّمٍ شاملٍ لأصحاب الأعمال؛ فكلّ شيءٍ من الجدولة إلى الدّفع والّتواصل مع العملاء يجب أن يكون في مكانٍ واحدٍ. وصمّمنا المنصّة خصيصاً لأصحاب الأعمال غير التّقنيّين، وركّزنا بشدّةٍ على سهولة الاستخدام، خصوصاً عبر الجوال؛ لأنّ الكثير من هذه الأعمال تُدار من الهاتف وليس من الحاسوب المحمول".
وقد استخدم أكثر من 7000 نشاطٍ تجاريٍ منصة ركاز لمعالجة أكثر من مليون حجزٍ واشتراكٍ حتّى الآن. كما تساعد الشّركة التجّار على إنشاء مواقع حجزٍ وتطبيقاتٍ مخصّصةٍ بعلاماتهم التّجاريّة، ما يعزّز من تفاعل العملاء وولائهم. وبفضل هذا التّمويل الجديد، تتّجه ركاز إلى التّوسّع في تطوير المنتج وتعزيز قدراته عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توسيع نطاقها الجغرافيّ خارج حدود المملكة.
غير أنّ العمران يُدرك تماماً أنّ التّوسّع داخل الخليج يتطلّب فهماً عميقاً للفروق الدّقيقة في كلّ سوقٍ؛ فأوضح: "كلّ سوقٍ في الخليج له شخصيّته الخاصّة، ورغم قربنا الجغرافيّ، إلّا أنّ السّلوكيّات والتّوقّعات تختلف كثيراً. في السعودية مثلاً، يُعدّ واتساب أداةً حيويّةً للأعمال؛ من خلاله يتمّ تأكيد الحجوزات، والمتابعة، وأحياناً الدّفع. أمّا في الإمارات، فتتوقّع الشّركات دعماً باللّغة الإنجليزيّة وتكاملاً مع أدواتٍ عالميّةٍ. في الكويت، هناك تفضيلٌ قويٌّ للمحافظ الرّقميّة المحليّة وإيقاع بيعٍ مختلفٌ تماماً".
لمواجهة هذه التّباينات، صمّمت ركاز بنيتها التّحتيّة لتكون قابلةً للتّخصيص حسب السّوق؛ فقال العمران: "تاجرٌ في الرّياض وآخرٌ في دبي يمكن أن يستخدموا نفس المنصّة، ولكن تجاربهم ستبدو محليّةً، سواء من حيث العملة، اللّغة، وسائل الدّفع، أو حتّى أوقات الدّعم الفنيّ؛ فالأمر لا يتعلّق فقط بترجمة المنصة، بل بتكييفها مع طريقة إنجاز الأعمال في كلّ مدينةٍ".
وعن تجربته الرّياديّة، شارك العمران بعدّة دروسٍ مهمّةٍ لروّاد الأعمال النّاشئين؛ فقال: "عليك أن تحلّ مشكلةً حقيقيّةً، لا فكرةً تبدو جذّابةً فقط في عرضٍ تقديميٍّ. مشكلتنا كانت الفوضى وعدم الكفاءة في إدارة الأعمال الخدميّة. لم نكن نحاول رقمنة هذه الأعمال لمجرّد الرّقمنة، بل ركّزنا على بناء أدواتٍ توفّر الوقت، وتقلّل الغياب، وتزيد الدّخل".
شاهد أيضاً: Maalexi تحصل على تمويل بقيمة 3 ملايين دولار
وأشار كذلك إلى ضرورة البقاء على تماسٍّ دائمٍ مع العملاء، مؤكّداً ذلك بقوله: "تحدّث إلى مستخدميك كلّ أسبوعٍ، وأعني ما أقول بكلّ دقّةٍ؛ فالجميع يُردّد هذه النّصيحة، لكن القليل فقط من يطبّقها بإخلاص. كلّ ميزةٍ أطلقناها وُلدت من رحم تلك الحوارات، وكثيرٌ من أوائل مستخدمينا تحوّلوا إلى مناصرين أوفياء، فقط لأنّهم شعروا أنّ صوتهم مسموعٌ، وأن حاجاتهم لا تُهمَل".
أمّا عن جذب اهتمام المستثمرين؛ فقد نصح العمران روّاد الأعمال بالتّركيز على الأساسيّات؛ فأوضح: "لا تعرض فقط شريحة عرضٍ جميلةً، بل أظهر نتائج فعليّةً. أظهر مستخدمين. نحن كنّا محظوظين بجذب اهتمام شركاتٍ، مثل: كوتو وشروق؛ لأنّ كان لدينا استخدامٌ حقيقيٌّ، وإيراداتٌ حقيقيّةٌ، وفهمٌ عميقٌ لعملائنا. حتّى وإن كانت قاعدة المستخدمين صغيرةً، ابنِ شيئاً حقيقيّاً، واحصل على عملاء يدفعون. هذا ما يلفت الأنظار أسرع من أيّ شيءٍ آخر".