شركة WakeCap السعودية تجمع تمويلاً بقيمة 28 مليون دولار
تمويلٌ جديدٌ يدفع عجلة التّحوّل الرّقميّ في قطّاع البناء عالميّاً من خلال تقنيات الاستشعار والذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والسّلامة في المشاريع الكبرى

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
جمعت شركة "ويك كاب" (WakeCap)، النّاشئة في مجال تكنولوجيا البناء وتتّخذ من المملكة العربيّة السّعوديّة مقرّاً لها، مبلغاً قدره 28 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولة تمويلٍ جديدةٍ أعلنت عنها خلال مشاركتها في منتدى الاستثمار السّعوديّ-الأمريكيّ. ويأتي هذا التّمويل في إطار خطتها لتسريع التّوسّع في أسواقٍ رئيسيّةٍ حول العالم، ولتعزيز مهمّتها الهادفة إلى رقمنة قطّاع البناء، الّذي يُعدّ من أقلّ القطّاعات تبنيّاً للتّكنولوجيا على مستوى العالم.
ولم تكشف الشّركة عن أسماء المستثمرين المشاركين في هذه الجولة التّمويليّة، ممّا يترك هويّة الأطراف الدّاعمة غير معروفةً حتّى الآن. كما أنّ قيمة التّمويل تدلّ على الثّقة العالية الّتي تحظى بها ويك كاب من قبل المستثمرين في قدرتها على تغيير ملامح قطّاع البناء.
تأسّست ويك كاب في المملكة العربيّة السعودية عام 2017 على يد حسن البلوي وإيشيتا سود. ومنذ انطلاقتها، عملت على ترسيخ مكانتها كشريكٍ تقنيٍّ موثوقٍ في عددٍ من أكثر مشاريع البناء تعقيداً في العالم، بما في ذلك مشاريع كبرى تابعةٍ لشركة "أرامكو" (Aramco)، فضلاً عن مشاريع مدعومةٍ من صندوق الاستثمارات العامّة، مثل: مشروع القدية ومشروع نيوم.
ويُعدّ التّمويل الجديد استمراراً للدّعم الّذي حصلت عليه الشّركة في مراحل سابقةٍ من مسيرتها، بما في ذلك استثمار لم يتم الكشف عن قيمته من قبل "واعد فنتشرز" (Wa’ed Ventures)، الذّراع الاستثماريّ لشركة أرامكو، والّذي تمّ الإعلان عنه في أبريل 2022. وسيُستخدم هذا التّمويل الجديد لتعزيز البنية التّحتيّة التّقنيّة لدى ويك كاب، بالإضافة إلى توسيع فريقها ودعم حضورها في السّوق المحليّة داخل المملكة العربيّة السعودية، إلى جانب التّوسّع في الأسواق الدّوليّة.
وقالت دي-آن إيسنور، كبيرة مسؤولي الاستراتيجيّة في ويك كاب، في تصريحٍ لها لمنصة إنك "عربية .Inc": "نحن نستثمر في التّكنولوجيا، وفي فرق العمل، وفي النّموّ، مع استمرارنا في التّوسّع داخل المنطقة، والولايات المتّحدة، وأمريكا اللّاتينيّة، وآسيا"، وأضافت: "سنواصل العمل على تحويل المشاريع العملاقة من خلال البيانات المتقدّمة والتّقنيات الحديثة عبر مختلف حالات الاستخدام".
شاهد أيضاً: Forus تحصل على تمويل بقيمة 60 مليون دولار
وترى إيسنور أنّ التّواجد الاستراتيجيّ لويك كاب في مشاريع عملاقةٍ داخل السّعوديّة، إلى جانب ارتباطها ببيئة وادي السيليكون التّقنيّة، يمنحها ميّزةً فريدةً. وأردفت قائلةً: "يمكن بناء ثقافةٍ متنوّعةٍ حقيقيّةٍ قائمةٍ على التّعاون والمبادرة هنا في السعودية، والاستفادة منها بشكلٍ فعّالٍ. لدينا فريقٌ يتكوّن من أشخاصٍ ينتمون إلى 34 دولةٍ مختلفةٍ، يعملون جميعاً على جعل هذه الشّركة قصّة نجاحٍ عالميّةً، عبر جمع أفضل الخبرات في مجالات البيانات والبرمجيّات والأجهزة وقطّاع البناء".
ويأتي اهتمام المستثمرين بقطّاع تكنولوجيا البناء في وقتٍ يشهد فيه العالم ارتفاعاً في الإنفاق على مشاريع البنية التّحتيّة. ومع ذلك، لا يزال القطّاع متأخّراً بشكلٍ كبيرٍ في تبنّي الأدوات الرّقميّة المتقدّمة. ومن هذا المنطلق، تسعى ويك كاب إلى سدّ هذه الفجوة، من خلال منصّةٍ تكنولوجيّةٍ تدمج بين البيانات اللّحظيّة من أجهزة الاستشعار، والتّحليلات الذّكيّة، والقرارات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
وتعتمد تقنية ويك كاب الأساسيّة على أجهزة إنترنت الأشياء القابلة للارتداء، ومنصّة بياناتٍ توفّر رؤىً فوريّةً حول نشاط العمّال والعمليّات في موقع المشروع. ومن خلال ذلك، تمنح المقاولين ومديري المشاريع قدرةً أكبر على إدارة عوامل السّلامة، ورفع مستوى الإنتاجيّة، وتحسين جداول التّنفيذ، خصوصاً في المشاريع ذات النّطاق الواسع.
وأشارت إيسنور إلى أنّ أبرز التّوجّهات الّتي ترسم ملامح مستقبل تكنولوجيا البناء تتمحور حول 4 عناصر رئيسيّةٍ: السّلامة، والبيانات، والذّكاء، والنّظام البيئيّ. وأضافت أنّ التّقنيات الّتي تطوّرها وايك كاب تساعد على تحسين سلامة العمّال الّذين يعملون في ظروفٍ بيئيّةٍ قاسيّةٍ وبيئات عملٍ معقّدةٍ.
وأوضحت إيسنور أنّ القطّاع يعاني منذ زمنٍ طويلٍ من نقصٍ في دقّة البيانات، معتمداً على تقديراتٍ تقريبيّةٍ وحلول جمع بياناتٍ غير مكتملةٍ. وقالت: "لقد طال الأمر بهذا القطّاع وهو يعمل على أساس بياناتٍ غير دقيقةٍ أو جزئيّةٍ. فقط من خلال تقنيات الاستشعار المتقدّمة والتّكامل الفعليّ بين النّظم يمكننا جمع البيانات الّتي نحتاجها للسّيطرة الحقيقيّة على المشاريع".
وبعد جمع هذه البيانات، تستخدم ويك كاب الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء عبر جميع مراحل تنفيذ المشروع. وقالت إيسنور: "نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي حاليّاً ليس فقط لتحسين الأداء، بل لاقتراح حلولٍ، وتحقيق كفاءةٍ شاملةٍ على مستوى دورة حياة المشروع". وأضافت: "نقوم بمراجعة الميزانيّات، وتدقيق الجداول الزّمنيّة، وتتبّع التّقدّم في العمل بطريقةٍ متكاملةٍ ومترابطةٍ".
وبإغلاق دورة العمل من جمع البيانات إلى تحسين الأداء بناءً على التّحليلات الدّقيقة، تهدف ويك كاب إلى جعل قطّاع البناء أكثر أمناً وكفاءةً، والعمل على إحداث تحوّلٍ نوعيٍّ في تنفيذ المشاريع العملاقة على مستوى العالم.