شركة UPFRONT تحصد 10 ملايين دولار لتطوير حلول تمويل الشركات
جولة تمويلٌ أوليّةٌ تجمع بين الأسهم والدّيون لدعم توسّع شركةٍ ناشئةٍ في مجال التّكنولوجيا الماليّة وتطوير نظامٍ تشغيليٍّ ذكيٍّ يعالج تحدّيات السّيولة لدى الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
جمعت شركة "أب فرونت" (UPFRONT)، الشّركة الإماراتيّة النّاشئة في مجال التّكنولوجيا الماليّة، 10 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ في جولة تمويلٍ ما قبل التّأسيس جمعت بين التّمويل بالأسهم والدّيون، بهدف دعم رؤيتها في معالجة مشكلات تدفّق السّيولة لدى الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا.
قاد الجولة كلٌّ من شركة "بالم فنتشرز" ( Palm Ventures)، شركة رأس المال المغامر الّتي تتّخذ من دبي مقرّاً لها، وصندوق (SABAH.fund) السعودي المتخصّص في الاستثمار بالمراحل المبكّرة للشّركات التّقنيّة سريعة النّموّ، بمشاركة مجموعةٍ من المستثمرين الملائكيّين الاستراتيجيّين. وستُخصّص هذه الاستثمارات الجديدة لتطوير منتجات "أب فرونت"، وتوسيع فريق عملها في دولة الإمارات، إلى جانب التّحضير لدخول السّوق السّعوديّة.
تأسّست "أب فرونت" في الإمارات عام 2025 على يد أنس قضاة، وعبدالله الغدوني، ومحمود عبدالفتاح مرسي، وهم فريقٌ يمتلك خبراتٍ واسعةً في مؤسّساتٍ إقليميّةٍ بارزةٍ مثل منصة النّقل التّشاركي "كريم" (Careem)، ومنصّة الإعلانات المبوّبة "دبيزل" (Dubizzle)، وسوق العقارات الإقليميّ "بروبرتي فايندر" (Property Finder)، وتطبيق توصيل البقّالة السّعوديّ "نانا" (Nana)، ومنصّة التّجارة الإلكترونيّة المصريّة بين الشّركات "كارتونا" (Cartona). وتعمل الشّركة اليوم على بناء ما تصفه بـ"نظام التشغيل المالي" الخاصّ بالشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في المنطقة.
وفي حوارٍ مع مجلة "عربية .Inc"، أوضح أنس قضاة، الرّئيس التّنفيذيّ لـ"أب فرونت"، آليّة عمل المنصّة باعتبارها نظاماً ماليّاً متكاملاً لإدارة العمليّات اليوميّة للشّركات. وأشار إلى أنّ المنصّة "تقدّم نظاماً مؤتمتاً بالكامل لإدارة الحسابات المدينة من مرحلة الإنشاء وحتّى التّحصيل"، موضّحاً أنّها "تتكامل مع أنظمة تخطيط موارد المؤسّسات (ERP) وإدارة علاقات العملاء (CRM)، لتستخلص منها البيانات ذات الصلة مثل العقود والفواتير والعملاء، ثم تقوم بأتمتة عمليّات إنشاء الفواتير، والتّذكير بالدّفع، والتّحصيل، وإدخال القيود المحاسبيّة، وتسوية الحسابات البنكيّة".
ويضيف أنس أنّ مستوى الأتمتة نفسه يمتدّ إلى الحسابات الدّائنة أيضاً، فيقول: "تقوم المنصّة بأتمتة الحسابات الدّائنة بالكامل، مع توفير خيارات دفعٍ متعدّدةٍ وروابط دفع وتقنيات المصرفيّة المفتوحة، كما تُدرج القيود المحاسبيّة بشكلٍ تلقائيٍّ في أنظمة العملاء". وتابع قائلاً: "تتنبّأ المنصّة باحتياجاتك المستقبليّة من التّدفقات النّقديّة، وتقترح خيارات تمويلٍ بناءً على بياناتك، لتوفّر سيولةً استباقيّةً وسريعةً في اللّحظة الّتي تحتاجها فعلاً".
وخلال 6 أشهرٍ فقط من تأسيسها، استطاعت الشركة الناشئة أن تجذب مستثمرين محليّين ودوليّين، كما وقّعت شراكةً مع منصّة التّمويل المدمج "كريدبل إكس" (CredibleX) الّتي تتيح لها الوصول إلى هياكل تمويلٍ مرنةٍ تتناسب مع احتياجات السّيولة المتنوّعة للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة.
تأتي هذه الشّراكة في وقتٍ تواجه فيه المنطقة فجوةً تمويليّةً متزايدةً للشّركات الصّغيرة. ووفقاً لشركة "تشانل كابيتال أدفايزرز" (Channel Capital Advisors LLP) البريطانيّة المتخصّصة في التّمويل الائتمانيّ المضمون بالأصول، تُقدّر هذه الفجوة بنحو 250 مليار دولارٍ أمريكيٍّ في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، نتيجة قصور العمليّات الماليّة وتأخّر التّحصيل في قطّاعاتٍ مثل الأغذية والمشروبات، والسّلع الاستهلاكيّة سريعة الدوران (FMCG)، وتجارة التّجزئة، والتّصنيع.
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
ومع استعداد الشّركة للتّوسّع نحو السّوق السّعوديّة، يرى أنس أنّ نموذج "أب فرونت" يمتلك قابليّةً عالميّةً للتّطبيق؛ فقال: "نحن شركةٌ تقنيّةٌ أوّلاً، ونسدّ فجوةً مزمنةً بين الشّركات (B2B) ومقدّمي التّمويل بطريقةٍ لم تُجرّب من قبل. تستفيد الشّركات من رأس مالٍ سريعٍ وغير مُخفِّفٍ، فيما تتمكّن المؤسّسات الماليّة من تمويل الشّركات الّتي لم يكن بوسعها دعمها سابقاً بسبب نقص البيانات والمعلومات ذات الصّلة. ونحن ننجز ذلك بطريقةٍ استباقيّةٍ تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأكثر من عقدين من الخبرة العمليّة في المجال الماليّ".
واختتم أنس بنصيحةٍ يوجّهها لروّاد الأعمال العاملين في مجال التّكنولوجيا الماليّة، قائلاً: "الثّقة هي الأساس. لذا، عليك أن تفهم عميلك، وأن تصمّم حلاً بسيطاً يعالج أكثر القضايا تعقيداً، دون أن تُجبر العميل على تغيير سلوكه اليوميّ".