شركة Jobzyn المغربية تحصد استثماراً لتوسيع حلول التوظيف بالذكاء الاصطناعي
حين تلتقي الرّؤية بالتّقنية، يتحوّل الاستثمار إلى منصّةٍ لتغيير قواعد التّوظيف، ويمهّد الطّريق أمام حلولٍ ذكيّةٍ تعيد رسم ملامح سوق العمل إقليميّاً

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "جوبزين" (Jobzyn) المغربيّة النّاشئة في مجال تكنولوجيا الموارد البشرية عن حصولها على استثمارٍ لم يُفصح عن قيمته من شركة "جانغو كابيتال" (Janngo Capital)، ذراع الاستثمار الإفريقيّ البارز، وذلك في إطار خططها لتوسيع حلول التّوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تأسّست "جوبزين" (Jobzyn) عام 2021، وابتكرت منذ انطلاقتها حلولاً ذكيّةً تساعد الشّركات على إيجاد المرشّحين الأنسب للوظائف، عبر إبراز الملفات الأكثر توافقاً بشكلٍ تلقائيٍّ، وتقييم المهارات الشّخصيّة قبل المقابلات. أمّا الباحثون عن عملٍ، فيجدون على منصّتها محتوىً ثريّاً من شهادات موظّفين مصوّرةٍ، ورؤية الإدارة الاستراتيجيّة، وصورٍ من بيئة العمل، فضلاً عن بياناتٍ تفصيليّةٍ حول الرّواتب.
وفي حوارٍ مع "عربية .Inc"، عبّر الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ سيمو زيزي (Simo Zizi) عن أهميّّة هذه الشّراكة قائلاً: "التعاون مع جانغو كابيتال ليس مجرّد صفقةٍ استثماريّةٍ، بل شهادة ثقة في رسالتنا وطموحاتنا الإقليميّة؛ إنّهم حلفاء استراتيجيّون يمتلكون معرفةً محليّةً عميقةً والتزاماً صادقاً بالشّموليّة. وتركيزهم على تمكين الشّباب والنّساء ينسجم تماماً مع قيمنا. معاً، لا نطمح فقط إلى مساعدة الشّركات على التّوظيف، بل إلى إزالة الحواجز البنيويّة الّتي تحدّ من عدالة الوصول إلى سوق العمل".
ويضيف زيزي أنّ الاستثمار الجديد يمثّل دفعةً قويّةً لخطط التّوسّع: "ستسّرع هذه الشّراكة من نموّنا في أفريقيا ومنطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفضل ما تتيحه جانغو من شبكاتٍ وخبراتٍ ومصداقيّةٍ في الأسواق المستهدفة. كما أنّها ترسّخ التزامنا بمبادئ التّنوّع والإنصاف والشّمول، من خلال دمجها في تصميم منتجاتنا وفي كيفيّة قياس أثرنا".
تركّز جوبزين حاليّاً على تسريع تطوير منتجاتها وتوسيع حضورها في الأسواق؛ فيقول زيزي: "لدينا هدفان فوريّان، هما: تطوير المنتج بشكلٍ أسرع، وتوسيع قاعدة انتشارنا. لذلك، نستثمر بقوّةٍ في ميّزاتٍ مدعومةٍ بالذّكاء الاصطناعيّ لمساعدة الشّركات على التّوظيف بسرعةٍ وتقديم ملاحظاتٍ شخصيّةٍ للمرشّحين، كما نكثّف جهودنا التّسويقيّة لاستقطاب المرشّحين وأصحاب العمل على حدٍّ سواء".
وتستعدّ الشّركة أيضاً لاختراق أسواقٍ جديدةٍ ابتداءً من عام 2026: "لكلّ سوقٍ خصوصيّاته من حيث الثّقافة والممارسات وآليّات التوظيف. لذلك نعتمد نهجاً محليّاً مرناً يراعي هذه الاختلافات".
حازت حلول جوبزين بالفعل على ثقة شركاتٍ عالميّةٍ مثل" "ديلويت" (Deloitte) و"غلوفو" (Glovo) و"برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC)، إلى جانب كياناتٍ محليّةٍ كبرى مثل "اتّصالات المغرب" (Maroc Telecom)، و"إنوي" (Inwi)، و"إنتلسيا" (Intelcia). كما قدّمت الشّركة حلّاً مبتكراً للجامعات عبر "المركز الرّقميّ للتّوظيف"، الّذي تبنّته مؤسّساتٌ مرموقةٌ مثل "إنسياد" (INSEAD)، و"إتش إي إم" (HEM)، و"إتش إي سي الرباط" (HEC Rabat)، ليجمع فرص الشّركاء في منصّةٍ واحدةٍ، ويوفّر بياناتٍ دقيقةً حول نسب التّوظيف والرّواتب عند التّخرّج.
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
ويشرح زيزي: "في إفريقيا، ما تزال الجامعات تعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على معارض التّوظيف التّقليديّة أو مبادراتٍ فرديّةٍ للطلاب. ونحن نؤمن أنّ الوقت حان لحلول أكثر تنظيماً ومرتكزةً على البيانات. لذلك، فإنّ مركزنا الرّقميّ يوفّر هذا التّحوّل ويخدم جميع الأطراف: الطّلاب يحصلون على فرصٍ مخصّصةٍ لجامعاتهم، والجامعات تتابع النّتائج بدقّةٍ، وأصحاب العمل يصلون مباشرة إلى الفئة المستهدفة من المرشّحين".
هذا النّهج، كما يؤكّد زيزي، هو ما يميّز جوبزين عن المنصاّت الأخرى؛ فيقول: "لا تكتفي منصّتنا بالتّوفيق بين الشّركات والمرشّحين، بل تقدّم رؤىً قائمةً على البيانات تساعد الحكومات والمؤسّسات على تحديد فجوات المهارات ومواجهة تحدّيات بطالة الشّباب، وهو أحد أبرز التّحدّيات في منطقتنا".
ورغم ذلك، يرى زيزي أنّ معالجة بطالة الشّباب تتطلّب شراكةً أوسع: "الحقيقة أنّ هذه المشكلة لا يمكن للشّركات النّاشئة وحدها حلّها؛ فنحن بحاجةٍ إلى دورٍ أكبر من الحكومات وصانعي السّياسات. لذلك، فإنّ رسالتنا واضحةٌ: نحن مستعدّون لدعم أيّ حكومةٍ أفريقيّةٍ تتبنّى خطواتٍ جريئةً عبر حلولٍ قابلةٍ للتّوسّع، تجعل أسواق العمل أكثر شفافيّةً وعدالةً وكفاءةً".
ويختم زيزي بتوجيه رسالةٍ إلى روّاد الأعمال في قطّاع تكنولوجيا الموارد البشريّة: "رغم أن هذا القطّاع قد لا يبدو الأكثر جاذبيّةً، إلّا أنّ الحقائق الدّيموغرافيّة في إفريقيا -من شبابها المتزايد وإمكاناتها البشريّة- تجعله أحد أهمّ القطّاعات الاستراتيجيّة؛ فالنّجاح فيه لا يقوم على الصّخب الإعلاميّ، بل على بناء المصداقيّة وحلّ مشكلاتٍ حقيقيّةٍ على نطاقٍ واسعٍ. لذلك، نصيحتي: ابقوا أوفياء لرسالتكم، ركّزوا على الأثر الملموس، ولا تخشوا مواجهة التّحديات البنيويّة الكبيرة الّتي قد يتجنّبها الآخرون".