الرئيسية الأخبار Tarjama تحصد 15 مليون دولار لتوسيع منصة Arabic.AI

Tarjama تحصد 15 مليون دولار لتوسيع منصة Arabic.AI

بدعمٍ من مستثمرين عالميّين، تسعى شركة ترجمة لتطوير بنيةٍ تحتيّةٍ عربيّةٍ للذكاء الاصطناعي تُحدث تحوّلاً رقميّاً يخدم 400 مليون ناطقٍ بالعربيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ها المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أعلنت شركة "ترجمة" (Tarjama&)، المُتخصّصة في تقنيات اللّغة ومقرّها الإمارات، عن جمع 15 مليون دولارٍ في جولة تمويلٍ من الفئة "أ" لتسريع تطوير منظومتها "عربك إيه آي" (Arabic.AI)، وهي منظومة ذكاء اصطناعي تركّز على اللّغة العربيّة وتستهدف المؤسّسات.

قاد الجولة شركة رأس المال الاستثماري الدّوليّة "غلوبال فنتشرز" (Global Ventures) ومقرّها دبي، بمشاركة "ومضة كابيتال" (Wamda Capital) من دبي، و"تي إيه فنتشرز" (TA Ventures) من أوكرانيا، و"فايز كابيتال" (Phaze Capital) من عمان، و"غولدن غيت فنتشرز" (Golden Gate Ventures) من سنغافورة، و"إنديفور كاتاليست" (Endeavor Catalyst) من نيويورك.

تأسّست ترجمة على يد نور الحسن في عمّان عام 2009، وتحوّلت تدريجيّاً من مزوّدٍ لخدمات التّرجمة إلى شركةٍ تقنيّةٍ عميقةٍ تبني حلولاً لغويّةً للأسواق النّاطقة بالعربيّة. وتعمل الشّركة اليوم في أكثر من 30 سوقاً، وقد عالجت أكثر من ملياري كلمةٍ عبر 50 لغةً و22 لهجةً عربيّةً. وتُعدّ منظومة Arabic.AI، القائمة على وكلاء ذكاء اصطناعي مصمّمين خصيصاً للسّياق اللّغويّ والثّقافيّ للمنطقة، العمود الفقريّ لهذا التّحوّل.

قالت الحسن في مقابلةٍ مع "عربية .Inc": "دُرّبت معظم نماذج الذكاء الاصطناعي العالميّة بشكلٍ أساسيٍّ على مجموعات بياناتٍ باللّغة الإنجليزيّة واللّغات الغربيّة، ممّا يؤدّي إلى قيودٍ خطيرةٍ عند تطبيقها على اللّغة العربيّة. تواجه هذه النّماذج صعوبةً في التّعامل مع تنوّع الكتابة، والفروق الثّقافيّة، واللّهجات، والتّراكيب الغنيّة، والدّقّة الدّلاليّة، ممّا يؤدّي إلى مخرجاتٍ تبدو غير طبيعيّةٍ أو غير دقيقةٍ أو غير قابلةٍ للاستخدام".

لمعالجة هذه التّحديّات، طوّرت ترجمة نموذجها اللّغويّ الكبير الخاصّ بها، "برونويا" (Pronoia)، من الصّفر. إذ صُمِّم برونويا كنموذجٍ يركّز على اللّغة العربيّة أوّلاً، بدلاً من أن يكون مشتقّاً من الأنظمة العالميّة، وقد تم تدريبه على مجموعات بياناتٍ عالية الجودة تم تنسيقها عبر اللّهجات والمجالات وسياقات الأعمال الحقيقيّة.

أوضحت الحسن: "إنّه ليس طبقةً فوق التّقنية العالميّة، بل هو أساسٌ يركّز على اللّغة العربيّة ويفهمها ويعالجها ويولّدها بشكلٍ طبيعيٍّ".

جذب أداء "برونويا" (Pronoia) الانتباه بالفعل. وفقاً للشّركة، يتفوّق على نماذج عالميّةٍ مثل "جي بي تي-4 أو" (GPT-4o)، و"ديب سيك-في3" (DeepSeek-V3)، و"كوهير" (Cohere) في المهامّ الخاصّة باللّغة العربيّة، محقّقاً دقّةً سياقيّةً أقوى وموثوقيّةً على مستوى المؤسّسات في معالجة اللّغة. كما تصدّر برونويا لوحة الصّدارة المفتوحة لنماذج اللّغة العربيّة على منصّة "هاجينغ فيس" (Hugging Face) عند إطلاقه في ديسمبر 2024.

ترجمة، الّتي تحقّق أرباحاً بالفعل، أبلغت عن معدّل نموٍّ سنويٍّ مركّبٍ في الإيرادات بنسبة 20% على مدى السّنوات الثّلاث الماضية. تركّز الشّركة حاليّاً على توسيع "عربك إيه آي" (Arabic.AI) كبنيةٍ تحتيّةٍ أساسيّةٍ للاقتصاد الرّقميّ في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، لخدمة أكثر من 400 مليون ناطقٍ باللّغة العربيّة، الذين طالما تم تجاهل احتياجاتهم من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي العالميّة.

مع رأس المال الجديد، تُخطّط الشّركة لتوسيع فرق البحث والهندسة، والاستثمار في البنية التّحتيّة عبر القطّاعات، وإطلاق مبادرةٍ جديدةٍ كبرى تُدعى أكاديمية Arabic.AI. ستُكرّس الأكاديميّة لتدريب المهنيّين في المؤسّسات والحكومات على تنفيذ الذكاء الاصطناعي، ممّا يسدّ فجوةً حرجةً في تبنّي الذكاء الاصطناعي في المنطقة.

أوضحت الحسن: "تعتمد فقط 6% من الشّركات عالميّاً  الذكاء الاصطناعي بالطّريقة الصّحيحة، وهو رقمٌ منخفضٌ بشكلٍ صادمٍ مقارنةً بالإمكانات. مع الأدوات والتّدريب المناسبين، يُمكن للذكاء الاصطناعي تحقيق وفوراتٍ في التّكاليف، وزيادة الكفاءة، وتحرير الوقت البشريّ للقرارات الاستراتيجيّة بدلاً من المهامّ المتكرّرة".

كما أشارت إلى أنّ الوصول إلى التّكنولوجيا وحده لا يضمن التّبني، مشيرةً إلى تحديّين رئيسيّين يعوقان التّكامل الأوسع للذكاء الاصطناعي في المنطقة. أوّلاً، لاحظت نقص المواد التّدريبيّة الّتي تركّز على اللّغة العربيّة، حيث صُمّمت معظم الموارد للمستخدمين النّاطقين بالإنجليزيّة ولا تلبّي الاحتياجات المحدّدة للمنطقة. التّحدي الثّاني، كما أوضحت، هو الافتقار العام إلى الاستعداد داخل المؤسّسات، حيث تجد العديد من الفرق صعوبةً في فهم كيفيّة تطبيق الذكاء الاصطناعي في سير العمل اليوميّ.

صُمّمت أكاديمية عربك إيه آي لمواجهة هذه التّحديّات مباشرةً. قالت: "نحن نطلق أكاديمية عربك إيه آي لتوفير تدريبٍ عمليٍّ ومُخصّصٍ يساعد القادة على الانتقال من الاهتمام إلى التّأثير".

أمّا بالنّسبة للشّركات النّاشئة الأخرى الّتي تبني أدوات ذكاء اصطناعي للغاتٍ أو مناطق تم تجاهلها من قبل شركات التّقنية الكبرى؛ فقدّمت الحسن نصيحةً واضحةً: "لا تنتظر من شركات التّقنية الكبرى حلّ المشكلات المحليّة. ابنِ مع السّياق، وابنِ مع المجتمع. ويأتي النّجاح في اللّغات الممثلة تمثيلاً ناقصاً من الفهم العميق لنقاط الألم لدى المستخدمين وإنشاء حلولٍ ذات صلةٍ ثقافيّةٍ، وليس فقط ترجمة الأدوات الموجودة".

وأضافت: "نحن نؤمن أيضاً بالتّكامل الرّأسي، بامتلاك النّموذج، والمنصّة، ونظام التّدريب؛ هكذا بنينا عربك إيه آي: ليس فقط كمنتجٍ، بل كبنيةٍ تحتيّةٍ لمستقبل التّحوّل الرّقميّ العربيّ".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: