الرئيسية الذكاء الاصطناعي 5 شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جمعت أكبر التمويلات في 2025

5 شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جمعت أكبر التمويلات في 2025

حين تتدفّق رؤوس الأموال نحو شركات الذكاء الاصطناعي بوتيرةٍ غير مسبوقةٍ، يتّضح أنّ المستثمرين يراهنون على الابتكار القادر على بناء بنى تحتيّةٍ قويّةٍ وتحويل التقنيّات المتقدّمة إلى حلولٍ تجاريّةٍ قابلةٍ للنّموّ والانتشار

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

شهدت استثمارات رؤوس الأموال المغامرة خلال عام 2025 ارتفاعاً لافتاً في قطاع شركات الذّكاء الاصطناعيّ، إذ دفع الإقبال المتزايد من المستثمرين باتّجاه الشّركات النّاشئة الّتي تبتكر حلولاً قائمةً على النّماذج المتقدّمة، وتطوّر البنية التّحتيّة للذّكاء الاصطناعيّ، وتستثمر في التّطبيقات العموديّة المتخصّصة. ولم يأت هٰذا الارتفاع صدفةً، بل نتج عن قناعةٍ متناميةٍ بأنّ الذّكاء الاصطناعيّ لم يعد تكنولوجيا مستقبليّةً، بل أصبح محرّكاً رئيسيّاً للنّموّ القتصاديّ والتّحوّل الصّناعيّ. ولذٰلك ضخّت صناديق الستثمار رؤوس أموالٍ ضخمةٍ في هٰذه الشّركات النّاشئة، لا لمجرّد اختبار أفكارٍ تجريبيّةٍ، بل لأجل تحقيق توسّعٍ تجاريٍّ فعليٍّ وقدرةٍ على الانتشار العالميّ.

5 شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جمعت أكبر التمويلات في 2025

جمعت أبرز خمس شركاتٍ ناشئةٍ في مجال الذّكاء الاصطناعيّ في عام 2025 تمويلاتٍ ضخمةٍ قيّدت مسار النّمو التّكنولوجيّ نحو مرحلة التّنفيذ التّجاريّ.

شركة Thinking Machines Lab

أطلقت شركة Thinking Machines Lab في شهر فبراير من عام 2025 بقيادة المهندسة ميرا موراتي، الرّئيسة التّقنيّة السّابقة لشركة OpenAI، واستطاعت أن تجمع ما يقارب 2 مليار دولارٍ في جولة تمويلٍ كبرى قادتها شركة Andreessen Horowitz، لتصل قيمتها السّوقيّة إلى نحو 12 مليار دولارٍ. ولم يكن هٰذا التّمويل مفاجئاً، لأنّ الشّركة جمعت بين الخبرة التّقنيّة الرّفيعة والطّموح العلميّ الجريء. فقد امتلكت قيادةً واعيةً قادرةً على تحويل الرّؤية إلى مشروعٍ فعليٍّ، إذ أعلنت الشّركة منذ تأسيسها نيّتها بناء نماذج أنظمةٍ متعدّدة الوسائط وبنى تحتيّةً عالية الأداء، ممّا جعلها محطّ أنظار المستثمرين الباحثين عن شركات الذّكاء الاصطناعيّ الّتي تمهّد للجيل القادم من التّقنيات.

ومع أنّ الشّركة ما زالت في مرحلةٍ مبكّرةٍ، إلّا أنّ ثقة المستثمرين بها جاءت نتيجة إدراكهم بأنّ الكفاءة البشريّة الّتي تقودها قد تكون في ذاتها استثماراً مؤكّد العائد. وهٰكذا عكست هٰذه الجولة رغبةً واضحةً في تمويل المشاريع ذات الرّؤية الطّويلة الأمد، حتّى قبل تحقيق الإيرادات، لأنّ الرّهان في هٰذا المجال لا يقوم على الرّبح الفوريّ، بل على السّيطرة المبكّرة على مستقبل الصّناعة. [1]

شركة Metropolis Technologies

برزت شركة Metropolis Technologies كإحدى الشّركات النّاشئة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ الّتي دمجت التّقنية بالبنية التّحتيّة الواقعيّة، إذ طوّرت أنظمةً ذكيّةً لإدارة مواقف السّيّارات والمدن الحضريّة. وقد جمعت الشّركة تمويلاً تجاوز 500 مليون دولارٍ في جولة Series D، إضافةً إلى قرضٍ بلغ 1.1 بليون دولارٍ، ليصل المجموع إلى 1.6 بليون دولارٍ، وقيمةٍ سوقيّةٍ بلغت نحو 5 بليون دولارٍ.

جاء هٰذا الإقبال الكبير لأنّ الشّركة لم تكتف بتقديم منتجٍ يعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ فحسب، بل حوّلت المفهوم إلى تجربةٍ واقعيّةٍ تلامس حياة النّاس اليوميّة. فقد استخدمت الرّؤية الحاسوبيّة وإنترنت الأشياء لإنشاء منظومةٍ تشغيليّةٍ متكاملةٍ، ممّا فتح أمامها آفاقاً جديدةً للتّوسّع في قطاعات التّجزئة والمطاعم ومحطّات الوقود. ومن خلال هٰذا النّهج أثبتت الشّركة أنّ الاستثمار في الذّكاء الاصطناعيّ لا يقتصر على البرمجيّات، بل يمكن أن يصبح جزءاً أصيلاً من البنية التّحتيّة للمدن الحديثة. [2]

شركة Fireworks AI

برزت Fireworks AI كإحدى شركات الذّكاء الاصطناعيّ النّاشئة الّتي ركّزت على تطوير البنية التّحتيّة لتشغيل النّماذج، بدلاً من الاكتفاء بتدريبها. وقد جمعت الشّركة 250 مليون دولارٍ في جولة Series C عند تقييمٍ بلغ نحو 4 بليون دولارٍ. واستطاعت الشّركة أن تقنع المستثمرين بقدرتها على جعل عمليّات «الاستدلال» أكثر سرعةً وكفايةً، إذ قدّمت حلولاً تعمل بسرعةٍ أكبر تصل إلى أربعين ضعفاً، وبتكلفةٍ أقلّ بنسبةٍ تقريبيّةٍ تقدّر بثماني مرّاتٍ، مقارنةً بالأنظمة التّقليديّة.

وقد جعل هٰذا التّوجّه العمليّ من Fireworks AI لاعباً محوريّاً في قطاع الشّركات النّاشئة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، لأنّ المؤسّسات الكبرى أصبحت تبحث عن حلولٍ تشغيليّةٍ جاهزةٍ يمكن دمجها في أعمالها، لا مجرّد نماذج نظريّةٍ أو أدواتٍ بحثيّةٍ. ومن ثمّ، أظهر تمويل Fireworks AI أنّ المرحلة المقبلة في الاستثمار بالذّكاء الاصطناعيّ ستركّز على من يتيح تنفيذ الحلول بسرعةٍ وكفايةٍ في الواقع التّجاريّ، وليس على من يكتفي بتطوير الخوارزميّات فقط.

شركة Beacon Software

تقدّمت شركة Beacon Software بخطى ثابتةٍ لتصبح نموذجاً مبتكراً ضمن شركات الذّكاء الاصطناعيّ النّاشئة، إذ جمعت 250 مليون دولارٍ في جولة Series B في شهر نوفمبر من عام 2025. واعتمدت الشّركة نموذجاً فريداً يقوم على الاستحواذ على شركات برمجيّاتٍ تقليديّةٍ وتحويلها إلى كياناتٍ تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ في إدارة عمليّاتها. وبذٰلك لم تبن الشّركة منتجاتٍ جديدةً من الصّفر، بل أعادت إحياء شركاتٍ قائمةٍ وجعلتها تتبنّى الذّكاء الاصطناعيّ كقلبٍ تشغيليٍّ لأنظمتها.

ولأنّ هٰذا النّهج يتيح إعادة تدوير القيمة الكامنة في الشّركات القديمة، فقد فتحت Beacon Software مجالاتٍ غير مستكشفةٍ في قطاعاتٍ مثل التّعليم واللّوجستيك والتّرفيه. ومن هنا أدرك المستثمرون أنّ القيمة الحقيقيّة لا تكمن فقط في الابتكار التّكنولوجيّ، بل في القدرة على دمج الذّكاء الاصطناعيّ في البنى الاقتصاديّة الرّاسخة.

شركة Hippocratic AI

استطاعت شركة Hippocratic AI أن تضع بصمتها في قطاع الذّكاء الاصطناعيّ الصّحّيّ، بعدما جمعت 126 مليون دولارٍ في جولة Series C، بتقييمٍ بلغ 3.5 بليون دولارٍ. وركّزت الشّركة على تطوير «وكلاء» ذكاءٍ اصطناعيٍّ قادرين على تنفيذ مهامٍّ طبّيّةٍ وإداريّةٍ تحت إشرافٍ سريريٍّ، ممّا جعلها تحظى باهتمام المؤسّسات الصّحّيّة الّتي تسعى إلى رفع الكفاية وخفض التّكاليف دون الإخلال بعنصر الأمان.

وقد أثبتت الشّركة، من خلال بياناتها التّشغيليّة، تعاملها مع أكثر من 115 مليون تفاعلٍ سريريٍّ دون أيّ حوادث أمنيّةٍ، ممّا عزّز ثقة المستثمرين بقدرتها على تحقيق توازنٍ بين الابتكار والسّلامة. ويكشف هٰذا التّوجّه أنّ الشّركات النّاشئة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ الّتي تختار التّركيز على قطاعٍ عموديٍّ محدّدٍ، مثل الصّحّة، تستطيع أن تجذب تمويلاً كبيراً إذا أثبتت قدرتها على حلّ مشاكل حقيقيّةٍ بطريقةٍ موثوقةٍ ومنضبطةٍ تنظيميّاً.

الخاتمة

تؤكّد هٰذه التّطوّرات أنّ عام 2025 كان عاماً مفصليّاً في تطوّر شركات الذّكاء الاصطناعيّ النّاشئة، إذ لم يعد التّمويل مجرّد مؤشّرٍ على الثّقة، بل أصبح سلاحاً استراتيجيّاً في سباقٍ عالميٍّ نحو السّيطرة على مستقبل التّقنيّة. وقد أثبتت هٰذه الشّركات أنّ القيادة الواضحة والرّؤية المستقبليّة والبنية التّحتيّة المتقدّمة هي مفاتيح النّجاح في هٰذا القطاع السّريع التّحوّل. ومع أنّ ضخّ الأموال لا يضمن تحقيق النّجاح، إلّا أنّ التّنفيذ الذّكيّ والتّوسّع المدروس والقدرة على تحقيق الأثر الحقيقيّ هي ما سيحدّد من سيقود المشهد خلال العقد القادم.

  • الأسئلة الشائعة

  1. لماذا شهد عام 2025 طفرة في تمويل شركات الذكاء الاصطناعي؟
    شهد عام 2025 قفزة غير مسبوقة في تمويل شركات الذكاء الاصطناعي لأن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً محورياً في البنية الاقتصادية العالمية. زادت الثقة في النماذج المتقدمة وقدرتها على تحقيق عوائد تجارية ملموسة، مما دفع صناديق الاستثمار إلى ضخ مبالغ ضخمة في الشركات التي تمتلك فرقاً تقنية قوية ورؤية استراتيجية واضحة. كما ساهم تطور البنية التحتية السحابية وتنافس الدول الكبرى على ريادة الذكاء الاصطناعي في رفع حجم الاستثمارات.
  2. ما العوامل التي تجعل شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي أكثر جاذبية للمستثمرين؟
    تجذب الشركات التي تمتلك نموذج عمل واضحاً وقدرة على تحقيق تطبيقات عملية المستثمرين أكثر من غيرها. فالمستثمرون يفضلون الشركات التي تجمع بين الجانب التقني القوي والقدرة على التنفيذ التجاري السريع. كما تلعب خبرة الفريق المؤسس، وامتلاكه لشبكة شراكات استراتيجية، ودقة استهدافه لقطاعات واعدة مثل الرعاية الصحية أو المدن الذكية دوراً محورياً في رفع تقييم الشركة.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: