الإمارات تكشف عن أكبر مجمع ذكاء اصطناعي عالمي خارج أمريكا
مشروعٌ ضخمٌ يرسّخ ريادة الابتكار في الذكاء الاصطناعي بالمنطقة، ويجمع قوىً عالميّةً لتقديم خدمات حوسبةٍ متقدّمةٍ ونظيفةٍ لنصف سكّان العالم تقريباً

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
كشفت دولة الإمارات العربية المتّحدة عن إطلاق مجمّعٍ جديدٍ للذكاء الاصطناعي يُتوقّع أن يكون الأكبر من نوعه على مستوى العالم خارج الولايات المتّحدة الأمريكيّة. ويُعرف هذا المشروع الطّموح باسم "المجمّع الإماراتي-الأمريكي للذكاء الاصطناعي" (UAE-US AI Campus)، وقد تم تدشينه رسميّاً بحضور صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرّئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة أبوظبي الأسبوع الماضي.
وسيشكّل هذا المجمّع مركزاً رئيسيّاً يحتضن كبرى الشّركات الأمريكيّة العاملة في الحوسبة فائقة النّطاق (hyperscalers) بالإضافة إلى المؤسّسات العملاقة، التي ستستفيد من قدرات الحوسبة الإقليميّة الّتي يوفّرها المشروع، بما يمكّنها من تقديم خدماتٍ سريعة الاستجابة لنحو نصف سكّان العالم، مع التّركيز على بلدان الجنوب العالميّ.
ومن المنتظر أن يتمّ إنشاء هذا المجمّع الضّخم بواسطة شركة "جي 42" (G42) الّتي تتّخذ من أبوظبي مقرّاً لها، وسيتضمّن بنيةً تحتيّةً ضخمةً تشمل قدرةً حوسبيّةً تبلغ 5 غيغاواط من مراكز البيانات المخصّصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العاصمة الإماراتيّة. إذ ستوفّر هذه البنية منصّةً إقليميّةً تمكّن الشّركات الأمريكيّة من تقديم خدماتها السّحابيّة المتقدّمة بجودةٍ عاليةٍ وسرعةٍ فائقةٍ.
شاهد أيضاً: هل يصل الذكاء الاصطناعي إلى إدارة الشركات؟
وبمجرد اكتمال المشروع، سيتم تشغيله بالشّراكة مع عددٍ من الشّركات الأمريكيّة، حيث سيعتمد على مصادر طاقةٍ متنوّعةٍ تشمل الطّاقة النّوويّة، والطّاقة الشّمسيّة، والغاز الطّبيعيّ، ممّا يُسهم في تقليل الانبعاثات الكربونيّة إلى الحدّ الأدنى. وسيتضمّن المشروع كذلك منتزهاً علميّاً مخصّصاً لدفع عجلة الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز البحوث العلميّة المتقدّمة في هذا المجال.
ويمثّل هذا المشروع امتداداً لمبادرة التّعاون الإماراتي-الأمريكي في تسريع وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي، وهي مبادرةٌ حكوميّةٌ مشتركةٌ بين البلدين تهدف إلى تعميق التّعاون وتوسيع آفاق العمل المشترك في مجالات الذكاء الاصطناعي والتّكنولوجيا المتقدّمة.
وفي تصريحٍ له بمناسبة إطلاق المشروع، قال سموّ الشّيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ورئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتّكنولوجيا المتقدّمة: "إنّ الكشف عن هذا المجمّع اليوم يُجسّد التّعاون المستمرّ بين بلدينا في مجال الذكاء الاصطناعي. وهو تأكيدٌ على التزام دولة الإمارات بريادة الابتكار وتعزيز التّعاون الدّوليّ في هذا القطّاع الحيويّ، ممّا يعزّز مكانتها كمركزٍ عالميٍّ للأبحاث المتطوّرة والتّنمية المستدامة، ويساهم في تقديم فوائد تحويليّةٍ تخدم الإنسانيّة جمعاء".
من جانبه، أضاف هاورد لوتنيك، وزير التّجارة الأمريكيّ: " يُطلق إعلان اليوم شراكةً تاريخيّةً في الذكاء الاصطناعي بين بلدينا في منطقة الشرق الأوسط؛ إنّها شراكةٌ تدعم استثماراتٍ كبرى في مجال أشباه الموصلات المتقدّمة ومراكز البيانات في كلٍّ من الولايات المتّحدة والإمارات. في الإمارات، ستتولّى شركاتٌ أمريكيّةٌ تشغيل مراكز البيانات وتقديم خدماتٍ سحابيّةٍ بإدارةٍ أمريكيّةٍ في جميع أنحاء المنطقة. ومن خلال تمديد القدرات التّقنية الأمريكيّة الرّائدة إلى شريكٍ استراتيجيٍّ مهمٍّ في المنطقة، يُشكّل هذا الاتفاق محطّةً رئيسيّةً في تنفيذ رؤية الرّئيس ترامب لتحقيق الهيمنة الأمريكيّة في مجال الذكاء الاصطناعي".