Stitch السعودية تجمع تمويلاً بقيمة 10 ملايين دولار
منصّةٌ ناشئةٌ تقود تحوّل البنية التّحتيّة الماليّة الرّقميّة من خلال حلولٍ موحّدةٍ تُسهم في تسريع الابتكار وتبسيط التّكامل للمؤسّسات حول العالم

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت منصة "ستيتش" (Stitch)، الّتي تتّخذ من السعودية مقرّاً لها والمتخصّصة في تقديم بنيةٍ تحتيّةٍ موحّدةٍ للتّقنيات الماليّة (Fintech)، عن إغلاق جولةٍ تمويليّةٍ أوّليّةٍ بقيمة 10 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ لدعم خطط توسّعها المستقبليّة.
قاد هذه الجولة الاستثماريّة عددٌ من شركات رأس المال المغامر البارزة، من بينها "آربور فنتشرز" (Arbor Ventures) الّتي تتّخذ من سنغافورة مقرّاً لها، و"كوتو فنتشرز" (COTU Ventures) في دبي، بالإضافة إلى "رائد فنتشرز" (Raed Ventures) في الرياض، وشركة "رأس المال المغامر السعودية" (Saudi Venture Capital- SVC) المدعومة من الحكومة، إلى جانب شخصيّاتٍ بارزةٍ في الصّناعة مثل: "جيسون غاردنر" مؤسّس شركة "ماركيتا" (Marqeta) في كاليفورنيا، ومهندس المدفوعات المخضرم عبد المالك الشيخ.
وفي لقاءٍ خاصٍّ مع مجلة "عربية .Inc"، أوضح محمد وعيدة، مؤسّس ستيتش في عام 2022 والرّئيس التّنفيذيّ لها، أنّ هذه الجولة الاستثماريّة لا تهدف فقط إلى تطوير المنتجات وتوسيع فريق العمل، بل تمثّل أيضاً خطوةً نحو التّوسّع العالميّ للشّركة.
وبعد أن أثبتت حضورها في كلٍّ من السعودية والإمارات، بدأت ستيتش توسّعها نحو شرق أفريقيا، حيث تقدّم منصّةً موحّدةً قائمةً على واجهة برمجة التّطبيقات (API) تُتيح للبنوك والشّركات الماليّة والمؤسّسات إطلاق حلولٍ تقنيةٍ حديثةٍ بنسبة تسريعٍ تصل إلى 80% مقارنةً بالأنظمة التّقليديّة. وقال وعيدة: "خلال الـ12 إلى 18 شهراً المقبلة، ستكون استراتيجيتنا الأساسيّة هي اكتساب العملاء"، مضيفاً: "لقد جذبنا بالفعل بعضاً من أبرز العلامات التّجاريّة في المنطقة، مثل "لولو للصرافة" (Lulu Exchange)، "العمودي للصرافة" (Alamoudi Exchange)، "فوديكس" (Foodics)، "دار التمليك" (Dar Al Tamleek)، "راية للتمويل" (Raya Financing)، و"تنمية كابيتال" (Tanmeya Capital)، وغيرهم".
لدعم هذا النّموّ المتسارع، أشار وعيدة إلى أنّ الشّركة تستثمر بشكلٍ مكثّفٍ في استقطاب المواهب المتميّزة لتعزيز بنيتها التّقنية. وقال: "باعتبارنا منصّة موحّدة تساعد المؤسّسات الماليّة على بناء وإطلاق وتوسيع المنتجات التّقنية، من الضّروريّ أن نعزّز حضورنا على الصّعيد الهندسيّ". وأضاف: "لقد استطعنا استقطاب بعض الكفاءات عالية الجودة، الّتي تطوّر منتجاتٍ تقنيّةً معقّدةً في المنطقة، وهو أمرٌ لم يُنجز من قبل".
ونوّه وعيدة إلى أنّ السّعي للسّرعة والتّوسّع يأتي في وقتٍ تواجه فيه المؤسّسات الماليّة تحديّاتٍ متزايدةً في تقديم خدماتٍ رقميّةٍ حديثةٍ. وقال: "لقد أدّى التّحوّل الرّقميّ في القطّاع الماليّ إلى تعقيداتٍ متزايدةٍ، بدءاً من متطلّبات الأمان والامتثال، وصولاً إلى تقديم تجربة مستخدمً عالميّة المستوى"، مشيراً إلى أنّ العملاء عادةً ما يضطرون للتّعامل مع عدة مزوّدي خدماتٍ خلال رحلة المستخدم الواحدة، لكن ستيتش تعمل على تغيير هذا النّمط من خلال نهجٍ موحّدٍ.
شاهد أيضاً: Maalexi تحصل على تمويل بقيمة 3 ملايين دولار
وأضاف: "لا يقلّ هذا التّوحيد أهميّةً خارج منطقة الخليج كما هو الحال داخلها". وذكر أنّ ستيتش بدأت بالفعل بتوقيع أوّل عقودها في كينيا كجزءٍ من خطّتها للتّوسع في شرق أفريقيا، حيث تختبر الشّركة رؤيتها في منطقةٍ تُعدّ مرجعاً عالميّاً للتّمويل القائم على الهاتف المحمول. وقال: "في أفريقيا، تعتبر المدفوعات الرّقميّة وعبر الهواتف المحمولة أكثر تقدّماً من الخليج، ومع ذلك، فإنّ المؤسّسات الماليّة التّقليديّة هناك لم تواكب هذا التّطوّر، ما يجعل الحاجة ملحّةً لشركاء قادرين على بناء حلولٍ قابلةٍ للتّوسّع دون الحاجة للتّعامل مع أطرافٍ متعدّدةٍ".
كما أكّد وعيدة أنّ ستيتش لا تكتفي بالتّوسّع فحسب، بل تحرص على ترسيخ جذورها في الأسواق الّتي تدخلها. وقال: "وجودنا الإقليميّ يعني أنّ عملاءنا يمكنهم التّعامل معنا مباشرةً على الأرض، وليس عن بُعدٍ أو من خلال فرقٍ وسيطةٍ"، لافتاً إلى أنّ التّوسّع في شرق أفريقيا ما هو إلّا بداية لطموحات الشّركة العالميّة. وأضاف: "الفرصة أمام ستيتش ليست إقليميّةً بل عالميّة. يمثّل التّوسع إلى شرق أفريقيا خطوةً صغيرةً في رؤيتنا الكبرى لخدمة العالم بنظامٍ موحّدٍ وقابلٍ للتّوسّع، يساعد الشّركات على بناء حلولٍ ماليّةٍ بكفاءةٍ. المؤسّسات الماليّة حول العالم تواجه التّحديّات ذاتها، ولا توجد منطقةٌ بمنأى عن هذه المعاناة".
وأشار وعيدة إلى أنّ أحد أبرز مزايا الشّركة هو جذورها الرّاسخة في سوقٍ متقّدمٍ مثل الخليج، ما منح الفريق فرصاً فريدةً للنّموّ والتّعلّم. وقال: "تُعدّ دول الخليج من أكثر الأسواق تقدّماً، وهي بيئةٌ ممتازةٌ للبناء والتّعلّم في مجال الخدمات الماليّة"، مضيفاً: "لقد ساهمنا في رفع المعايير الحاليّة، ونؤمن أنّ لدينا شيئاً فريداً نقدّمه للعالم، ومصدره الفخر بصناعته في السعودية".
وفي ظلّ تزايد تفكك البنية التّحتيّة الماليّة عالميّاً، تطمح ستيتش لأن تصبح الخيار الافتراضيّ للشّركات الّتي تبحث عن الوضوح والسّرعة. وقال وعيدة: "توفّر تقنيتنا البرمجيّة أبسط طريقةٍ لبناء منتجاتٍ ماليّةٍ، تشمل الإيداعات، والقروض، والبطاقات، والمعاملات، وإدارة المخاطر، والتّطبيقات المتكاملة".
وختم حديثه بالتّأكيد على أنّ الثّقة تظلّ العنصر الأهمّ في بنية الخدمات الماليّة، قائلاً: "في هذا القطّاع، الثّقة هي الأساس لكلّ الأطراف المعنيّة، من العلامات التّجاريّة، والمستهلكين، إلى المورّدين"، مضيفاً: "المنتج مهمٌّ، والتّوزيع جوهريٌّ، لكن كلّ هذا لا يساوي شيئاً دون الثّقة".
كما شدّد على أنّ النّجاح لا يتحقّق فقط ببناء منتجاتٍ جيدةٍ، بل يتطلّب أيضاً الاهتمام بالجوانب الأقلّ جاذبيّةً من إنشاء شركات التّقنية الماليّة، عبر بناء أسسٍ متينةٍ من الثّقة. وقال: "يجب أن يثقَ بك المنظّمون بأنّك متوافقٌ، والعملاء بأنّك مستقرٌّ، والمستخدمون النّهائيّون بأنّ أموالهم في أيدٍ أمينةٍ"، متابعاً: "وهذا يتطلّب استثماراً زائداً في الجوانب غير اللّامعة: مثل التّدقيق، والضّوابط، والحَوكمة، والمخاطر، والامتثال".