TabSense تجمع تمويلاً بقيمة 5 ملايين دولار لتعزيز توسعها الذكي
تمويلٌ جديدٌ يتيح للشّركة السّعوديّة النّاشئة تعزيز نظام نقاط البيع الذّكيّ، وتمكين المطاعم والمقاهي من تحسين العمليّات واتّخاذ قراراتٍ أسرع وأكثر ذكاءً عبر البيانات والتّحليلات الذّكيّة
جمعت الشّركة السعودية النّاشئة في مجال الذكاء الاصطناعي "تاب سينس" (TabSense) تمويلاً بقيمة 5 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ من شركة رأس المال المغامر أبوظبيّة "جسور فنتشرز "(Jasoor Ventures)، بهدف تسريع إطلاق نظام نقاط البيع الذّكيّ المستقل للمطاعم والمقاهي، والذي يعمل كوكلاء رقميّين مستقلّين يدمجون العمليّات اليوميّة مع التّحليلات الذّكيّة لتعزيز أداء الأعمال.
أسّس محمد جابر (Mohammad Jaber) ومحمد خليفة (Mohammad Khleifat) ومحمد أبابتين (Mohamad Ababatain) وشادي دبور (Shadi Daboor) تاب سينس في المملكة العربية السعودية عام 2024، ليحلّ النّظام الجديد محلّ أنظمة نقاط البيع التّقليديّة، مقدّماً وكلاء ذكيّين مستقلّين يعملون كموظّفين رقميّين قادرين على أتمتة العمليّات، وتحسين القوائم، وإدارة سير العمل الخلفيّ، وتقديم رؤىً لحظيّةٍ تدعم اتّخاذ القرارات الاستراتيجيّة.
ستمكّن الأموال الجديدة تاب سينس من الابتكار السريع في المنتجات، ودعم التّوسّع الإقليميّ، وتعزيز فرق الهندسة والذكاء الاصطناعي، مع صقل محرّك الذكاء الوكيل الذي يشكّل قلب النّظام.
في مقابلة مع "عربية .Inc"، أوضح المؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ محمد جابر أنّ تاب سينس تأسّست على مهمّةٍ بسيطةٍ لكنّها قويّةٌ: مساعدة التّجار الصّغار على التّوسّع بنفس قدرة العلامات الكبرى. وأكّد أنّ معظم أنظمة نقاط البيع تكتفي بجمع البيانات دون تحويلها إلى استراتيجيّاتٍ قابلةٍ للتّنفيذ؛ فقال: "[أنظمة نقاط البيع] ممتازةٌ في معالجة المعاملات، لكنّها لا تحلّ المشكلة الجوهريّة: كيفيّة النّجاح والتّوسّع. وما نقدّمه في تاب سينس يغيّر هذا الواقع. عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل بيانات المتاجر إلى رؤىً عمليّةٍ، نحوّل نقاط البيع إلى محرّك نموٍّ فعّالٍ، يمكّن التّجّار من اتّخاذ قراراتٍ أذكى، وتحسين الأداء، والتّوسّع بشكلٍ أسرع".
تم تصميم منصة تاب سينس لتغطّي كامل منظومة تشغيل المطاعم، حيث تعمل بشكلٍ متكاملٍ مع فرق الماليّة والتّسويق والعمليّات والتّقنية، ممّا يمكّن كل قسم من اتّخاذ قراراتٍ أسرع وأكثر وعياً. ويقوم النّظام الذّكيّ بأتمتة المهامّ الرّوتينيّة، وتحسين استخدام الموارد، وتحويل البيانات اليوميّة إلى رؤىً عمليّةٍ تسهم في رفع الأداء عبر الأعمال بالكامل.
شاهد أيضاً: Forus تحصل على تمويل بقيمة 60 مليون دولار
يقع المقرّ الرّئيسيّ لتاب سينس في الرياض، ولها مكاتبٌ في الدمام وجدة وعمان، وتخدم أكثر من ألف مطعمٍ ومقهىً في السعودية والأردن. ومع التّمويل الجديد، تتطلّع الشّركة للتّوسّع في كامل المنطقة، معتبرةً المملكة منصّة انطلاقٍ مثاليّةً للنّموّ. وأوضح جابر أنّ السعودية تمثّل واحدةً من أكثر الأسواق تطوّراً وسرعةً في النّموّ عالميّاً، وروّاد الأعمال فيها حريصون على الاستفادة من التّكنولوجيا لتعزيز نموّهم.
وأشار إلى أنّ التّوسّع إلى أسواقٍ جديدةٍ يصاحبه دائماً منحنى تعلّم، خصوصاً في قطّاع الأغذية والمشروبات، حيث الثّقافة المحليّة تؤثّر في كلٍّ شيءٍ من تصميم القوائم إلى توقّعات العملاء. وما ينجح في سوقٍ ما قد لا ينجح في سوقٍ آخر. وأكّد أنّ التّحدّي يكمن في احترام السّياق المحليّ مع الحفاظ على اتّساق المنتج الأساسيّ وقابليّته للتّوسّع.
وأضاف جابر أن هذا النّهج المرن مدمج في تصميم تاب سينس، بحيث يمكن تكييف سير العمل المحليّ وطرق الدّفع وتجربة المستخدم بسهولةٍ لكلّ سوقٍ، بينما يبقى محرّك البيانات والمنطق الذّكيّ ثابتاً.
يعكس اهتمام تاب سينس بالمنطقة واحترام الفروق المحليّة نهجها في تبنّي الذكاء الاصطناعي، مع التّركيز على تمكين الشّركات من الاعتماد على التّكنولوجيا بثقةٍ وتحقيق أثرٍ ملموسٍ. وقد اعترف جابر بأنّ التّردّد تجاه الأتمتة شعورٌ طبيعيٌّ، لكنّه يرى أنّ أفضل طريقة لتغيير هذا التّصوّر هي تقديم نتائج ملموسةٍ؛ فقال: "مع أيّ تقنيّةٍ جديدةٍ، دائماً ما يوجد قدرٌ من الشّكّ، وهذا طبيعيٌّ تماماً. وأفضل طريقةٍ لبناء الثّقة هي السّماح للنّتائج بالتّحدّث عن نفسها. ونعرض لهم قدرة النّظام في الوقت الفعليّ، ومتى رأوا التّأثير، تتغيّر المحادثة. وفلسفتنا دائماً هي الوعد بأقلّ وتقديمٍ أكثر، وهكذا تُكسب الثّقة الدّائمة".
وأشار جابر إلى أنّ هذا النّهج القائم على النّتائج هو ما جذب انتباه المستثمرين، معتبراً أنّ جسور فنتشرز رأت في تاب سينس أكثر من مجرّد حلٍّ تقنيٍّ للمطاعم، بل نموذجاً للنّموّ التّجاريّ المستدام؛ فقال: "لا يمكنني تحديد ما أقنعهم بالتّحديد، لكن ما يميّز تاب سينس أنّنا لا نحلّ مشكلةً تقنيّةً فقط، بل نحلّ مشكلة النّموّ. المطاعم لا تستيقظ وتتساءل عن نظام نقاط بيعٍ أفضل، بل تفكّر: كيف أنمو؟"
كما يرى جابر أنّ الشّراكة مع جسور فنتشرز تقوم على رؤيةٍ مشتركةٍ تتجاوز مجرّد التّمويل، حيث يضيف الشّركاء قيمةً حقيقيّةً في مجالاتٍ متعدّدةٍ، من التّوجيه الاستراتيجيّ والاتّصالات الإقليميّة إلى المساعدة في التّفكير في التّوسّع المستدام.
واختتم حديثه بالتّأكيد على أهميّة فهم السّوق المحليّ والقيادة المبنيّة على الوعي المحليّ، قائلاً: "لا تقلّلوا من قيمة الرّؤية المحليّة، واقضوا وقتاً على الأرض، وتحدّثوا مع أصحاب الأعمال، وافهموا كيفيّة اتّخاذ القرارات اليوميّة. إذ لا يمكن للتّكنولوجيا أن تنجح في سوقٍ لا تفهمه".