الرئيسية الريادة 7 دروس في القيادة من الرياضة إلى ريادة الأعمال

7 دروس في القيادة من الرياضة إلى ريادة الأعمال

تشرح مسيرة عمرو منسي، الشّريك المؤسّس لمهرجان الجونة السّينمائيّ، كيف يمكن للعزيمة والغاية والصّبر أن تحوّل البدايات الصّغيرة إلى أثرٍ باقٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يشتهر عمرو منسي اليوم بصفته الشّريك المؤسّس لمهرجان "الجونة السينمائي" (El Gouna Film Festival (GFF))، الحدث الثّقافيّ الرّائد الذي يُقام في مدينة الجونة السّياحيّة على ساحل البحر الأحمر في مصر، والّذي اختتم دورته الثّامنة في أكتوبر من هذا العام. لكن قبل أن يتحوّل إلى رائد أعمالٍ، كان عمرو لاعب اسكواش محترفٍ، وقد وصل يوماً إلى تصنيفٍ ضمن أفضل 50 لاعباً في جولة "رابطة محترفي الاسكواش العالميّة" (Professional Squash Association World Tour).

علّمته تلك السّنوات في الاسكواش الصّلابة والعزيمة، وهما الدّرسان اللّذان خدمانه لاحقاً عندما دخل عالم الأعمال. بدأ مسيرته الرّياديّة بإطلاق شركة "فعالياتي" (i-events)، الّتي من خلالها أسّس بطولة الجونة الدّوليّة للاسكواش السّنويّة في 2012، ولاحقاً مهرجان الجونة السّينمائيّ في 2017. لكن عمرو لم يتوقّف عند هذا الحدّ. إذ لاحظ كيف أنّ مشاهدة أمثلةٍ ناجحةٍ من روّاد الأعمال يمكن أن تثير الإلهام في الآخرين، فأسّس جوائز روّاد الأعمال في مصر في 2021، وفي 2022 أطلق النّسخة المصريّة من البرنامج التّلفزيونيّ " شارك تانك " (Shark Tank) المخصّص لريادة الأعمال. ومع أخذ جميع هذه المساعي في الاعتبار، يمكن القول بحقٍّ إنّ عمرو يمتلك عدداً لا بأس به من النّصائح حول ما يلزم للنّجاح في ساحة الأعمال؛ وهنا نعرض 7 منها فقط.

البداية الكبيرة تبدأ صغيرةً

قبل أن يُوَثَّق بك في الفرص الكبرى، عليك أن تُثبت جدارتك في الفرص الصغيرة. قبل وقتٍ طويلٍ من انطلاق مهرجان "الجونة السّينمائيّ"، آمن بي أحدهم لمجرّد أنّني تولّيت تنظيم بطولة الجونة الدّوليّة للاسكواش. وقبل ذلك، أُتيحت لي الفرصة لإدارة تلك البطولة لأنّ شخصاً ما لاحظ شغفي العميق بالرّياضة. لا يمكن أبداً التّكهّن بأيّ جهدٍ صغيرٍ سيُمهّد الطّريق للفرصة التّالية. لذلك، لا تستخفّ أبداً بقوّة الانتصارات الصّغيرة؛ فهي غالباً ما تشكّل الأساس لشيءٍ أعظم بكثيرٍ.

الدّروس المبكّرة تبني

إرثاً دائماً يقف نجاح مهرجان "الجونة السّينمائيّ" اليوم على أساسٍ من الدّروس العميقة التي اكتسبتها عبر السّنين؛ فقد بدأت الرّحلة بمواجهة نصيبي من التّحدّيات، خصوصاً في الأيّام الأولى للمهرجان. في تلك الفترة، صببت كلّ ما أملك -ماليّاً وعاطفيّاً وإبداعيّاً- في النّسخة الأولى، إدراكاً منّي أنّ هذه البداية ستكون حجر الأساس لما سيصبح عليه المهرجان. ومع مرور الوقت، علّمتني كلّ تجربةٍ درساً حاسماً، وأجبرتني كلّ عقبةٍ على النّموّ والتّكيّف والتّحسّن، لتتراكم الخبرات وتشكّل بصمة المهرجان كما نعرفه اليوم. وبدون تلك الدّروس المبكّرة، لما أصبح النّجاح الّذي نحتفل به الآن ممكناً.

الهدف يدوم أطول

من المكانة ضع قلبك في الأشياء الّتي تحبّها، بغضّ النّظر عن نظرة الجمهور أو التّقدير أو المكانة. قد يفاجأ البعض حين يعلم أنّ إحدى أكثر اللّحظات الّتي أفخر بها كانت عندما أخبرني زميلٌ -أحد الأشخاص الّذين أكنّ لهم احتراماً عميقاً- بأنّ عملي كان له أثرٌ حقيقيٌّ في حياته، إذ كانت تلك اللّحظة بالنّسبة لي أكثر قيمةً من أيّ لقبٍ أو إنجازٍ رسميٍّ؛ فقد فاقت كلّ المكافآت الماديّة أو الاجتماعيّة. ومع مهرجان "الجونة السّينمائيّ"، لا يكمن الإنجاز الحقيقيّ في الشّهرة أو النّجاح الماليّ، بل في الحياة الّتي لمسناها، والإلهام الّذي أطلقناه، والفرص الّتي أوجدناها؛ هذا الشّعور هو ما يحفّزني ويمنحني الدّافع للاستمرار.

اللّحظات تفوق النّتائج

مهما كان مجال عملك، ركّز على صناعة تجارب ذات معنىً. تذكّر، قبل كلّ شيءٍ، أنّ النّاس لا يتذكّرون دائماً المنتج نفسه أو الخدمة الّتي قدمتها، لكنّهم لا ينسون الشّعور الّذي تركته في داخلهم. تخيّل فعاليّةً حضرتها أو منتجاً استخدمته، وتذكّر اللّحظة الّتي شعرت فيها بالدّهشة أو السّعادة أو الارتباط العميق؛ تلك اللّحظة هي ما يعلق في الذّاكرة.  سواء كنتَ تنظّم فعاليّاتٍ أو تبني علامةً تجاريّةً، الهدف لا يقتصر على تقديم خدمةٍ فحسب، بل على خلق لحظةٍ حقيقيّةٍ تنبض بالطّاقة والعاطفة؛ فحين تركّز على الصّدق في التّواصل، على الشّغف الّذي تحمله في كلّ تفصيلةٍ، وعلى الارتباط الإنسانيّ الّذي تولّده، تصبح التّجربة أكثر من مجرّد منتجٍ أو خدمةٍ؛ تصبح ذكرىً، تصبح إحساساً محفوراً في القلب.  

هذه هي القيمة الحقيقيّة: اللّحظات الّتي تترك أثراً، والعواطف الّتي تشعلها، والذّكريّات الّتي تدوم. وكلّما ركّزت على ذلك، أصبح عملك أكثر عمقاً ومعنىً، وأكثر قدرةً على إحداث الفرق الحقيقيّ.

الانضباط يتغلّب على الموهبة في كلّ مرّةٍ

عندما بدأت ممارسة الإسكواش، كان أكبر حلمٍ لديّ هو الانضمام إلى الفريق الرّسميّ لناديّ، لكن في ذلك الوقت كان يتم اختيار أفضل أربعة لاعبين فقط، وكنت بعيداً عن هذا المستوى. إضافةً إلى ذلك، كانت أوقات اللّعب محدودةً جدّاً خارج حصص التّدريب المجدولة، ممّا جعل الطّريق يبدو شبه مستحيل.  

ثم، في يوم من الأيام، اكتشفت باباً على السّطح يؤدّي إلى الملاعب. شاركت صديقاً في خطّتي، ومنذ ذلك اليوم بدأت أتدرّب بشكلٍ يوميٍّ تقريباً، ساعتين كلّ صباحٍ في السّادسة. لم أكن الأكثر موهبةً، لكنّني كنت مستعدّاً للعمل بجهدٍ أكبر من أيّ شخصٍ آخر، مصمّماً على تحسين ترتيبي وبذل كلّ ما يلزم لأستحقّ مكاني في الفريق.

الشّخصية هي الثّابت الوحيد

لا شيء أعظم من القيم الّتي تختار الالتزام بها، فهي تحدّد كيف تعيش حياتك، وكيف تعامل النّاس، وكيف تتصرّف في كلّ تفاعلٍ. نشأت في الإسكندرية، مصر، في ظروفٍ لم تكن سهلةً، ومع ذلك كان المحيط مليئاً بالمحبّة، وكان والدايّ حريصين بعنايةٍ فائقةٍ على تكوين شخصيتي. شكّلت تلك القيم أساساً متيناً لكلّ خطوات حياتي. ومع مرور الوقت، أدركت أنّه رغم عدم القدرة دائماً على اتّخاذ القرار الأمثل، يبقى اختيار نوع الشّخص الّذي تريد أن تكونه، والطّريقة الّتي تجعل الآخرين يشعرون بها خلال رحلتك، هو الخيار الّذي يحدّد جوهر شخصيّتك ويترك أثراً دائماً.

لا تغفل أبداً عمّا هو جوهريّ في الحياة

لا يمكن لأيّ نجاحٍ مهنيٍّ أن يحلّ محلّ ما هو حقيقيٌّ وعميقٌ في الحياة. بالنّسبة لي، يكمن هذا الجوهر في أحبّائي وأسرتي، وأصدقائي، وكلّ من يقف بجانبي في كلّ مرحلةٍ من مراحل حياتي. أن تكون حاضراً لهم، أن تستثمر في تلك الرّوابط، وأن تظهر في اللّحظات الّتي تحمل معنى؛ هذا هو الإنجاز الّذي يبقى أثره خالداً. وكلّ ما عداه -مهما بدا كبيراً أو مهمّاً- لا يعدو أن يكون ضجيجاً فارغاً إذا فقدت البوصلة تجاه ما هو جوهريٌّ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: