الرئيسية الابتكار آنا روزواندوفيتش: قيادة ملهمة تعيد تعريف الريادة النسائية

آنا روزواندوفيتش: قيادة ملهمة تعيد تعريف الريادة النسائية

اُختيرت المؤسّسة والرّئيسة التّنفيذيّة لشركة The Story Mob، ضمن قائمة نساء مؤثرات 2025 لمجلة "عربية .Inc" التي تبرز 30 امرأةً رائداتٍ في الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بواسطة فريق عربية.Inc

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

بصفتها المؤسِّسة والرّئيسة التّنفيذيّة لشركة The Story Mob، وهي شركة استشاراتٍ عالميّة في مجال الاتّصال الاستراتيجيّ مقرّها لندن تُركّز على مجال الألعاب والرّياضات الإلكترونيّة والتّرفيه، تتقدّم آنا روزواندوفيتش الصّفوف في ميدان العلاقات العامّة (PR) لواحدةٍ من أسرع الصناعات نموّاً في المنطقة -بل في العالم بأسره؛ فتقول روزواندوفيتش: "حين أطلقتُ The Story Mob عام 2018، لم يكن يوجد نموذج يُحتذى لبناء شركة علاقاتٍ عامّةٍ تتمحور حول ثقافة الألعاب. لذلك، قد أنشأناها من الصّفر: وكالةٌ رقميّة الطّابع أوّلاً، تُدرك كيف تخاطب مجتمعات المعجبين وتتنقّل في تعقيدات صناعةٍ لا تسري عليها قواعد العلاقات العامّة التّقليديّة".

روزواندوفيتش، الّتي غادرت منصب نائبة الرّئيس لشؤون الاتّصال في إحدى أكبر شركات الرّياضات الإلكترونيّة في العالم ESL المعروفة حاليّاً باسم EFG لتؤسّس The Story Mob، واستطاعت برفقة فريقها بناء قائمة عملاء تضمّ Riot Games، المطوّر الأمريكيّ لألعاب الفيديو وراء عناوين مثل League of Legends، إضافةً إلى مؤسّساتٍ ثقافيّةٍ مثل الأكاديميّة البريطانيّة لفنون الفيلم والتلفزيون (BAFTA). وقد قادت الشّركة لتصبح الوكالة الرّئيسيّة عالميّاً المسؤولة عن كأس العالم للرياضات الإلكترونيّة، الذي أُطلق في السعودية العام الماضي ويأتي الآن في دورته الثّانية لعام 2025، وتعتبر أكبر بطولةٍ في تاريخ الرّياضات الإلكترونيّة.

بقيادة روزواندوفيتش، قدّمت "ذا ستوري موب" بعضاً من أبرز الحملات في مجال الألعاب، مساهمةً في صياغة سردٍ عالميٍّ يؤكّد مكانة الرّياضات الإلكترونيّة كأسرع الرّياضات نموّاً في العالم بالنّسبة للإعلام وصانعي السّياسات. إضافةً إلى ذلك، لعبت روزواندوفيتش دوراً حاسماً في تأسيس واحدةٍ من أوائل المبادرات المعنيّة بالنّزاهة في القطّاع، لجنة نزاهة الرياضات الإلكترونيّة (Esports Integrity Commission - ESIC)، الّتي ساعدت على إدخال مراقبة المنشّطات في فعاليّات الرّياضات الإلكترونيّة، وتطوّرت لاحقاً لتصبح هيئةً تنظيميّةً تدعم العدالة التّنافسيّة والشّفافيّة في الفعاليّات الدّوليّة.

لقد كانت روزواندوفيتش أيضاً في طليعة الدّفاع عن النّساء في مجال الألعاب والرّياضات الإلكترونيّة، مشيرةً إلى أنّ دخول النّساء إلى هذه الصّناعات لم يقتصر على تغيير الوجوه في الغرفة فحسب، بل غيّر النّغمة والأوّلويّات وآفاق الصّناعة على المدى الطّويل؛ فتقول روزواندوفيتش: "لسنواتٍ طويلة، جرى تهميش النّقاش حول النّساء في مجال الألعاب أو التّعامل معه بوصفه شكليّاً. أمّا اليوم، فإنّ النّساء في مواقع القيادة هنّ مَن يضعن الأجندة: يدفعن نحو تمثيلٍ أفضل، ويشيّدن فضاءاتٍ أكثر أماناً وشموليّةً، ويتحدّين الأعراف البالية المرتبطة بالمنافسة والجمهور وثقافة أماكن العمل." بالإضافة إلى ذلك، مع تزايد المشاهدة والمشاركة النّسائيّة، بدأ أصحاب المصلحة يولون اهتماماً أكبر؛ فتقول: "بدأت الجهات الرّاعية تطرح أسئلةً أذكى، والمستثمرون يدعمون المبادرات الّتي تقودها النّساء. ومع ذلك، ما زلنا في مرحلةٍ مبكّرةٍ. وسيأتي التّغيير الحقيقيّ من مواصلة تمكين النّساء في مواقع السّلطة، ورواية حكاياتهنّ بصدقٍ، ومنحهنّ الموارد الّتي تُتيح لهنّ بناء ما يدوم".

وتشير روزواندوفيتش إلى أنّه مع تزايد ظهور النّساء في هذه الصّناعة، صار لهنّ دور فعّال في إعادة تشكيل مسار الرّياضات الإلكترونيّة والألعاب، وكانت فوائد ذلك متعدّدةً؛ فتقول: "النّساء في مواقع القيادة يُحدثن تغييراً دائماً، فيمولن مبادراتٍ نسائيّةً أخرى، ويختارن التّوظيف عن قصدٍ، ويبنين ثقافاتٍ تُعطي الأوّلويّة للأشخاص، حيث لا يحتاج الموهوب إلى الانطباق على أيّ معيارٍ سوى التّميّز والشّغف بما يقوم به. والأهمّ من ذلك، أنّهنّ يخلقن مستوىً من الظّهور والقدوة. حين ترى الفتيات الصّغيرات نساء ينجحن في الرّياضات الإلكترونيّة -سواء على المنصّة أو خلف الكواليس- تتفتّح أمامهنّ الأبواب وتنكسر الصّور النمطيّة. القدوات ذات أثرٍ بالغٍ، ولهذا طوال مسيرتي المهنيّة، سعيت لتحقيق ثلاثة أمورٍ: التّمثيل، والفرص، والدّعم. وتحتاج إلى الثّلاثة معاً لإحداث تغييرٍ دائمٍ".

في الواقع، لقد كان جوهر The Story Mob جزءاً من مهمّة روزواندوفيتش لتمكين النّساء؛ فتقول روزواندوفيتش: "داخليّاً، بنيتُ The Story Mob كنموذج وكالةٍ حديثةٍ ومرنةٍ. تأسّست على يد نساء، ويقودها نساءٌ بنسبة 50%، وتعمل وفق أسبوع عملٍ من 4 أيّامٍ. أثبتنا أنّ الأداء العالي والثّقافة الصّحيّة ليسا متعارضين، وأنّ الوكالات قادرةٌ على التّكيّف مع الجيل القادم من المواهب والعملاء من دون التّضحية بالنّتائج".

أمّا عن طريقة تحقيق ذلك، فتشير روزواندوفيتش إلى أنّها تعتمد أسلوب قيادةٍ مباشراً وشفّافاً واستراتيجيّاً بدرجةٍ عاليةٍ، يركّز على الوضوح والثّقة والمساءلة، ويهدف إلى تحقيق تأثيرٍ طويل الأمد وتميّزٍ إبداعيٍّ عبر بناء فرقٍ تتمتّع بالتّمكين الكامل.

في نهاية المطاف، ترى روزواندوفيتش أنّ تمكين النّساء من الازدهار في مواقع القيادة عبر مختلف الصّناعات لا ينعكس إيجابيّاً على النّساء فحسب، بل على كامل النّظم البيئيّة. وتختتم بالقول: "حين تتولّى النّساء مواقع القيادة، لا يقتصر تأثيرهنّ على نتائج الأعمال، بل يوسّعن أيضاً ما هو ممكن لكلّ من حولهنّ".

الدروس المستفادة: سؤال وجواب مع آنا روزواندوفيتش

بالنّظر إلى مسيرتك، إذا كان هناك نصيحةٌ واحدةٌ تمنيت لو قدمتها لنفسك قبل أن تبدأ مسيرتك المهنيّة، ما هي؟ وبالإضافة إلى ذلك، إذا كان بإمكانك العودة بالزّمن وإخبار نفسك بشيءٍ يجب تجنّبه أو عدم القيام به مطلقاً، ما هو؟

لو استطعت العودة لتقديم نصيحةٍ واحدةٍ لنفسي، لكانت هذه: من الممكن تماماً أن تحكم على نفسك بأفعالك فقط. ويمكنك أن تشعر بشيءٍ وتفعل شيئاً آخر، ورغم أنّ التّنافر المعرفيّ سيكون موجوداً، يمكنك ببساطة القيام بالشّيء نفسه مراراً وتكراراً. ويأتي الوضوح من العمل، لا من الإفراط في التّفكير. ستكون هناك لحظاتٌ عديدةٌ تشعر فيها بالتّعب أو بعدم الأمان أو الحيرة أو الوحدة، لكن هذا لا يعني أنّك على الطّريق الخطأ. ويعني فقط أنّك تبني شيئاً يستحقّ العناء. وعندما تحلّ تلك اللّحظات، الشّيء الوحيد المهمّ هو أن تحضر وتنجز العمل على أيّ حالٍ. لن ترضى جميع النّاس عنك أبداً، ولن يحبّك الجميع، ولكن إذا لم تدافع عن شيءٍ، ستقع فريسةً لأيّ شيءٍ. لذا لا تدع القلق يشلّك عن العمل حتّى يفوت الأوان. وكما قال الدكتور مارتن لوثر كينغ، لا تحتاج إلى رؤية السّلم بأكمله، فقط الخطوة الأولى بالإيمان.

استغرقت وقتاً لأدرك أنّ قوتي الحقيقيّة تكمن في الأصالة والانفتاح، ولكي أحتضن هاتين الصّفتين بالكامل. هاتان الصّفتان بنَتا فريقي، وكسبتا الثّقة، وشكّلتا طريقة عملنا في The Story Mob.

كنتُ لأخبر نفسي بأن لا أخضع كثيراً للطّرق التّقليديّة؛ فعندما دخلت عالم الرّياضات الإلكترونيّة، وجدت مساحةً لها قواعدها وحراسها وهرميتها، لكن الابتكار يحدث عندما تتحدّى هذه الأنظمة، وهذا قد يسبّب بعض الاحتكاك. في هذه الصناعة، لم نعد نعتبر الألعاب مجرّد ترفيهٍ أو رياضةٍ، بل أعِدنا تعريف طريقة قيادتنا، وتوظيفنا، واتّصالاتنا، وبناء ثقافتنا؛ فهذا هو التّغيير الحقيقيّ.

أما ما أودّ تجنّبه فهو تأجيل العمل بسبب الشّكّ الذّاتي؛ فقد تعلّمت أنّه يمكنك أن تكون حزيناً وتظلً قائداً، أن تشعر بالإحباط وتواصل الإنجاز، أن تكون خائفاً وتحضر الاجتماع، وأن تكون مرهقاً وتظهر رغم التّعب. النموّ لا يأتي بالانتظار حتّى تشعر أنّك جاهزٌ، بل بالمضي قدماً رغم الانزعاج. والانزعاج نفسه دليل على أنّك ما زلت في اللّعبة، وأن الميدان حولك يتغيّر.

إلى النّساء اللّواتي يأتين بعدي: "حدسكنّ صحيحٌ، وصوتكنّ مهمٌّ، وقيادتكنّ لا يجب أن تشبه أحداً آخر. خطو خطوةً، حتّى لو كانت فوضويّةً. وكُنّ قائداتٍ يفعلن ما يجب فعله، خصوصاً عندما يكون الأمر صعباً".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: