شيخة السليطي: هل تعيد تعريف مستقبل الإبداع في الخليج؟
بفضل قيادتها في حيّ الدوحة للتصميم ومنصّة The F Word، تفتح شيخة السليطي آفاق الذكاء الاصطناعي للمبدعين الخليجيّين لترسيخ اقتصادٍ إبداعيٍّ مستدامٍ ومتجدّدٍ

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
بصفتها المديرة الأولى للمفاهيم في حيّ الدّوحة للتّصميم، التّابع لشركة مشيرب للعقارات في قطر، تعمل شيخة السّليطيّ على جسر الفجوات بين الابتكار والتّقليد، والأفق بين الإبداع والتّقنيّة. ومن خلال ما تشتبك فيه من صناعاتٍ إبداعيّةٍ وأدوات الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تمكين خيال المبدعين في مجلس التّعاون لدول الخليج بالأدوات الّتي يغنون بها خطاهم ليزدهروا في غدٍ متجدّدٍ.
كما أوضحت لنا في حوارها مع مجلّة "عربية .Inc"، أنّ الصّناعات الإبداعيّة في الخليج ظلّت تتردّد في اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدّمة، إمّا لقلّة الوصول إليها، أو لعدم ملاءمة الحلول المتاحة لحاجات القيادة الإبداعيّة، أو لفجوةٍ واسعةٍ بين مطوّري التّقنيّة وروّاد المشروعات الإبداعيّة. ولكنّها تتصدّى لهذه المشكلة بحزمٍ في حيّ الدّوحة للتّصميم، حيث تقود مشاريع التّجزئة الذّكيّة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، وترشّد التّوأمة الرّقميّة لعالم الأزياء، وتحيي التّجارب الفنّيّة التّفاعليّة بلحنٍ إبداعيٍّ.
وفي نفس الإطار، وبصفتها عضواً في مجلس إدارة منصّة "The F Word"، تسهم الشّيخة السّليطيّ في مبادراتٍ تري المبدعين في الخليج كيف يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في توليد التّصاميم، واستبصار الاتّجاهات، وبناء جسور التّواصل مع الجمهور، لترتقي أعمالهم إلى مسابق الإبداع العالميّ.
وتفصّل الشّيخة السّليطيّ: "عبر عملي في حيّ الدّوحة للتّصميم، وممارستي التّصميميّة المستقلّة، ومنصبي في "The F Word"، أدمج الذكاء الاصطناعي والتّصميم والثّقافة وريادة الأعمال، لبناء منصّاتٍ تساهم في تمكين الآخرين وإنشاء اقتصاداتٍ جديدةٍ".
وفضلاً عمّا ذكرت، تبرز روحها الشّغوفة بخلق الفرص لجيلٍ من المبدعين والمبتكرين العرب، الّذين يستحقّون رؤيةً وتأثيراً على المنصّات الدّوليّة. ومن خلال تركيزها على صناعات التّصميم والأزياء والثّقافة والتّعلّم، تسعى لجعل الذكاء الاصطناعي قريباً ومألوفاً لدى المصمّمين والفنّانين وروّاد الأعمال الثّقافيّة، عبر توفير منصّاتٍ معزّزةٍ بالأدوات الذّكيّة لابتكار وتسويق وتجسيد أعمالهم على مستوىً عالميٍّ.
ولا يخيب ظنّها في حركة الحوار والتّعاون بين شركات التّقنيّة والصّناعات الإبداعيّة والمؤسّسات التّعليميّة، لنشر ثقافة ابتكارٍ مستدامٍ. وتتابع بقولها: "بالجمع بين الأصول الثّقافيّة والتّطبيق العمليّ والنّهج المستقبليّ، نجعل اعتماد الذكاء الاصطناعي أقلّ رهبةً، وأكثر واقعيّةً، وأكثر تمكيناً لجيلٍ يقدر على إعادة تعريف اقتصاد الإبداع في الخليج".
وعندما تتحدّث عن غدٍ مشرقٍ، ترى أنّ لمنطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا موقع فريد يؤهلّها للقيادة الثّقافيّة في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد سعت المنطقة إلى الاستثمار الضّخم في هذا المجال لاستعادة مجدها التّاريخيّ محفلاً للابتكار، وعلى إرث روّاده العرب كالخوارزميّ وابن الهيثم، بنيت المبادرات العصريّة، من نيوم في السّعوديّة إلى مراكز الابتكار في قطر، لتصنع من المنطقة منتجاً عالميّاً لا مستهلكاً فقط.
وتختتم بقولها: "بمزجها بين التّقنية والثّقافة والتّصميم والاستدامة، تقود منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا نهضةً عصريّةً من شأنها أن تعيد تشكيل مستقبل الذّكاء الاصطناعي على نطاقٍ عالميٍّ".
كان شيخة السّليطيّ من بين روّاد الذكاء الاصطناعي الّذين أضاءت عليهم "عربية .Inc" في ملفّها الخاص "صناع التعيير"، الصّادر في عدد أبريل/مايو 2025، احتفاءً بمن أحدثوا فرقاً في صناعة المستقبل. للاطّلاع على القائمة الكاملة، يُرجى النقر هنا.