سعاد الشامسي: أول مهندسة طيران إماراتية تعيد صياغة المستقبل
اُختيرت مؤسّسة جمعيّة المرأة في الطيران، ضمن قائمة نساء مؤثرات 2025 لمجلة "عربية .Inc" التي تبرز 30 امرأةً رائداتٍ في الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
حقّقت سعاد الشامسي إنجازاً غير مسبوقٍ باعتبارها أوّل مهندسة طائراتٍ إماراتيّة، قمّةٌ يصفها كثيرون بأنّها ذروة النّجاح. لكنّها ترى، كعضوٍ مؤسّسٍ لفرع الشّرق الأوسط في "جمعيّة المرة في الطيران" (Women in Aviation)، أنّ هذه القمة ليست نهاية الطّريق.
تقود الشامسي اليوم الابتكار في مجال الطيران من خلال منصبٍ هندسيٍّ واستشاريٍّ رفيع المستوى، حيث تدمج الذّكاء الاصطناعيّ والتّقنيات المستدامة في صيانة وتشغيل الطّائرات. وتشمل مسؤوليّاتها التّخطيط الاستراتيجيّ وقيادة المشاريع التّقنيّة، إلى جانب توجيه المهندسين المستقبليّين، لا سيما النّساء الشّابات اللّواتي يبدأن مسيرتهنّ في مجالات العلوم والتّقنية والهندسة والرّياضيّات (STEM).
تشير الشامسي إلى أنّ تزايد حضور النّساء في هذه المجالات أحدث تحوّلاً جوهريّاً. ولم يقتصر هذا التّحوّل على إعادة التّفكير في الهياكل والأساليب، بل أضاف بعداً إنسانيّاً وابتكاريّاً عبر الذّكاء العاطفيّ والتّفكير الشّامل والابتكار المرتكز على الإنسان. اليوم، يعيد حضور النّساء تعريف المعايير الصّناعيّة ويمنح القطّاع القدرة على الابتكار بمرونةٍ وشموليةٍّ أكبر.
كما تقول الشامسي: "تحوّل النّساء نماذج القيادة عبر التّركيز على التّعاون بدل التّنافس، والاستدامة بدل المكاسب قصيرة المدى، وجعل الإرشاد ركيزةً أساسيّةً للنّموّ. في مجالي، أعاد حضور النّساء في المناصب القياديّة صياغة الرّؤوية: لم نعد الاستثناء، بل أصبحنا المحفّزات. لقد أعاد ظهورنا تشكيل النّقاشات في غرف الاجتماعات، وشجّع الجيل الأصغر من النّساء على رؤية الفضاء الجويّ ومجالات العلوم والتّقنية والهندسة والرّياضيات ليس فقط كإمكاناتٍ، بل كمساراتٍ طبيعيّةٍ. كما بدأ النّظام البيئيّ للأعمال أيضاً في إدراك قيمة القيادة المتنوّعة، حيث يلتقي التّعاطف مع التّنفيذ؛ فالشّركات الّتي كانت تتردّد باتت تبحث الآن عن النّساء القائدات لقدراتهنّ على موازنة المخاطر مع المرونة، والابتكار مع الحدس. ومع ارتفاع عدد النّساء في المناصب القياديّة، نفتح معاً الأبواب على مصراعيها لبعضنا البعض".
الدروس المستفادة: سؤال وجواب مع سعاد الشامسي
عند النّظر إلى مسيرتك، إذا كان هناك نصيحةٌ واحدةٌ تمنحينها لنفسك قبل أن تبدئي رحلتك المهنيّة، ماذا ستكون؟ وبالمثل، إذا استطعت العودة بالزّمن لإخبار نفسك بشيءٍ يجب تجنّبه أو عدم فعله، فما هو؟
لو كان بإمكاني تقديم نصيحةٍ واحدةٍ لنفسي الشّابة، فستكون: "لا تنتظري إذناً لتقودي. لست مضطرّةً للانسجام مع قالبٍ محدّدٍ. بل ربّما يكمن سبب وجودك في الغرفة في كسر هذا القالب.
كما كنت سأذكّر نفسي بأنّ المسار غير التّقليديّ مقبولٌ تماماً، تحدّثي عندما يلتزم الآخرون الصّمت، تابعي الهندسة رغم عدم توقعها، واحملي معك التّعاطف والقوّة بفخرٍ. ولا تستهيني بصوتك؛ فهو بوصلة طريقك.
أمّا النّصيحة الواحدة الّتي كنت سأحرص على تجنبها، فهي الشّكّ في قيمتي عند مواجهة شكّ الآخرين. فكلّ مرّةٍ تردّدت فيها لأنّني لم أرَ شخصاً يشبهني في الغرفة، كنت أؤخر التّقدّم الّذي كنتُ أريد إحداثه".