ميلا سيميشكينا: من موظفة إلى رائدة أعمال مؤثرة عالميّاً
اختيرت المؤسِّسة والرئيسة التّنفيذيّة لشركة Lectera ضمن قائمة نساء مؤثّرات 2025 الصّادرة عن مجلّة "عربية .Inc"، تكريماً لـ30 سيّدة يغيّرن قواعد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
ميلا سمارت سيميشكينا هي المؤسِّسة والرّئيسة التّنفيذيّة لمنصّة Lectera التّعليميّة الدّوليّة، وتشغل أيضاً منصب رئيسة WE Council و WE Convention، أحد أبرز المنتديات العالميّة المعنيّة بتمكين المرأة، والّذي سيجمع في نوفمبر المقبل نخبةً من القيادات النّسائيّة العالميّة، من بينهن آنا وينتور وكانديس بوشنيل، في دبي.
وعلى الرّغم من أنّها تبدو اليوم مرتاحة في دورها كقائدةٍ رياديةٍّ تقود هذين الكيانين، تعترف سيميشكينا لـ "عربية Inc." بأنّ مسارها للوصول إلى هذه المرحلة لم يكن سهلاً أبداً؛ فتقول موضّحةً: "أهم وأصعب قرارٍ في رحلتي المهنيّة كان البدء في بناء مشروعي الخاصّ وأن أصبح رائدة أعمالٍ. كانت مرحلة الانتقال من موظّفةٍ إلى رائدة أعمالٍ أصعب تجربةٍ في حياتي، وقد استغرقت عدّة سنواتٍ وشكّلت تحوّلاً جذريّاً على صعيد حياتي ومهنتي، إذ تطلّب منّي إعادة تشكيل ذاتي ليس كمديرةٍ فحسب، بل كمالكةٍ حقيقيّةٍ لمشروعي. هناك فرقٌ جوهريٌّ بين أن تكوني مديرةً وأن تكوني رائدة أعمالٍ؛ فقد كان عليّ حرفيّاً التّخلص من عقليّة الموظّفة وإعادة بناء هويتي المهنيّة بالكامل… ومع ذلك، من دون هذا التّحوّل، لم أكن لأحقّق أيّ إنجازٍ ذي معنىً، ولم يكن بإمكان مشروعي أن ينجح بالطّريقة الّتي تخيّلتها إلّا عندما أصبحت رائدة أعمالٍ بكلّ معنى الكلمة".
لقد أعادت هذه التّجربة تشكيل نظرة سيميشكينا للأعمال والعمل، إذ كانت واحدةً من أكبر التّحديّات التي واجهتها هي التّخلّي عن عقلية الموظفة لتتولّى مسؤوليّة مشروعها الخاصّ؛ فتقول: "كانت هذه العمليّة شديدة الصّعوبة، وأفهم تماماً سبب معاناة أو فشل الأشخاص الّذين يغادرون العمل -قائلين: سأبدأ مشروعي الخاصّ- في تحقيق النّتائج الّتي يطمحون إليها. فهي تتطلّب عقليّةً مختلفةً تماماً. وأوافق على أنّ أنجح روّاد الأعمال غالباً هم من لم يعملوا كموظّفين من قبل، فهم يتمتّعون بميّزةٍ طبيعيّةٍ لأنّهم لم يضطرّوا لخوض هذه البرمجة الذّهنيّة الصّعبة". تجاوزت سيميشكينا منذ زمنٍ بعيدٍ تلك العقبات المبكّرة، فهي اليوم مرتاحةً في قيادة الشّركات والمشاريع المختلفة، وبناء الشّبكات الاستراتيجيّة، وتأمين الصّفقات على مستوى عالٍ عبر الأسواق. ومن هذا المنطلق، تُشير أيضاً إلى حركةٍ أوسع في عالم الأعمال: تزايد تأثير النّساء في مختلف الصّناعات.
تقول سيميشكينا: "أعتقد أنّ التّأثير المتزايد للنّساء في جميع نظم الأعمال يمثّل اتّجاهاً عالميّاً سيستمرّ في التّسارع. يحدث هذا لأنّ المزيد من النّساء يدركن إمكاناتهنّ لتحقيق نتائج متميّزةٍ والنّجاح في مجالاتٍ وأدوارٍ مختلفةٍ. لقد بدأن يثقن بأنفسهنّ ويفهمن أنّ فرصهن تكاد تكون بلا حدودٍ. وأعتقد أيضاً أنّ هذا التّحوّل يصبّ في مصلحة الأعمال بشكلٍ عامٍّ. فالرّائدات وسيدات الأعمال لا يكتفين بالمشاركة في التّجارة فحسب، بل يقدّمن مساهمةً حقيقيّةً في صناعاتهنّ، ويبنَين مجتمعاتٍ نسائيّةً داعمةً، ويخلقن ثقافات عملٍ أكثر صحّةً ورعايةً، مع التّركيز على تطوير الأفراد داخل مؤسّساتهنّ.
كلّما زاد عدد الرّائدات، ظهر المزيد من النّماذج النّسائيّة النّاجحة للنّساء المتمكّنات الأخريات، سواء كنّ مديراتٍ أو قائداتٍ طموحاتٍ. وهذا يحدث أثراً متسلسلاً محسوساً في مختلف الشّركات وقطّاعات الأعمال. كلّما رأينا نساء أكثر نجاحاً، كلّما خلقنا نساء أكثر نجاحاً. قبل 10-20 عاماً، كانت مثل هذه النّماذج نادرةً للغاية، أمّا اليوم، فهي أصبحت أكثر شيوعاً. نتيجةً لذلك، نحن مهيّؤون لرؤية عددٍ أكبر من النّساء النّاجحات والقويّات والشّجاعات والمتمتّعات بالإنجاز في المستقبل، ببساطةٍ لأنّ هناك أمثلةٌ ملهمةٌ أكثر للآخرين ليقتدوا بها".
شاهد أيضاً: 5 أسباب تجعل من النساء قائدات متميّزات
الدروس المستفادة: أسئلة وأجوبة مع ميلا سمارت سيميشكينا
عند النّظر إلى رحلتك المهنيّة، لو كان بإمكانك تقديم نصيحةٍ واحدةٍ لنفسك قبل الشّروع في مسارك، ماذا ستكون؟ إضافةً إلى ذلك، لو أُتيحت لك العودة بالزّمن لتخبري نفسك بما يجب تجنّبه أو عدم القيام به، ماذا تقولين؟
عند التّأمل، كنتُ سأقدّم لذاتِي الأصغر قبل 10 سنواتٍ نصيحةً أساسيّةً واحدةً: "آمني بنفسك، واطمئني إلى قوّتك، وثقي بقدرتك على النّجاح، وستحققين ذلك بالفعل. أحد أبرز العقبات الّتي تمنع النّساء من تحقيق مسيراتٍ مهنيّةٍ ناجحةٍ هو الشّكّ بالنّفس، وعدم الثّقة، والمخاوف المتعدّدة. في حين، يميل الرّجال عادةً إلى الثّقة بالنّفس بدرجةٍ أكبر، ولا يختبرون التّأمّل الذّاتي المكثّف الّذي غالباً ما نخوضه نحن النّساء".
نصيحتي هي: "لا تشكّي في نفسك، بل تحرّكي وابدئي بالعمل فوراً. ورغم أنّ هذه المخاوف والشّكوك أحياناً كانت تعيقني، إلّا أنّني لست ميالةً بطبعي للإفراط في التّفكير. لطالما دفعت نفسي لتجاوز الخوف، مدركةً أنّه غالباً ما يشير إلى فرص التّطوّر والنّموّ. ومع ذلك، كنت سأشجّع ذاتي الأصغر على وضع أهدافٍ أعلى وملاحقتها بعزمٍ وجرأةٍ أكبر".