الرئيسية الريادة خالد حجاب.. رائد الأعمال الذي يُركّز على المُهمّشين بعيداً عن النخبوية

خالد حجاب.. رائد الأعمال الذي يُركّز على المُهمّشين بعيداً عن النخبوية

شركة Tech Tribes غير الربحية التي نجحت بدعم ضحايا التّحرش والجرائم بذريعة الشّرف، مع العمل على تمكين الشباب ومساعدتهم.

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

العملُ من أجلِ مستقبلٍ أفضل، ومساعدةِ الفئات المهمّشةِ بعيداً عن النخبويّة، هذا ما يُركّز عليه رائدُ الأعمالِ الأردنيّ، خالد حجاب، من خلالِ برامجه المختلفةِ، وأبرزها منظمّة تك ترابيز Tech Tribes غير الرّبحيّة، التي ذاعَ صيتها كمنظّمةٍ ناجحةٍ في مجالِ تمكينِ الشّباب ومساعدتهم، فمن هو خالد وكيف بدأت قصته المُلهمةُ؟.

من هو خالد حجاب؟

حصلَ رائدُ الأعمال الأردنيّ على شهادة بكالوريوس في العلاقاتِ الدوليّةِ من الجامعة الأميركيّة في بيروت عام 2010م، وفي العامِ ذاته حظي بمنحةِ إيراسموس موندوس من جامعةِ فيلنيوس اللّيتوانيّة.

يمتلكُ خالد خبرةً واسعةً في مجالِ الابتكارِ الاجتماعيّ وتكنولوجيا المعلومات، والاتّصالات، وهو خبيرٌ استراتيجيٌّ في مجالِ الإعلامِ والتّعلم المتنقّل والحوكمةِ والمشاركةِ، كذلك فهو عضوٌ في المجموعةِ الاستشاريّةِ للمجتمعِ المدنيّ التابعةِ لهيئةِ الأمّم المتّحدة للمرأةِ.

إلى جانبِ العملِ الإنسانيّ والتّكنولوجيا، يمارسُ خالد نشاطهُ الحقوقيّ كمدوّنٍ وكاتبٍ وخبيرٍ في مجالِ المُناصرةِ الرّقميّة، ويُركّز على الحوكمةِ الرّقميّة وخصوصيّةِ البياناتِ، والأمنِ الرقميّ.

تأسيس Tech Tribes

في العام 2012م، أسّس رائد الأعمال الأردنيّ منظّمة تك ترابيز، التي تساعدُ المجموعات والشّباب والمنظّمات، على تحقيقِ الاستجابةِ بشكلٍ أفضل تجاه القضايا المجتمعيّة، كذلك تحسين الإدارةِ وتطويرِ السّياسات الهادفةِ والمُناصرةِ من أجلِ التّغيير الاجتماعيّ.

ومن الأسبابِ التي دفعت الشّاب الطّموح إلى تأسيس المنظّمة، هو غياب القنوات المناسبةِ للمشاركةِ العامّةِ، كما يقولُ في لقاءٍ صحفيٍّ سابقٍ، ويضيفُ أنّه أرادَ إنشاءَ قنواتِ مشاركةٍ تكتسبُ ثقّة النّاس وتحترمُ آرائهم بغضّ النّظر عن خلفياتهم أو انتمائاتهم، قنواتٌ يسهلُ فهمها والتّعامل معها لتكون مقبولةً على نطاقٍ واسعٍ، والأهمّ بحسبِ خالد أن تكون قنواتٍ لا يعتبرها عامّةُ النّاسِ بأنّها نخبويّةٌ.

لتحقيقِ ما سبق تعملُ تك ترابيز، على تطويرِ قدرةِ المجموعاتِ والمنظّماتِ على تحقيقِ مهامها، وتزويدِ الشّباب والنّاشطين الاجتماعيين بالمهاراتِ الرّقميّةِ اللّازمةِ.

تدعمُ المنصّة المبتكرين الشّباب في مواجهةِ التّحدياتِ العالميّةِ المتزايدةِ، وتساعدهم على تطويرِ حلولِ تكنولوجيا المعلوماتِ والاتصالات من أجلِ التّنميّة، كما أنّ المشاريعَ التي تدعمها المنصّةُ لا تقتصرُ فقط على التّكنولوجيا، وتقولُ إنّها تعملُ على خلقِ بيئةٍ تمكينيّةٍ للشّباب ومجموعاتِ المجتمعِ، وتساعدهم على معالجةِ التّحديات المُشتركة التي تواجهُ الابتكارَ من أجلِ التّغيير الاجتماعيّ وإرساء الدّيمقراطيّة في العالمِ العربيّ، بطرقٍ تشاركيّةٍ شموليّةٍ فعّالةٍ.

خالد العضو بالمجموعةِ الاستشاريّةِ للمجتمعِ المدنيّ التّابعةِ لهيئةِ الأمم المتحدة، يشاركُ خبرتهُ الإقليميّة في تمكينِ الشّباب، كذلك في المساواةِ بين الجنسين، وساهم دوره كمتحدّثٍ ومدرّبٍ بمجالِ الابتكارِ الاجتماعيّ الدٌوليّ، ومجالِ تكنولوجيا المعلوماتِ والاتّصالاتِ من أجل التّنمية، بجعله أقرب لعددٍ كبيرٍ من مجموعاتِ التّغيير الاجتماعيّ في الشّرق الأوسطِ، وبالتّالي زاد من قدرتهِ على الوصولِ، ومن ثم محاولة إحداثِ التّأثيرِ المنشودِ، فهو يركّزُ العملَ مع الفئاتِ المهمّشةِ، مثل: ضحايا التّحرش والجرائم بذريعةِ الشّرف في الأردن وخارجها، ويساعدهم على استخدامِ التقنيات الحديثة عبر الإنترنتِ لتعزيزِ أعمالهم.

التحديات

واجه عملُ منظّمةِ تك ترابيز عدّة تحديّاتٍ، من بينها إضفاءُ الطّابعِ الرّسمي على مهمّةِ الابتكارِ الاجتماعيّ في العالمِ العربيّ، كذلك اكتشف فريقُ العملِ أنّ الاستفادةَ من تكنولوجيا المعلوماتِ والاتّصالات من أجل التّنمية لتعزيزِ سبلِ العيشِ وخلقِ فرص العملِ، مهمّةٌ مستحيلةُ التّحققِ، بينما برز تحدٍ جديدٍ يَكمنُ في طريقةِ جلبِ البرامج المميزة إلى السّوق خصوصاً حين يتعلّقُ الأمرُ بالعلامةِ التّجاريّة وجمعِ الاموالِ واستراتيجيّة الاتّصال.

لمواجهةِ تلك التحديات، قامت تك ترابيز بإشراكِ البرنامج التّطوعيّ المجانيّ SAP's Social Sabbatical، الذي يساعدُ المنظّماتُ غير الرّبحيّة وأصحابُ المشاريعِ الاجتماعيّة على حلّ تحديّاتِ أعمالهم، وتحقيقِ النّمو والتّأثير المُستدام، ليبدأ الدّرسُ التّجريبي في القيادةِ والتّأثير بالمجتمعِ، والذي أدّى إلى تحوّلٍ كبيرٍ في المُنظّمة.

طيلة التّدريب قدّمَ الفريقُ العديدُ من التّمارين، مثل: جمع التّبرعاتِ، والتسويق، ورسم خرائطِ التّكنولوجيا، لمساعدةِ فريقِ تك ترابيز على الكشفِ عن عروضهِ بشكلٍ أفضل، لتصلَ تك ترابيز بسهولةٍ إلى ما هي عليه اليوم، وتتجاوز كل تلك التّحديّات بالتّدريبِ على يدِ المُختصّين.

الأثر الاجتماعي

حقّقت تك ترابيز أثراً اجتماعيّاً بالغاً يبدو واضحاً من خلالِ برامجها المتنوّعةِ، كما أنّها أساساً منظّمة وجدت لخلقِ أثرٍ اجتماعيٍّ كبيرٍ في محيطها.

فقد ساعدت اللّاجئين السّوريين من خلال عدّة برامج مخصّصة لهم، ووفقاً لبياناتِ المنظّمة عبر موقعها الإلكترونيّ، فإنّ فرص نموّ الأعمالِ وتعزيزِ العمليّات الرقميّة ازدادت بنسبة 42%، نتيجةً للتّسجيل في الدّوراتِ التّدربيّة عبر الإنترنتِ التي تقدّمها تك ترابيز.

و86% من النّاشطين الاجتماعيّين ومحترفيّ التّنمية والعاملين في المجالِ الإنسانيّ، أبلغوا عن التّأثيرِ الإيجابيّ للمهاراتِ الرّقميّة المكتسبةِ بفضلِ المنظّمة، على قدرتهم لمواصلةِ جهودِ التّعبئة الاجتماعيّة والاستجابةِ السّريعةِ، بينما أعرب 91% من النّاشطين الاجتماعيّين والإنسانيّين عن زيادةِ قدرتهم على تعزيزِ التّواصل والرّسائل نتيجةَ نشر الأدواتِ الرّقميّة التّفاعليّة الجديدة، مثل سرد القصص الرّقميّة.

نتيجةَ أعمالهِ الإنسانيّة الرياديّة وأثرها الكبيرِ في المجتمعِ، إضافةً لخبراته في مجالِ التّكنولوجيا، تم اختيارُ خالد حجاب ليكونَ أحد المحكّمين في جائزةِ هالت برازي في الأردن.

ومؤسّسة جائزة هالت برايز، غير ربحية تعملُ على تدشين الموجةِ العالميّة القادمةِ من روّاد الأعمالِ المهتمّينِ بالمبادراتِ الاجتماعيّةِ بهدفِ تحويلِ العالمِ إلى مكانٍ أفضل.

العملُ في المجالِ الإنسانيّ بالشرق الأوسط، هو من أنبل الأعمالِ التي قد يُفكّر أحدٌ ما في الخوضِ فيها، خصوصاً مع هذا الكمّ الكبير من الحروبِ والمشاكلِ الاقتصاديّة، وكل هذا لم يكن ليتمّ، لولا وجودُ الشّعور بالمسؤوليّةِ والمواطنةِ، لمساعدةِ ودعمِ المواهبِ المحليّةِ، كذلك فإنّ التّركيزَ على الشّعوب كوسيلةٍ للتّغيير أمرٌ يمكن الرّهانُ عليه، خصوصاً حين نقدّمُ أنفسنا كجزءٍ من تلك الشّعوب، لا مجرّد طبقةٍ نخبويّةٍ تتعاملُ مع الاحتياجاتِ لعامّةِ النّاسِ بفوقيّةٍ بالغةٍ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: