صفات ومهارات رائد الأعمال: كيف تصبح رائد أعمال ناجح؟

ما هي صفات ومهارات رائد الأعمال؟ كيف تصبح رائد أعمال ناجح؟ يبدو الأمر سهلاً من النَّاحية النَّظريَّة، لكن الخوض في التَّفاصيل والانتقال إلى المرحلة العمليَّة، هو المقياس الأساسيُّ لتدرك فيما إن كنت ناجحاً بريادة الأعمال أم لا، وسيكون دوري هنا منحك بعض المفاتيح والمؤشِّرات التي تساعدك على اكتشاف نقاط القوَّة والضَّعف لديك قبل اتّخاذ قرارك بدخول عالم ريادة الأعمال.

من هو رائد الأعمال، وما الفرق بينه وبين رجل الأعمال؟

من هو رائد الأعمال؟ وهل هناك فرق بينه وبين رجل الأعمال؟ لا يتطلَّب الإجابة على تلك الأسئلة الكثير من التَّفكير، فرائد الأعمال هو الشَّخص الذي يُنشِئ مشروعاً تجاريَّاً جديداً، ويتحمَّل معظم المخاطر ومعظم المكافآت كذلك، كما تعرف عمليَّة إنشاء ذلك المشروع التِّجاريّ باسم ريادة الأعمال، ولا يوجد جوابٌ دقيقٌ وحاسمٌ حول هويَّة من صاغ ذلك المفهوم، لكن يعتقد أنَّ الاقتصاديَّ الفرنسيَّ، جان باتيست سيه، هو أوَّل من صاغ مصطلح رائد الأعمال في القرن التَّاسع عشر.

اليوم يلعب روَّاد الأعمال دوراً رئيسيَّاً في اقتصادات بلدانهم، باستخدام المهارات والمبادرات اللَّازمة لتوقُّع الاحتياجات وطرح الأفكار الجديدة في السُّوق، بالمقابل فإنَّ ريادة الأعمال التي تُثبت نجاحها في تحمُّل مخاطر إنشاء شركة ناشئةٍ تتمُّ مكافأتها بالأرباح الوفيرة وفرص النُّموّ. ويمكن تلخيص مفهوم رائد الأعمال بأنَّه: ^[1]

• الشَّخص الذي يتحمَّل بدء مخاطر مشروعٍ تجاريٍّ.
• من يُنشأ شركةً لتحقيق فكرته العمليَّة المعروفة باسم ريادة الأعمال التي تجمع رأس المال والعمالة لإنتاج السّلع والخدمات وتحقيق الرّبح.
• رائد الأعمال يخوض رحلةً محفوفةً بالمخاطر، لكنَّها يمكن أن تكون مجزيةً جدَّاً لأنَّها تولّد الثَّروة.
• يحتاج إلى التَّمويل الذي يعدُّ أساسيَّاً، وتشمل موارد التمويل: القروض والتَّمويل الجماعيّ.

الفرق بين رجل الأعمال ورائد الأعمال

الفرق الرَّئيسيّ بين رجل الأعمال وبين رائد الأعمال، هو أنَّ الأخير يأخذ زمام المبادرة لبدء عمله التّجاريِّ الخاصِّ، بينما يعمل رجل الأعمال في كيانٍ تجاريٍّ قائمٍ، ويُركِّز على المنتجات في حين يركِّز رائد الأعمال على الخدمات التي يقدِّمها. وفيما يلي الفروق الرَّئيسيَّة بينهما: ^[2]

• رائد الأعمال هو فردٌ لديه فكرةٌ جديدةٌ وحصريَّةٌ لتأسيس شركةٍ جديدةٍ، بينما رجل الأعمال يُؤسِّس مشروعاً تجاريَّاً بفكرةٍ قديمةٍ.
• دافع رائد الأعمال إحداث التَّغيير في العالم، بينما دافع رجل الأعمال كسب الأرباح.
• رائد الأعمال مبتكرٌ بطبيعته، ورجل الأعمال حسابيٌّ بطبيعته.
• يتحمَّل رائد الأعمال الكثير من المخاطر، بينما لا يريد رجل الأعمال المخاطرةَ أو حتَّى تحمُّل مخاطر منخفضة.
• يركِّز رائد الأعمال على الأرباح طويلة المدى، بينما يهتمُّ رجل الأعمال بالتَّركيز على الأرباح قصيرة المدى.
• يواجه رائد الأعمال منافسة شديدة نظراً للعدد الكبير، بينما تكون المنافسة أقل بالنسبة لرجل الأعمال لقلة العدد.
• رائد الأعمال يُعدُّ منشأ السُّوق، أمَّا رجل الأعمال فهو لاعبٌ في السُّوق.
• يدير رائد الأعمال الأنشطة بأساليب مبتكرةٍ، بينما يستخدم رجل الأعمال الطُّرق التّقليديَّة.

إذاً، رجل الأعمال ورائد الأعمال، هما نوعان مختلفان من النَّاس، يمتلك كلُّ واحدٍ فيهما أدوار ومسؤوليَّات وأهداف مختلفةً عن الآخر.

فائدة أن تصبح ريادي أعمال

فائدة أن تصبح ريادي أعمالٍ ليست واحدةً فحسب، إنَّها أكثر من ذلك بكثيرٍ، بالتَّأكيد الطَّريق ليست سهلةً، كما أنَّها ليست للجميع، إلَّا أنَّ اتّخاذ مثل هذا القرار بالخوض فيها ربَّما يكون أكثر قرار مفيد تتَّخذه في حياتك، وما يجب عليك معرفته أولاً، هو أنَّ ريادة الأعمال ليست لأصحاب القلوب الضَّعيفة. ويمكن حصر فوائد ريادة الأعمال على المستوى الشّخصيّ بالأمور الرَّئيسيَّة التَّالية: ^[3]

• أنت رئيس نفسك: إذ تمتلك الحريَّة باتّخاذ جميع القرارات، ولديك السَّيطرة على مصيرك، كما يمكنك تشغيل عملك بما يتناسب مع رؤيتك وقيمك الأخلاقيَّة.
• المرونة: كرائدٍ أعمالٍ، لديك الحريَّة في تحديد ساعات العمل الخاصَّة بك، كما تستطيع العمل من أيّ مكانٍ، والحصول على إجازةٍ متى تحتاج، إضافةً إلى تنظيم يوم عملك ليناسب حياتك الشَّخصيَّة.
• المكافآت الماليَّة: على الرَّغم من أنَّ بدء مشروعٍ تجاريٍّ أمرٌ محفوفٌ بالمخاطر، فإنَّ احتماليَّة تحقيق المكاسب الماليَّة يُمكن أن تكون كبيرةً، وكلَّما نما العمل كُلَّما نجحتَ بكسب المزيد من المال وبناء الثَّروة لنفسك وعائلتك.
• الرّضا الذَّاتيُّ: لا يوجد شعور في العالم يضاهي الشعور ببناء عمل ناجح من الصفر، ومشاهدته ينمو ويحقق المزيد من المكاسب، بوصفك رائد أعمال، لديك الفرصة لإنشاء شيء ذي معنى وإحداث فرق في حياة المجتمع من حولك.
• التعلّم المستمر: ريادة الأعمال تتطلَّب منك تعلُّم مهاراتٍ جديدةٍ والتَّكيُّف مع التَّحدّيات والمتغيّرات، وبوصفك رائد أعمال، فأنت ستعمل باستمرارٍ على تنمية وتحسين نفسك، يمكن لهذا الأمر أن يكون ذا فائدةٍ عظيمةٍ بشكلٍ لا يُصدَّق.
• السَّيطرة على حياتك المهنيَّة: عندما تعمل لدى شخصٍ آخر، غالباً ما يتمُّ تحديد مسار حياتك المهنيَّة من قبل الآخرين، وحين تبدأ عالم ريادة الأعمال، ستمتلك السَّيطرة الكاملة على حياتك المهنيَّة، ويصبح لديك الحريَّة الكاملة لمتابعة المشاريع التي تهمُّك أكثر.
• التَّأثير الإيجابيُّ: من أهمّ فوائد ريادة الأعمال، هي امتلاك الفرصة لإحداث تأثيرٍ إيجابيٍّ في حياة مجتمعك والعالم بأسره، سواءً كنت تَخلِقُ فرص عملٍ أو تَحلُّ مشكلةً مجتمعيَّةً، تستطيع أن تُحدِثَ فَرقاً، وتترك أثراً إيجابيَّاً.

كونك رائد أعمال، ستمرُّ بالكثير من المراحل الصَّعبة والظُّروف الطَّارئة غالباً، إلَّا أنَّ التَّجربة الصَّعبة مجزيةً للغاية، أو قد تصبح كذلك بالمزيد من الجدِّ والاجتهاد.

ما هي سمات وصفات رائد الأعمال الأساسيَّة؟

ينبغي عليك معرفة سمات وصفات رائد الأعمال الأساسيَّة قبل الخوص في عالم ريادة الأعمال، المحفوف بالمخاطر والمليء بالفرص والمكاسب، إن امتلكت نصف هذه الصَّفات تستطيع البدء بثقةٍ عاليةٍ. ^[4]

الصفات القيادية القوية

القادة يولدون ولا يُصنعون، هل تجد نفسك الشَّخص الذي تلجأ إليه في معظم الأوقات؟ هل يلجأ إليك الآخرون لإرشادهم ومساعدتهم؟ هل شغلت مناصب إداريَّةً طوال حياتك المهنيَّة؟

تلك الأسئلة مهمَّةٌ جداً، فإن كانت الإجابة نعم، تهانينا أنت تمتلك صفة القيادة، واحدةٌ من أبرز الصِّفات التي ينبغي على رائد الأعمال التَّحلِّي بها، فالقائد هو الشَّخص الذي يركِّز على الهدف متجاهلاً كلَّ الإزعاجات التي قد يجلبها العمل، على القائد أيضاً أن يكون رائعاً في مهارات التَّواصل؛ لأنَّ القائد الذي لا يتبعه أحد، ليس قائداً لأيّ شيءٍ على الإطلاق.

لديك دوافع ذاتيَّة

يخرج الأشخاص النَّاجحون إلى العالم ويطلبون التَّغيير من خلال أفعالهم، فروَّاد الأعمال النَّاجحين تُحرِّكهم رؤيةٌ داخليَّةٌ أو هدفٌ أكثر اكتمالاً من المهمَّة التي يقومون بها، إضافةً إلى ذلك يستطيعون التَّفكير على مستوى أكثر شمولاً، ويتحمَّسون لأفكارهم التي تقود لتحقيق الهدف النّهائيُّ.

النَّزاهة والأخلاق

قد يفوز الغشاشون واللُّصوص على المدى القصير، لكنَّهم يخسرون على المدى الطَّويل، ودهم روَّاد الأعمال النَّاجحين والمستدامين يحافظون على أعلى معايير النَّزاهة، ففي النّهاية إن لم تنجح في إثبات نزاهتك كرائد أعمالٍ ذي مصداقيَّةٍ ولم يقم أحدٌ بالتَّعامل معك ستكون خارج العمل.

روَّاد الأعمال يعترفون بالأخطاء التي يتمُّ ارتكابها، ويُقدّمون الحلول للتَّصحيح بدلاً من الكذب أو إلقاء اللَّوم على الآخرين، أو الخوض في المشكلة ذاتها.

الاستعداد للفشل

يتجاوز روَّاد الأعمال النَّاجحين العقبة الأكثر تأثيراً في مسير ريادة الأعمال، وهي خشية الفشل، هم مجازفون دون تهوُّر، ويعملون على الاستعداد للمخاطر وقادرون على اتّخاذ أفضل القرارات في أسوأ الحالات، باختصار إنِّهم يعملون وفق مبدأ الاستعداد للفشل، ويمتلكون دائماً خطَّةً بديلةً.

الابتكار

الصِّفة الأساسيَّة لرائد الأعمال، الذي غالباً ما يكتشف إمكانيَّاته من خلالها، روَّاد الأعمال النَّاجحين يرحِّبون بالتَّغيير دائماً، ويعتمدون عليه لتحسين فاعليتهم كقادةٍ، كذلك في الوصول إلى النَّجاح والهدف والرّئيسيّ.

الفضول

في كلّ مرحلةٍ من مراحل الحياة، هناك درسٌ يمكن تعلُّمه، من خلال الفضول وطرح الأسئلة، روَّاد الأعمال لا يخشون طرح الأسئلة حين يدركون أنَّ الإجابات ستوفِّر لهم رؤيةً يمكن الاستفادة منها لتحقيق التَّأثير المطلوب، إنّهم واثقون بأنفسهم للغاية، لكنَّهم ليسوا مغرورين لدرجة أنَّ عنادهم نقطةُ ضعفٍ تمنعهم من رؤية الصُّورة الأكبر.

روح المنافسة

يستمتع رائد الأعمال بالتَّحدّي ويحبُّ الفوز، وتلك صفاتٌ أكثر من مهمَّةٍ في عالم ريادة الأعمال، المليء بالحروب المستمرَّة مع المنافسة للفوز بالأعمال التّجاريَّة وزيادة الحصَّة السُّوقيَّة.

صاحب علاقاتٍ قويَّةٍ

في معظم الحالات، لا يتمكَّن روَّاد الأعمال من تحقيق النَّجاح بمفردهم، إنَّهم يحتاجون غالباً إلى شبكةٍ من العلاقات القويَّةِ، حيث يحيطون أنفسهم بأشخاصٍ فاعلين يمكنهم المساعدة. يبدو الأمر معقَّداً بعض الشَّيء، وربَّما أُحبطك، لكن هناك العديد من المهارات التي تستطيع تطويرها، والتَّمتُّع بميزاتٍ شخصيَّةٍ تساعدك لتصبح رائد أعمالٍ.

أهم مهارات رواد الأعمال وميزاتهم الشَّخصيَّة

إضافةً إلى أهميَّة الصّفات، فإنَّ مهارات رواد الأعمال وميزاتهم الشَّخصيَّة لا تَقلُّ أهميَّةً، الجانب المشرق هنا، هو أنَّك تستطيع العمل على امتلاك تلك المهارات وتنميتها لديك: ^[5]

• مهارة القيادة: تطوير هذه المهارة، سيساعدك على بناء فريقٍ قويٍّ ويضمن النَّجاح لعملك.
• مهارة الإبداع: الإبداع والتَّفكير خارج الصُّندوق ضروريان للبقاء في صدارة المنافسة.
• مهارة الإدارة الماليَّة: هي مهارةٌ حاسمةٌ لكلّ روَّاد الأعمال، وتفيد في الحفاظ على الرّبحيَّة وتأمين نجاح العمل على المدى الطَّويل.
• مهارة التَّواصل: تفيد في بناء العلاقات المهمَّة لروَّاد الأعمال، فبناء شبكةٍ قويَّةٍ من الاتّصالات مع العملاء والمورّدين تفتح أبواب الفرص الجديدة.
• مهارة المرونة والقدرة على التَّكيُّف: تنمية هذه المهارة لديك، يساعدك على العمل براحةٍ أكبر خلال الأوقات العصيبة والعودة بشكلٍ أقوى.

ويؤكِّد خبراء عالم ريادة الأعمال، أنَّ إتقانك لتلك المهارات الخمس، كفيلٌ بوضعك على طريق النَّجاح كرائد أعمالٍ، تذكَّر أنَّك تستطيع تنمية تلك المهارات وصقلها بمرور الوقت.

شاهد أيضاً: صفة وحيدة قد تجعل مهارات القيادة لديك أفضل من معظم المدراء

أنواع رواد الأعمال

هناك العديد من روَّاد الأعمال، تبعاً لعالم ريادة الأعمال المتنوِّع والواسع، ولكلّ رائد أعمال هدفٌ مختلفٌ بحسب المجال الذي قرَّر الخوض فيه، وفيما يلي بعض أنواع رواد الأعمال الأكثر شيوعاً: ^[1]

رائد الأعمال المطوَّر

يسعى هذا النَّوع من رواد الأعمال، إلى إنشاء أعمالٍ قابلةٍ للتَّطوير خلال مدَّةٍ زمنيَّةٍ قصيرةٍ، وغالباً ما يحقّقون إيراداتٍ بقيمة 5 ملايين دولار في أوَّل سنتين إلى أربع سنواتٍ، ويستمرُّون في تحقيق الثَّروة حتَّى 100 مليون دولار أو أكثر، ويسعون إلى بناء بنيةٍ تحتيَّةٍ قويَّةٍ عبر توظيف أفضل المواهب والبحث عن أفضل المستثمرين، وعلى الرَّغم من أنَّهم يمتلكون شخصيَّاتٍ مناسبةٍ للنُّموّ السَّريع، إلَّا أنَّهم يتمتَّعون بعلاقاتٍ شخصيَّةٍ وتجاريَّةٍ صعبةٍ نوعاً ما.

رائد الأعمال الانتهازي

الانتهازيَّةُ هنا ليست صفةٌ سلبيَّةٌ، والمقصود بها القدرة على انتقاء أو انتهاز الفرص المالية والدُّخول في الوقت المناسب، كذلك البقاء في العمل خلال فترة النُّموّ، ومن ثُمَّ الخروج عندما يصل العمل إلى ذروته.

يهتمُّ هذا النَّوع بالأرباح والثَّروة، لذلك ينجذبون إلى الأفكار التي يستطيعون من خلالها خلق دخلٍ متجدّدٍ ومستمرٍّ، وغالباً ما يكونون مندفعين.

رائد الأعمال المبتكر

المبتكرون أفرادٌ نادرون، يبتكرون فكرةً أو منتجاً رائعاً لم يفكّر به أحدٌ من قبل، ومن أمثلة هذا النَّوع، ستيف جوبز ومارك زوكربيرج، الذين عملوا على ما أحبُّوه وجدوا فرصاً تجاريَّةً من خلال رؤيتهم وأفكارهم.

عوض عن التَّركيز على المال يميل المبتكرون إلى الاهتمام أكثر بتأثير منتجاتهم وخدماتهم على المجتمع، هم بالتَّأكيد ليسوا الأفضل في إدارة الأعمال؛ لأنَّهم يولِّدُون الأفكار، وغالباً ما يتركون العمليَّات اليوميَّة للأشخاص الأكثر قدرةً بهذا الصَّدد.

رائد الأعمال المتخصِّص

هم أفراد تحليليون يتجنَّبون المخاطرة، لديهم مجموعةٌ قويَّةٌ من المهارات أو الخبرات في مجالٍ معينٍ كالزِّراعةِ أو الصِّناعة أو التُّكنولوجيا وغيرها، حصلوا عليها سواءً من التَّعليم أو التَّدريب المهنيّ، ويقومون ببناء أعمالهم من خلال التَّواصل والإحالات، ما يؤدّي أحياناً إلى نموٍّ أبطأ مقارنةً بباقي الأنواع.

كيف تصبح رائد أعمال ناجحاً؟

كي تصبح رائد أعمالٍ ناجحاً، يحتاج الأمر منك أكثر من مجرَّد اتّخاذ القرار بناءً على صفةٍ أو مهارةٍ تمتلكها، فهل أنت جاهزٌ لتحقيق تنميةٍ شاملةٍ على المستوى الشَّخصيّ، وإجراء مراجعةٍ عميقةٍ لحياتك؟

إن كنت مستعدَّاً لهذا التَّغيير، يسعدني أن أقدِّم لك بعض الإرشادات المهمَّة لتصبح رائد أعمالٍ ناجحاً: ^[6]

• كن شغوفاً بعملك، لتستطيع تحمل المصاعب وتحويل العقبات إلى فرصٍ.
• تعلّم بشكلٍ مستمرٍّ، وحافظ على فضولك، وثقِّف نفسك بكلّ ما يخصُّ عالم ريادة الأعمال.
• قم بتوسيع شبكة علاقاتك، ولا تهمل أيَّ فرصةٍ تتيح لك بناء علاقةٍ جديدةٍ مع شخصٍ مفيدٍ.
• حوِّل الفشل إلى مصدرٍ للتَّعلُّم، وانظر إليه على أنَّه نقطة انطلاقٍ نحو النَّجاح.
• صياغة خطَّة عملٍ قويَّةٍ؛ لأنَّها المخطَّط الذي يحوِّل أحلامك إلى حقيقةٍ.
• ركِّز على العملاء، افهم احتياجاتهم وتفضيلاتهم واهتماماتهم وحسِّن منتجاتك بناءً عليها.
• كُن متكيّفاً مع كلِّ الظُّروف والمتغيِّرات، لا تخف من التَّغيير بل احتضنه.
• تعلَّم إدارة الوقت بكفاءةٍ عاليةٍ، فكلُّ دقيقةٍ ستكون مهمَّةً جدَّاً.
• استثمر في فريقٍ قويٍّ، وحاول الحصول على أفضل المواهب.
• احصل على الحدِّ الأدنى من معرفة الشُّؤون الماليَّة؛ لأنَّ فهمها أحد مفاتيح نجاح ريادة الأعمال.

يتطلَّب الطَّريق إلى النَّجاح في عالم ريادة الأعمال، مزيجاً من العاطفة والتَّخطيط الاستراتيجيّ والتَّعلُّم المستمرّ، لا تتجاهل هذا أبداً.

التحديات التي تواجهها كرائد أعمال

التَّحدِّيات التي تواجهها كرائد أعمالٍ كبيرةٍ وكثيرةٍ، إن كنت تعتقد أنَّ الطَّريق معبَّدٌ بالورود هذا ليس مكانك على الإطلاق، بخلاف ذلك الطَّريق سيكون شائكاً ومدى النَّجاح بتجاوزه أمرٌ يعتمد عليك شخصيَّاً. وفيما يلي بعض التَّحدّيات الأكثر انتشاراً التي يواجهها روَّاد الأعمال: ^[7]

• نقص الموارد الماليَّة والبشريَّة وصعوبة الحصول عليها للبدء.
• المنافسة الكبيرة، التي تتطلَّب من روَّاد الأعمال إيجاد طرقٍ لتمييز أنفسهم عن بقيَّة المنافسين في السُّوق المزدحمة.
• بدء مشروع تجاري أمر محفوف بالمخاطر بطبيعته، ويجب على رواد الأعمال أن يكونوا مرتاحين لعدم اليقين والمخاطرة.
• إدارة الوقت، التي يعدُّ تحدّيَّاً كبيراً مقارنةً بحجم العمل المطلوب من روَّاد الأعمال.
• بناء فريقٍ قويٍّ، فليس من السَّهل دائماً العثور على أفضل المواهب.
• صعوبةٌ في تطوير استراتيجيَّة تسويقٍ فعَّالةٍ.
• التَّحدِّيات القانونيَّة والتَّنظيميَّة المختلفة مثل الحصول على التصاريح وحماية الملكية الفكرية.
• صعوبة الحفاظ على توازنٍ صحّيٍّ بين العمل والحياة وتجنُّب الإرهاق.

على الرَّغم من ضخامة تلك التَّحدِّيات، إلَّا أنَّه يمكن تجاوزها طالما تمتلك العزيمة والإصرار اللّازمين لملاحقة هدفك النِّهائيّ.

من هم أشهر رواد الأعمال في العالم؟

إن كان ستيف جوبز واحداً من أشهر روَّاد الأعمال في العالم، فإنَّه ليس الوحيد، وهناك الكثير ممن بدأ حياته من الصّفر ليصل إلى مرحلة تفوق ثروته فيها مليارات الدُّولارات، مثل:

• جيف بيزوس مؤسّس أمازون، أكبر سوقٍ للتّجارة الإلكترونية، تقدَّر ثروته الصَّافية بأكثر من 169.7 مليار دولار.
• بيل غيتس مؤسّس شركة مايكروسوفت، تقدَّر ثروته بنحو 117.7 مليار دولار.
• مارك زوكربيرج، مؤسِّس منصَّة التواصل الاجتماعي فيسبوك، تقدَّر ثروته بأكثر من 118 مليار دولار.
• لاري بيج المؤسِّس المشارك لشركة جوجل، تبلغ ثروته أكثر من 111.2 مليار دولار.
• لاري إليسون، المؤسِّس المشارك لشركة أوراكل، تفوقُ ثروته الـ130 مليار دولار.
• إيلون ماسك، مؤسس شركتي تيسلا موتورز وسبيس إكس، تفوق ثروته الـ191.2 مليار دولار.

إنَّ الصُّعوبات والتَّحدّيات، كذلك العمل لامتلاك مهارات رواد الأعمال النَّاجحين، ستبدو منطقيَّةً جدَّاً قياساً بالنَّتائج، التي يجسدها أمامنا نموذج بيل غيتس ولاري بيج وبقيَّة الرُّواد النَّاجحين، وكما قال رائد الأعمال الرَّاحل ستيف جوبز: "وقتك محدودٌ، فلا تضيعه في عيش حياة شخصٍ آخر".

الأسئلة الشائعة

من هم أشهر روّاد الأعمال العرب؟ وكم عددهم؟ والكثير من الأسئلة الشائعة الأخرى، التي قد تخطر في بالك لزيادة المعرفة حول هذا العالم الواسع.

من أشهر رواد الأعمال العرب؟

بالتّأكيد لا يُمكن حصرهم في مقالةٍ واحدةٍ، لكن فيما يلي بعض أشهر رواد الأعمال العرب:

• رائدة الأعمال الفلسطينية، منى عطايا، مؤسّسة شركة Mumzworld، وهي عبارةٌ عن سوقٍ افتراضيٍّ يُقدّم خدماته بشكلٍ خاصٍّ للأمهات.
• رائد الأعمال السعودي عبد العزيز الجوف، مؤسّس شركة باي تابس المتخصّصة بالدّفع الإلكترونيّ.
• رائد الأعمال، عبد الله الياس، مؤسّس شركة كريم التّكنولوجية لخدمات النّقل في السعودية.
• رائدا الأعمال، محمد الدوسري وخالد السياري، مؤسّسا شركة ساري للبيع بالتّجزئة في السعودية.
• رائد الأعمال محمود عدي، مؤسّس شركة مزارع بيور هارفست الذّكية في الإمارات.

كم عدد رواد الأعمال؟

يزيد عدد رواد الأعمال في العالم، عن 582 مليون رائدٍ ورائدة أعمال، بحسب المرصد العالميّ لريادة الأعمال، الذي توقّع نمو العدد بنسبة 15% مع حلول نهاية العام الجاري 2024.

من هو مخترع ريادة الأعمال؟

تتضارب المعلومات بما يخصّ مخترع ريادة الأعمال، ففي حين يذهب البعض للقول إنّ أوّل من استخدم المصطلح، كان الخبير الاقتصادي الفرنسي الإيرلندي، ريتشارد كانتيلون، عام 1730، يقول آخرون إنّ أوّل من استخدم مصطلح ريادة الأعمال، كان في القرن الثامن عشر من قبل الاقتصاديّ الفرنسيّ جان بابتيست قل. ^[8]  

ما أهمية رائد أعمال؟

تكمن أهمّية رائد الأعمال، في سعيهم لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات والاقتصاد العالميّ، ولعبوا دوراً فعّالاً في تحفيز عمليّة التّغيير الاجتماعي وتحسين معيشة النّاس وعملهم، إضافةً إلى: ^[9]

• خلق فرص عمل.
• جعل المنتجات أكثر أماناً وأقلّ كلفة.
• تعزيز الابتكار والتّنمية الاقتصاديّة.

هل ريادة الأعمال مهارة؟

في الحقيقة غالباً إنّ ريادة الأعمال مهارة، أو بالأحرى مهارة حرفيّة، ولنجاح رائد الأعمال، عليه أن يمتلكَ مزيجاً من المهارات والخبرة إضافةً إلى المعرفة، والأمر السّار هو أنّه من الممكن التّعلّم وتطوير المهارات اللّازمة للنّجاح في هذا العالم. ^[10]

هل رواد الأعمال يولدون أم يصنعون؟

لا يوجد إجماع على جواب سؤال فيما إن كان رواد الأعمال يولدون أم يصنعون، حيث يرى رئيس مجلس إدارة شركة بوكيت، داني جاتانيا، أنّ الاعتقادَ بأنّ رواد الأعمال يولدون هو أسطورة، والحقيقة أنّهم يصنعون أنفسهم من خلال الالتزام بالمخاطرة المحسوبة والمثابرة رغم كل الصّعاب.

في حين يمتلكُ الرّئيس التّنفيذي لشركة، روبرت لي براون، وجهة نظرٍ مختلفةً، ويرى أنّ رواد الأعمال عبارةً عن سلالةٍ خاصّةٍ يتميّزون عن الآخرين، وبالعموم فهو يعتقد أنّ رائد الأعمال مزيج من الاثنين، فمن جهة بيئة رائد الأعمال الاجتماعيّة والمهنيّة، تساعده في تشكيل شخصيته الرّياديّة، ومن جهةٍ ثانيةٍ، فإنّه يجب أن يمتلكَ الغرائز الصّحيحة والصّفات الأصيلة منذ الولادة. ^[11]

ما هي الأخطاء القاتلة في ريادة الأعمال؟

هناك الكثير من الأخطاء القاتلة في عالم ريادة الأعمال، وأكثرها شيوعاً: ^[12]

• البدء بأعمال لا تناسب قدراتهم.
• التّعامل مع كلّ شيءٍ بأنفسهم وعدم منح الآخرين أدوارهم.
• عدم وجود خطّة عمل واضحة أو خطة تسويقيّة.
• التّقليل من أهمية التسويق.
• محاولة الإثراء بسرعةٍ.
• تأجيل بدء المبيعات.
• عدم إدراك حجم المنافسة وقوّتها.
• الجهل باحتياجات العملاء ومعرفتهم.
• عدم تحقيق التّوازن بين الاحتمال والواقع.