الرئيسية الريادة طفرة العمل الفردي: روّاد أعمال يحصدون 6 أرقام بلا موظفين

طفرة العمل الفردي: روّاد أعمال يحصدون 6 أرقام بلا موظفين

حين يتحوّل الفرد إلى قوّةٍ اقتصاديّةٍ صاعدةٍ، يبرهن روّاد الأعمال الفريدون أنّ بالإمكان بناء أعمالٍ تدرّ مئات الآلاف سنويّاً بلا موظّفين، مدعومين بالتّقنية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

لطالما اعتُبر روّاد الأعمال الّذين يؤسسون شركاتهم وينمّونها، ويخلقون الثّروة، ويوفّرون الجزء الأكبر من الوظائف في البلاد، أبطال الاقتصاد الأمريكيّّ المتواضعين بحقٍّ، إلّا أن العدد المتزايد لروّاد الأعمال الفريدين -الّذين ينجحون في جذب العملاء وزيادة الإيرادات وتوسيع نطاق أعمالهم بمفردهم- يظلّ أقلّ وضوحاً.

يخفي هذا الغموض حول أصحاب الأعمال الّذين لا يملكون موظّفين تأثيرهم الاقتصاديّ المتنامي؛ فوفقاً لبياناتٍ صدرت في مايو عن مكتب الإحصاء الأمريكيّ، بلغ عدد الشّركات الّتي يعمل فيها صاحبٌ واحدٌ نحو 29.8 مليون شركةٍ، وحقّقت نحو 1.7 تريليون دولارٍ من الإيرادات، أي نحو 6.8% من إجمالي النّاتج المحليّ. ومع أنّ هذه أرقام رسميةٌ تعود لعام 2022، تشير تقديراتٌ أكثر حداثةً إلى أنّ عدد روّاد الأعمال الفريدين قد تجاوز اليوم 41 مليوناً.

وقد يكون العدد أكبر من ذلك؛ فقد أصدرت شركة (MBO Partners)، المتخصّصة في ربط العاملين المستقلّين بالشّركات، تقريراً الشّهر الماضي حدّدت فيه إجمالي عدد "المستقلين" -بما يشمل روّاد الأعمال الفريدين والمستقلّين والمقاولين- بنحو 72.9 مليون شخصٍ. وتفوق هذه الشّركات الفرديّة الآن بكثير الشّركات الصّغيرة التّقليديّة الّتي تشكّل الجزء الأكبر من القطّاع الخاصّ.

وفي العام الماضي، ذكرت إدارة الأعمال الصّغيرة (SBA) أنّها تلقّت حوالي 440,000 طلبٍ شهريٍّ من روّاد الأعمال الفريدين، بزيادةٍ 90% عن مستويات ما قبل الجائحة. وتمثّل هذه الشّركات الفرديّة نحو 81.9%، أي 28,477,518 من إجمالي 34,752,434 شركة صغيرة في الولايات المتّحدة لعام 2024.

ما الّذي يدفع هذا النّموّ المتسارع لروّاد الأعمال الفريدين؟ إلى حدٍّ كبيرٍ، يشترك روّاد الأعمال الفريدين في طموحاتٍ مشابهةٍ لأصحاب الشّركات الصّغيرة، مثل الرّغبة في أن يكونوا رؤساء أنفسهم، والتّحكّم بمصيرهم الماليّ، والحصول على مرونةٍ أكبر في أسلوب العمل مقارنةً بكونهم موظّفين.

كما ساعدت التّكنولوجيا الحديثة، ولا سيما تطبيقات الذكاء الاصطناعي، على تعزيز جدوى روّاد الأعمال الفريدين من خلال توفير قوةّ ٍعاملةٍ افتراضيّةٍ يمكنهم الاستفادة منها دون الحاجة لتوظيف أو إدارة فريقٍ؛ فقد أصبح بإمكانهم الآن تفويض مهامٍّ مثل البحث، والمحاسبة، والتّسويق، وإرسال البريد الإلكترونيّ، وغيرها، إلى مساعدين افتراضيّين بأسعارٍ معقولةٍ، أو حتّى مجانّاً أحياناً.

بالإضافة إلى ذلك، مكّنت المنصّات الإلكترونيّة، مثل Instagram وYouTube وPatreon وTikTok، روّاد الأعمال الفريدين من بناء علاماتٍ تجاريّةٍ بسرعةٍ، واستخدام شخصيّاتهم لتسويق منتجاتهم وخدماتهم على نطاقٍ وطنيٍّ وعالميٍّ. ومع الدّعم التّقنيّ والأدوات الرّقميّة، أصبح بإمكانهم التّرويج لأنفسهم بطرقٍ لم تكن متاحةً إلّا للشّركات الكبيرة سابقاً.

ويظهر هذا النّموّ أيضاً في الإيرادات، حيث وجد تقريرٌ (MBO Partners) لعام 2025 أن 5.6 مليون مستقلٍّ يحقّقون أكثر من 100,000 دولار سنويّاً، بزيادة 19% عن العام السّابق، فيما تضاعف عدد من يحقّقون 6 أرقامٍ منذ 2020.

وبحسب دراسةٍ حديثةٍ لمنصة الرّواتب والموارد البشريّة (Gusto)، يرفع روّاد الأعمال الفريدين إيراداتهم بمعدّل 15% سنويّاً خلال السّنوات الخمس الأولى من عملهم، ليصل معظمهم إلى دخلٍ سنويٍّ يقارب 500,000 دولارٍ بنهاية تلك الفترة. وتخلص الدّراسة إلى أنّ هؤلاء لا يقتصرون على كسب الرّزق فحسب، بل يبنون أعمالاً مستدامةً، متفوّقين في الإيرادات والأجور على الموظّفين التّقليديّين، مع مساراتٍ متنوّعةٍ بحسب القطّاع والعمر وبنية الشّركة، لكن الإشارة واضحةٌ: روّاد الأعمال الفريدين يثبتون أنّ العمل الفرديّ يمكن أن يكون مساراً مهنيّاً مجدياً وواعداً.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: