الرئيسية الريادة ضغوط متزايدة لإعادة الموظفين إلى مكاتب العمل

ضغوط متزايدة لإعادة الموظفين إلى مكاتب العمل

بعد سنواتٍ من العمل عن بُعد، تُظهر البيانات تراجعاً في العادات الصّحيّة والإنتاجيّة، ما يدفع الشّركات إلى إعادة التّفكير في النّماذج المرنة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أعلنت شركة "أوبر" (Uber) العالميّة في مجال خدمات التّوصيل انضمامها إلى قائمة الشّركات الكبرى، مثل: "أمازون" (Amazon)، و"ستاربكس" (Starbucks)، و"دلّ" (Dell)، الّتي قرّرت تشديد سياسات العودة إلى العمل من المكتب بعد انتهاء جائحة "كورونا". وكما هو متوقّعٌ، قوبل هٰذا القرار بالرّفض والتّذمّر من بعض الموظّفين الّذين يفضّلون نمط العمل عن بعد، حتّى إنّ بعضهم هدّد بالاستقالة.

ولٰكن بياناتٍ جديدةً قدّمت لأصحاب الأعمال حججاً قويّةً تُظهر أنّ هٰؤلاء الموظّفين المنزعجين قد يجنون فوائد شخصيّةً من العودة إلى المكتب، إلى جانب المكاسب الإنتاجيّة الّتي يسعى إليها المدراءففي إعلانٍ رسميٍّ هٰذا الأسبوع، أكّدت "أوبر" أنّه وابتداءً من شهر يونيو المقبل، سيكون على معظم موظّفيها الحضور إلى مكاتب الشّركة لثلاثة أيّامٍ على الأقلّ في الأسبوع، بدلاً من يومين كما كان معمولاً به في السّابق. وضمن هٰذه الخطّة، سيتمّ فرض الحضور الإلزاميّ في أيّامٍ محدّدةٍ هي الثّلاثاء والخميس، بالإضافة إلى يوم الأربعاء أيضاً.

أوضح الرّئيس التّنفيذيّ لأوبر، دارا خسروشاهي، أنّ القرار يأتي انسجاماً مع ما توصّلت إليه قيادة الشّركة بأنّ العمل عن بعدٍ، على الرّغم من فوائده، قد بلغ حدّه الأقصى، وأنّ الوقت قد حان لاستعادة التّفاعل البشريّ المباشروقد كتب خسروشاهي في مذكّرةٍ داخليّةٍ نشرتها شبكة "سي إن بي سي" (CNBC):

"رؤيتنا كفريق قيادةٍ أنّ العمل من المكتب يعزّز روح التّعاون، ويحفّز الإبداع، ويرفع وتيرة الإنجاز. وبعد مراجعةٍ دقيقةٍ لكافّة الموافقات السّابقة المتعلّقة بالعمل عن بعدٍ، نطلب من عددٍ كبيرٍ من الموظّفين العائدين عن بعدٍ أن يباشروا الحضور إلى المكاتب. كما سنكون شديدي الحذر في توظيف أيّة وظائف جديدةٍ للعمل عن بعدٍ، ولن نمنح مثل هٰذه الفرص إلّا نادراً".

ومثل ما حدث في شركاتٍ أخرى، مثل: أمازون وستاربكس، لجأ موظّفو أوبر إلى قنوات التّواصل الدّاخليّة والمنتديات الإلكترونيّة للتّعبير عن غضبهم واستيائهم من هٰذه التّغييرات. وعلى الرّغم من أنّ هٰذا الرّدّ متوقّعٌ ومبرّرٌ، إلّا إنّ دراسةً جديدةً صادرةً عن تطبيق "هدواي" (Headway) المتخصّص في تلخيص الكتب، تقدّم مبرراتٍ مهمّةً للمدراء، وتظهر أنّ الموظّفين قد يستفيدون شخصيّاً من تشديد سياسات العودة إلى المكتب، وليس فقط أرباب العمل.

ففي استطلاعٍ أجراه التّطبيق على عيّنةٍ مكوّنةٍ من 1000 محترفٍ يعملون من المنزل بشكلٍ جزئيٍّ أو كاملٍ، ظهر أنّ نمط العزلة النّاجم عن العمل عن بعدٍ قد أفرز عاداتٍ سلوكيّةً سلبيّةً. ومن أبرز هٰذه النّتائج، أنّ 27% من المشاركين قالوا إنّهم قضوا ما بين يومين إلى عدّة أسابيع دون الحديث مع أيّ شخصٍ، فيما أفاد 29% بأنّهم يستطيعون قضاء يوم عملٍ كاملٍ دون أن يتكلّموا مع إنسانٍ آخر. والأسوأ، أنّ 37% أشاروا إلى أنّهم "أحياناً" يمضون أسبوعاً كاملاً دون مغادرة منازلهم، بينما أكّد 19% أنّ ذٰلك يحدث معهم كثيراً.

وإلى جانب الانعزال النّفسيّ، ظهرت أيضاً آثارٌ جسديّةٌ سلبيّةٌ؛ فقد أقرّ نحو 40% من المشاركين بأنّهم اكتسبوا وزناً زائداً منذ بدء العمل عن بعدٍ. هٰذه الآثار السّلبيّة النّفسيّة والجسديّة، يمكن التّخفيف منها -إن لم يمكن معالجتها بالكامل- بمجرّد بذل الموظّفين جهداً للعودة إلى العمل داخل المكتب والتّفاعل مع زملائهم بشكلٍ مباشرٍ.

ولم تتوقّف العادات السّيّئة عند هٰذا الحدّ؛ فقد ذكر 67% من المشاركين أنّهم خفّفوا عدد مرّات الاستحمام ليصبح مرّةً كلّ يومين أو حتّى مرّةً أسبوعيّاً. ولعلّ هٰذا يفسّر السّبب وراء اعتراف 30% منهم بأنّهم يطفئون كاميراتهم أثناء الاجتماعات الافتراضيّة لتجنّب أن يرى زملاؤهم مظهرهم غير المرتّب.

أمّا مسألة التّوازن بين الحياة والعمل، الّتي طالما روّج لها كأحد أعظم مزايا العمل عن بعدٍ، فلم تكن حقيقيّةً بالنّسبة للجميع؛ فقد ذكر 30% من المشاركين أنّ العمل من المنزل لم يمنحهم أيّ تحسّنٍ في جودة حياتهم، بينما أشار 13% إلى أنّ الحدود بين العمل والحياة الشّخصيّة باتت ضبابيّةً، وتداخلت الأنشطة المهنيّة مع أوقات الرّاحة والتّرفيه في نفس المساحةوعلى صعيدٍ آخر، أوضح تقرير هدواي أنّ تشديد سياسات العودة إلى المكتب قد يساعد المدراء أيضاً في معالجة بعض العادات المهنيّة غير المنضبطة.

على سبيل المثال، أفاد 25% من الموظّفين بأنّهم لا يركّزون على مهامّهم الوظيفيّة سوى بين ساعةٍ إلى أربع ساعاتٍ يوميّاً. كما ذكر نصف المشاركين أنّهم ينجزون مهامّاً شخصيّةً أثناء ساعات العمل الرّسميّة، بينما اعترف أكثر من 20% أنّهم يأخذون قيلولاتٍ أو يخرجون للتّرفيه خلال وقت الدّوام. والأسوأ، أنّ أكثر من نصف المشاركين قالوا إنّهم يقضون وقتاً في الأعمال المنزليّة أكثر ممّا يقضونه في أداء مهامّهم المهنيّة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: