لماذا يجب أن يكون العمل عن بُعد هدفاً لشركتك؟

نشرت منصة المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخراً مقالاً يلقي الضوء على أنّ فكرة العمل عن بُعد ما زالت تشغل تفكيرنا. ولكن الأمر المثير للاهتمام هو أنّ التّحول الكبير نحو هذا النمط لم يظهر بعد.

فما العامل الذي يجعل العمل عن بُعد محوراً لاهتمامنا لهذه الدرجة؟ ربما السبب يكمن في قدرته على الارتباط بنا. لقد تخيّل الجميع نفس السيناريو... ننظر حولنا ونصل إلى نفس الاستنتاج: يمكن أن تكون الأمور أفضل.

قد لا نعلم بالتحديد كيف يمكن تحسين الأمور، ولكننا ندرك الإمكانية. أعتقد أنّ هذا هو السبب في أن يكون العمل عن بُعد هو الهدف المطلوب لكثير من روّاد الأعمال، فهو شيءٌ يمكن التّمسك به. والحقيقة أنّ شعبية العمل عن بُعد، واستمرارها كذلك، تبرز أهمية البيئة التي نعمل فيها بالنسبة لنا.

تخفيض التّكاليف

والجانب الأول الذي يُثار عندما يناقش الناس هذه الفكرة لن يكون مفاجئاً...تخفيض التكاليف. هذه نقطةٌ هامّةٌ بالنسبة لمعظم الناس. الأمر بسيط: إذا كان بإمكانك القيام بما تقوم به الآن ولكن في مكانٍ آخر، فبساطة، أنت قادر على توفير المال. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإنّ الكثير من هذه الحالات تحدث داخل الولايات المتحدة، وليس في الخارج. لقد بدأ الناس في الهجرة بعيداً عن المدن مثل نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو إلى أماكن مثل أوستن ودالاس وناشفيل. هذا يتيح لهم الفرصة للحفاظ على مستوى معيّن من الحياة مقابل مصاريف أقل. بالنسبة لبعض الأشخاص، ليس الأمر مرتبطاً برغبتهم في العمل عن بُعد، بل بالفائدة المالية التي كانت جذّابةً للغاية لكي يتجاهلوها.

وبالطبع، هناك الكثيرون الذين يبحثون عن أكثر من ذلك، كما فعلت أنا. فقد اختار العديد من الأمريكيين أحد العديد من المواقع العالمية المفضلة لروّاد الأعمال الذين يعملون عن بُعد. كيب تاون في جنوب أفريقيا، ولشبونة في البرتغال، وشيانغ ماي في تايلاند، وبانسكو في بلغاريا، ودا نانغ في فيتنام... والقائمة تتطول. جميعها موجّهة نحو روّاد الأعمال، وجميعها أرخص من الولايات المتحدة.

فتحُ مكتبٍ في جنوب شرق آسيا، أو توظيف مساعدٍ افتراضي من الخارج، أو حتّى الانتقال إلى مكانٍ بتكاليف معيشية أقل. عند النّظر بشكل عام، يبدو أنّ العمل عن بُعد يوفّر فرصاً عديدة. فهل الأمور فعلا كذلك؟ هل الواقع يتوافق مع الحلم؟

بالتأكيد، يتوافق الواقع مع الحلم. فهنالك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها وتخطيطها، هذا صحيح. لكنّ، تخفيض التكاليف يظل فائدة كبيرة، وأحياناً بشكل غير متوقع.

أرى أن العمل عن بُعد أصبح أقرب للحقيقة من الحلم.