الرئيسية التنمية استعادة التوازن: استراتيجيات لمواجهة ضغوط الحياة اليومية

استعادة التوازن: استراتيجيات لمواجهة ضغوط الحياة اليومية

تعلّم كيفية تحديد الأولويات، وطلب المساعدة، وتنظيم الوقت بكفاءة لتجنب الإرهاق وتحسين الإنتاجية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

لديك الكثيرُ من المهامِّ اليوميَّة التي لا يبدو أنَّها تنتهي على الإطلاق، وبدأت بالتَّقصير في حقِّ نفسكَ وفي حقِّ واجباتك الاجتماعيَّة ومَن حولك، وأصبحت على شفا الانهيار الشَّديد دون بادرةِ أملٍ في الآفاق؟ هذا ليس حالكُ بمفردكَ، فمع الضُّغوط الماليَّة الشَّديدةِ على الجميع وارتفاع الأسعار والتَّضخُّم العالميّ وكثرة التَّطلُّعات، بالإضافة إلى متطلَّبات الرَّأسماليَّة، ورغبتها في الحصول على أقصى فائدةٍ من الموظَّفين بأقلِّ تكلفةٍ، يجعل الكثير منَّا يدور في ساقيةِ العملِ ثمَّ العملِ، ومن جديدٍ العمل دون توقُّفٍ حتَّى الانهيار التَّامّ.

وفي الحقيقة لم ينجُ أحد من الدُّخول في هذه الدَّائرة مهما كان عمره أو منصبهُ أو تخصُّصه أو الظروف الاقتصادية والاجتماعيَّة المحيطة به، لكنَّ الخروج من تلك الدَّائرة وتحقيق التَّوازن بين العمل والحياة اليوميَّة ممكنٌ بالفعل، فقد نجحَ فيه الكثيرون فقط ببعض الاستراتيجيَّات العمليَّة التي لا تحتاج منك سوى البدء بها، ألا وهي:

تحديد الأولويات

إنَّها النَّصيحة الذَّهبيَّة التي يعرفها الجميع تقريباً ولكن لا ينفِّذونها على الإطلاق أو ربَّما على استحياءٍ، وفي عددٍ محدودٍ من المرَّات، فتحديدُ أولويَّاتك اليوميَّة من أساسيَّات تخلُّصك من ضغوط العمل والتَّنفُّس قليلاً مع إنجاز مهامك بأكبر قدرٍ من الكفاءةِ.

ولتحديد أولويَّاتك بكفاءةٍ عليك تقسيمها إلى فئاتٍ: [1]

  • الفئة الأولى: هي تلك المهام التي لا يُمكن لأحدٍ غيرك على الإطلاق فعليَّاً القيام بها، فكثير من الموظَّفين والمديرين التَّنفيذيين يرغبون في الإشراف على كلِّ شيءٍ وتنفيذ كلِّ المهام بأنفسهم، في حين أنَّه يمكنهم الاستعانة بأحدٍ آخر أو حتَّى بإحدى الطّرق التُّكنولوجيَّة الحديثة.
  • الفئة الثَّانية: هي المهامُّ العاجلة والتي لا يمكن تأجيلها ضمن فئة المهامِّ الخاصَّة بك فقط، فمهما كانت مهامك كثيرةٌ، فبالتَّأكيد هناك شيءٌ أكثر أهميَّةً قد يترتّب على تأخيره نتائج أسوأ بكثيرٍ من غيره.
  • الفئة الثَّالثة: هي المهامُّ العاجلة والتي لا يمكن لغيري القيام بها، وفي الوقت ذاته أحبُّ تنفيذها ولا تضغط على أعصابي.

من العاديّ أن يكون لديك مهامٌ مملةٌ ولكنَّها عاجلةٌ، وأُخرى تتلاءم مع مواهبك ورغباتك ولكنَّها قد لا تكون عاجلةً بالشَّكل الكافي، فالبدء بالمهامُّ التي لا تستنفذ طاقتك، والتي تكون عاجلةً في الوقت ذاتهِ تُسهم في تحفيزك وزيادة شعورك بالإنجاز، ممَّا يُتيح لكَ البدء بالمهامّ الأخرى وتنفيذها دون ضغطٍ. 

طلب المساعدة وتأجيل بعض المهام

مع تحديد أولويَّاتك يمكن أن تكتشفَ أنَّ هناك قدراً لا بأس به من المهامِّ يُمكن أن تكلِّف به شخصاً آخر سواءً من مرؤوسيك أو زملائك، فلو تخلَّصت من مهمَّةٍ واحدةٍ فقط ستشعر بالتَّأكيد بتحسَّن، فإذا لم يكن هذا متاحاً على الإطلاق فكن استباقيَّاً، واطلب تأجيل موعدِ تسليم هذه المهامّ المؤجَّلة بطريقةٍ واقعيَّةٍ ومقبولةٍ حتَّى لا تُجد نفسك مضطراً للعمل 48 ساعةٍ في اليوم، وتركض باستمرارٍ دون أدنى فائدةٍ.

قاعدة الـ10 دقائق لإنجاز أيّ مهمة صعبة 

بالتَّأكيد سوف يأتي عليك وقتٌ لا ترغب فيه في إنجاز أيّ عملٍ، فبدلاً من أن يتراكمَ عليكَ هو وغيره دون بارقة أملٍ، يمكن أن تجرِّبَ قاعدة الـ10 دقائقَ لإنجاز أيّ مهمَّةٍ صعبةٍ، وهذا بتحديد وقتٍ معينٍ تُنجز خلاله أيَّ جزءٍ من هذه المهمَّة المملَّة سواءً كتابةُ تقريرٍ أو إعدادُ موازنةٍ أو تجهيزُ قوائمَ أو غيرها وفقاً لتخصُّصك، فنحن جميعاً لا ننتبِهُ إلى الكثير من الوقت الضَّائع في حياتنا، وعندما تقول لنفسك أنَّك ستعمل في هذه المهمَّة فقط لمدَّة 10 دقائق فقط وتتوقَّف، فأنت تكافئ نفسكَ مقدَّماً، وتَعدُها بالرَّاحة السَّريعة التي تحتاج إليها.

وفي الكثير من الأوقات بمجرَّد أن تبدأ هذه المهمَّة وتُنجز بها القليل، ستجد أنَّ صعوبتها انخفضت وأصبحت لديك الطَّاقة لاستكمالها، فإذا لم يحدث هذا فلا بأس، ولكن كنْ صادقاً مع نفسك في تحديد وقتٍ معينٍ وقليلٍ للبدء في المهمَّة الصَّعبة وراقب النَّتيجة.

شاهد أيضاً: مع ازدياد ضغط العمل ما زال بإمكانك الحفاظ على هدوئك وإنتاجيتك بـ 8 طرق

قاوم الإجهاد

يتعامل الجسم مع الضُّغوط بطريقةٍ تلقائيَّةٍ، فعندما يكلِّفك المدير بمهمَّةٍ عاجلةٍ غير قابلةٍ للتَّأجيل، فإنَّ عضلاتك تتوتَّر، وأنفاسك تتسارع، ويرتفع معدَّل نبضات قلبك وأنت تؤكِّد لنفسك أنَّك إذا لم تتمّ المهمَّة في الوقت المطلوب سأطردُ من عملي أو أجلب على نفسي سخطَ المدير، فإذا تعرَّضت لتجارب بهذا الشَّكل يوميّاً، فإنَّك ستصاب بمتلازمة الإرهاق أو الإجهاد، بحيث تكون أيُّ مهمةٍ مهما كانت بسيطةً تضغطُ بشدَّةٍ على أعصابك، وتسبِّب لك التَّوتُر والشُّعور بعدم الكفاءة، فإذا وصلت لهذه الحالة فعليك التَّوقُّف على الفور والتقاط الأنفاس.

وسواءً كان هذا التَّوقُّف وإدارة الإجهاد عبر تنظيم وقت نومك بشكلٍ أفضل، أو الاستماع إلى موسيقى هادئةٍ تحبُّها أو في الحالات الشَّديدة يمكنك أن تطلب يوماً إجازةً، إذ لا يجب أن تستمرَّ بهذه الحالة، فالإجهاد الشَّديد يجعلك أكثر إصابةً بالفيروسات والأمراض المختلفة مع كثرة النِّسيان وعدم الدِّقَّة في العمل، وبالتَّالي فقدانٌ سريعٌ لوظيفتك مع صحَّتك، فلا تتردَّد في تعلُّم طرقٍ مختلفةٍ لإدارة الإجهاد وتحديد وقتٍ معينٍ يوميَّاً لا يُمكن الاستغناء عنه لممارسة أيِّ شيءٍ تحبُّه سواءً قراءة أو رياضة أو هواية أو تبادل أحاديثٍ خفيفةٍ أو غيرها. [4]  

قسِّم مهام يومك بواقعيّة 

إذا كنت تسهرُ مساءً لساعةٍ متأخِّرةٍ ثُمَّ تركض صباحاً للحاق بموعد دوامك، فأنت بدأت يومك بمستوياتٍ شديدةِ الارتفاع من التَّوتُّر، فلا بدَّ من تنظيم وقت نومك، والنُّهوض من الفراش قبل وقتٍ كافٍ من بدء العمل مع تقسيم المهامّ بواقعيَّةٍ على السَّاعات المتاحة أمامك في اليوم، فحدِّد لكلِّ مهمَّةٍ وقتاً معيّناً واقعيَّاً وإذا لم تنتهِ به فانتقل إلى المهمَّة التي تليها، فهذا يساعدك على تجنُّب الأحاديث الجانبيَّة مع الزُّملاء أو تصفُّح هاتفك أو الانجذاب لأيّ مشتتاتٍ ذهنيَّةٍ، فعندما تركِّز لوقتٍ محدَّدٍ على مهمَّةٍ معينةٍ، فهذا يزيد من قدرتك على الإنجاز حتَّى إذا لم تتم بأكملها.

وإذا لم يكن وقت عملك محدَّداً بساعةٍ معينةٍ، فقرِّر دائماً أوقات الرَّاحة وأوقات النَّوم، ممّا يقلِّل من إهدار الوقت ويُلزمك بإنجاز مهامك في وقتٍ معينٍ للحصول على المكافأة التي ترغب بها، ألا وهي الرَّاحة أو ممارسة أنشطة تفضِّلها، وبالتَّالي استعادة نشاطك وحيويَّتك. [3]  

ابذل قصارى جهدك وكافئ نفسك

لا يعني تقسيم العمل وتأجيل بعض المهامِّ أو تعلُّم طرقِ مقاومةِ الإجهاد أن تتكاسلَ على الإطلاق أو حتَّى أن تضع هذه الفكرة في ذهنك، بل عليكَ بالفعل أن تبذلَ قصارى جهدك لإرضاء ضميركَ أوّلاً ثُمَّ مديرك والمحيطين بكَ، وتشعر بالفخر بنفسك وتتقدَّم في وظيفتك، ولكن لا تستهدف الكمال دائماً وأبداً، فهذا يدمِّر أعصابك ويقلِّل من إنتاجيتك، بل كافئ نفسك ولو بكلمةِ شكرٍ لها على قدرتها على إنجاز بعضٍ من المهامِّ التي أمامك، فهذا سيقلُّل بالتَّأكيد ودون أدنى شكٍّ من التَّوتُّر الذي تشعر به، وبالتَّالي سيزيد من إنتاجيَّتك في المستقبل. [2]  

شاهد أيضاً: إعادة تعريف إدارة الوقت: استراتيجيات لحياة متوازنة

إنَّ التَّعاملَ مع ضغطِ العمل الشَّديد بمهارةٍ، والتَّخلُّص من الإرهاق يجب أن يكونَ على قمّة أولويَّاتك، فهذا الشُّعور لا يؤدِّي فقط إلى إنجاز مهامك بطريقةٍ سيئةٍ ممَّا قد يؤدِّي إلى خسارة وظيفتك، ولكنَّه أيضاً يتسبَّب في قائمةٍ لا نهائيَّةٍ من المشكلات الصِّحيَّة مع شعورٍ كبيرٍ بالاستياء من النَّفس والحياة بأكملها على الرَّغم من أنَّ العمل نفسه نعمةٌ كبيرةٌ يتمنَّاها الكثيرون، فلا تتردَّد وابدأ الآن ولا تكدِّس أعمالك أمامك وتَنظر إليها بإحباطٍ فقط، وأنت تُرسل لنفسكَ الكثير من الرَّسائل السَّلبيَّة عن عدم قدرتك على الإنجاز أو مقدار الاضطهاد الواقعِ عليك أو أنَّ عُمرَك يضيع دونَ فائدةٍ، فهذا لن يؤدّي إلَّا إلى المزيد من التَّوتُّر وانخفاض الإنتاجيَّة.

لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: