العنود الظهير: حين تصنع النساء قيادةً ملهمةً ومستقبلاً مبتكراً
اُختيرت مديرة مكتب الاتّصالات الاستراتيجيّة والتّسويق في الجامعة الأمريكيّة في الشارقة، ضمن قائمة نساء مؤثرات 2025 لمجلة "عربية .Inc" التي تبرز 30 امرأةً رائداتٍ في الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
بصفتها مديرة مكتب الاتّصالات الاستراتيجيّة والتّسويق في الجامعة الأمريكيّة في الشّارقة (American University of Sharjah)، تشرف العنود الظهير (Alanood Aldhaher) على استراتيجيّة العلامة التّجاريّة للجامعة، وعلاقاتها الإعلاميّة، واتّصالاتها الرّقميّة، وفعاليّاتها، وجهودها التّسويقيّة. وتوضّح الظهير، الّتي تمتلك أكثر من عقدٍ من الخبرة في مجال الاتّصالات والشّؤون العامّة في المنطقة، أنّ حضور النّساء لم يقتصر على زيادة التّمثيل فحسب، بل أعاد تعريف القيادة في هذا المجال، مؤكّداً تأثيرهنّ في صياغة طريقة قيادة المؤسّسات وإلهام الآخرين نحو نماذج قياديّةٍ أكثر شمولاً وابتكاراً.
تقول العنود الظهير: "على مدار مسيرتي المهنيّة، لاحظت كيف تضيف القيادات النّسائيّة قوّةً طبيعيّةً في التّعاطف وسرد القصص وبناء المجتمعات؛ صفاتٌ أساسيّةٌ لأيّ استراتيجيّة اتّصالاتٍ فعّالةٍ. لم تعد النّساء تتكيف مع النّماذج القياديّة التّقليديّة، بل أضفن إليها تعريفاً جديداً ورؤىً مبتكرةً. من الحملات العالميّة إلى استراتيجيّات الحكومة، والآن في الأوساط الأكاديميّة، يرفع حضور النّساء على الطّاولة مستوى النّقاش وعمقه؛ فالأمر لا يقتصر على الشّموليّة، بل يمتدّ إلى الابتكار وإحداث الأثر. ويستجيب النّظام البيئيّ للأعمال لهذا التّغيّير، فنشهد المزيد من النّساء في المناصب التّنفيذيّة العليا وعلى المجالس، والأهمّ أنّنا نرى النّساء يُستمع إليهن ويُقدَّرن لما يمتلكن من خبرةٍ، لا لمجرّد تواجدهنّ".
تشير العنود الظهير إلى أنّ التّأثير المتسلسل لهؤلاء النّساء في القيادة لا يمكن إنكاره. وتوضّح قائلةً: "في بدايات مسيرتي، كانت الأمثلة الملموسة للنّساء العربيّات اللّاتي قدن حملاتٍ استراتيجيّةً أو شكّلن الرّؤى الوطنيّة نادرةً للغاية. أمّا اليوم، فعندما ترى النّساء الشّابات وجودنا في تلك الأدوار -سواءً في إطلاق علاماتٍ تجاريّةٍ عالميّةٍ أو صياغة استراتيجيّاتٍ لمدينةٍ أو جامعةٍ- يدركن الإمكانات الحقيقيّة لما يمكن تحقيقه. هذا الوجود لا يلهم فحسب، بل يحرّك التّغيير ويخلق ديناميكيّةً جديدةً في المجال".
الدروس المستفادة
عند استرجاع مسيرتك، إذا كان هناك نصيحةٌ واحدةٌ تقدّمينها لنفسك قبل أن تبدئي مشوارك المهنيّ، ما الذي سيكون؟ وإذا استطعت العودة بالزّمن لإخبار نفسك بأمرٍ ينبغي تجنّبه أو عدم فعله، فما الّذي سيكون؟
تقول العنود الظهير: "لو كان بإمكاني تقديم نصيحةٍ لنفسي قبل الانطلاق، لقلت: أطلقِ زمام الأمور، ودعِ الله يتولّى. تعلّمت أنّه يمكنك التّحضير والتّخطيط وبذل أقصى ما لديك، ولكن في مرحلةٍ ما يجب أن تتخلّي عن التّحكّم في النّتيجة وتثقِي في المسار. لقد منحني هذا التّفكير السّلام في بيئات الضّغط العالي والوضوح في لحظات الشّكّ، وذكّرني بأنّ ما هو مقدّرٌ لك لن يفوتك، وما يفوتك لم يكن مقدّراً أن يبقى."
وتضيف: "أمّا النّصيحة الّتي أحذّر نفسي منها فهي: لا تنجرفي خلف الضّوضاء. لطالما قيل لي إنّ تسونامي قد يمرّ بجانبي، ولم أرتجف، وقد خدمني هذا الهدوء كثيراً. ليست كلّ الآراء بحاجةٍ للاستيعاب، وليست كلّ ردود الأفعال بحاجةٍ للرّدّ. عندما تثقين بقيمك ورؤيتك وهدفك، تتلاشى الضّوضاء، لذلك تمسّكي بها."
وتختم برسالةٍ للنّساء اللّواتي يسلكن مساراً مشابهاً: "الهدوء ليس ضعفاً، والرّصانة تحت الضّغط ليست اختفاءً، وقدرتك على الثّبات هي واحدةٌ من أعظم ما تملكين، فاحميها".