نادين (الحلبي) دي فرانشيسكا: قيادة نسائية تصنع أثراً يتجاوز الحدود
اُختيرت مديرة تطوير الأعمال في مجلس سيدات أعمال دبي، ضمن قائمة نساء مؤثرات 2025 لمجلة "عربية .Inc" التي تبرز 30 امرأةً رائداتٍ في الأعمال بالشرّق الأوسط وشمال أفريقيا

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
على مدى الأربعة عشر عاماً الماضية، شغلت نادين (الحلبي) دي فرانشيسكا (Nadine (Halabi) de Francesca) منصبة مديرة تطوير الأعمال في مجلس سيدات أعمال دبي (the Dubai Business Women Council)، حيث صمّمت المبادرات المركزيّة على الأعضاء ووضعت الرّؤية الاستراتيجيّة للمجلس. وكمناصرةٍ قويّةٍ لدمج التّكنولوجيا، قادت تحوّل المجلس إلى التّعلّم الموجّه نحو المستقبل والتّقنيات الحديثة، من خلال مبادراتٍ شملت إدماج الذّكاء الاصطناعيّ، والاستدامة، والتّحوّل الرّقمي في برامج المجلس الأساسية.
أشرفت أيضاً على برنامج "سيدتي" ( sAIdaty)،الّذي يمنح أعضاء المجلس أكثر من 200 ساعة تدريبٍ مجانيّةٍ في الذّكاء الاصطناعيّ والأتمتة، بالتّعاون مع عملاق التّكنولوجيا العالمي"أوراكل" (Oracle)، إلى جانب برنامج "أودو" (Odoo)، وهو برنامج أتمتة أعمالٍ قائمٍ على البيانات يزوّد روّاد الأعمال بالأدوات لتبسيط العمليّات وتحقيق النّموّ بكفاءةٍ.
أتاح لها عملها في المجلس متابعة الطّرق الّتي تُعيد بها النّساء صياغة الحوار في عالم الأعمال؛ فتقول: "على مرّ السّنوات، شهدت تحوّلاً قويّاً؛ لم تعد النّساء المؤثّرات يكتفين بالمشاركة في الحوار، بل صرن يشكّلنه. في مجال تطوير الأعمال والتّنمية الاقتصاديّة، خصوصاً في الإمارات، لا تقتصر مساهمة النّساء على بناء الأعمال فحسب، بل تتوسّع لتأسيس بيئات أعمالٍ مستدامةٍ ومتكاملةٍ… لم يعد الأمر يقتصر على كسر السقف الزّجاجيّ، بل يتعلق ببناء هياكل لا سقف فيها. رأيت النّساء يغادرن جلساتنا أو برامج التّوجيه وهنّ في موقفٍ أكثر ثقةً وحزماً، ويدركن أنّ لصوتهنّ أثرٌ حقيقيٌّ. وبالنّسبة لي، هذا هو الأثر الفعليّ، عندما تقود امرأةٌ واحدةٌ بأصالةٍ وشجاعةٍ، تخلق سلسلة ردود فعلٍ ترفع كثيرين غيرها".
الدروس المستفادة: حوار مع نادين (الحلبي) دي فرانشيسكا
س: عندما تنظرين إلى مسيرتك، ما النّصيحة الّتي كنتِ ستوجّهينها لنفسك قبل أن تبدأي رحلتك المهنيّة؟ وإذا كان بإمكانك العودة بالزّمن إلى الوراء، ما الأمر الذي كنتِ ستنصحين نفسك بتجنّبه أو عدم فعله إطلاقاً؟
لو أتيح لي أن أعود بالزّمن لأمنح نفسي نصيحةً قبل أن أبدأ رحلتي المهنيّة، لقلت: "لا تنتظري اكتمال الظّروف؛ ابدئي من حيث أنتِ الآن. فليس هناك وقتٌ مثاليٌّ للمجازفة، أو لإسماع صوتك، أو للانطلاق نحو آفاقٍ أوسع ممّا قد تتصوّرين. كُنتُ أظنّ أنّ عليَّ أن أكون مستعدّةً على نحوٍ كاملٍ، مسلّحةً بكلّ الأدوات، وأملك كلّ الإجابات قبل أن أجرؤ على أوّل خطوةٍ. لكن ما اكتشفته أنّ النّموّ الحقيقيّ يولد حين نحتضن غموض اللّحظة، نصغي لحدسنا، ونسمح للتّجربة بأن تعيد تشكيلنا ونحن نسير في رحلتها".
ولو استطعت أن أذكّر نفسي بأمرٍ أتجنّبه، لقلت: "لا تُقلّلي من ذاتك لتسترضي الآخرين. مررتُ بلحظاتٍ خفّضت فيها صوتي، وقلّلت من قيمة أفكاري، وشكّكت بحدسي فقط لأتجنّب إحداث صدامٍ أو زعزعة الاستقرار. واليوم أعلم أنّ القوّة الحقيقيّة تكمن في الوضوح والثّبات، وفي اختيار الشّجاعة بدلاً من المجاملة حين يقتضي الموقف ذلك."
وللنّساء السّائرات على هذا الدّرب: "كوني جريئةً لكن متّزنةً، فضوليّةً لكن واثقةً بقيمتك. لا تعتذري عن توقك للمزيد، ولا تتردّدي في أخذ مساحتك كاملةً. لستِ مطالبةً بامتلاك كلّ الإجابات، لكنك مطالبة بالإيمان بأن مكانك على الطّاولة حقٌّ لك؛ لأنّك أهل له حقاً. وأخيراً، ابقي متعطّشةً للمعرفة والنّموّ؛ وواصلي التّعلّم لتصبحي أوسع أثراً وأعمق حضوراً".