رحلة من الفشل إلى النجاح: إليك 7 دروس ريادية تصنع المستحيل

في عام 2024، تمّ اختيار شركة "دانزي ديزاين ستوديو" (Danzi Design Studio) النّاشئة الّتي أسّسها مارشال دانزي للتّعاون مع علامة "أبركرومبي آند فتش" (Abercrombie & Fitch) العالميّة. كانت هذه تجربةً غير مسبوقةٍ للمصمّم الشّابّ القادم من تولسا، أوكلاهوما. ويعزو إلهامه في مسيرته الرّياديّة إلى الأجواء الحيويّة لحيّ "وول ستريت السّوداء" (Wall Street Black)، الّتي تركت أثراً كبيراً في حياته.

لكن، كما هو الحال مع أيّ رحلةٍ رياديّةٍ، لم يأت النّجاح فجأةً، بل استغرق الأمر سنواتٍ طويلةً من العمل الشّاقّ. قبل عشرين عاماً، بينما كان يعمل نهاراً كموظّف مبيعاتٍ ومساعد إنتاجٍ في محطّةٍ تلفزيونيّةٍ في اللّيل، بدأ دانزي في بيع الأحذية الّتي كان يصممها يدويّاً في بوتيكٍ على ملروز أفينو في لوس أنجليس. ومع تزايد المبيعات بشكلٍ سريعٍ، طلب مالك البوتيك أن يصمّم أيضاً قمصاناً تتناسب مع هذه الأحذية، وهكذا بدأ حلمه الرّياديّ في التّحلّيق.

ورغم العمل الشّاقّ، كانت الدّروس الّتي تعلّمها على مرّ السّنين هي الّتي ساعدته على بناء علامةٍ تجاريّةٍ قويّةٍ أصبحت الآن علامةً معروفةً في مجال الازياء. هنا، نستعرض 7 أسرارٍ من تجربته الّتي ساعدته في بناء ماركته التّجاريّة النّاجحة:

1. اسأل: "لماذا؟"

يجب أن تسأل دائماً "لماذا؟" و"ماذا؟". يفتح الفضول أمامك أبواباً لا حصر لها. لذا، عليك أن تتساءل ما إذا كان هناك شيءٌ مفقودٌ في السّوق أو إذا كان من الممكن ابتكار شيءٍ جديدٍ. دع فضولك الطّفيليّ يقودك لتحقيق ما تحلم به.

2. اسأل: "ماذا لو؟"

ابنِ في خيالك عوالم جديدةً، ثمّ اعمل جاهداً لجعلها حقيقةً، وتخيّل كيف ستكون فكرتك بعد 10 أو 20 عاماً، واجعل ذلك دافعاً لك لتحقيق أهدافك. عندما بدأ دانزي علامته التّجاريّة، كان لديه بالتّأكيد فكرةٌ واضحةٌ عن كيفيّة تصميم منتجاته. وكان خياله هو الّذي مكّنه من التّركيز على جعل هذه الأفكار واقعاً. ففي إحدى المقابلات، قال دانزي: "لأنّني كنت أعرف أين أريد أن أصل، تركت خيالي يذهب بعيداً".

3. وسّع معاييرك

يكمن النّجاح في التّفاصيل. في بداية مسيرته، كان دانزي يصبغ البذلات يدويّاً، لكنّه أراد أن يقدّم شيئاً مميّزاً أكثر. لم تكن الألوان كافيةً؛ فقرّر أن يضيف علامةً خضراء أنيقةً على القسم الآخر لكلّ قطعة ملابسٍ، وهو ما لم يكن معتاداً في ذلك التّوقيت. نتيجةً لذلك، عندما اقترب من أحد المتاجر، طلبوا منه إزالة العلامات ليتمكّنوا من بيع القطع بشكلٍ أسهل، لكنّه رفض قائلاً إنّ هذه العلامة هي جزءٌ لا يتجزّأ من تصميم القطعة. حيث أصبحت هذه الميّزة التّصميميّة اليوم جزءاً مّن هويّة علامته التّجاريّة.

4. رؤيتك مهمّةٌ

سيمكّنك إيمانك برؤيتك التّشخيصيّة من التّفوّق على الآخرين. قد تكون الطّرق التّجريبيّة في البداية محفوفةً بالمخاطر، لكن عندما تلتزم برؤيتك، عليك أن تستمرّ وتواجه التّحدّيّات. قال دانزي: "لقد اقتربت من عدّة متاجر حين كنت أبني علامتي التّجاريّة، ولحسن حظّي، وجدت متجراً يشارك رؤيتي". وفي تعاونه مع أبركرومبي وفتش، عرض دانزي عليهم تصوّراً شاملاً لعلامته التّجاريّة، وقد تمثّل ذلك في تصميم ملابس تتناغم مع عالمه الّذي كان قد تخيّله في ذهنه. كان واثقاً من رؤيته، ووجد أن أبركرومبي قد شعروا بهذا وأحبّوا الفكرة.

5. خض في المجهول

إذا كُنت لا ترى فرصةً للفشل، فذلك يعني أن حلمك ليس كبيراً بما فيه الكفاية، إذ يمكن أن يكون الفشل الكبير والمتكرّر جزءاً أساسيّاً من عمليّة النّموّ. يشرح دانزي قائلاً: "قبل أن أطلق علامتي التّجاريّة الأخيرة دانزي، كانت لديّ علامتان تجاريّتان فاشلتان في مجال الازياء. ولكن الدّروس الّتي تعلّمتها من الفشل كانت ولا تزال لا تقدّر بثمنٍ". كانت هذه الدّروس هي الّتي ألهمته للمضيّ قدماً.

6. ابنٍ مجتمعك

العلاقات البشريّة لها أهمّيّةٌ كبيرةٌ، وهي جسورٌ لعبورها لا لحرقها. لا تحرق جسراً أبداً، لأنّك لا تعرف أيّ الجسور سيقودك إلى النّجاح. قال دانزي: "تعاوني مع أبركرومبي وفتش هو نتيجةٌ مباشرةٌ لعدّة علاقاتٍ قد بنيتها في البداية. لو لم أكن قد رويت هذه العلاقات في وقتٍ مبكّرٍ، لما كان بإمكانهم اقتراح دانزي على أبركرومبي من أجل التّعاون الاخير".

7. لا تنتظر حتى يصبح الأمر مثاليّاً

الكمال هو عمليّةٌ دائمةٌ وليس هدفاً نهائيّاً. "ابدأ الآن... وارسم فكرتك. الفكرة في ذهنك تظلّ مجرّد فكرةٍ، ولكن هدف رائد الاعمال هو تحويل الفكرات إلى واقعٍ. استخدم وسائل التّواصل الاجتماعيّ ومجموعات الأصدقاء الخاصّة بك كحلقة اتّصالٍ وتجربةٍ لفكرتك"، كانت هذه هي نصيحة دانزي الأخيرة.