4 كتب لتعزيز التفكير الابتكاري والنجاح الريادي

يٌمكن للعديدِ من الصّفاتِ أن تحدّدَ نجاحكَ أو فشلكَ كـ رائد أعمال، بدءاً من الإصرارِ والتّحلّي بالصّبرِ، وصولاً إلى فتحِ بابِ التّعاطفِ. لكن مهما بذلتَ جهداً أو استخدمتَ الأدواتِ التّقنيّةِ لزيادةِ مبيعاتكِ، ويُمكن لأشياءٍ قليلةٍ أن تؤثّرَ على نجاحكَ مثل قدرتكَ على التّفكيرِ بطريقةٍ مبتكرةٍ.

قد لا تنظر إلى نفسكَ كمفكّرٍ مبتكرٍ، لكنّ الخبرَ الجيّد هو أنّ هذه المهارة قابلةٌ للتّطوير والتّحسين. تقدّم هذه الكتبُ مواردَ ممتازةً لمساعدتكَ على البدءِ.

معضلة المبتكر: عندما تتسبب التكنولوجيا الجديدة في فشل الشّركات العظيمة، بقلم كلايتون كريستنسن

يعدّ كتاب "معضلة المبتكر" (The Innovator's Dilemma: When New Technologies Cause Great Firms to Fail) واحداً  من أشهرِ الكتبِ في مجالِ القيادةِ والنّجاحِ، وينبغي أن يكون في قائمتك. هذا الكتاب من الكتبِ المفضّلة لدى ستيف جوبز وجيف بيزوس ومالكوم جلادويل، ولا يزال ذا صلةٍ كبيرةٍ لحياتنا اليوم رغم نشره لأوّل مرّة في عام 1997م.

واحدةٌ من أكبر النّتائج الّتي يمكن استخراجُها من عمل كريستنسن، هو كيف تميل حتّى أكثر الشّركات نجاحاً للتّراجعِ والفشلِ عندما يفشلُ مدراؤها في التّعرّف على فرص الابتكار. إذ عندما تفشلُ الشّركات في التّخلّي عن ممارساتها التّقليديّة، خصوصاً مع ظهور تكنولوجيا مُحدَثة، تخاطرُ بفقدان دورها كقائدٍ في السّوق. ومن الضّروري قراءة هذا الكتاب لتفهمَ كيفيّة التّكيّفِ والاستجابةِ للتّكنولوجيا الجديدة.

الهجوم كاستراتيجية: دليل القادة للابتكار المستمر، بقلم بهنام تبريزي

الشّركاتُ المبتكرةُ والمرنةُ ليست تلك الّتي تمتلك قيادةً مبتكرةً فحسب، بل الّتي تسعى لجعلِ هذا التّفكير جزءاً لا يتجزّأ من تنظيمها بأكمله أيضاً. هذا هو النّتاج الأساسيّ لكتابِ بهنام تبريزي، الّذي يُقدّم نظرةً معمّقةً على قصصِ النّجاح وثقافاتِ القادةِ في مجالِ الابتكارِ، مثل: مايكروسوفت وتسلا وآبل، بالإضافة إلى ما تسبّب في فقدانِ علاماتٍ تجاريّةٍ كبيرةٍ، مثل: جوجل وفيسبوك لروحها المبتكرة.

يتناولُ الكتاب، Going On Offense: A Leaders' Playbook for Perpetual Innovation، ثقافاتِ الابتكار المتعدّدة مع تقديمِ نصائح عمليّةٍ حول كيفيّة تنفيذِ الممارسات الّتي تتّفق معك في مكان عملك، بغضّ النّظر عن حجمِ شركتك كبُر أو صغُر.

استناداً إلى مقابلاتٍ واقعيّة واستطلاعاتٍ للرّأي تجمع بين التّنفيذيين والموظّفين والمستهلكين، ستلهمك الأمثلة الواقعيّة والنّتائج بطرقٍ عمليّة جديدةٍ، لجعل الابتكار جزءاً أساسيّاً من عملك. طبّق أدواتِ هذا الكتاب، وسوف تُحسّن بشكلٍ كبيرٍ من تحدّي "معضلة المبتكر" الخاصّ بك.

اقرأ أيضاً: تطوير الذات.. كيف أصبح شخصاً أفضل

تنفيذ الأفكار: التغلب على العقبات بين الرؤية والواقع، بقلم سكوت بيلسكي

الخروج بفكرةٍ مبتكرةٍ أمرٌ، وتحويل هذه الفكرة إلى نتيجةٍ قابلةٍ للتّنفيذ لعملك هو أمرٌ آخر. في كتاب "تنفيذ الأفكار" (Making Ideas Happen: Overcoming the Obstacles Between Vision and Reality, by Scott Belsky)، يتجاوزُ سكوت بيلسكي مساعدة الرياديين في العثور على طرقٍ لتوليد أفكارٍ عظيمةٍ. وبدلاً من ذلك، يُركّز على كيفيّة تعلّم تطوير الأفكار إلى إجراءاتٍ حقيقيّة تُحقّق نتائج طويلةَ الأمد لعملك.

تمّت الإشادة بكتاب بيلسكي لنهجه المعمّق في الاستراتيجيّة والتّكتيكات وراء تنفيذ الأفكار الإبداعيّة. مع إرشاداتٍ عمليّة لتحويلِ فكرةٍ مبتكرةٍ إلى خطّةٍ عمليّةٍ تتحقّق فعلاً، ويمكن لهذا الكتاب مساعدتك على تجاوزِ مرحلة "التّفكير الابتكاريّ"، والعثور على النّهجِ الصّحيحِ للتّنفيذ الكاملِ.

التشغيل الرشيق: التكرار من الخطة A إلى خطة تعمل، بقلم آش ماوريا

"التّشغيل الرّشيق" (Running Lean: Iterate From Plan A to a Plan That Works, by Ash Maurya) هو موردٌ آخر ممتازٌ لضمان سير جهودك في التّفكير المبتكرِ في الاتّجاه الصّحيح. كما يجادل ماوريا، الغالبيّة العظمى من المنتجات الجديدة تفشل لأنّ قادة الأعمال يضيّعون وقتهم وأموالهم في بناء المنتج الخطأ. يتمحور هذا الكتاب حول مساعدتك في تطويرِ عمليّة لفحصِ أفكارك المبتكرةِ حتّى تتمكّن من توجيه طاقتكَ نحو شيءٍ سيولّدُ نتائج حقيقية.

باستخدام تجاربه التّجارية الخاصّة، يساعد ماوريا في تحديدِ طرقٍ عمليّة للعثورِ على مشكلاتٍ تستحقّ الحلّ، والتّكرار بسرعةٍ أثناء اختبار المنتجِ، ومعرفةِ كيفيّة قياسِ استجابةِ العملاء، ومتى يجب التّحوّل، وحتّى متى يجب البحثُ عن التّمويلِ. إنّه موردٌ قيّم بشكلٍ خاصٍّ لروّاد الأعمالِ الّذين يستخدمون نهج "الشّركة النّاشئة الرّشيقة".

قد يبدو الأمرُ مبتذلاً، لكنّ المعرفةُ قوّةٌ. قد لا تتفاعل مع كلّ النّقاطِ المستفادةِ في كلٍّ من الكتبِ الأربعةِ المذكورة هنا، لكن من المحتملِ أن تجدَ شيئاً يُمكنك تطبيقه مباشرةً على كيفيّة إدارةِ عملك (وعقلك). عندما تركّز جهودك على أن تصبحَ مُفكّراً أكثر ابتكاراً، ستتمكّن من استقبالِ الأفكارِ الّتي ستساعدك على بلوغِ إمكاناتكَ الكاملةِ.