الرئيسية التنمية الإنتاجية المذهلة: دروسٌ من الأمهات الرئيسات التنفيذيات الرائدات

الإنتاجية المذهلة: دروسٌ من الأمهات الرئيسات التنفيذيات الرائدات

لا بد أن تكون كفاءتك عظيمةً لتستطيع إدارة أسرةٍ وشركةٍ معاً؛ إليك الطريقة...

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بقلم ليزا كيرتيس Lisa Curtis، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة Kuli Kuli Foods

استيقظ مع أوّل خيوط الفجر، ركّز على العمل الجادّ، ودع الأمور الصّغيرة تمضي، تابع سير وقتك، واعمل بفتراتٍ قصيرةٍ لا تزيدُ عن 30 دقيقة يُكون تركيزك فيها عالياً، خطّط ليومك، لأسبوعكَ، لشهركَ، لسنتكَ، لكلّ لحظةِ صحوٍّ... كلّ هذه النّصائح المتعلّقة بالإنتاجيّة رائعةٌ إلى أن تصطدمَ بواقعِ الحياةِ. [1]  

عندما أنجبتُ طفلي الثّاني، بدأت بقراءة كلّ كتابٍ وجدته عن الإنتاجيّة، وأنا مصمّمةٌ على أن ألقيَ كلّ ما أستطيع من طاقةٍ في تنميةِ شركتي، وأكونَ في الوقتِ نفسه أمّاً عظيمةً. في الصّباح الباكر من أحد الأيام، كنت قد ضبطتُ المنبه ليوقظني عند أوّل خيوط الفجر، لأجد أنّ طفلي ذو الشّهور الثّلاثة قد استفاقَ أبكر من ذلك، فاستسلمتُ لليأس من فكرة الإنتاجية. يبدو أنّ كلّ كتب الإنتاجيّة كتبها أناسٌ لم يتولّوا مسؤولياتٍ منزليّةٍ هامةٍ. جرّبْ إخبار طفلي الرّضيع أنّني لا أستطيع إطعامه إلّا بعد 30 دقيقةٍ لأنني في خضمّ جلسة عملٍ مركّزٍ. لذلك فكّرتُ: من هم أعظم خبراء للإنتاجية يُمكنني أن أستفيدَ من نصيحتهم؟ وكانت الإجابة: الأمّهات اللواتي يعملن كرئيساتٍ تنفيذياتٍ. لقد قابلت ما يزيد عن اثنتي عشرة أمّاً وطلبت منهن النّصيحة بما يتعلّق بالإنتاجيّةِ.

ما بين إدارة شركةٍ وإدارة منزلٍ، لا يُمكن للأمّهات والرّئيسات التّنفيذيات حرفيّاً إضاعة أيّ وقتٍ مهما قلَّ. يجب أن تبلغ إنتاجيتهن حدّ الجنون، وإلّا ستفشل شركاتهن وستتداعى أُسرهن.

ليس سرّاً أنّ الأمّهات يقمن بأكثر من حصتهن العادلة في إدارة المنزل، لدرجة أنّ 31% فقط من الأمّهات يقلن إنّهن يتشاركن المسؤوليّة مع أزواجهنّ بالتّساوي. حتى النّساء اللّواتي يكسبن أكثر من أزواجهنّ بشكلٍ كبيرٍ ما زلن يقضينَ ضعفَ الوقتِ الذي يقضيه أزواجهنّ في إدارةِ المنزلِ.

كثيرٌ ممّن قابلتُ من الأمّهات اللّواتي يشغلنَ مناصب تنفيذيّةٍ لجأن إلى توظيفِ مساعدين من جليسات الأطفال، وحتّى مدبّرات المنزل، وبعضهنّ حتّى قمن بتوظيفِ سائقين وطهاة. لكن ما يُذهل حقّاً هو أنّه حتى الأمّهات اللواتي يمتلكن كلّ الموارد في العالم أكّدن أنهن يقضين وقتاً أكثر من أزواجهن في إدارة المنزل، إن لم يكنْ بأداء المهام بأنفسهن، فبالتنسيق مع الآخرين القائمين بها. لقد تحدّث علماء الاجتماع مطوّلاً عن مفهوم "العمل غير المرئي": حيث يتحمّل 80% من النّساء في العلاقات النّصيب الأكبر من الأعباء المنزليّة، ومن التّخطيط، واتّخاذ القرارات فيما يتعلّق بإدارة المنزل.

شاهد أيضاً: 5 طرق بسيطة وفعّالة لتخفيف ضغوط الحياة اليومية ورفع الإنتاجية

خطط ليومك، ولكن اعتمد منهج المرونة

اتّفق خبراء الإنتاجية والأمّهات الرّئيسات التّنفيذيات على شيءٍ واحدٍ: أنّ التّخطيط هو السّرّ. وجدت أنّ ما يقرب من 80% من الأمّهات الرّئيسات التّنفيذيات اللّواتي تحدّثت معهنّ يخطّطن ليومهن كلّ صباحٍ، ويحددن أهدافاً لليوم قبل بدء العمل، ونحو 60% منهنّ يستخدمن تقسيم الوقت على التّقويم لتحديد الأهداف بفتراتٍ زمنيّةٍ محدّدةٍ. ومع ذلك، لم تكن جداولهنّ مليئةً بفتراتٍ زمنيةٍ متتاليةٍ ومركّزةٍ تستمر لمدّة 30 دقيقة، كما تروّج لها تقنيّة بومودورو Pomodoro technique، بل كانت أكثر مرونةً.

شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة؛

وكما قالت كايتي بيغلو Katie Bigelow، وهي أمٌّ لثمانيةٍ (نعم، ثمانية!) أطفالٍ ومؤسّسة شركة  Mettle Ops، "يجب أن يكون روتيني مرناً حسب يومي، ومزاجي، وجدولي، واحتياجات أطفالي". وأضافت ستيفاني كابلان لويس Stephanie Kaplan Lewis ، وهي أمٌّ لطفلين ومؤسسة شركة  Her Campus Media، "تحقيق الإنتاجية يعني إنجاز الأمور المدرجة في قائمتي -سواءً في العمل أو الشّؤون الشّخصية- بحيث أُنهي اليوم بحالةٍ أفضل ممّا بدأته".

استفد إلى أقصى حدٍّ من كلّ لحظةٍ

النّصيحة الثّانية هي الاستفادة القصوى من الوقت الذي تكون فيه "في مهمّةٍ". تدهشني دوماً الإحصائيات حول كمّ الوقت الذي يقضيه الموظّف الأمريكيّ العادي ذو العمل المكتبي فعليّاً في العمل خلال يوم عملٍ يبلغ ثماني ساعاتٍ. إحدى الدّراسات أظهرت أن الموظّف الأمريكي العادي يكون منتجاً لمدّةٍ تقريبيةٍ تبلغ ثلاث ساعاتٍ يوميّاً فقط. وعلى عكس ذلك، شعر العديد من النّساء اللّواتي أجريت معهنّ المقابلات بأنّ كونهنّ أمّهاتٌ جعلهنّ رئيساتٍ تنفيذياتٍ أفضل، حيث اضطرهن ذلك إلى الاستفادةِ القصوى من كلّ لحظةٍ في يوم العمل.

وكما قالت مولي مورس Molly Morse ، وهي أمٌّ لطفلين ومؤسّسة شركة Mango Materials، "كَوني والدةً عاملةً هو وظيفةٌ ملحّةٌ. فهي تضطرني للتّأمّل المستمرّ فيما هو الأهمّ الآن؟'". وهذه الإنتاجيّة المفروضة ظاهرةٌ للعيان لدرجة أنّ بعض الأمّهات الرّئيسات التنفيذيات علَّقن أنّهنّ مع تقدّم أطفالهنّ في العمر، شعرن بأنهنّ يمتلكن كمياتٍ كبيرةٍ من الوقت "المكتشف" الذي لم يعرفن أنّه موجودٌ من قبل، حيث بذلن قصارى جهدهنّ لتحسين إنتاجيتهنّ.

شاهد أيضاً: انطلاق ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي التوليدي: تعزيز الإنتاجية البشرية

تقبَّل الحدود

عندما كنتُ في مرحلة تحسين إنتاجيتي، كنت غالباً أشعر بخيبة أملٍ لأنّني حدّدت أهدافاً واضحةً، وخطّطت ليومي بتحديد كلّ مهمّةٍ في ساعةٍ محدّدةٍ، وبطريقةٍ ما لم أنجز نصف الأشياء التي خططتُ للقيام بها. حتماً كنت بحاجةٍ إلى إطعام الطّفل، أو يمكن أن تتصلَ روضة الأطفال بي، أو يحدثُ شيءٌ ما يسحبني من الجدول الزّمني الذي صغتهُ بعنايةٍ.

إحدى الأفكار التي كان لها أكبر صدىً عندي من محادثاتي مع الأمّهات الرّئيسات التّنفيذيات الأخريات هو أنّ هناك حدوداً، وأنّه اعترافنا بهذه الحدود أمرٌ حسنٌ. لقد صاغت الدّكتورة إيناس أبو حامد، وهي أمٌّ لتوأمين في السّنة الثّانية من عمرهما ومؤسّسة شركة  H2GO Power، هذه الفكرة بشكلٍ جميلٍ: "الأولويّة لما هو أهمّ، وينبغي أن تتقبّلي أنّه يُمكنكَ تحقيق أيّ شيءٍ تريدينه، ولكن ليس كلّ شيءٍ في نفس الوقتِ".

كن صارماً في العناية بنفسك

تعلَمُ الأمّهات الرّئيسات التّنفيذيات أنّه يجب علينا العناية بأنفسنا قبل أن نتمكّن من العناية بشركاتنا أو عائلاتنا. لا يُمكنني أن أحصي عدد المرّات التي بقيتُ فيها متأخّرةٌ في العمل على مشروعٍ، لأجد بعد ذلك أنّني تسبّبت بتقليل إنتاجيتي تماماً في اليوم التّالي، أمّا الآن فأنا أتأكّد من الحصول على ثماني ساعاتٍ من النّوم تقريباً كلّ ليلةٍ، وممارسةُ التّمارين الرّياضية تقريباً كلّ صباحٍ، وتخصيص الوقت لتناول الطّعام الصّحيّ.

كان هذا ينطبقُ على كلّ الأمّهات الرّئيسات التنفيذيات اللّواتي قابلتهن. وكما قالت كايتي بيغلو، "وقتي وإنتاجيتي ثمينان جدّاً -بالنّسبة لي- لدرجة أنّه يجب عليّ أن أخصّص الوقت للرّاحة، وممارسة الرّياضة، وتناول الطّعام الصّحيّ". أحببتُ هذا التحوّل النّوعي من "ليس لديّ وقتٌ للعناية بنفسي" إلى "ليس لديّ وقتٌ لعدم الاعتناء بنفسي".

شاهد أيضاً: 3 طرق تمنح رواد التكنولوجيا عناية أفضل بصحتهم العاطفية

الإنتاجيّة تعني شيئاً مختلفاً بالنّسبة لكلّ شخصٍ، ولكن تحقيق أهدافكَ رغم القيود في الواقع أمرٌ في غاية البساطة. فالأمر لا يتعلّق بروتينٍ صارمٍ، بل بوجود خطّة مع قبول الفوضى، والاستفادة إلى أقصى حدٍّ من كلّ لحظةٍ، وإعطاء أولويةٍ لراحتكَ وصحتك الشّخصيّة. ليس عليكَ أن تكون رئيساً تنفيذيّاً أو أمّاً لتستخدمَ هذه النّصائح في الإنتاجيّة لتحقيق أهدافكَ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: