المرأة في القيادة: أماندا بوت تُحدث أثراً في قطاع الصحة
اُختيرت الرّئيسة التّنفيذيّة للموارد البشريّة، ضمن قائمة نساء مؤثرات 2025 لمجلة "عربية .Inc" التي تبرز 30 امرأةً رائداتٍ في الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
تحمل أماندا بوت تأهيلاً أكاديميّاً في علم النّفس التّنظيميّ، تشغل اليوم منصب الرّئيسة التّنفيذيّة للموارد البشريّة في شركة "البطحاء للرعاية الصحية" (Al Batha Healthcare)، شركةٌ إماراتيّةٌ لتوزيع الأدوية. وتُخبر "عربية .Inc" أنّ دخولها ميدان الموارد البشريّة جاءها على نحوٍ طبيعيٍّ، نظراً لشغفها بفهم السّلوك الإنسانيّ، ممّا أتاح لها -في المقابل- فرصة قيادة تغييرٍ ذي معنى في أماكن العمل. وتقول موضّحةً: "سعيتُ على الدّوام إلى أدوارٍ أستطيع فيها التّأثير في الثّقافة، وصوغ القيادة، وتحسين تجربة الموظّف، لأنّي أؤمن بأنّ البشر هم أعظم أصولنا على الإطلاق. ويواصل ذلك الإيمان توجيه كلّ خيارٍ أتّخذه بوصفي قائدةً. وقد رسّخ ذلك القرار في نفسي مبدأً سرتُ عليه طوال مسيرتي: أن أقود دائماً بغايةٍ واضحةٍ، ثمّ يأتي الأثرُ".
تُعدّ هذه الذّهنيّة مورداً ثميناً لأماندا فيما تشهد البطحاء للرّعاية الصحيّة -إحدى شركات مجموعة البطحاء- تحوّلاً جوهرياًّ يهدف إلى تعزيز مكانتها كمزوّدٍ رائدٍ للحلول الطبيّة المتكاملة في دولة الإمارات، وقد شمل ذلك استحواذاتٍ رئيسيّةٍ لتوسيع نطاق خدماتها. وتقول بوت: "استدعى الأمر -من منظور الموارد البشريّة- إعادة تصوّر الثّقافة التّنظيميّة بما يتوافق مع تطلّعاتنا المستقبليّة. فأطلقنا برنامجاً لتحويل الثّقافة يُحدّد بوضوحٍ القيم والسّلوكيّات الّتي نعتبرها جوهريّةً لهويّتنا وطريقة عملنا، داخليّاً وفي السّوق. وقد شكّل هذا البرنامج استراتيجيّة التّغيير الأولى على نطاقٍ واسعٍ في مسيرتي، ويُطبَّق الآن بنشاطٍ في جميع الأقسام. ويشمل ذلك مواءمة سلوكيّات القيادة، وترسيخ القيم الثّقافيّة الجديدة في السّياسات والإجراءات، وتفعيل سفراء داخليّين لضمان استمرار الزّخم".
تبدأ القيادة العظيمة، في نظر أماندا بوت، بالوضوح والثّقة الرّاسخة؛ فتقول: "الثّقافة ليست قولاً يُردَّد، بل فعلاً يُداوَم عليه. فإذا ما استقرّ ذلك الأساس، انبثقت عنه بطبيعة الحال ثمار الأداء ونتائج الأعمال ". وقد شهدت بوت شخصيّاً التّأثير العميق الّذي يمكن أن تحدثه مطابقة الأقوال مع الأفعال في مجال عملها. وتضيف: "في قطّاع الأدوية والرّعاية الصحيّة في دولة الإمارات، شعرت بالفخر للعمل في بيئةٍ تدعم وتمكّن النّساء في مواقع القيادة بفاعليّةٍ. وقد مكّن ذلك النّساء من تقديم توازنٍ فريدٍ يجمع بين التّعاطف، والمرونة، والتّركيز الاستراتيجيّ، وهي صفاتٌ ذات أثرٍ بالغٍ في صناعةٍ تضع الإنسان في مركز اهتمامها. كما أحدث وجود النساء في المناصب العليا تأثيراً متسلسلاً قويّاً، إذ يلهم ذلك غيرهنّ، ويغذّي الطّموح، ويضمن تمثيلًا حقيقيّاً حيث يهمّ الأمر. وحين ترى النّساء مَن يُشبههنّ في مواقع التّأثير، يبدأ الإيمان بإمكانيّة تحقيق الأمر، ممّا يدفعهنّ إلى الّتغيير. في رأيي، لسنا مجرّد شاغلاتٍ لمناصب قياديّةٍ، بل نحن نُعيد تشكيلها، ونفتح الباب لغيرنا كي يسلكوا الطّريق".
الدروس المستفادة: حوار مع أماندا بوت
عند استرجاع رحلتك المهنيّة، لو كان هناك نصيحةٌ واحدةٌ لتقدّمها لنفسك قبل أن تنطلق في مسيرتك، ما هي؟ وبالمقابل، لو استطعت العودة بالزّمن لتخبري نفسك بشيءٍ ينبغي تجنّبه أو الامتناع عن فعله، ماذا سيكون؟
تقول بوت: "تحلّي بالقوّة، وثقي بقدرتك، ولا تستخفّي بإمكاناتك للقيام بأشياء أعظم وأفضل. لا تنتظري دعوةً، بل اطلبِي الفرصة، وامتلكي المساحة، واغرقي مكانك." وتضيف: "أمرٌ واحدٌ أحذّر نفسي منه هو البقاء صامتةٌ أو التّظاهر بالّصغر في غرفةٍ تُتخذ فيها القرارات. الحقيقة أنّ العالم ما زال، إلى حدٍّ كبيرٍ، ميداناً ذكوريّاً في العديد من مجالس الإدارة، وإذا لم تطلبي، غالباً لن تحصلّي." كما توجّه نصيحةً للنّساء الصّاعدات في هذا المجال: "امتلكن صوتكنَّ، وادعمن أنفسكنّ، ولا تنتظرن إذناً للقيادة.