الرئيسية الذكاء الاصطناعي ما هو ChatGPT وكيف يُحدث ثورة في ريادة الأعمال الحديثة؟

ما هو ChatGPT وكيف يُحدث ثورة في ريادة الأعمال الحديثة؟

في ظلّ تسارع الذكاء الاصطناعي، تبرز تساؤلاتٌ حول موقع الإبداع البشريّ حين تكتب الآلة، وتتشكّل اللّغة بعيداً عن التّجربة والوعي والذّات

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أصبح ChatGPT من أكثر تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي تطوُّراً وانتشاراً في وقتٍ قصير، حيث يدعم الشَّركات والأفراد على حدٍّ سواء. يُعتبر شات جي بي تي نموذجاً لغويّاً متقدّماً من تطوير شركة "أوبن إي آي" (OpenAI)، مبنيّاً على معماريّة التّعلُّم العميق من نوع "ترانسفورمير" (Transformer). ومنذ إطلاقه حظي باهتمامٍ واسعٍ؛ فقد سجّل أكثر من مليون مستخدمٍ خلال الأيّام الخمسة الأولى، ممّا يؤكِّد على أهميته وثقته المتنامية بين رُوّاد الأعمال والتَّسويق، حيث يساعد شات جي بي تي على أتمتة المهامّ الكتابيّة وتحسين الإنتاجيّة والإبداع، ويُمكِّن الشَّركات من صياغة نصوصٍ عالية الجودة وتحليل البيانات بسرعةٍ وكفاءةٍ.

كيف يعمل ChatGPT؟

يقوم ChatGPT على نموذج لغةٍ كبيرٍ تمّ تدريبه مسبقاً (LLM) للتّنبّؤ بالكلمة التّالية ضمن الجملة. وبحسب ويكيبيديا، فإنّ GPT هو "شبكة عصبيّة اصطناعيّة تُستخدم في معالجة اللّغة الطّبيعيّة، مَبنيّة على معمارية ترانسفورمير، ومُدرَّبةٌ على مجموعاتٍ ضخمةٍ من النّصوص غير المُصنَّفة، وقادرةٌ على توليد محتوىً جديدٍ يُشبه المحتوى البشريّ".

بعبارةٍ أخرى، يعتمد شات جي بي تي على التَّقنية نفسها الّتي غيَّرت مفهوم فهم اللّغة الطّبيعيّة، إذ تُتيح هذه المعماريّة للنّموذج استخدام آليّة "الانتباه الذّاتيّ" (Self-Attention)، والّتي تمكّنه من تحليل العلاقات بين الكلمات في الجملة الواحدة أو حتّى عبر جملٍ متعدّدةٍ، ليبني استجابةً دقيقةً وسياقيّةً.

وقد طُوّر ChatGPT بالاستناد إلى نموذج GPT-3 من شركة أوبن إي آي، ثم خضع لسلسلةٍ من التّحسينات التّقنية والتّدريبات الإضافيّة ليصبح قادراً على خوض محادثةٍ حواريّةٍ كاملةٍ مع المستخدم. وفي نوفمبر 2022، أُطلِقت النّسخة الأولى من شات جي بي تي، وكانت مَبنيّةً على GPT-3.5. لاحقاً، طُرِحت نسخةٌ مدفوعةٌ تُعرف باسم "شات جي بي تي بلس" (ChatGPT Plus) والّتي اعتمدت على قدرات GPT-4 الأحدث، ممّا حسّن بشكلٍ كبيرٍ من جودة الاستجابات ودقّتها.

فيما يتعلّق بآليّة العمل، يُدخِل المستخدم نصّاً أو سؤالاً إلى ChatGPT، فيقوم النّموذج بفهمه عن طريق تحليل الكلمات ومعانيها وسياقها، استناداً إلى المعرفة الّتي تدرّب عليها مسبقاً من الإنترنت. بعد ذلك، يُنتِج النّموذج استجابةً تُبنى على عمليّة توليدٍ احتماليٍّ للكلمات القادمة، مُراعياً سياق السّؤال والهدف المطروح.

لقد صُمّم شات جي بي تي ليكون نموذجاً حواريّاً؛ فهو لا يقدّم إجابةً واحدةً فحسب، بل يُتابع الحوار، ويفهم التَّتابع المنطقيّ في الأسئلة، بل ويُمكنه الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها من تلقاء نفسه. وقد طُوِّر أداؤه بشكلٍ إضافيٍّ باستخدام تقنية التّعلُّم المعزَّز من التَّغذية الرّاجعة البَشريّة (RLHF)، وهي تقنيةٌ تهدف إلى جعل النّموذج أكثر استجابةً للتّعليمات، وأقلّ عُرضةً لتقديم إجاباتٍ غير دقيقةٍ. [1]

استخدامات شات جي بي تي في ريادة الأعمال

أصبح شات جي بي تي أداةً محوريةً في عالم ريادة الأعمال، بفضل قدرته على معالجة اللّغة الطّبيعيّة، وسرعة تجاوبه، وإمكانيّة تخصيصه بحسب الحاجة. يُستخدم ChatGPT في مجموعةٍ واسعةٍ من المجالات التي تُسهم في دعم روّاد الأعمال وتُعزّز كفاءة الشَّركات الصّغيرة والكبيرة على حدٍّ سواء. وفيما يلي أبرز الاستخدامات التي أثبت فيها شات جي بي تي فعاليّته: [2]

توليد المحتوى التسويقي

يتميّز شات جي بي تي بقدرته الفائقة على كتابة محتوىً ترويجيٍّ وتسويقيٍّ بأسلوبٍ جذّابٍ وفعّالٍ. يمكنه كتابة إعلاناتٍ، ومنشوراتٍ على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وتغريداتٍ ترويجيّةٍ، ومقالاتٍ تسويقيّةٍ بسرعةٍ وجودةٍ عالية. كما يُمكنه صياغة عناوين مُلفتةٍ ونداءاتٍ لاتّخاذ إجراءٍ (Call to Action) مصمّمةٍ بدقّةٍ لتناسب الفئة المستهدفة.

وبحسب الخبراء فإنّ قدرة ChatGPT على تحسين محرّكات البحث (SEO) من خلال استخدام الكلمات المفتاحيّة المناسبة، وصياغة محتوىً مُحسّناً يجعل منه أداةً لا غنى عنها في استراتيجيات التسويق بالمحتوى، إذ يُمكن لرائد الأعمال الاعتماد عليه في صياغة خطّة محتوىً كاملةً تمتدّ لأشهرٍ، مع الحفاظ على الجودة والاتّساق.

إدارة خدمة العملاء

يُعدّ شات جي بي تي خياراً مثاليّاً لأتمتة خدمات العملاء، من خلال دمجه في روبوتات الدّردشة الذّكيّة الّتي تردّ على الاستفسارات الشّائعة بشكلٍ فوريٍّ. تشير تقارير "مكنزي" (McKinsey) إلى أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في هذا المجال أدّى إلى ارتفاع نسبة حلّ المشكلات بنسبة 14%، وانخفاض زمن المعالجة بنسبة 9%، بالإضافة إلى تقليل الحاجة إلى تدخّلٍ بشريٍّ مباشرٍ في المحادثات.

كما أن ChatGPT يُحسّن من تجربة العملاء، إذ يُمكنه تقديم إجاباتٍ دقيقةٍ على الأسئلة المتكرّرة، وتوجيه العملاء للخطوات التّالية، وحتّى اقتراح حلولٍ بديلة، ممّا يرفع من كفاءة فريق الدّعم ويقلّل الضّغط على الموظّفين البشريّين.

تحليل البيانات وتلخيصها

في بيئة الأعمال المتسارعة، يُمثّل الوقت مورداً ثميناً. وهنا يأتي دور شات جي بي تي في تلخيص التَّقارير الطّويلة أو اجتماعات العمل. ويمكنه تقديم مُلخّصٍ واضحٍ يحتوي على النّقاط الجوهريّة من مستنداتٍ متنوّعةٍ، مثل: تقارير الأداء، والعروض التّقديميّة، أو ملاحظات الاجتماعات، ممّا يُمكّن روّاد الأعمال من اتّخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ دون الحاجة إلى قراءة كمٍّ هائل من البيانات. كما يُستخدم في تحليل المراجعات أو استبيانات العملاء، من خلال استخلاص الاتّجاهات العامّة أو المشاكل المتكرّرة.

ابتكار الأفكار والإبداع

لا يقتصر دور شات جي بي تي على التّحليل فقط، بل يتعدّاه ليكون شريكاً في الإبداع. إذ يمكن لروّاد الأعمال استخدامه كمنصّة عصفٍ ذهنيٍّ للحصول على أفكارٍ جديدةٍ لمشروعاتهم، أو تطوير استراتيجيّات تسويقٍ، أو حتّى كتابة أسماءٍ جذّابةٍ للمنتجات.

بحسب العديد من الخبراء فإنّ كثيراً من الكتّاب والمبدعين يعتمدون على ChatGPT لاستخلاص أفكارٍ أوليّةٍ، أو إعادة صياغة مفاهيم موجودةٍ بطريقةٍ جديدةٍ. ويمكن للمستخدم طرح موضوعٍ عامٍّ، ويحصل بالمقابل على مقترحاتٍ لمقالاتٍ، ومنشوراتٍ، وعروضٍ تقديميّةٍ، وخططٍ مبتكرةٍ.

أتمتة المهام الإدارية

يُساهم شات جي بي تي بشكلٍ كبيرٍ في تقليل الجهد المبذول في المهام الإداريّة المتكرّرة. على سبيل المثال، يمكنه إنشاء قوالب بريدٍ إلكترونيٍّ رسميّةٍ، وصياغة رسائل ترحيب أو تأكيد، تجهيز جدول أعمال اجتماعٍ، أو حتّى كتابة مسودّة خطّة عملٍ أوليّةٍ. هذه المهامّ الّتي قد تستهلك وقتاً من فريق العمل، يتم إنجازها في ثوانٍ باستخدام ChatGPT، ممّا يزيد من فعاليّة العمليّات الدّاخليّة ويُحسِّن من اتّساق الاتّصالات داخل الشَّركة.

في عالم ريادة الأعمال، حيث السّرعة، والدقّة، والإبداع عناصر حاسمةٌ، يُشكّل ChatGPT أداةً متعدّدة الاستخدامات يُمكن الاعتماد عليها في مختلف مراحل المشروع. سواء كنت بصدد إنشاء حملةٍ تسويقيّةٍ، أو تحليل تقريرٍ ماليٍّ، أو ابتكار فكرة مشروعٍ، فإنّ شات جي بي تي يُمكنه أن يكون شريكاً ذكيّاً وفعّالاً يُعزّز إنتاجيّتك ويمنحك ميّزةً تنافسيّةً حقيقيّةً.

التحديات والفرص

رغم المزايا الكبيرة التي يُوفّرها ChatGPT، إلّا أن استخدامه في سياقاتٍ مِهنيّةٍ يتطلّب وعياً حقيقيّاً بالتّحدّيات المحتملة التي قد تؤثّر على النّتائج المرجوّة. فالنّماذج اللّغويّة، مهما بلغت من التّطوّر، لا تزال في طور التّعلم المستمرّ، وهو ما يُبرز الحاجة إلى التّدقيق والمراجعة البَشريّة عند الاعتماد عليها في الأعمال الحسّاسة. [3]

محدودية الدقة والمعلومات

من أبرز التحدّيات المرتبطة باستخدام شات جي بي تي هي محدوديّة الدقّة، إذ قد يُنتِج النّموذج أحياناً محتوىً غير دقيقٍ أو يحمل طابعاً من التّحيّز، نتيجةً لطبيعة البيانات الّتي تمّ تدريبه عليها. وبحسب دراساتٍ متعدّدةٍ، فإنّ شات جي بي تي "ليس دائماً دقيقاً بنسبة 100%"، ولذلك يُوصى بتدقيق كلّ مخرجاته يدويّاً قبل استخدامها أو نشرها في سياقاتٍ رسميّةٍ.

يُضاف إلى ذلك أنّ ChatGPT لا يمتلك فهماً حقيقيّاً للسّياق مثل الإنسان، بل يعتمد على تحليلٍ إحصائيٍّ للبيانات. هذا يعني أنّه قد يُقدّم إجابةً تبدو منطقيّةً ظاهريّاً لكنّها ناقصةٌ أو غير مناسبةٍ للموقف المطروح، خاصّةً في الحالات التي تتطلّب حكماً شخصيّاً أو إحساساً شموليّاً بالموضوع.

القضايا القانونية والخصوصية

تُثار مخاوفٌ عديدةٌ بشأن استخدام شات جي بي تي في بيئات العمل التي تتعامل مع بياناتٍ حسّاسةٍ. ومن بين هذه المخاوف:

  • حقوق الملكيّة الفكريّة: هل يُعدّ المحتوىً المُولَّد ملكاً للشّركة أم للمنصّة؟
  • السّريّة: هل يُمكن استخدام ChatGPT دون تعريض معلومات الشّركة لخطر التّسريب؟
  • الامتثال: هل تتوافق مخرجات النّموذج مع التّشريعات المحليّة والدّوليّة، خاصّةً في مجالاتٍ مثل الرعاية الصحيّة أو المال؟

إنّ استخدام هذه الأدوات يتطلّب سياساتٍ واضحةً، واتّفاقاتٍ للاستخدام الآمن، وتدريب الموظّفين على ما يُمكن وما لا يُمكن مشاركته مع النّموذج.

مستقبل التوظيف: التهديد أم التمكين؟

أحد أبرز التّساؤلات التي تُثار عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو: هل يُهدّد الوظائف؟ يرى بعض النُّقّاد أنّ الأتمتة قد تُقلّص فرص العمل، خاصّةً في الوظائف الإداريّة أو المتكرّرة. لكن على الجانب الآخر، يرى عددٌ كبيرٌ من الخبراء أنّ شات جي بي تي لا يُمثّل بديلاً للبشر، بل هو أداةٌ داعمةٌ تعزّز من الإنتاجيّة وتُحرّر الموظّفين من المهامّ الرّوتينيّة.

في استطلاعٍ شمل 33 ألف شخصٍ، عبّر 77% عن ثقتهم بأنّ ChatGPT يُعدّ أداةً مساعدةً وليست بديلاً عن الموظّف. وقد أكّد مشاركون أن هدف شات جي بي تي هو تقديم المعلومات بناءً على ما دُرِّب عليه، في حين تظلّ القرارات النّهائيّة ومسؤوليّة الاستخدام في يد البشر.

الفرص الواعدة: الإنتاجية والابتكار

رغم التّحدّيات، تظلّ الفُرص الّتي تطرحها هذه التّقنية مثيرةً ومبشّرةً. بحسب الدّراسات من المتوقّع أن تُسهِم أدوات الذكاء التوليدي في رفع إنتاجيّة بعض الوظائف بنسبةٍ تتراوح بين 30% و45% من تكاليفها الحاليّة، خاصّةً في مجالاتٍ مثل التَّسويق وخدمة العملاء. كما يُمكن أن تُسهِم هذه الأدوات في خفض التّكاليف التّشغيليّة، وتبسيط عمليّات إعداد المحتوى، وإجراء التَّحليلات الأوليّة، وتقديم تقارير سريعةٍ تساعد صُنّاع القرار على التَّخطيط والتّنفيذ.

كيف نوازن بين الفرص والمخاطر؟

الرّهان الحقيقيّ في استخدام شات جي بي تي لا يكمُن في قدراته فحسب، بل في كيفية تبنّيه داخل المؤسّسة. فكلّما تمّ استخدامه في إطارٍ أخلاقيٍّ مدروسٍ، ومع وجود مراجعةٍ بشريّةٍ وتدقيقٍ دقيقٍ، كانت النّتائج أكثر فاعليّةً. وبحسب تقارير متعدّدةٍ، فإنّ تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكلٍ مدروسٍ يُعدّ خطوةً استراتيجيّةً تفتح فُرصاً جديدةً للنّموّ، شريطة التزام الشّركات بتطبيق أفضل الممارسات، وضمان الخصوصيّة، واحترام القوانين والمعايير المهنيّة.

كيفيّة الاستفادة القصوى منه لأغراض الأعمال

لكي يتحوّل ChatGPT من أداةٍ ذكيّةٍ إلى شريكٍ فعّالٍ في منظومة الأعمال، لا بدّ من اتّباع استراتيجيّاتٍ منهجيّةٍ تضمن الاستخدام الأمثل لإمكاناته؛ فالذكاء الاصطناعي لا يقدّم نتائج فعّالةً تلقائيّاً، بل يعتمد نجاحه على طريقة التَّفاعل معه، ودمجه في سير العمل بطريقةٍ ذكيّةٍ ومدروسةٍ. وفيما يلي خطواتٌ عمليّةٌ تمكّن روّاد الأعمال من تحقيق أقصى استفادةٍ من شات جي بي تي:  [2]

تدريب الفريق على كتابة استفسارات ذكيّة (Prompts)

البداية الصّحيحة لاستخدام ChatGPT تبدأ من السّؤال الذّكيّ؛ فكلّما كانت صيغة الاستفسار واضحةً، وذات هدفٍ محدّدٍ، جاءت الإجابة أكثر دقّةً وملاءمةً. لذلك، يُنصَح بتدريب فرق العمل على كتابة استفساراتٍ تتضمّن:

  • وصفاً واضحاً للمطلوب مثلاً: "اكتب إعلاناً لمنتجٍ جديدٍ موجّهٍ للفئة الشّابة".
  • تحديد الدّور الّذي يلعبه النّموذج مثل: "أنت خبير تسويق رقميّ".
  • ذكر السّياق أو القناة المستهدفة (موقع إلكترونيّ، بريد إلكترونيّ، منشور على فيسبوك... إلخ).

تُعدّ هذه المهارة البسيطة من أهمّ عناصر الاستخدام الاحترافيّ للنّموذج، وتؤثّر مباشرةً على جودة النّتائج.

تخصيص النبرة والأسلوب

لضمان أن يكون المحتوى النّاتج مناسباً لعلامتك التّجاريّة، يُفضَّل تحديد شخصيّة للنّموذج أثناء الاستخدام، مثل: "تحدث كنبرةٍ شركةٍ ناشئةٍ مبتكرةٍ"، أو "اكتب بأسلوبٍ رسميٍّ"؛ هذا التّخصيص يجعل النّتائج أكثر احترافيّةً وملاءمةً لثقافة الشَّركة، سواء في التّسويق أو الاتّصال الدّاخليّ أو حتى المراسلات مع الشّركاء.

دمج ChatGPT مع أنظمة الشركة

يُمكن تعزيز فعاليّة شات جي بي تي بشكلٍ كبيرٍ من خلال دمجه مع أنظمة الشَّركة الحاليّة عبر واجهة الـAPI الخاصّة بأوبن أي آي. من خلال هذا الدّمج، تُصبح الكثير من العمليّات التّكراريّة مؤتمتةٌ بالكامل، مثل:

  • الرّدود التّلقائيّة على استفسارات البريد الإلكترونيّ.
  • توليد تقارير أسبوعيّةٍ بناءً على بيانات الأعمال.
  • صياغة رسائل ترحيبٍ أو تأكيدٍ تلقائيّةٍ.

يُسهم هذا التّكامل في تسريع التّدفقات الدّاخليّة، ويُخفّف العبء الإداريّ على الفريق.

التوليف البشري للمخرجات

رغم تطوّر قدرات ChatGPT، إلّا أنّ المراجعة البشريّة تظلّ ضروريّةً لضمان:

  • التزام النّبرة والأسلوب المؤسّسيّ.
  • تصحيح الأخطاء المحتملة أو التّحيّزات في الصّياغة.
  • التحقّق من دقّة المعلومات قبل النّشر أو الاستخدام الرّسميّ.

توليف المحتوى النّاتج وتحسينه من قبل الفريق البشريّ يُحوّل النّموذج إلى محرّك إنتاجٍ قويٍّ، دون التّفريط في الجودة أو الهويّة المهنيّة.

استخدام ChatGPT كأداة للإبداع والعصف الذهني

يُعدّ شات جي بي تي شريكاً ممتازاً في جلسات العصف الذّهنيّ. ويمكن استخدامه لتوليد أفكارٍ جديدةٍ لحملاتٍ تسويقيّةٍ، وأسماء منتجاتٍ، أو حتّى رؤوس مواضيع لمقالاتٍ أو مقاطع فيديو. كما يمكنه مراجعة خطّة عملٍ أوليّةٍ، واقتراح تحسيناتٍ بناءً على أهداف المشروع والسّوق المستهدفة، ممّا يجعل منه أداةً ًلتسريع الإبداع، لا استبداله، إذ يوفّر للمستخدم مدخلاً أوليّاً لتطوير أفكاره وصقلها.

تحديث النموذج بالبيانات الداخلية

كلّما كانت معرفة النّموذج بسياق العمل أدقّ، كانت نتائجه أكثر اتّساقاً. لذلك، عند توفّر نسخة ChatGPT المربوطة بخاصيّة تصفّح الويب أو بياناتٍ مخصّصةٍ، يُستحسن تغذيته بمعلوماتٍ داخليّةٍ مثل:

  • أخبار الشَّركة.
  • المنتجات والخدمات المقدَّمة.
  • تعليمات الأسلوب والنبرة.
  • البيانات التّاريخيةّ للتّسويق والمبيعات.

هذا التّخصيص يجعل ChatGPT أكثر دقّةً، ويمنحه القدرة على تقديم اقتراحاتٍ مبنيّةً على واقع العمل الفعليّ.

خطة البداية: كيف يبدأ رائد الأعمال باستخدام ChatGPT بأقل تكلفة؟

بالنّسبة لروّاد الأعمال في المراحل الأولى من مشاريعهم، قد يبدو استخدام شات جي بي تي خطوةً متقدّمةً أو مُكلفةً، إلّا أنّ البدء بهذه التّقنية لا يتطلّب استثماراً كبيراً، بل يمكن دمجها تدريجيّاً كجزءٍ من عمليّات العمل اليوميّة. وفيما يلي بعض النّصائح العمليّة لبدء استخدام ChatGPT بكفاءةٍ:

  • ابدأ بالإصدار المجّانيّ: يُتيح لك الإصدار المجانيّ من شات جي بي تي توليد محتوىً نصيّاً، صياغة أفكار، أو حتّى بناء خطّةٍ أوليّةٍ لمشروعك، ويمكن استخدامه عبر الموقع الرّسميّ دون أي متطلّباتٍ تقنيةٍ مُعقّدةٍ.
  • ركّز على مهمّةٍ واحدةٍ فقط في البداية: لا تحاول استخدام النّموذج في كلّ شيءٍ دفعةً واحدةً. حدّد استخداماً رئيسيّاً مثل كتابة منشورات التّواصل الاجتماعيّ، أو صياغة رسائل البريد الإلكترونيّ، ثم وسّع الاستخدام لاحقاً حسب الحاجة.
  • دوِّن استفساراتٍ فعّالةٍ: استخدم أسلوباً واضحاً وذكيّاً عند كتابة الأسئلة، وجرّب استخدام أدوارٍ معيّنةٍ للنّموذج، مثلاً: "أنت خبير تسويق رقميّ"، للحصول على نتائج أدقّ.
  • احتفظ بأرشيف للمخرجات الجيّدة: أنشئ مجلّداً خاصّاً لحفظ النّماذج النّاجحة الّتي أنشأها شات جي بي تي، لتعود إليها لاحقاً أو تبني عليها، ممّا سيوفّر وقتاً كبيراً ويُسرّع التّكرار البنّاء.

لا يتطلّب استخدام ChatGPT في البداية أكثر من فضولٍ عمليٍّ، والقليل من التّعلّم التّجريبيّ. وما إن يتقن رائد الأعمال التّعامل معه، يصبح الأداة الأذكى في صندوق أدواته اليوميّ.

الميزة التنافسية: كيف يُغيّر شات جي بي تي موازين السوق؟

في بيئةٍ تتّسم بالتغيّر السّريع والمنافسة الشّرسة، يُمكن لأدواتٍ -مثل ChatGPT- أن تُعيد تشكيل خريطة المنافسة بالكامل. ولم يعُد التّقدّم في السّوق حِكراً على الشَّركات الكبيرة ذات الميزانيّات الضّخمة، بل أصبح متاحاً أيضاً للشَّركات النّاشئة بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي.

  • خفض التكاليف التشغيلية: يُمكن لروّاد الأعمال استخدام شات جي بي تي لتنفيذ مهامٍّ كانوا سيضطرّون لتوظيف مستقلّين أو موظّفين دائمين من أجلها، مثل: إعداد المحتوى، الرّدّ على الرّسائل، أو صياغة التّقارير. هذا الخفض في التّكلفة يعطي الشّركات الصّغيرة قدرةً أكبر على المناورة.
  • تسريع وقت التّنفيذ: باستخدام ChatGPT، يمكن إنجاز مهمّاتٍ، مثل: إعداد حملةٍ تسويقيّةٍ أو الرّدّ على العملاء خلال دقائق، وليس أيّاماً؛ هذه السّرعة تُعطي ميّزةً في التّوقيت، وهي غالباً حاسمةٌ في بيئة السّوق.
  • إزالة الحواجز المهنيّة: في السّابق، كان الوصول إلى مهاراتٍ احترافيّةٍ، مثل: التّحرير، التّسويق، أو تحليل البيانات يتطلّب خبراء. أمّا اليوم، فبإمكان روّاد الأعمال الجُدد توليد محتوىً أو خططاً تسويقيّةً على مستوىً احترافيٍّ باستخدام استفساراتٍ ذكيّةٍ فقط.
  • مجاراة المنافسين الكبار: ربّما لا تمتلك الشَّركة النّاشئة ميزانيّةً عملاق التّقنية، لكنها تستطيع بذكاء استخدام شات جي بي تي لتوليد نفس مستوى الجودة في الرّسائل التّسويقيّة، والنّشرات البريديّة، وحتّى نماذج خطط العمل.

لم يعُد شات جي بي تي مجرّد أداةٍ ذكيّةٍ، بل أصبح شريكاً فعّالاً في تطوير الأعمال. من خلال استخدامه بطريقةٍ مدروسةٍ، يمكن لروّاد الأعمال تعزيز الإنتاجيّة، وتسريع التّنفيذ، وفتح آفاقٍ جديدةٍ للابتكار. التّحدّيات موجودةٌ، لكنّها لا تلغي الفرص؛ فمع الموازنة بين الذكاء الاصطناعي والبصمة البشريّة، يصبح ChatGPT أحد أعمدة التقدّم في عالم ريادة الأعمال الحديثة.

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل ChatGPT مجاني؟
    تتوفّر نسخته الأساسيّة مجاناً للجميع، ويُمكن التّرقية إلى خدمة ChatGPT Plus مقابل اشتراكٍ شهريٍّ، الذي يُتيح الوصول حتّى عندما يكون الطّلب عالياً ويَستفيد من نموذج GPT-4 المتطوّر.
  2. هل يمكن الوثوق بالمعلومات التي يعطيها؟
    من الضّروري التَّعامل مع إجابات ChatGPT بحذرٍ؛ فهو يعتمد على بياناتٍ سابقةٍ ولا يملك تحقّقاً ذاتياً. لذلك يُنصَح دائماً بمراجعة المعلومات والتَّحقّق من المصادر الأخرى، خاصّةً في المسائل الحسّاسة أو الدّقيقة.
  3. هل يُستخدم ChatGPT في التسويق؟
    نعم، يُعدّ ChatGPT أداةً قويّةً في مجال التسويق الرقمي. فهو يُمكّن الشَّركات من إنشاء محتوىً دعائيٍّ عالي الجودة بيسرٍ وسرعةٍ. إمكانيّاته في تحسين محركات البحث وإنشاء محتوىً تجعل الشَّركات تنتهز الفرصة لتعزيز استراتيجياتها التَّسويقيّة. كما يُمكنه إنتاج مسودّاتٍ أوليّةٍ للإعلانات والشّعارات ومنشورات التَّواصل الاجتماعي، ممّا يعني أنّه يُسهّل توليد أفكارٍ ونصوصٍ تتناسب مع العلامة التجاريّة والجمهور المستهدَف.
  4. هل سيحلّ ChatGPT مكان البشر في الوظائف؟
    لا يوجد دليلٌ على أن ChatGPT سيقضي على مكانة البشر. في الواقع، يُحذّر الخبراء من أنّ الهدف منه هو مساعدة البشر وليس استبدالهم. فقد أظهر استطلاعٌ أن الغالبيّةَ يرَون ChatGPT أداةً تُعين البشر على أداء عملهم، وأن النّجاح يكمن في كيفيّة استخدام التكنولوجيّا من قبل البشر. بعبارةٍ أخرى، من يستخدم هذه التّقنيات سيظلّ على رأس عمله، بل قد يغلب منافسيه الذين لا يستخدمونها. ومع ذلك، يجب التّعويل على الموظفين في المهامّ التي تتطلّب إبداعاً عميقاً، فهم مسؤولون عن التوجّه النّهائي والتّدقيق في المعلومات الذي لا يمكن للآلة القيام به بمفردها.
  5. كيف يعمل ChatGPT؟
    يجري تدريب ChatGPT على تحليل النّص وفهمه عبر بنية Transformer ومعالجته لغويّاً، ثم يُولّد الرّدود بنمط الحوار الطّبيعيّ. باختصار، يستخدم خوارزميات تعلُّمٍ عميقٍ للتّنبؤ بالكلمات التّالية في الجملة بهدف صياغة إجابةٍ مناسبةً.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: