تحفيز ريادة الأعمال بين الشباب: دروس وإلهام من الخبراء
استراتيجياتٌ لدعم روّاد الأعمال الشّباب، من تشجيع الإبداع إلى تقبّل المجهول، مع مبادراتٍ عمليّةٍ لتعزيز الثّقة والخبرة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
يشهد مشهد العمل العالميّ تحوّلاً ملحوظاً، إذ يظهر جيل الشباب اهتماماً غير مسبوقٍ بريادة الأعمال وامتلاك المشاريع الخاصّة. ورغم أنّ هذا الجيل يتميّز بالدّافعية والطّموح، فإنّ الانطلاق في عالم الأعمال لا يخلو من التّحديّات. ومع دخول هذه الطّاقات الجديدة إلى سوق العمل، تبرز مسؤوليّة روّاد الأعمال المخضرمين في إلهامهم، وتشجيعهم، وتقديم الإرشاد اللّازم لهم. وفيما يلي أبرز السّبل الفعّالة لغرس روح المبادرة في عقول الجيل الصّاعد.
مكافأة الإبداع والتفكير الفريد
في بيئة الأعمال، يُعَدّ التفكير الإبداعي والفريد من أعظم الأصول الّتي يمكن أن يمتلكها أي رائد أعمالٍ؛ فالإبداع يفتح أبواب الابتكار، وهو عنصرٌ أساسيٌّ لنجاح أي مشروعٍ. وغالباً ما يمتلك الشّباب أفكاراً غير تقليديّةٍ؛ لأنّ أذهانهم لم تتأثّر بعد بقيود التّوقعات أو آراء الآخرين. ومن هنا، فإن تبنّي هذه الأفكار وتشجيعها منذ الصّغر يمنحهم الثّقة اللّازمة لتحويلها لاحقاً إلى مشاريع حقيقيّةٍ. كما أنّ توفير بيئةٍ تتقبّل الإبداع وتكافئه يرسّخ لديهم الإيمان بقدراتهم.
إنشاء برامج إرشاد مهني
رغم امتلاك الجيل الجديد الحماسة والمهارات، فإنّهم يواجهون صعوباتٍ يمكن تجاوزها عبر دعم أصحاب الخبرة. وهنا تأتي أهميّة برامج الإرشاد الّتي تمكّن روّاد الأعمال النّاجحين من نقل معارفهم وإرشاد الشّباب على الطّريق الصّحيح؛ فالمشاركون في هذه البرامج يحصلون على المعرفة والنّصائح والحلول من قدواتٍ حقيقيّةٍ في عالم الأعمال، وهو ما يرفع منسوب الثّقة لديهم عند التّفكير في إطلاق مشاريعهم الخاصّة.
وانطلاقاً من دعمها لريادة الأعمال وملكيّة المشاريع الصّغيرة، أطلقت شركة يو بي إس ستور مؤخّراً برنامجاً بعنوان "ابدأ صغيراً، كبّر مشروعك" (Start Small, Grow Big). وقد بدأ البرنامج بتبّرع من الشّركة، ويتيح للعملاء في شبكة متاجرها الّتي تتجاوز 5000 فرع التّبرّع لجمعيّة "جونيور أتشيڤمنت" (Junior Achievement) عند الدّفع. وتُستخدم هذه التّبرعات لتمويل دروسٍ في الاستعداد المهنيّ وريادة الأعمال لطلّاب المراحل الابتدائيّة وحتّى الثّانوية، بما يضمن تجهيز الجيل القادم بالمعرفة قبل بدء مشاريعهم.
تشجيع مواجهة المجهول
يعني إطلاق وإدارة مشروعٍ جديد التّعامل مع قدر من الغموض قد يثير القلق أو التوتر. وغالباً ما تُعلّمنا المجتمعات الخوف من المجهول وتجنّبه، لكن القرارات القائمة على الخوف تضع حدوداً للإمكانات. ويجب تدريب الشّباب على كيفية التّكيّف مع حالات عدم اليقين، وفهم أنّ المجهول يفتح المجال للنّموّ، وأنّ التّحديّات الّتي تصاحبه تصقل الشّخصيّة وتقوّيها.
تعليم الشباب تقبّل "الفشل"
من الطّبيعي أن يسعى الأهل والمعلمون إلى دفع الّشباب نحو النّجاح، لكن الحقيقة أنّ الفشل جزءٌ لا يتجزّأ من هذه الرحلة. إذ إنّ التّجارب غير الموفّقة تمنح دروساً ثمينةً وتدفع لاتّخاذ قراراتٍ أفضل مستقبلاً. معظم روّاد الأعمال مرّوا بمحاولاتٍ لم تنجح، لكن هذه المحاولات كانت غالباً خطوةً ضروريّةً نحو إنجازاتٍ أكبر. لذلك، فإنّ غرس فكرة أنّ الفشل فرصةٌ للتّجربة مجدّداً يساعد الشّباب على التّعلّم، وتحفيز أنفسهم، وتحسين أدائهم.
في النّهاية، وعلى الرّغم من أنّ ريادة الأعمال طريقٌ مليء بالتّحديات، إلّا أنّه مليءٌ أيضاً بالمكافآت. ومع تزايد تردّد الشّباب بين اختيار الوظائف التّقليديّة أو امتلاك مشاريعهم الخاصّة، فإن تمكينهم من الإيمان بقدراتهم، وتشجيعهم على الإبداع والمجازفة المحسوبة، هو مفتاح صناعة جيلٍ جديدٍ من القادة وروّاد الأعمال.
بقلم ستيف تشامبرز، نائب رئيس تطوير الامتيازات والأعمال في شركة "يو بي إس ستور" (The UPS Store).