كيف تستخدم ChatGPT لتحسين عمليات شركتك؟
يكسر الذكاء الاصطناعي التوليدي الحواجز التّقليديّة في بيئات العمل، ويُطلق العنان لإمكاناتٍ جديدةٍ تُعيد تعريف معنى الإنتاجيّة والابتكار

شهد عالم الأعمال مؤخّراً تحوّلاً جذريّاً بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، الّتي تُتيح للحواسيب إنشاء محتوىً أصليٍّ والتّفاعل بأسلوبٍ بشريٍّ. يتصدّر ChatGPT من OpenAI هذه الموجة، بفضل قدرته على فهم السّياق وتوليد نصوصٍ دقيقةٍ استناداً إلى كميّاتٍ ضخمةٍ من البيانات. وقد أصبح أداةً محوريّةً في العديد من المؤسّسات، مع تبنٍ متسارعٍ.
وفقاً لمسحٍ عالميٍّ أجرته ماكنزي عام 2024، فإنّ 65% من المؤسّسات تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظامٍ، بما فيها ChatGPT – أي نحو ضعف النّسبة عن العام السّابق. كما يُصبَح عدد مستخدميه الأسبوعيين قد تجاوز 300 مليونٍ بنهاية 2024، ليُصبَح التّطبيق الاستهلاكيّ الأسرع نموّاً في التّاريخ.
يعكس هذا الانتشار إدراك روّاد الأعمال لقيمة ChatGPT في تطوير أساليب العمل، من خدمة العملاء والتّسويق، إلى تيسير الإدارة ودعم قرارات تطوير المنتجات. في هذا المقال، نستعرض كيف يمكن لروّاد الأعمال الاستفادة من ChatGPT في تحسين عمليّات الشّركة، من خلال تحليل دوره في أقسامٍ مختلفةٍ، وعرض حالات استخدامٍ واقعيّةٍ، وخطواتٍ تنفيذيّةٍ، إلى جانب نصائح تقنيّةٍ تضمن الاستخدام الآمن والفعّال. كما نجيب عن أبرز الأسئلة الشّائعة حول دمجه في بيئة العمل.
استخدام ChatGPT في خدمة العملاء
يمكن تطبيق ChatGPT في قسم خدمة العملاء بتطبيق الخطوات التّالية: [1]
تحديد الاستخدامات الأساسية
ابدأ بحصر أنواع الاستفسارات والمشكلات الأكثر وروداً من العملاء في قنوات الدّعم، إذ ستكون هذه قائمة من الأسئلة المتكرّرة نقطة انطلاقٍ لبناء قاعدةٍ معرفيّةٍ ينهل منها ChatGPT ردوده.
اختيار منصة الدمج المناسبة
قرّر كيفيّة دمج ChatGPT في نظام خدمة العملاء الحاليّ لديك، ويمكن ذلك عبر استخدام واجهةٍ برمجيّةٍ تربطه بتطبيقات المحادثة على موقعك أو حسابات التّواصل الاجتماعيّ، أو من خلال حلولٍ جاهزةٍ تقدّم هذا التّكامل.
تدريب النموذج على سياق شركتك
رغم أنّ ChatGPT يمتلك معرفةً عامّةً، إلّا أنّ تزويده بمعلوماتٍ خاصّةٍ عن منتجاتك وخدماتك وسياسات شركتك يجعله أكثر دقّةً. لذلك، أعدّ وثيقةً مرجعيّةً أو قاعدة بياناتٍ بالإجابات المعتمدة وحدّثها باستمرارٍ، خاصّةً إن كانت المنصّة تُتيح تغذيته بها.
اختبار الردود وتحسينها
قبل الإطلاق الكامل، اختبر ChatGPT عبر أسئلةٍ تجريبيّةٍ تغطّي استفساراتٍ متنوّعةٍ، وراقب جودة الرّدود، وصحّح الأخطاء أو المعلومات غير الدّقيقة. كما يمكن أيضاً تخصيص بعض قواعد السّلوك، مثل: البدء بالتحيّة أو الاعتذار عند عدم الفهم.
الإطلاق التدريجي والمراقبة
ابدأ بإطلاق ChatGPT على نطاقٍ محدودٍ، مثل قناةٍ واحدةٍ أو شريحةٍ من العملاء، وراقب التّفاعل، واجمع ملاحظاتٍ من العملاء وفرق الدّعم، وقم بالتّحسينات اللّازمة بشكلٍ مستمرٍّ.
تمكين الوصول إلى موظفين بشريين
تأكّد من وجود آليّة لتحويل المحادثة إلى موظّفٍ بشريٍّ عند الحاجة، خاصّةً في حال تعقيد الاستفسار أو غموضه، ممّا يضمن الحفاظ على جودة الخدمة ويمنع الدّوران في ردودٍ غير مجديةٍ.
تحليل الأداء وتوسيع النطاق
بعد استقرار استخدام النّموذج، استخدم أدوات التّحليل لمراقبة الأداء، مثل: عدد المحادثات النّاجحة أو مدى رضا العملاء. بناءً على النّتائج، يمكنك توسيع نطاق استخدام ChatGPT ليشمل قنواتٍ أو لغاتٍ إضافيّةً، أو زيادة عمق قاعدة معلوماته.
مثال عملي: تحسين الدعم في شركة تجارة إلكترونية
تخيّل شركة تجارة إلكترونيّة تتلقّى يوميّاً مئات الاستفسارات حول الطّلبات، والإرجاع، والمنتجات. طبّقت الشّركة ChatGPT كوكيل دعمٍ افتراضيٍّ على موقعها وتطبيقها، وتمكّن من معالجة 70% من الاستفسارات الشّائعة تلقائيّاً، مثل تتبّع الشّحنات أو سياسات الإرجاع. أمّا الحالات المعقّدة، كالشّكاوى أو مشاكل الدّفع، فتم تحويلها إلى موظّفي الدّعم البشريّ، الّذين تعاملوا معها مباشرةً.
شملت النّتائج انخفاضاً في زمن الاستجابة وتحسّناً في رضا العملاء، بينما أبلغ فريق الدّعم عن تحسّنٍ في الإنتاجيّة وانخفاض التّوتر بفضل تركيزهم على الحالات المهمّة فقط. ويوضّح هذا المثال كيف يُحقَّق التّكامل بين ChatGPT والكوادر البشريّة خدمة عملاء عالية الجودة دون المساس بالتّفاعل الإنسانيّ عند الحاجة.
دور ChatGPT في التسويق وصناعة المحتوى
أصبح ChatGPT أداةً مهمّةً في التّسويق الرّقمي بفضل قدرته على توليد محتوىً إبداعيٍّ وشخصيٍّ. يمكنه تحليل بيانات وسلوك العملاء لتخصيص الرّسائل التّسويقيّة بما يتناسب مع اهتمامات كلّ فئةٍ، سواء عبر البريد الإلكترونيّ أو المحادثات الآليّة على الموقع أو وسائل التّواصل، ممّا يعزّز هذا التّخصيص من نسب التّحويل ويزيد ولاء العملاء للعلامة التّجاريّة.
إلى جانب ذلك، يُسهِم ChatGPT في تسريع إنشاء المحتوىً، من مسودّات مقالاتٍ ومنشورات شبكات التّواصل إلى أفكار الحملات التّسويقيّة. ويمكن لفرق التّسويق استخدام هذه المسودّات كنقطة انطلاقٍ، ثم تعديلها بما يتوافق مع هويّة الشّركة ونبرتها. بهذه الطريقة، يتمّ توفير الوقت للجوانب الإبداعيّة والتّخطيط الاستراتيجيّ.
كما يضمن النّموذج اتّساق نبرة المحتوى عبر القنوات المختلفة، من خلال الالتزام بقاموسٍ وأسلوبٍ محدّدٍ يعكس شخصيّة العلامة التّجاريّة. ويمكن استخدامه أيضاً لتحسين محرّكات البحث (SEO)، عبر اقتراح عناوين ومحتوىً متوافقٍ مع الكلمات المفتاحيّة والبنية المثاليّة للمقالات، ما يُعزِّز الظّهور العضويّ في نتائج البحث. علاوةً على ذلك، يمكن دمجه مع أدوات جدولة المحتوى لتوليد خطّة نشرٍ تلقائيّاً بناءً على توقيتات التّفاعل المثلى للجمهور المستهدف. [1]
خطوات تطبيق ChatGPT في قسم التسويق
لتطبيق ChatGPT في قسم التسويق، اتّبع الخطوات التّالية:
- تحديد أولويّات المحتوى: حدّد نوعيّة المحتوى المطلوب، سواءً كانت منشورات مدوّنةٍ، أو محتوى لوسائل التّواصل، أو وصف المنتجات، لتوجيه استخدام الأداة بفعاليّةٍ.
- إنشاء دليل أسلوب المحتوى: أعد دليلاً يُحدِّد نبرة العلامة التّجاريّة والمصطلحات المستخدمة، لضمان اتّساق الأسلوب عند توليد المحتوى عبر ChatGPT.
- البداية بالمسودات والأفكار: اطلب من ChatGPT مسودّاتٍ أوليّةً أو مقترحاتٍ لأفكارٍ حول حملةٍ أو مقالٍ، ما يوفّر نقطة انطلاقٍ غنيّةً يمكن تطويرها لاحقاً.
- مراجعة المحتوى وتحريره بشريّاً: ينبغي لفريق التّسويق مراجعة المحتوى المولَّد بدقّةٍ لضمان دقّته وملاءمته للجمهور، وتصحيح أيّ أخطاءٍ أو صقلٍ للأسلوب.
- إثراء المحتوى وجعله تفاعليّاً: استخدم ChatGPT لإضافة عناصر تفاعليّةً، مثل: أسئلة شائعة، أو اقتراحاتٍ لدعواتٍ جذّابةٍ لاتّخاذ إجراءٍ ضمن النّص.
- جدولة الإنتاج والنّشر: يمكنك الاستعانة بـ ChatGPT لتخطيط رُزنامة نشرٍ أسبوعيّةٍ أو شهريّةٍ، ثم تطبيقها عبر أدوات إدارة المحتوى ومراقبة نتائج الأداء.
- الدّمج مع أدوات التّسويق: استفد من تكامل ChatGPT مع بعض منصّات التّسويق، ما يُتيح إنشاء وتخصيص المحتوى مباشرةً داخل النّظام دون الحاجة إلى النّقل اليدويّ.
مثال عملي: حملة تسويقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
تقدّم شركةٌ ناشئةٌ خدمةً تقنيّةً مبتكرةً استعانت بـ ChatGPT لتوليد أفكارٍ لشعار الحملة وصياغة رسائل تسويقيّة موجّهةٍ لجمهورٍ متنوّعٍ. بعد اختيار الشّعار الأنسب، ساعد النّموذج في كتابة منشوراتٍ تعريفيّةٍ قصيرةٍ للنّشر على وسائل التّواصل، ثم راجع الفريق هذه المنشورات وعدّلها بما يتماشى مع صوت العلامة التّجاريّة، ثم جدولها عبر أداة إدارة المحتوى. وكانت النّتيجة تفاعلاً أعلى بنسبة 40% مقارنةً بحملاتٍ سابقةٍ، وزيادةٍ ملحوظةٍ في زيارات الموقع ونسبة التّحويل. ويعود هذا النّجاح جزئيّاً إلى سرعة إنتاج المحتوى وجودة الأفكار، ممّا أتاح للفريق وقتاً أكبر لتحليل النّتائج وتحسين الأداء.
دور ChatGPT في تبسيط العمليات الإدارية
تتضمّن العمليّات الإداريّة مهامّاً روتينيّةً مثل إعداد التّقارير والمراسلات وتنظيم الجدّاول، والّتي تستهلك وقتاً وجهداً كبيرين. وهنا يبرز ChatGPT كمساعدٍ إداريٍّ افتراضيٍّ يمكنه تولّي جزءٍ كبيرٍ من هذه المهام. على سبيل المثال، يمكنه صياغة مسودّات بريد إلكترونيّ احترافيٍّ بناءً على نقاطٍ يحدّدها المستخدم، أو تلخيص تقارير طويلةٍ في نقاطٍ رئيسيّةٍ تُسهِّل على المدراء اتّخاذ القرار.
يُسهِم النّموذج أيضاً في إعداد محاضر الاجتماعات من خلال معالجة النّصوص أو التّسجيلات، وتنظيم الجدّاول الزمنيّة بناءً على أولويّات العمل. كما يمكنه تقديم مقترحاتٍ لتحسين إدارة الوقت عبر تحليل المهامّ المتكرّرة. ويمكن تدريبه للإجابة على استفسارات الموظّفين المتعلّقة بالسّياسات الداخليّة، مثل إجراءات الإجازات أو النّماذج الإداريّة، ما يُخفِّف الضّغط عن فرق الموارد البشريّة. [2].
خطوات تطبيق ChatGPT في إدارة العمليات
- حصر المهام الرّوتينيّة القابلة للأتمتة: حدّد الأعمال المتكرّرة الّتي تستهلك وقتاً دون الحاجة إلى إبداع، مثل كتابة المذكّرات أو إعداد الجداول أو الرّدود الموحّدة.
- تجهيز المصادر والمعلومات الدّاخليّة: اجمع الأدلّة والنّماذج والسّياسات في صيغةٍ رقميّةٍ يمكن الرّجوع إليها بسهولةٍ، لضمان ردودٍ دقيقةٍ من ChatGPT عند إنشاء المحتوىً أو الإجابة على الاستفسارات.
- البدء بأدواتٍ جاهزةٍ أو تكاملٍ مخصّصٍ: استخدم الأدوات المكتبيّة الّتي تدعم التّكامل مع الذكاء الاصطناعي، أو اطلب من فريق التّقنية إعداد واجهةٍ تربط المهامّ الإداريّة بـ ChatGPT داخل أنظمة الشّركة.
- تطوير قوالب وقواعد: أنشئ قوالب للمستندات الشّائعة وزوّد النّموذج بها، مع تحديد قواعد، مثل: أسلوب الكتابة وتنسيقات التّاريخ لضمان الاتّساق في المُخرَجات.
- اختبار المخرجات بدقّةٍ: طبّق الأداة على مهامٍ حقيقيّةٍ، مثل إعداد بريدٍ إداريٍّ، واطلب من فريقٍ مختصٍّ مراجعة النّتائج وتصحيح أي خللٍ لضمان جودة المُخرَجات.
- تدريب الموظفين على الاستخدام: قدِّم ورش عمل لتعريف الفريق بقدرات ChatGPT الإداريّة، مع أمثلةٍ عمليّةٍ على كتابة الطّلبات بشكلٍ فعّالٍ.
- وضع سياساتٍ رقابيّةٍ وأمنيّةٍ: نظراً لحساسيّة البيانات، حدِّد ضوابط واضحةٍ لاستخدام ChatGPT، مع تجنّب إدخال معلوماتٍ سرّيةٍ إلّا ضمن بيئاتٍ آمنةٍ ومخصّصةٍ داخل الشّركة.
مثال عملي: المساعد الافتراضي للمدير التنفيذي
اعتمد مديرٌ تنفيذيٌّ في شركةٍ متوسّطة الحجم على ChatGPT في المهامّ اليوميّة، مثل: الرّد على البريد الإلكترونيّ، وتنظيم الاجتماعات، وتلخيص التّقارير. كان يُزوَّد بنقاطٍ أساسيّةٍ لصياغة الرّسائل، ويحصل على مسودّاتٍ جاهزةٍ خلال ثوانٍ. كذلك استخدمه لتنسيق جدول الاجتماعات الأسبوعي بطريقةٍ تُقلِّل التّداخل وتُتيح فواصل مريحةً. وفي نهاية الأسبوع، طلب تلخيصاً تنفيذيّاً لتقريرٍ مطوّلٍ عن أداء الفرق، فحصل على نقاطٍ مركّزةٍ وتوصياتٍ جاهزةٍ للعرض. ساهم هذا الاستخدام في رفع إنتاجيّته وسمح له بالتّركيز على المهامّ الاستراتيجيّة بدلاً من الأعمال الكتابيّة الرّوتينيّة.
دور ChatGPT في إدارة الموارد البشرية
يلعب ChatGPT دوراً متنامياً في دعم فرق الموارد البشريّة، بدءاً من إعداد الإعلانات الوظيفيّة وفرز السّير الذاتيّة، وصولاً إلى التّواصل مع المرشّحين. ويمكنه توليد أوصافٍ وظيفيّةٍ احترافيّةٍ بناءً على متطلّبات الوظيفة، وتحليل السّير الذاتيّة لتحديد المرشّحين الأنسب، وحتى الرّد الآليّ على استفسارات المتقدّمين.
خلال مرحلة التّوظيف، يمكن استخدامه كبوت دردشةٍ يُجيب على الأسئلة الشّائعة من المرشّحين. وبعد التّعيين، يُسهِم في أتمتة عمليّة التّوجيه عبر إرسال رسائل ترحيبيّةٍ وتعليمات اليوم الأوّل، وتقديم إجاباتٍ سريعةٍ على استفسارات الموظّفين الجدد. كما يمكنه تقديم دعمٍ أوّليٍّ في صياغة السّياسات الداخليّة أو التّعامل مع المواقف الحسّاسة، عبر مقترحاتٍ تستند إلى أفضل الممارسات. وبإمكانه كذلك تحليل نتائج استبيانات الموظّفين واستخلاص الأنماط العامّة لمساعدة الإدارة في تحسين بيئة العمل. [3]
خطوات تطبيق ChatGPT في قسم الموارد البشرية
تحديد مجالات الاستخدام في HR:
- حدِّد الأولويّات: الّتي يمكن للأداة أن تُسهِم فيها مثل التّوظيف، الإجابة على استفسارات الموظّفين، أو إعداد مواد التّدريب.
- إعداد البيانات والمواد التّدريبيّة: اجمع السّياسات، والأسئلة الشّائعة، والأوصاف الوظيفيّة، ونماذج التّقييم، لتزويد ChatGPT بقاعدةٍ معرفيّةٍ يُستَنَد إليها.
- دمج ChatGPT في أدوات HR الرقمية: استفد من المنصّات الّتي توفّر تكاملاً مباشراً، أو أنشئ تطبيقاتٍ بسيطةً، مثل: بوت دردشةٍ للمرشّحين أو وحدة دعمٍ للموظّفين داخل بوابة الموارد البشريّة.
- تجربة التّوظيف الآليّ بحذرٍ: ابدأ باستخدامه في مهامٍّ محدودةٍ، مثل: تحليل السّير الذّاتيّة أو تلخيص إجابات المرشّحين، مع مقارنة النّتائج بالتّقييم البشريّ لضمان الجودة والحياد.
- التّواصل الدّاخليّ وتثقيف الموظفين: عرِّف الموظّفين بكيفيّة استخدام الأداة كخيارٍ أوّليٍّ للإجابة عن استفساراتهم، ووضّح حدود قدراتها.
- مراجعة دوريّة للمخرجات: راقب دقّة المُخرَجات في كلّ مرحلةٍ، وحدّث البيانات باستمرارٍ لضمان تحسّن الأداء مع الوقت.
- الامتثال والخصوصيّة: تجنّب إدخال بياناتٍ حسّاسةٍ في النّسخ العامّة، واستخدم حلولاً مؤمّنةً أو بيئاتٍ مخصّصةً تضمن حماية معلومات الموظّفين.
مثال عملي: تسريع عملية التوظيف عبر ChatGPT
اعتمدت شركةٌ تقنيّةٌ سريعة النّمو على ChatGPT لفرز مئات السّير الذّاتيّة تلقائيّاً بناءً على معايير محدّدة لكلّ وظيفةٍ، ما وفّر على فريق التّوظيف وقتاً كبيراً وحدّد أفضل المرشّحين للمقابلات بسرعةٍ. كما استخدمت بوت دردشةٍ للرّد على أسئلة المتقدّمين بشكلٍ فوريٍّ، ممّا حسّن تجربتهم وزاد من رضاهم. نتيجة هذا التّكامل كانت تسريع عمليّة التّوظيف دون التّأثير على جودة الاختيار، مع تعزيز كفاءة الفريق وتخفيف الضّغط عنهم.
دور ChatGPT في الابتكار ودعم القرار
يُسهِم ChatGPT في تطوير المنتجات من خلال الجمع بين التّحليل البيانيّ والتّفكير الإبداعيّ. ويمكن استخدامه كأداة عصفٍ ذهنيٍّ، لاقتراح ميّزاتٍ جديدةٍ أو تحسيناتٍ على المنتجات الحاليّة بناءً على مراجعات العملاء أو أبحاث السّوق. فإذا كانت الشّركة تطوّر منتجاً محدّداً، مثل تطبيقٍ مصرفيٍّ، يمكن طلب مقترحاتٍ من ChatGPT حول كيفيّة تصميم ميّزةٍ جديدةٍ بناءً على احتياجات المستخدمين.
يمكنه أيضاً تحليل البيانات، مثل تعليقات العملاء أو تقارير المبيعات لاستخلاص أنماط الاستخدام أو الشّكاوى المتكرّرة، ممّا يوجّه جهود التّطوير أو التّسويق. كذلك يمكن استخدامه لتقييم القرارات الاستراتيجيّة، مثل دخول سوقٍ جديدةٍ أو تغيير نموذج التّسعير، من خلال تلخيص الإيجابيّات والسّلبيّات وتقديم سيناريوهاتٍ مبدئيّةً تُساعِد في صنع القرار.
خطوات تطبيق ChatGPT في تطوير المنتجات والقرارات
- جمع البيانات والمعطيات اللّازمة: اجمع تقارير المبيعات، وتعليقات العملاء، ودراسات السّوق لتقديم ملخّصٍ منها إلى ChatGPT حتّى تكون تحليلاته ذات صلةٍ بالسّياق الواقعي.
- صياغة أسئلةٍ محدّدةٍ: استخدم أسئلةً دقيقةً، مثل: "ما أبرز شكاوى المستخدمين؟" أو "ما أفكار منتجاتٍ جديدةٍ يمكن طرحها في السّوق؟" للحصول على إجاباتٍ مركّزةٍ وذات قيمةٍ.
- استخدامه كأداة عصفٍ ذهنيٍّ جماعيٍّ: ضمن جلسات الابتكار، يمكن طرح الأسئلة على ChatGPT كما لو كان أحد أفراد الفريق، ثم تُناقَش الاقتراحات ويُبنَى عليها.
- تحليل ردود الفعل والبيانات باستخدامه: أدخِل عيّناتٍ من التّعليقات أو الاستطلاعات لتحليل الأنماط المتكرّرة، أو لاستخلاص أهم النّقاط الإيجابيّة والسّلبيّة حول المنتج.
- النّمذجة الأوّليّة لاتّخاذ القرار: اطرح على ChatGPT سيناريوهاتٍ استراتيجيّةً، واطلب تحليلات مقارنةٍ أو "ماذا لو"، للحصول على تقييمٍ أوّليٍّ منظَّمٍ يدعم النّقاش الدّاخلي.
- المراجعة البشريّة والتّأكد: تُعدّ تحليلات ChatGPT مرحلةً أولى لتسريع جمع الأفكار، لكن يجب دائماً مراجعتها من قبل الخبراء قبل اتّخاذ أيّ قراراتٍ تنفيذيّةٍ.
- التّعلّم من نتائج القرارات السّابقة: راجع نتائج القرارات أو المنتجات الّتي تمّ تطويرها بمساعدة ChatGPT، وحدّد مدى دقّة توقّعاته لتحسين استخدامك له في المستقبل.
مثال عملي: ابتكار ميزة جديدة لتطبيق
لاحظ فريق منتج في شركة خدمات ماليّةٍ اهتماماً متزايداً بميّزة الادّخار داخل التّطبيق؛ فاستعان الفريق بـ ChatGPT في جلسة عصفٍ ذهنيٍّ، حيث اقترح عدّة أفكارٍ منها نظام توفيرٍ تلقائيٍّ وتحفيزٍ عبر تحدّيات ادّخارٍ. أعاد الفريق تطوير إحدى هذه الأفكار لتُصبِح ميّزة أساسيّةً. لاحقاً استخدموا ChatGPT لصياغة وصفٍ تسويقيٍّ جذّابٍ لها. بعد الإطلاق، لوحظ ارتفاعٌ في تفاعل المستخدمين وزيادةٌ في فتح الحسابات الادّخاريّة. يُظهِر هذا المثال كيف يمكن لـ ChatGPT دعم توليد الأفكار وتحليلها، مع تعزيز دور الفريق في التّنفيذ والتّقييم.
نصائح فنية وتقنية لاستخدام ChatGPT بفعالية داخل الشركات
لاستخدام ChatGPT بفعالية داخل الشركات، اتّبع النّصائح التّالية:
فهم قدرات وحدود النموذج
من الضّروري إدراك ما يمكن أن يفعله ChatGPT وما لا يمكنه فعله. هو بارعٌ في توليد النّصوص، وتلخيص المعلومات، والإجابة على الأسئلة من قاعدة معرفته. لكنّه في المقابل، يفتقر إلى الحسّ العامّ أحياناً، وقد ينتج معلوماتٍ غير دقيقةٍ إذا كانت بيانات السّؤال خارج نطاق معرفته أو تتطلّب أحدث المعلومات. كما أنّ النّموذج يفتقر للتّعاطف البشري والتّفهُّم العاطفيّ؛ لذا قد لا يكون مناسباً لمخاطبة العملاء في مواقف حسّاسةٍ تتطلّب لمسةً إنسانيّةً.
ضمان الخصوصية وحماية البيانات
تُعتبَر بيانات شركتك أحد أصولها الثّمينة؛ لذا كن حذراً فيما تشاركه مع ChatGPT؛ فإذا كنت تستخدم الإصدار المجّاني أو المدفوع المقدّم عبر الإنترنت، تجنّب إدخال معلوماتٍ حسّاسةٍ أو شخصيّةٍ أو أي بياناتٍ سريّةٍ (مثل تفاصيل عملائك أو خططك الاستراتيجيّة غير المُعلنة). فهذه المدخلات قد يُخزَّن منها شيء لدى مقدّم الخدمة. بدلًا من ذلك، فكّر في استخدام واجهةٍ برمجيّةٍ (API)، بحيث يتم حفظ البيانات داخل أنظمتك دون مشاركتها خارجيّاً.
وقد أعلنت OpenAI أنّها لا تستخدم بيانات العملاء عبر API في تدريب النّموذج، ممّا يوفّر قدراً أكبر من الأمان. كذلك يوفّر ChatGPT Enterprise مستويات أمانٍ أعلى، مثل: تشفير البيانات والامتثال لمعايير SOC 2؛ لذا فهو خيار مناسب للشّركات الّتي تتعامل مع معلوماتٍ حسّاسةٍ.
تدريب الموظفين على هندسة المحادثة (Prompt Engineering)
تعتمد جودة مُخرَجات ChatGPT كثيراً على كيفيّة طرح الأسئلة أو الطّلبات عليه. لذلك، نظِّم جلساتٍ تدريبيّةً لفريقك حول أفضل الممارسات في طرح التّعليمات. على سبيل المثال: تقديم سياقٍ كافٍ في السّؤال، تحديد الدّور المطلوب من ChatGPT "تخيّل أنّك محلّل بياناتٍ..."، أو طلب تنسيقٍ معيّنٍ في الإجابة "قدّم الإجابة على شكل نقاط تعدادٍ". إذ سيضمن تدريب الفريق على هذه المهارات استفادةً أكبر وتجنّب الرّدود غير المفيدة.
المراجعة البشرية ضرورة
على الرّغم من إمكانياته، يجب اعتبار ChatGPT مساعداً لا بديلاً كاملاً عن الخبرة البشريّة؛ لذلك يجب أن يوجد خطوة مراجعةٍ بشريّة خاصّة في الأمور الّتي لا تحتمل الخطأ، كالمراسلات القانونيّة أو القرارات المصيريّة. فعين الإنسان الخبيرة تستطيع التقاط أيّ خطأ أو سوء فهمٍ ربّما وقع فيه النّموذج وتصحيحه قبل اعتماد المُخرَج النّهائيّ.
الاهتمام بالجوانب الأخلاقية والاستخدام المسؤول
علِّم فريقك مبادئ الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تجنّب استخدام ChatGPT بطريقةٍ قد تنتج تحيّزاً ضد فئةٍ معيّنةٍ أو تنتهك خصوصيّة الأفراد. تأكّد أنّ المحتوى المُولَّد يُراعي قيم الشّركة وأخلاقيّاتها، وضع سياساتٍ داخليّةً تحكم استخدام الأدوات التّوليديّة، مثل: ضرورة الإفصاح عند استخدام محتوىً مُولَّدٍ بالذكاء الاصطناعي في مواد تُنشر خارجيّاً إذا كان ذلك مطلوباً حفاظاً على الشّفافيّة. [4]
الخاتمة: مستقبل الأعمال مع ChatGPT
يُمثّل ChatGPT تحوّلاً نوعيّاً في طريقة عمل الشّركات، بفضل قدرته على تحسين خدمة العملاء، ودعم التّسويق، وتسريع المهام الإداريّة، وتعزيز الابتكار واتّخاذ القرار. ويكمن السّر في الاستفادة القصوى منه في التّبنّي الذّكي والمتدرّج، وتكامل الأداة بسلاسةٍ مع الأنظمة الحاليّة، مع تدريب الموظّفين ومراقبة المُخرجات لضمان الجودة والالتزام بالقيَدم.
-
الأسئلة الشائعة
- ما أول قسم يجب أن يبدأ باستخدام ChatGPT داخل شركتي؟ يُنصَح بالبدء في الأقسام التي تعتمد على المهام المتكرّرة، مثل خدمة العملاء أو التّسويق، حيث يسهّل قياس الأثر وتحقيق نتائج ملموسةٍ بسرعةٍ
- هل يمكن استخدام ChatGPT مع أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)؟ نعم، يمكن دمجه مع أنظمة CRM لتخصيص التّفاعل مع العملاء وتحسين كفاءة فرق التّسويق والمبيعات، إذ تقدّم بعض المنصّات مثل HubSpot وDynamics 365 تكاملاتٍ جاهزةً، وفي حال عدم وجود تكاملٍ مباشرٍ، يمكن استخدام واجهاتٍ برمجيّةٍ مخصّصةٍ لتحقيق الغرض، مع ضرورة الالتزام بإجراءات الخصوصيّة عند التّعامل مع بياناتٍ حسّاسةٍ.
- ما الفرق بين ChatGPT والموظف البشري في سياق العمل؟ ChatGPT يتفوّق في السّرعة، تنفيذ المهامّ الرّوتينيّة، والتّعامل مع كميّاتٍ كبيرةٍ من المعلومات، لكنّه يفتقر إلى الإبداع الأصيل، والتّعاطف، والحكم الأخلاقيّ. في حين، يظلّ الموظّف البشريّ الأفضل في التّفاعل الإنسانيّ، واتّخاذ القرارات المعقّدة، وتحمّل المسؤوليّة.
- هل يمكن استخدام ChatGPT دون الحاجة لتوظيف مطوّر أو فريق تقني؟ نعم، يمكن استخدام أدواتٍ جاهزةٍ، مثل ChatGPT Web أو منصّاتٍ تحتوي على تكاملٍ مدمجٍ، لكن التّكامل المتقدّم مع الأنظمة الدّاخليّة قد يتطلب تدخلاً تقنيّاً
- ما هي حدود استخدام ChatGPT في الأعمال حالياً؟ رغم فعاليته، لا يملك ChatGPT معرفةً محدّثةً دائماً، وقد يخطئ أو يُظهر تحيّزاً في بعض المخرجات، إذ لا يدرك السّياق الخاصّ بالشّركة ما لم يُزود به، وأداؤه قد يختلف حسب اللّغة والثّقافة. كما أنّ استخدامه في قطّاعاتٍ خاضعةٍ للتّنظيم يتطلّب عناية خاصّةً. وأخيراً، لا يحتفظ بالتّعلّم من تفاعلٍ سابقٍ، ما لم تتم تهيئته تقنيّاٍ لذلك.
- كيف يمكن تدريب ChatGPT ليصبح أكثر تخصصاً في مجال شركتي؟ يمكن تخصيص ChatGPT ليخدم مجال شركتك عبر تغذيته بوثائق داخليّةٍ، وسياسات الشّركة، وأسئلة العملاء المتكرّرة، أو حتّى عبر حلول Fine-tuning” المتقدّمة من OpenAI. في النّسخة API يمكن تغذية النّموذج بمعلوماتٍ دقيقةٍ لجعله أكثر قدرةً على فهم خصوصيّة منتجاتك وخدماتك، بينما في النّسخة العامة يمكنك تزويده بتفاصيل وافيةٍ في كلّ محادثةٍ ليعطيك إجاباتٍ أقرب لسياق عملك.
- ما أفضل الطرق لحماية بيانات العملاء عند استخدام ChatGPT؟ لضمان حماية بيانات العملاء، يُفضّل عدم إدخال أيّ معلوماتٍ شخصيّةٍ أو حسّاسةٍ في النّسخ العامّة من ChatGPT. وفي حال التّكامل مع أنظمة الشّركة، استخدم واجهة API الرّسميّة، أو خطط المؤسّسات (ChatGPT Enterprise) التي تضمن حفظ البيانات بسريّةٍ وعدم استخدامها في تدريب النّماذج. كما يجب الالتزام بقوانين حماية البيانات المحليّة (مثل GDPR) وتحديد صلاحيّات الوصول بوضوحٍ.
- كيف أقيس العائد على الاستثمار (ROI) من دمج ChatGPT في شركتي؟ يمكن قياس ROI من خلال: حساب الوقت الموفَّر على الموظّفين، وخفض تكاليف التّشغيل (كالاستغناء عن خدماتٍ كتابيّةٍ خارجيّةٍ)، ورفع مستوى رضا العملاء، وتحسين سرعة إنجاز العمليّات، واستخدم أدوات التّحليل لتتبّع مؤشّرات الأداء قبل وبعد تطبيق ChatGPT، وراقب تغيّر مؤشّراتٍ مثل مدّة معالجة الطّلبات، وعدد الشّكاوى، أو التّكاليف الشّهريّة.