الإمارات تُتيح ChatGPT Plus مجّاناً لسكّانها كافة
الإمارات تمنح كلّ السّكان اشتراك ChatGPT Plus مجّاناً لأوّل مرة عالميّاً، ضمن شراكةٍ تاريخيّةٍ مع OpenAI وG42 لتدشين أكبر بنيةٍ تحتيّةٍ للذّكاء الاصطناعيّ في المنطقة

أعلنت دولة الإمارات العربيّة المتّحدة عن مبادرةٍ جرئةٍ تهدف إلى إتاحة اشتراك ChatGPT Plus مجّاناً لجميع المواطنين والمقيمين على أرضها، وذلك في إطار شراكةٍ استراتيجيّةٍ رائدةٍ جمعت بين مجموعة G42 الإماراتيّة العملاقة وشركة OpenAI الأمريكيّة، تحت مظلّة مشروعٍ ضخمٍ يعرف باسم "Stargate UAE". [1] [2] [3]
المبادرة الجديدة لا تقتصر على تمكين الأفراد من الوصول إلى أدوات الذّكاء الاصطناعيّ المتقدّمة بشكلٍ مجّانيٍّ فحسب، بل تأتي أيضاً لتكرّس مكانة الإمارات كمختبرٍ إقليميٍّ لابتكارات الذّكاء الاصطناعيّ ومنصّةٍ لجذب المواهب والاستثمارات في هذا القطاع الحيويّ. إذ سيغطّي المشروع جميع رسوم اشتراك ChatGPT Plus الشّهريّة البالغة 20 دولاراً، بما يمكن سكّان الإمارات — مواطنين ومقيمين على حدٍّ سواءٍ — من استخدام النّسخة المدفوعة من ChatGPT (المعزّز بمحرّك GPT-4) دون أيّ كلفةٍ إضافيّةٍ. ولم تعلن الجهات الرّسميّة حتّى الآن عن موعد إطلاق الخدمة أو آليّة التّسجيل، ولكن من المنتظر أن يتمّ تفعيلها تدريجيّاً تبعاً لتشغيل المرحلة الأولى من مجمّع الحوسبة الفائقة خلال عام 2026. [3]
يمثّل مشروع Stargate UAE نقلةً نوعيّةً للبنية التحتيّة الرّقميّة في المنطقة، حيث يتضمّن بناء مركز بياناتٍ خارقٍ في أبو ظبيٍ بطاقةٍ أوّليّةٍ 200 ميغاواط قابلةٍ للتّوسّع حتّى 1 غيغاواط، ما يجعله واحداً من أضخم مراكز الذّكاء الاصطناعيّ خارج الولايات المتّحدة. وبحسب تصريحات الشّركاء، سيوفّر هذا المركز إمكانات حوسبةٍ هائلةٍ ستخدم قطاع الأعمال، والجهات الحكوميّة، والجامعات، والباحثين، في وقتٍ واحدٍ، مع التّركيز على ألويّة سيادة البيانات الوطنيّة ورفع مستوى الأمن الرّقميّ. [4]
ولا تقتصر هذه الشّراكة التّاريخيّة على تقديم مزايا للمستخدمين الأفراد فحسب؛ بل تتيح أيضاً للشّركات النّاشئة وروّاد الأعمال فرصة اختبار منتجاتهم وخدماتهم المعتمدة على الذّكاء الاصطناعيّ دون أيّ عبءٍ مادّيٍّ، وتفتح الباب أمام تجارب متقدّمةٍ في التّعليم، والرّعاية الصّحّيّة، وخدمات الحكومة الرّقميّة، بفضل استضافة بيانات المستخدمين داخل الدّولة. [3] [4]
وقد أكّدت شركة OpenAI عبر موقعها الرّسميّ أنّ الإمارات ستصبح أوّل دولةٍ تتيح تجربة ChatGPT Plus على مستوىً وطنيٍّ بالكامل، مستفيدةً من نموذج "OpenAI for Countries" الّذي يتيح لكلّ دولةٍ تخصيص بوّابتها ومزاياها الخاصّة بالتّكامل مع هويّتها الرّقميّة الوطنيّة. [1] ومن جهتها، أشارت مجموعة G42 إلى أنّ هذه المبادرة ليست سوى بدايةٍ لسلسلة مشاريع أوسع ستغيّر مشهد الذّكاء الاصطناعيّ عربيّاً.
وفي حين رحّبت معظم الصّحف العالميّة والإقليميّة بهذا الإعلان، لفتت بعض التّحليلات التّقنيّة إلى أنّ نجاح المشروع مرهونٌ بسرعة تجهيز البنية التّحتيّة لاستقبال ملايين المستخدمين في وقتٍ واحدٍ، وأنّ التّطبيق العمليّ قد يبدأ تدريجيّاً مع التّوسّع في الطّاقة الحوسبيّة بحلول منتصف 2026. [4]
ومع بدء العدّ التّنازليّ لإطلاق "Stargate UAE"، يتطلّع روّاد الأعمال والمبتكرون إلى مرحلةٍ جديدةٍ من التّمكين الرّقميّ الشّامل، حيث تصير قدرات الذّكاء الاصطناعيّ الفائقة في متناول الجميع، وتتحوّل الإمارات إلى منصّة اختبارٍ عالميّةٍ لمستقبل الذّكاء الاصطناعيّ دون حواجز تقنيّةٍ أو مادّيّةٍ.