الرئيسية الأخبار منصّة Cercli الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 12 مليون دولار

منصّة Cercli الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 12 مليون دولار

جولة تمويلٍ جديدةٌ تُبرز ثقة المستثمرين في صعود منصّات إدارة القوى العاملة القائمة على الذكاء الاصطناعي في المنطقة، وسط توسّع التحوّل الرّقميّ وتسارع الطّلب المؤسّسيّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

جمعت منصّة "سيركلي" (Cercli)، المتخصّصة في إدارة القوى العاملة ومقرّها دولة الإمارات، مبلغاً قدره 12 مليون دولار أمريكي في جولة تمويلٍ من الفئة (أ)، قادتها شركة الاستثمار التّقنيّ المبكّر "بيكوس كابيتال" (Picus Capital) التي تتّخذ من ألمانيا مقرّاً لها، فيما يُمثّل أوّل استثمارٍ للشّركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشهدت الجولة كذلك مشاركة عددٍ من المستثمرين الحاليّين، من بينهم شركة الاستثمار الأمريكية "نولوود إنفستمنت أدفايزري" (Knollwood Investment Advisory)، ومسرّعة الأعمال الأمريكية "واي كومبيناتور" (Y Combinator)، وشركة رأس المال المغامر الأمريكيّة "أفور كابيتال" (Afore Capital)، إلى جانب المستثمر الإماراتي المبكر "كوتو فنتشرز" (COTU Ventures). كما ضمّت الجولة عدداً من المستثمرين الأفراد، من أبرزهم: "برابهكار ريدي" من شركة التّكنولوجيا الماليّة الهنديّة "أوبن إف إكس" (OpenFX)، و"خايمي أرييتا" من شركة البرمجيّات التشيليّة "بوك" (Buk)، و"ماركو أوغليينغو" و"فرانشيسكو سكالامبرينو" من شركة "جِت إتش آر" (JetHR) الإيطاليّة المتخصّصة في أتمتة الموارد البشريّة والرواتب، و"فرانشيسكو سيمونيسكي" من شبكة الخدمات المصرفيّة المفتوحة البريطانيّة "ترو لايَر" (Truelayer)، و"مهدي غيسّاسي" من شركة "إيه آي 71" (AI71) الإماراتيّة المتخصّصة في الذكاء الاصطناعي.

أُسّست "سيركلي" في دولة الإمارات عام 2023 على يد "أكيد عزمي" و"ديفيد ريشي"، وتقدّم للمنشآت منصّة قائمة على الذكاء الاصطناعي تمكّنها من التّوظيف، والإدارة، وصرف الأجور للقوى العاملة -سواء البشريّة منها أو "الوكيلة" (Agentic)- عبر نظامٍ موحّدٍ يربط بين الأشخاص والبيانات والوكلاء الآليّين.

تدير "بيكوس كابيتال"، التي تتجاوز أصولها المُدارة مليار دولار أمريكيٍ، محفظة واسعة من شركات برمجيّات الموارد البشريّة تشمل: منصّة "بيرسونو" (Personio) الألمانيّة لإدارة الموارد البشريّة، ومنصّة "مالتيبلاير" (Multiplier) السنغافوريّة للتوظيف العالمي، ومنصّة "ديل" (Deel) الأمريكيّة للرواتب والامتثال، وشركة "ماكي" (Maki) الفرنسيّة المتخصّصة في حلول التوظيف، فضلاً عن شركة "جِت إتش آر" (JetHR) الإيطاليّة لأتمتة الموارد البشريّة والرواتب.

وفي حوارٍ مع "عربية .Inc"، وصف الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ للمنتج والتّقنية (CPTO) "ديفيد ريشي" دخول "بيكوس كابيتال" إلى الشرق الأوسط بأنّه "لحظة مفصليّة" لكلٍّ من "سيركلي" والنظام التّكنولوجي في المنطقة؛ فقال: "إنّ قرار "بيكوس كابيتال" بأن تكون سيركلي أوّل استثمارٍ لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يُمثّل تأكيداً بالغ الأهميّة لنا كشركةٍ، وللمنطقة بأسرها كوجهةٍ جاذبةٍ للاستثمار التّقنيّ العالميّ من الفئة الأولى". وأضاف: "ما أقنع "بيكوس" وسائر مستثمرينا لم يكن مجرّد الزخم الذي نحقّقه أو حجم الفرصة السّوقيّة، بل أيضاً نهجنا القائم على المنتج، وتوجّهنا "الذّكاء الاصطناعيّ الأصليّ" (AI-native)، وولعنا العميق بعملائنا".

يأتي هذا الزّخم فيما يواصل سوق برمجيّات الموارد البشريّة في المنطقة، الذي يبلغ حجمه 5.8 مليار دولارٍ أمريكيٍّ، نموّه مدفوعاً ببرامج التّحوّل الرّقميّ الكبرى. وقد خدمت "سيركلي" مؤسّساتٍ تتراوح أحجام قواها العاملة بين 25 و1000 موظّفٍ، وتشمل قائمة عملائها كلّاً من "بنك فيجن" (Vision Bank)، وشركة الإعلانات الخارجيّة "باكلايت ميديا" (Backlite Media) التّابعة لمجموعة "ملتبلاي" (Multiply Group) المدرجة في سوق أبوظبي، و"المركز العالمي لتمويل المناخ" (Global Climate Finance Centre)، و"هسبي" (Huspy)، و"لين تكنولوجيز" (Lean Technologies)، و"زينة" (Ziina).

وأشار ريشي إلى أنّ هذا النّموّ كان عاملاً حاسماً في تعزيز ثقة المستثمرين، موضّحاً أنّ الشّركة قد ضاعفت إيراداتها عشر مرّات خلال عامٍ واحدٍ، ومعالجة أكثر من 100 مليون دولار في رواتب عبر 50 دولةً، أرقامٌ تُبرز حجم الطّلب وقوّة التّنفيذ؛ فقال: "إنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمرّ الآن بنقطة تحوّل، إذ باتت المؤسّسات تتطلّب أنظمة موارد بشريّة موحدة وحديثة تحلّ محلّ الأنظمة القديمة (HRIS) وأنظمة تخطيط الموارد المؤسّسية (ERP) والإجراءات اليدويّة المتفرّقة". وأضاف: "هذه النّقلة مدعومة حاليّاً بمبادراتٍ وطنيّةٍ كبرى مثل رؤية السعودية 2030 وأجندة دبي D33".

ومع تطوّر السّوق، يرى ريشي أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح القوّة الحاسمة التي تُعيد تشكيل طريقة إدارة المؤسّسات للأفراد والإنتاجيّة؛ فقال: "إنّ التحوّل الذي نشهده عميق وسريع في آنٍ واحد. فالذّكاء الاصطناعيّ والأتمتة يُعيدان تعريف كلّ جانبٍ من جوانب إدارة القوى العاملة، من التّوظيف والإدماج إلى تقييم الأداء وإدارة المزايا".

وبيّن ريشي الاتّجاهات الجديدة التي تُعيد رسم ملامح الصّناعة، موضّحاً أنّ الأنظمة الذّكيّة باتت الآن تشكّل أساس بنية أنظمة الموارد البشريّة لا مجرّد إضافةٍ عليها؛ فقال: "أوّلاً، نشوء المنصّات "الذّكاء الاصطناعيّة الأصليّة" التي لا تُضيف الذكاء الاصطناعي إلى أنظمةٍ قديمةٍ، بل تدمجه في جوهر بنيتها، لتُمكّن من التنبّؤات والأتمتة التي لم تكن ممكنةً من قبل. ثانياً، تزايد أهميّة الامتثال وسلامة البيانات مع توسّع القوى العاملة الموزّعة ومع سعي الجهات التّنظيميّة في مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مزيدٍ من الشفافيّة. ثالثاً، بروز "العمل الوكيليّ" (Agentic Work)، حيث تتولّى الوكلاء الرقميّون المدعومون بالذّكاء الاصطناعيّ المهامّ التكراريّة والقائمة على القواعد، فيتحرّر البشر للتّركيز على الأعمال الإبداعيّة عالية القيمة".

وأضاف قائلاً: "أخيراً، إنّ المواهب نفسها باتت عالميّةً؛ فالشّركات تطمح إلى الوصول إلى أفضل الكفاءات أينما كانت، ومنصّات مثل سيركلي تُمكّن المؤسّسات والأفراد من العمل بانسيابيّةٍ وامتثالٍ عبر الحدود. مستقبل العمل سيتشكّل بالمرونة، والذكاء، وقبل كلّ شيءٍ، بالقدرة على التّكيّف السّريع".

وفيما يتعلّق بالمرحلة المقبلة، أوضح ريشي أنّ رأس المال الجديد سيُسهم في تعزيز نموّ "سيركلي" عبر تطوير منتجها وترسيخ حضورها في الأسواق الإقليميّة الرئيسة؛ فقال: "يُتيح لنا هذا التّمويل أن نُعمّق بناء "سيركلي" كمنصّة "ذّكاء اصطناعيّ أصليّة" موحّدة ونظامٍ مرجعيّ للمنطقة، وهو ما يطالب به عملاؤنا باستمرارٍ". وأضاف: "نركّز حاليّاً على محورين: أوّلاً، تعميق حضورنا في الأسواق الأساسيّة مثل الإمارات والسعوديّة، حيث تمضي رقمنة المؤسّسات وتحديث الأطر التّنظيميّة بخطى سريعةٍ. ونهدف إلى تحقيق حصّةٍ مزدوجة الرقم من هذه الأسواق مع تسارع وتيرة التبنّي. ثانيّاً، الاستثمار في فرق التّقنية والمنتج لدينا لإطلاق خدماتٍ جديدةٍ قائمةٍ على الذكاء الاصطناعي هنا في الشّرق الأوسط".

خلال العام الماضي، وسّعت "سيركلي" فريق عملها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشماليّة، مُستقطبةً مواهب من شركات مثل "غوغل" (Google)، و"ميتا" (Meta)، و"ديل" (Deel)، و"بوكنغ.كوم" (Booking.com)، و"ريبلنغ" (Rippling)، و"غولدمان ساكس" (Goldman Sachs). وتواصل الشّركة بناء خارطة طريقها على أساسٍ "ذّكاء اصطناعيّ أصليّ" لتخدم المؤسّسات التي تنتقل من أنظمة القوى العاملة القديمة إلى منصّاتٍ ذكيّة مصمّمة للسّرعة والنّطاق.

وأوضح ريشي أنّ هذا الزّخم هو ما مهّد الطّريق لجولة التّمويل الأخيرة التي جاءت أبكر من المتوقّع؛ فقال: "لم نكن نخطّط لجمع التمويل في هذا التوقيت، نظراً لكفاءتنا العالية في إدارة رأس المال منذ الجولة السّابقة، لكنّنا شهدنا اهتماماً قويّاً من المستثمرين، وكانت الجولة فائضة الاكتتاب. كما أنّ خبرة "بيكوس كابيتال" في هذا المجال ومحفظتها العامرة بقادة الصّناعة هما ما جذبانا إليها". وأضاف: "مع مؤشّرات نموّنا القويّة، ازداد اهتمام المستثمرين. وقد ساعدنا التزام داعمينا الحاليّين -مثل "واي كومبيناتور"، و"أفور"، و"كوتو"- على خلق زخمٍ وإثباتٍ اجتماعيٍّ قبل استقبال مستثمرين جددٍ".

وفي ختام حديثه، قدّم ريشي نصيحةً لروّاد الأعمال السّاعين إلى تمويل مشاريعهم، مؤكّداً أنّ رأس المال يُجتذب عبر الثّقة والوضوح والتّنفيذ المنضبط. وقال: "نصيحتي الأساسيّة لمؤسّسي الشّركات في المنطقة هي أن يبدؤوا محادثاتهم مع المستثمرين مبكّراً وأن يتعاملوا معها كحواراتٍ متبادلةٍ. ومن المفيد إبقاء المستثمرين على اطّلاعٍ دائم، حتّى وإن لم تكن الجولة قريبةً. المستثمرون يبحثون عن القناعة، لا في الأرقام وحدها، بل في فهمكم للمشكلة وخصوصيّات المنطقة ورؤيتكم بعيدة المدى". وأضاف: "لا تستهينوا بقيمة التّميّز التشغيليّ؛ فإظهار أنّ عملكم قادر على التّنفيذ بسرعةٍ وعلى نطاقٍ واسع لا يقلّ أهميّة عن الفكرة الكبرى نفسها. وأخيراً، لا تتردّدوا في مدّ الجسور عبر الحدود؛ فالمستثمرون العالميّون يزدادون اهتماماً بالمنطقة، خاصّةً حين تُظهرون أنّ مشاريعكم قادرة على التّوسّع خارج سوقٍٍ واحدةٍ".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 7 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: