شركة Fahy Studios تجمع تمويلاً بقيمة 1.75 مليون دولار

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

استوديو تطوير الألعاب "فاهي" (Fahy) الّذي يتّخذ من السعودية مقرّاً له، جمع 1.75 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولة تمويلٍ قادتها شركتا الاستثمار الرّياضيتان "إمباكت46" (Impact46) و"ميراك كابيتال" (Merak Capital).

أُسِّس فاهي عام 2023 في المملكة العربية السعودية على يد هاني هاشم، أويس الساعور، وفهد الشبل، ويطوّر ألعاب الهواتف المحمولة من النّوع الهجين-الكاجوال، جامعاً بين التّصميم والفنّ والتّطوير الدّاخليّ. وبعد مشاركته في مسرّعة (LevelUp) التّابعة لمشروع "نيوم" (NEOM)، قطع الاستوديو، بفضل التّدفق الجديد للتّمويل، شوطاً طويلاً منذ بداياته المستقلّة، إنّه تحوّلٌ يعترف المؤسّسون بأنّه جاء مع تحديّاته الخاصّة.

قال المؤسّسون المشاركون في مقابلةٍ عبر البريد الإلكترونيّ مع "عربية .Inc": "في الأيّام الأولى، عشنا على الحدس. قراراتٌ سريعةٌ، تواصلٌ مباشرٌ، وكلّ فردٍ يرتدي أكثر من قبعةٍ. لكن حين نمونا إلى استوديو يضمّ أكثر من 15 فرداً ويقود مشاريع متعدّدةً، سرعان ما تحوّلت المقاربة ذاتها إلى فوضىً. وعلى الجانب الآخر، عندما أدخلنا أدواتٍ وإجراءاتٍ أكثر رسميّةً، كدنا نفقد المرونة والإبداع. كان التّحدّي الحقيقيّ في إيجاد التّوازن. ما نجح معنا كان الانتقال إلى فرقٍ صغيرةٍ تتمتّع بالاستقلاليّة والملكيّة الحقيقيّة، الأمر الّذي سمح لنا بالحفاظ على روح الاستوديو المستقل، مع وجود قدرٍ كافٍ من الهيكليّة للبقاء منسجمين مع الاستراتيجيّة الأشمل لفاهي".

كما شكّلت الشّراكات الاستراتيجيّة علامةً فارقةً في نموّ فاهي؛ فبعد إتمام مسرّعة LevelUp التّابعة لنيوم، وقّع الاستوديو في ديسمبر 2023 اتفاقيّة نشرٍ مع شركة "كوالي" (Kwalee) البريطانيّة المتخصّصة في تطوير ونشر الألعاب، ما أتاح له الوصول إلى خبراتٍ في اكتساب المستخدمين، وتحقيق الدّخل، والتّوزيع العالميّ. وقد مهّدت هذه الخطوات الطّريق نحو المرحلة التّالية من التّوسّع. وعند سؤالهم عن العوامل الّتي ساعدت في إقناع إمباكت46 وميراك كابيتال بدعم شركتهم النّاشئة، أشار المؤسّسون إلى 4 عناصر بارزةٍ.

قالوا: "أوّلاً، كفاءتنا التّجاريّة؛ فنحن كمؤسّسين جئنا من خلفيّاتٍ في الاستشارات الإداريّة والتّمويل، وهو ما ساعدنا في بناء استراتيجيّةٍ واضحةٍ، ونموذج أعمالٍ متينٍ، وخطّةٍ ماليّةٍ قويّةٍ، كلّها صيغت في عرضٍ محكمٍ ونهج تفاوضٍ مهنيٍّ. ثانياً، رؤيتنا العالميّة. فعلى الرّغم من أنّنا نعمل من السعودية، إلّا أننّا حملنا منذ البداية طموحاً عالميّاً، نصمّم ألعاباً ذات جاذبيّةٍ وتوزيع عالميّين؛ هذا المسار انسجم بقوّةٍ مع المستثمرين المخاطرين".

وتابعوا: "ثالثاً، شراكاتنا الاستراتيجيّة؛ فمشاركتنا في مسرّعة نيوم LevelUp، والسّمعة الّتي بنيناها هناك، وشراكة النّشر مع كوالي، كلّها أرسلت إشاراتٍ عن مصداقيّة وجودةٍ عاليةٍ". غير أنّ هاشم والساعور والشبل أكّدوا أنّ العامل الحاسم كان العروض التّجريبيّة التي قدّمتها فاهي؛ فقالوا موضحين: "امتلاك مشاريع قويّةٍ تُظهر نوعيّة ما يمكننا إنجازه أعطى المستثمرين ثقةً بأنّ فاهي ليست مجرّد فكرةٍ على ورقٍ، بل واقعٌ قيد التّنفيذ".

تتضمّن قائمة ألعاب فاهي المقبلة: "راور" (RAWR)، لعبة تقمّص أدوار (RPG) لاصطياد الوحوش تقوم على آليّات قتالٍ فريدةٍ وقصّةٍ غنيّةٍ؛ "فوتي ترابس" (Footy Traps)، لعبة كرة قدم تنافسيّةٌ حيث تحسم الاستراتيجيّة الفوز؛ و"هاست بارتي" (Heist Party)، لعبةٌ جماعيّةٌ تسمح للّاعبين بالتّعاون -أو خيانة بعضهم-في مطاردة الغنائم.

وبحسب تقريرٍ لشركة "بوسطن كونسلتينغ غروب" (Boston Consulting Group) عام 2022، تضمّ السّعوديّة نحو 23.5 مليون لاعبٍ، أي ما يقارب 67% من سكّان البلاد. وتشير التّوقعات إلى أنّ سوق الألعاب سينمو من نحو 1.36 مليار دولارٍ في 2024 إلى نحو 2.22 مليار دولارٍ بحلول 2030، ما يعكس توسّعاً سريعاً في أعداد اللّاعبين وحجم الإنفاق.

ورغم أنّ رحلة فاهي في ساحة الألعاب السّعوديّة ما تزال تتكشف، إلّا أنّ المؤسّسين حرصوا على مشاركة دروسهم مع روّاد الأعمال الآخرين في المجال. وصرّحوا: "لا يسير طريق النّجاح أبداً بخطٍّ مستقيمٍ، وخطّتك الأوّليّة ستُعاد كتابتها بالكامل. لهذا السّبب، فإنّ اختيار الشّركاء المؤسّسين المناسبين، وامتلاك التّواضع للاستماع إلى الجميع، أمورٌ لا يمكن التّفاوض حولها. فهذه العلاقات، إلى جانب شركائك الاستراتيجيّين، هي ما يوصلك خلال الأيام الصّعبة المحتومة. قدرتك على التكيّف مع الأشخاص المناسبين هي العامل الأهمّ في تحويل الرّؤية إلى واقعٍ".