الرئيسية الأخبار منصة Roomz.rent تجمع تمويلاً لتطوير تجربة السكن المشترك

منصة Roomz.rent تجمع تمويلاً لتطوير تجربة السكن المشترك

شركةٌ ناشئةٌ تحصل على تمويلٍ جديدٍ بهدف تحسين تجربة الإيجار الحضريّ وتقديم حلولٍ سكنيّةٍ مبتكرةٍ تلائم احتياجات الشّباب في المدن العربيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

نجحت منصة السكن المشترك الناشئة "رومز.رنت" (Roomz.rent)، الّتي تتّخذ من مصر مقرّاً لها، في جمع جولة تمويلٍ ما قبل البذريّ دون الكشف عن قيمتها، بمشاركةٍ من تحالف المستثمرين الإماراتيّ "قورة 71" (Qora71) وعددٍ من المستثمرين الملائكيّين من المنطقة. وتهدف الشّركة النّاشئة إلى استخدام التّمويل لتوسيع حلول الإيجار المشترك الّتي تقدّمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بدءاً من تعزيز حضورها في السّوق المصريّة.

تأسّست رومز.رنت في القاهرة عام 2024 على يد محمد أيمن وياسر السراج وأحمد مندور، وتستهدف المنصّة فئات الشّباب من المهنيّين، والرحّل الرّقميّين، والطّلاب، من خلال توفير غرفٍ سكنيّةٍ مدارةٍ بالكامل، مع حدٍّ أدنى للإيجار مدّته ثلاثة أشهر. وتعتمد المنصّة على خوارزميّةٍ تطابقٍ متقدّمةٍ لربط المستأجرين مع شركاء سكنٍ متوافقين، في محاولةٍ لحلّ بعض التّحديات المزمنة في سوق الإيجار بالمنطقة، مثل: العقود غير المرنة، والتّكاليف الأوّليّة المرتفعة، وقلّة المعروض عالي الجودة.

تحدّث محمد أيمن، الرّئيس التّنفيذيّ والمؤسّس المشارك للمنصة، مع مجلة "عربية .Inc" عن كيفيّة تعامل رومز.رنت مع الحساسيّات الثّقافيّة، وسعيها لإعادة تعريف تجربة الإيجار الحضريّ من خلال نموذج السّكن المشترك، إلى جانب استعدادها للتّوسّع الإقليميّ من خلال نموذجها المدفوع بالتّكنولوجيا. وقال أيمن: "يعاني سوق الإيجارات في القاهرة من اختلالاتٍ كبيرةٍ: التزامات طويلة الأجل، وأساليب البحث القديمة، وانعدام الثّقة، وانخفاض القدرة على تحمّل التّكاليف". وأضاف: "يواجه الشّباب المهنيون والرّقميّون والطّلاب وقتاً عصيباً، إمّا بالاستقرار في خياراتٍ منخفضة الجودة، أو الغرق في ترتيباتٍ غير رسميّةٍ وخطرةٍ".

كما أوضح أيمن أنّ الفريق المؤسّس، الّذي عاش تجربة السّكن المشترك في مصر والسعودية بهدف تقليل التّكاليف، لم يكتفِ بمجرّد رقمنة تجربة الإيجار، بل سعى إلى إعادة ابتكارها بالكامل. وقال: "لم تكن الفرصة في رقمنة التّجربة فقط، بل في تخيّلها من جديد -من خلال نموذج سكنٍ مشتركٍ يجمع بين المرونة والتّكلفة المقبولة والثّقة". وأردف: "رغم أنّ السّكن المشترك يُعدّ مفهوماً جديداً ثقافيّاً، فإنّ إشارات الطّلب كانت واضحةً: يشارك النّاس بالفعل السّكن بشكلٍ غير رسميٍّ لتقليل التّكاليف أو إيجاد مجتمعٍ. وما فعلته رومز.رِنت هو إعطاء هذا السّلوك بُنيةً، وأماناً، وراحةً مدعومةً بالتّكنولوجيا".

منذ انطلاقها، نجحت رومز.رِنت في تسهيل عقود إيجارٍ تتجاوز قيمتها 100 ألف دولارٍ أمريكيٍّ في السّوق المصريّة، مع مدّة إقامةٍ متوسّطةٍ تبلغ 9 أشهرٍ. وتركز الشّركة النّاشئة حاليّاً على ترسيخ عمليّاتها في القاهرة قبل الانتقال إلى مدنٍ حضريّةٍ أخرى في المنطقة. غير أنّ نموّ علامةٍ تجاريّةٍ في مجال السّكن المشترك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحمل في طياته تحديّاتٍ ثقافيّةً خاصّة.ص

وأشار أيمن إلى أنّ الحساسيّة الثّقافيّة كانت جزءاً جوهريّاً من بناء المنصة منذ البداية، قائلاً: "في القاهرة -وفي عموم المنطقة- تُطرح قضايا دينيّةٌ، وخصوصيّةٌ، وتوقّعاتٌ عائليّةٌ عند الحديث عن السكن المشترك". وأضاف: "لقد صمّمنا خوارزميّة المطابقة وطبقات التّصفية منذ اليوم الأوّل بما يضمن الأمان والرّاحة وتوافق القيم، إذ نطابق المستخدمين بناءً على العادات المعيشيّة والجنس (نحن لا نسمح بالسّكن المختلط). كما حرصنا في تواصلنا على تأطير رومز.رِنت كمنصّةٍ مهنيّةٍ وآمنةٍ، ليست فقط مكاناً للسّكن، بل مجتمعاً منسّقاً بعنايةٍ".

ومع تطلّع رومز.رِنت للتّوسع خارج القاهرة، تعمل على تطوير إطار عملٍ منهجيٍّ لتحديد الأسواق المستهدفة. وصرّح أيمن: "يعتمد إطار دخولنا إلى الأسواق على مزيجٍ من البيانات والرّؤى الميدانيّة. ونرصد مؤشّراتٍ، مثل: نسبة الإيجار إلى الدّخل، والكثافة السّكانيّة الحضريّة، ونموّ عدد السّكان، وديناميكيّات الإيجار القصير مقابل الطّويل، وحركة الشّباب، والهجرة لأغراض العمل". وأضاف: "نعمل على توحيد أنظمتنا الخلفيّة -من المطابقة إلى المدفوعات والدّعم الفنيّ- لكنّنا نُخصّص تجربة المستخدم حسب كلّ سوقٍ: استراتيجيّات التّسعير، واللّغة، وأنواع العقارات، وحتّى الصّفات الّتي نركّز عليها في مطابقة الشّركاء".

وتتأثّر تطوّرات المنصّة أيضاً بتغيّر سلوك المستأجرين في المنطقة. ويقول أيمن: "نرصد تحوّلاً واضحاً في طريقة التّفكي، من التّملك إلى الوصول، ومن العزلة إلى المجتمع. بعد جائحة كوفيد-19، بات النّاس يبحثون عن حلولٍ سكنيّةٍ ميسورةٍ، ولكن أيضاً عن علاقاتٍ إنسانيّةٍ". وأردف: "حتّى في المجتمعات التّقليديّة المحافظة، بدأت الوصمة المرتبطة بالسّكن المشترك بالتّراجع، خصوصاً بين الشّباب الحضريّ".

ولمواكبة هذا التّحوّل، تستثمر رومز.رِنت بشكلٍ مكثّفٍ في بنيتها التّقنيّة. وأوضح أيمن: "نطوّر باستمرارٍ خوارزميّة المطابقة لدينا، بحيث تأخذ في الحسبان ليس فقط الفلاتر الثّابتة، بل البيانات السّلوكيّة والتّغذية الرّاجعة، إلى جانب توقّعات الإشغال، لمساعدتنا على تحسين توزيع العرض في المدن وتعظيم الاستفادة من الغرف المتاحة".

وفي الوقت الّذي تستعدّ فيه رومز.رنت للتّوسّع خارج العاصمة المصريّة، يتأمّل أيمن في الدّروس الصّعبة الّتي تعلّمها أثناء التّنقّل في أحد أكثر أسواق العقارات تعقيداً وتجزئةً في المنطقة، ويقدّم نصائح صريحةً لروّاد الأعمال الآخرين حول ما يتطلّبه الأمر فعليّاً لبناء الثّقة وتحقيق التّقدّم.

ويقول: "أوّلاً، اختبر ما تبنيه بأبسط نسخةٍ ممكنةٍ من الحلّ، وابنِ الثّقة قبل التّوسّع. في الأسواق الّتي تفتقر للشّفافيّة، الأهمّ هو المصداقيّة، من خلال إعلاناتٍ موثقةٍ، ومدفوعاتٍ آمنةٍ، ودعم عملاءٍ قويٍّ". وأضاف: "صمّم لحلّ المشاكل المحليّة، لا لمجاراة الاتّجاهات العالميّة. افهم ما الّذي يُعطّل تجربة المستخدم لديك فعليّاً وحلّه، كما تأتي التّكنولوجيا في المرتبة الثّانية. وأخيراً، كُن شرساً في التّعامل مع التّجربة غير الرّقميّة، ولا تكتفِ برقمنتها".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: