منصة Flex League السعودية تجمع تمويلاً بذريّاً من 6 خانات
منصةٌ رياضيّةٌ تقنيّةٌ سعوديّةٌ تحصد استثماراً بذريّاً لدعم التّوسّع، وتطوير حلول حجزٍ وتنظيمٍ مرنةٍ تعيد هيكلة البطولات التّنافسية في التّنس والبادل

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
جمعت "فلكس ليغ" (Flex League)، وهي منصّةٌ سعوديّةٌ رياضيّةٌ تقنيّةٌ متخصّصةٌ في إدارة بطولات التنس والبادل، جولة استثمارٍ بذريٍّ بقيمةٍ من 6 خاناتٍ، بمشاركة أكاديميّة "فاموس تنس" (Vamos Tennis Academy) الّتي تتّخذ من جدة مقرّاً لها، والمستثمر الاستراتيجيّ "باد إل غروب" (PAD-L Group) النّاشط في مجالات التنس والبادل التّجاريّة داخل المملكة. وسيُسهم هذا التمويل في تطوير نظامٍ شاملٍ لحجز الملاعب، والتّوسّع إلى مدنٍ جديدةٍ، ودخول مجالاتٍ رياضيّةٍ إضافيّةٍ، إلى جانب استقطاب مواهب جديدةٍ إلى الفريق.
تأسّست فلكس ليغ عام 2023 في السعودية على يد الدكتور إبراهيم عقيل، وفيصل سندي، ومازن مدني، لتقدّم نهجاً تقنيّاً منظّماً في عالم الرّياضات التّنافسيّة، مُعيدة الهيكلة لما كان طويلاً نشاطاً غير منظّمٍ يعتمد على جهودٍ فرديّةٍ أو وسائل تواصل تقليديّةٍ. اليوم، تدعم المنصّة أكثر من 40 منشأة ملاعبٍ داخل المملكة، ونظّمت خلال العام الماضي أكثر من 150 بطولةً، ويستفيد نحو 8000 مستخدمٍ من إشعاراتٍ لحظيّةٍ حول مستجدّات البطولات عبر التّطبيق.
تحدّثنا في "عربية .Inc" مع الرّئيس التّنفيذيّ لفلكس ليغ الدكتور إبراهيم عقيل، ورئيس مجلس الإدارة فيصل سندي، وعضو مجلس الإدارة مازن مدني، لفهم كيف يحوّلون المباريات اللّيليّة وعطلات نهاية الأسبوع إلى نواة قصّة نجاحٍ سعوديّةٍ في مجال التّقنية الرّياضيّة.
قال عقيل إنّ فكرة فلكس ليغ ولدت من الحاجة لتنظيم المشهد الفوضويّ الّذي لمسه بنفسه في مجتمع الرّياضات المضربيّة المحلّيّ. وأضاف: "أحد أبرز ما لاحظته هو مدى العشوائيّة والانفصال في ساحة التنس والبادل؛ فاللّاعبون يعتمدون على مجموعات المحادثة لإيجاد خصومٍ، ويحجزون الملاعب عبر الهاتف، ويديرون البطولات يدويّاً. الرقمنة هنا تعني التّماهي مع السّلوكيّات الواقعيّة، لا مجرد إضافة خصائص تقنيّةٍ".
ولتجسيد هذه الرّؤية، بُنيت المنصة حول احتياجات المجتمع الرياضي؛ حيث توفّر دوريّاتٍ قابلةً للتّخصيص من حيث المواعيد والمواقع، ونظام تصنيفٍ يضمن التّوازن في المنافسات، وبنيةٍ واضحةٍ تُجيب عن أسئلةٍ بسيطةٍ لكنّها ضروريّةٌ لكلّ لاعبٍ قبل دخوله الملعب.
كما أوضح عقيل: "يريد النّاس مجتمعاً واضح المعالم، من سيلعبون ضدّه؟ ما مستواهم؟ أين يلعبون؟ ما تاريخهم في المباريات؟ كلّ هذه الأسئلة أجبنا عنها داخل المنصة. أضفنا كذلك أدواتٍ لتنظيم التّفاصيل اليوميّة: هل الملعب محجوزٌ؟ كيف نُبلغ عن النّتيجة؟ من يجلب الكرات؟". وتابع قائلاً: "الدّرس الأهمّ كان في التّصميم المبنيّ على سلوك اللّاعبين الفعليّ، لا افتراضاتنا المسبقة".
ينبع هذا التّوجه المرتكز على المستخدمين من تجارب المؤسّسين الشّخصيّة داخل الملعب؛ فقد تذكّر فيصل سندي كيف بدأت رحلة فلكس ليغ عندما التقى بعقيل في إحدى البطولات المحليّة بجدّة، ثم تطوّرت علاقتهما إلى شراكةٍ في مباريات الزّوجي؛ فقال: "عندها حدثني عن رؤيته لفلكس ليغ".
في السّابق، كانت المشاركة التّنافسيّة في السعودية مقتصرةً على نخبة الرّياضيّين أو من يملكون وقتاً فراغاً كافياً. أمّا اليوم، فالوضع تغيّر، حسب سندي: "بات اللّاعبون من مختلف المستويات يبحثون عن منافساتٍ منظّمةٍ تناسب نمط حياتهم؛ فبعضهم يفضّل اللّعب ليلاً هرباً من حرارة الجو، وآخرون لا يستطيعون اللّعب إلّا في عطلات نهاية الأسبوع، خاصّة القادمين من المدن الجامعيّة أو الاقتصاديّة القريبة".
وهنا يبرز سر اسم فلكس ليغ، حيث تقوم فكرتها على المرونة الّتي تُتيح للّاعبين الانضمام إلى بطولاتٍ تناسب جداولهم الزّمنيّة، دون التّضحية بروح المنافسة أو الجوائز؛ فأضاف سندي: "تحقيق التّوازن بين الهيكليّة والحريّة هو جوهر منتجنا".
كما أشار سندي كذلك إلى تطلع الفريق لتوسيع نطاق المنصة إلى رياضاتٍ أخرى؛ فقال: "نرى إمكاناتٍ كبيرةً خارج نطاق التنس والبادل، إذ ينصبّ تركيزنا على أيّ نشاطٍ يضمّ مجتمعاً يتنافس اجتماعيّاً، سواء كان بدنيّاً أو ذهنيّاً". واستوحى الفريق هذه الرّؤية من الاتّحاد السّعوديّ للرّياضات الذّهنيّة، وما يقدّمه من دعمٍ لألعابٍ، مثل: الشطرنج والبريدج، إضافةً إلى اللّعبة الورقيّة الشّعبية في الخليج "بلوت"، الّتي تشهد اهتماماً واسعاً بين مختلف الفئات.
وفيما يخصّ نصيحته لروّاد الأعمال الرّاغبين بدخول عالم التّقنية الرّياضيّة، شدّد عقيل على ضرورة فهم الثّقافة المحليّة، وليس فقط الرّياضة نفسها؛ فقال: "قلّلنا من شأن مدى تأثير العادات والسّلوكيّات المحليّة في تشكيل تجربة اللّعب. عليك أن تبني منتجك حول طريقة لعب النّاس الفعليّة، لا الطّريقة الّتي تعتقد أنّهم يجب أن يلعبوا بها. كما أنّ التّفاعل مع العملاء وردود أفعالهم يوفّر لك أسرع طريقٍ للتّطوير".
وعن تجربة الفريق في جذب المستخدمين، بيّن سندي أنهم ينطلقون من فهمٍ عميق لاحتياجات الجمهور قبل التّوسّع في أي مجالٍ رياضيٍّ جديدٍ، قائلاً: "نحن نبحث عن ثلاثة ركائز أساسيّةٍ: وجود مجتمعٍ نابضٍ بالحياة، وبنيةٍ تنافسيّةٍ تُتيح مساراً تصاعديّاً للتّقدّم، وطلبٍ فعليٍّ على تجربةٍ مرنةٍ تتماشى مع أنماط الحياة المختلفة. فحيثما وُجد الشّغف بالتّحدّي، والرّغبة في تتبّع الأداء وتطوير الذّات، هناك فرصةٌ حقيقيّةٌ لأن نُحدث فرقاً ونقدّم قيمةً مضافةً".
وبالنّظر للمستقبل، يتطلّع الفريق إلى جعل فلكس ليغ البنية الرّقميّة الأساسيّة للمنافسات التّرفيهيّة والتّنافسيّة في المنطقة؛ فقال مازن مدني: "خلال خمس سنواتٍ، نطمح لأن تكون فلكس ليغ الطّريقة الأساسيّة الّتي ينظم بها النّاس مبارياتهم، ويتواصلون، ويتنافسون".
وهذا يشمل تطوير منظومةٍ متكاملةٍ لحجز الملاعب، وتوفيق اللّاعبين، وتنظيم البطولات، وتقديم منافساتٍ مرتبةٍ؛ فأضاف مدني: "اللّاعبون لن يكتفوا بالعثور على خصومٍ، بل سيتابعون تقدّمهم، ويصعدون في قوائم التّرتيب، وينضمّون إلى مجتمعاتٍ بحسب المستوى والموقع وأسلوب اللّعب".
وأشار أيضاً إلى أنّ الشّركة تعمل حاليّاً على خصائص جديدةٍ، مثل: المتاجر الرّقميّة، ونظام الجوائز، ومنصّاتٍ مخصّصةٍ للأندية والمدن لتنظيم بطولاتها وتصنيفاتها الخاصّة. واختتم بقوله: "نحن لا نقوم فقط برقمنة الرّياضة، بل نبني ثقافةً تنافسيّةً تناسب طريقة حياة النّاس وأساليب لعبهم". وختم قائلاً: "النّجاح بالنّسبة لنا هو عندما تصبح تجربة الانضمام إلى فلكس ليغ طبيعيّةً تماماً، كما لو أنّك تمسك بمضربٍ".