منصة PALM تجمع تمويلاً أولياً من 7 أرقام قبيل الإطلاق الرسمي
شركةٌ ناشئةٌ مصريّةٌ في مجال التّكنولوجيا الماليّة تُطلق منصّة ادّخارٍ مبتكرةً تُركّز على الأهداف والمحفّزات، وتستعدّ للتّوسّع الإقليميّ بعد إغلاق جولة تمويلٍ أوّليّةٍ

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أنهَت شركة التكنولوجيا المالية الناشئة "بالم" (PALM)، الّتي تتّخذ من القاهرة مقرّاً لها، جولةً تمويليّةً أوّليّةً غير مُعلنة القيمة، ولكن ضمن نطاق 7 أرقامٍ، بقيادة شركة رأس المال الاستثماريّ "فور دي إكس فينتشرز" (4DX Ventures) التي تُركّز على الأسواق الإفريقيّة، وشاركت أيضاً في هذه الجولة شركة "بلس في سي" (Plus VC) الّتي تتّخذ من أبو ظبي مقرّاً لها، إلى جانب مجموعةٍ من المستثمرين الملائكيّين الدّوليّين.
تأسّست بالم في مصر عام 2024 على يد مازن الكرداني وأحمد عاشور، وتُعدّ أوّل منصّة تكنولوجيا ماليّةٍ في البلاد تُركّز على الادّخار القائم على الأهداف والمحفّزات. ومن المقرّر أن تُسهم هذه الاستثمارات في تسريع خطط المنصّة لاكتساب المستخدمين، وتوسيع نطاق خدماتها ومنتجاتها قبيل الإطلاق الرّسميّ في الأوّل من أغسطس.
في مقابلةٍ مع مجلة "عربية .Inc"، أوضح مازن الكرداني، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لبالم، أنّ الشّركة تستهدف سدّ فجوةٍ حرجةٍ في السّوق المصريّ، وهي أنّ الأساليب التّقليديّة للادّخار لم تعد تتماشى مع احتياجات الأجيال الشّابة في ظلّ التّحديّات الماليّة المعاصرة؛ فقال: "اليوم، غالباً ما يُحوِّل المصريّون مدّخراتهم إلى أصلٍ واحدٍ -كالذّهب أو العقارات أو الودائع الزّمنيّة- فيما لا توفّر الحلول الحاليّة ربطاً بين تلك الأموال والأهداف الواقعيّة في الحياة، كما تفتقر إلى التّوجيه الأمثل لتوزيع المدّخرات".
وأضاف الكرداني: "الجيلان الجديدان، من الشّباب والمهنيّين، يواجهان هامش خطأ أضيق وضغوطاً متزايدةً للتّوازن بين نمط الحياة اليوميّ والاحتياجات المستقبليّة. وهم بحاجةٍ إلى خارطة طريقٍ ماليّةٍ شخصيّةٍ فعّالةٍ، تضع لهم معالم واضحةً لأهدافٍ، مثل: التّعليم أو الزّواج أو السّفر، وتُحسّن الإنفاق دون تضحيةٍ، وتستبدل معادلة 'اكسب، اصرف، وفّر ما تبقّى' بلستراتيجيّةٍ ممنهجةٍ قائمةٍ على الأهداف".
من خلال تطبيق بالم، يُقدَّم للمستخدمين تجربة ادّخارٍ منظّمةٍ تدمج بين أدوات الاستثمار التّقليديّة والحوافز السّلوكيّة، وتعمل المنصّة على تنسيق توزيع الأصول عبر أدوات الدّخل الثّابت والأسهم والمعادن الثّمينة، لمساعدة المستخدمين في تحقيق أهدافٍ حياتيّةٍ متنوّعةٍ، مثل: التّعليم والرّعاية الصّحيّة، بالإضافة إلى شراء سلعٍ كبيرةٍ مثل الأجهزة المنزليّة والإلكترونيّات.
ويقول الكرداني: "نحن نُوفّر تجربة ادّخارٍ شخصيّةً وسلسةً، قائمةً على ثلاث ركائز: الادّخار القائم على الأهداف، الادّخار المحفَّز، والاستثمار المدمج. وننسّق التّوزيع الأمثل للأصول حسب كلّ هدفٍ، سواء كان تعليماً أو رعايةً صحيّةً أو زواجاً أو سفراً أو شراءً كبيراً، ونُتيح لوحة تحكّمٍ واضحةً تمكّن المستخدم من تحديد أهدافه وتتّبع تقدّمه في الوقت الفعليّ. ومن خلال الحوافز السّلوكيّة والمكافآت، نُساعد المستخدمين على تبنّي عاداتٍ ماليّةٍ منضبطةٍ، وتقليل الإنفاق الفوريّ، وزيادة القوّة الشّرائيّة، وتحويل الانتظام إلى أسلوب حياةٍ مستدامٍ. بربط كلّ جنيه مُدّخرٍ بهدفه المستقبليّ، نجعل كلّ إيداعٍ ذا معنىً ونُقدّم للمستخدمين تجربةً شاملةً ومتصّلةً من البداية للنّهاية".
ووفقًا للكرداني، فإنّ الميّزة المحوريّة التي تُقدّمها بالم تكمن في دمج الاستثمار مباشرةً داخل عمليّة الإنفاق، ما يُحوّل الادّخار إلى جزءٍ طبيعيٍّ من الحياة اليوميّة. وأوضح قائلاً: "دمج الاستثمار ضمن الإنفاق في بالم يتمّ عبر 3 خطواتٍ بسيطةٍ: أوّلاً، يُحدّد المستخدم هدفاً واضحاً داخل التّطبيق؛ ثانياً، تتم متابعة كلّ عمليّة دفعٍ مؤهّلةٍ، ويقوم فريقنا المرخّص بإدارة توزيع الأموال على استراتيجيّاتٍ استثماريّةٍ ملائمةٍ لذلك الهدف؛ وثالثاً، عندما يتحقّق الهدف، يتمّ تلقائيّاً تطبيق خصوماتٍ أو مكافآتٍ حصريّةٍ -سواء عبر الإنترنت أو داخل المتجر- من خلال لوحة تحكّمٍ خاصّةٍ نوفّرها لشركائنا التّجاريّين. ومن النّاحية السّلوكيّة، يُدعّم هذا النّظام بتغذيةٍ راجعةٍ فوريّةٍ ورسائل تهنئةٍ عند كلّ مرحلةٍ، ممّا يُحوّل الالتزام الاستثماريّ إلى جزءٍ طبيعيٍّ من الإنفاق الذّكيّ".
شاهد أيضاً: Maalexi تحصل على تمويل بقيمة 3 ملايين دولار
وتحدث الكرداني أيضاً عن التّحديّات الّتي واجهها في رحلته الرّياديّة، قائلاً إن من أبرزها كان تشكيل فريقٍ يجمع بين الكفاءة الفنيّة والتّصميم المُرتكز على احتياجات المستخدم. وأوضح: "أحد التّحديّات غير المتوقّعة تمثّل في بناء فريقٍ هجينٍ يجمع بين خبرةٍ ماليّةٍ عميقةٍ ومنظورٍ تصميميٍّ محوره العميل ومهاراتٍ تقنيّةٍ قويّةٍ. ولمعالجة هذا، جمعنا خبراء في إدارة المنتجات، وتصميم السّلوكيّات، واستراتيجيّات المحافظ، والهندسة، والعمليّات، والقانون، والماليّة، وركّزنا على التّعاون القريب من خلال دورات تغذيةٍ راجعةٍ متكرّرةٍ. هذا التّكامل سمح لنا بتقديم واجهة متابعة أهدافٍ بديهيّةٍ، ومحرّك تخصيص أصولٍ قوّيٍّ، ووظيفة استثمارٍ مدمجةٍ سلسةٍ".
وبعد حصولها على التّمويل الجديد، تُركّز بالم في المرحلة الحالية على تكثيف جهود اكتساب المستخدمين من خلال حملاتٍ مستهدفةٍ وحوافز إحالةٍ، إلى جانب توسيع نطاق استخدامات المنتج وتعزيز شراكاتها الاستراتيجيّة مع البنوك وشركات الاتّصالات والتّجار. وعلّق الكرداني: "سيكون تركيزنا على تسريع وتيرة اكتساب المستخدمين قبيل إطلاقنا الرّسميّ في 1 أغسطس، من خلال حملاتٍ مدروسةٍ وبرامج إحالةٍ مجزيةٍ. كما سنعمل على توسيع استخدامات المنتج، مثل: إطلاق خطط ادّخارٍ برعاية الشّركات، وإضافة فئات أهدافٍ جديدةٍ، وتعزيز شراكاتنا مع البنوك وشركات الاتّصالات والتّجار لجعل بالم الحلّ الادّخاريّ المدمج داخل نظم الدّفع والفوترة القائمة".
وعن خطط التّوسّع المستقبليّة، أوضح الكرداني أنّ الشّركة تستهدف التّوسّع في أسواقٍ ذات خصائص مماثلةٍ؛ فقال: "نخطّط لإطلاق خدماتنا في أسواق حوض البحر الأبيض المتوسّط الّتي تُعاني من فجواتٍ مماثلةٍ في الشّمول الماليّ، ولديها ثقافاتٌ قريبةٌ من مفهوم الادّخار القائم على الأهداف. نموذجنا، الّذي يدمج بين توزيع الأصول بعنايةٍ، والمكافآت السّلوكيّة، وتكامل التّجار، قابلٌ للتّطبيق في دولٍ مجاورةٍ تُعاني من نقصٍ في حلول الادّخار الرّقميّة".
وفي ختام حديثه، قدّم الكرداني نصيحةً للمؤسّسين العاملين في الأسواق النّاشئة والرّاغبين في تقديم حلولٍ ماليّةٍ مشابهةٍ، قائلاً: "فهم البيئة التّنظيميّة أمرٌ أساسيٌّ، ويجب التّأكّد من الامتثال الكامل. بعد ذلك، تعمّق في العادات المحليّة للادّخار وصمّم ميزاتٍ مكيّفةً ثقافيّاً وسلوكيّاً؛ فما يصلح في مصر لن يصلح بالضّرورة في باكستان أو بيرو. وأخيراً، بدلاً من إجبار المستخدم على تغيير سلوكه الماليّ، اجعل الحلّ مدمجاً في روتينه اليوميّ… أو ببساطةٍ، استعن بمنصّتنا المرخّصة بالم وابدأ التّشغيل بسرعةٍ باستخدام تقنيتنا المجرّبة والمضبوطة محليّاً!