شركة غانم السعودية تحصد تمويلاً بقيمة 7.1 مليون دولار من مجموعة الرميح
تمويلٌ جديدٌ يدعم توسّع منصّةً رقميّةً في الاستثمار العقاريّ المجزّأ ويتيح فرصاً شفّافةً ومرنةً للمستثمرين الأفراد في السعودية
جمعت منصّة "غانم" (Ghanem)، المنصّة الرقمية التي تتخذ من الرياض مقراً لها والمتخصّصة في الملكية العقارية المجزّأة (Fractional Real Estate Ownership)، 7.1 مليون دولار أمريكي من "مجموعة الرميح" (Al-Romaih Group)، وذلك ضمن خطتها لتوسيع نطاق الوصول إلى الاستثمار العقاري في المملكة.
تأسّست الشركة الناشئة في المملكة العربية السعودية عام 2025 على يد صالح الغامدي (Saleh Al-Ghamdi) وعمرو عصام (Amr Essam)، بهدف توفير خيارات استثمار عقاري شفافة ومرنة لكل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات. وتعمل المنصّة ضمن البيئة التجريبية التنظيمية (Regulatory Sandbox) التابعة لهيئة العقار العامة (REGA)، والتي توفر الرقابة وتضمن التوافق مع متطلبات الحوكمة.
وفي حديثهما مع "عربية .Inc"، قال كل من المدير التنفيذي صالح والرئيس التنفيذي للتقنية عمرو إنهما أسسا الشركة بعد سنوات من ملاحظة مدى صعوبة دخول السعوديين العاديين إلى السوق العقارية. وأضافا: "تأسست غانم من قِبل فريق صغير من متخصصي التكنولوجيا المالية والعقار الذين شاهدوا عن قرب مدى صعوبة وصول الأفراد -خصوصاً الشباب- إلى فرص الاستثمار العقاري. تاريخياً، كان السوق يتطلب رأس مال كبيراً، وإجراءات طويلة، ووصولاً محدوداً للغاية إلى الأصول عالية الجودة، ما لم تكن على معرفة شخصية بالمطوّر أو الوسيط المناسب".
وأوضحا أن هذه التجربة دفعتهما إلى اعتماد نموذج يزيل الحواجز المتوارثة. وقالا: "قمنا ببناء غانم لتغيير هذا الواقع؛ فرسالتنا بسيطة: جعل الاستثمار العقاري متاحاً وشفافاً وميسور التكلفة للجميع في المملكة العربية السعودية. ومن خلال منصّتنا الرقمية، يمكن للمستثمرين المشاركة في فرص الملكية المجزأة وحقوق الانتفاع، والّتي كانت سابقاً محصورة بالجهات المؤسسية فقط. ونحن ندمج بين الحوكمة الصارمة، والالتزام بإطار البيئة التجريبية التنظيمية لهيئة العقار، والتقنيات الحديثة لفتح الباب أمام فئة جديدة من المستثمرين العقاريين".
وتُمثّل الشراكة مع مجموعة الرميح خطوة استراتيجية تتوافق مع خطط غانم طويلة المدى لجعل الاستثمار في الأصول العقارية أكثر شمولاً. وقال الفريق: "شراكتنا مع مجموعة الرميح تمنحنا أكثر من التمويل؛ إنها توفر لنا مواءمة طويلة الأجل مع أحد أبرز المستثمرين العقاريين في المملكة. إلى جانب التمويل، نحصل على خبرة عقارية عميقة، ونفاذ إلى مطورين وشغّلين وأصول عالية الجودة".
كما أضافا أن هذه الشراكة تعزّز مصداقية غانم في السوق، خاصّة لدى الجهات التنظيمية والشركاء وأصحاب المصلحة المؤسسيين، كما تسرّع وصول الشركة إلى فرص استثمارية قوية عبر فئات أصول متعددة. وقال المؤسّسون إنّ هذا التمويل الجديد يجهّز غانم لتوسيع قاعدة مستخدميها وتوسيع انتشارها في جميع أنحاء المملكة. وأضافوا: "هذه الجولة تمكّننا من التّوسّع بشكل أسرع، وتطوير منتجاتنا بما يشمل الملكية المجزأة ومنتجات حقوق الانتفاع والنماذج الاستثمارية المستقبلية، إضافة إلى بناء البنية التحتية المطلوبة لاعتماد الملكية العقارية المجزأة على مستوى وطني".
ويأتي هذا التمويل في وقت يشهد السوق العقارية السعودية تحولات كبيرة عبر فئات الأصول المختلفة. ويعتقد الفريق أن هذه التحولات تجعل أدوات مثل الاستثمار المجزأ أكثر أهمية للمستثمرين الشباب. وقالا: "تمر المملكة بتحول عقاري غير مسبوق مدفوع برؤية 2030، والنمو السكاني، ومستويات تطوير قياسية في القطاعات السكنية والفندقية والتجارية".
كما أشارا إلى ثلاثة تحولات كبرى تعزّز ثقتهما في نموذج غانم: "تتزايد تحديات القدرة على تحمّل التكاليف، ما يجعل الملكية المجزأة نقطة دخول عملية للمستثمرين الجدد. كما يرتفع الوعي المالي -والسعوديون الشّباب يبحثون فعليّاً عن منتجات استثمارية بديلة تتوافق مع دخلهم ودرجات تحملهم للمخاطر. إضافة إلى ذلك، يتطور التنظيم- وهيئة العقار تفتح الباب أمام نماذج ملكية مجزّأة منظمة ومتوافقة".
وأضافا: "لقد خلقت الطفرة التطويرية الحالية خطّ أصول قويّاً، غير أنّ المشاركة فيه لا تزال محدودة. وهنا تبرز أهمية الملكية المجزّأة التي تسدّ هذه الفجوة، إذ تتيح دخول شرائح أوسع من المستثمرين. ونرى اليوم إمكانات هائلة لأن يتحوّل الاستثمار المجزّأ إلى تيّار رئيسي، تماماً كما أصبح دخول المستثمرين الأفراد إلى الأسواق المالية أمراً شائعاً قبل سنوات".
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
وعند الحديث عن تجربة بناء غانم من الصفر، قال الفريق إن أهم درس تعلّموه يتعلق بالأساس المطلوب لأي منصة استثمارية. وقال صالح موضّحاً: "الدرس الذي تمنّيت لو عرفته مبكراً هو أنك لا تبني تقنية فقط، بل تبني ثقة. في "بروبتك" (PropTech)، لاسيما في المنتجات الاستثمارية، تعتبر المصداقية والحوكمة والامتثال التنظيمي أهم بكثير من الكود البرمجي نفسه. لذلك، عليك أن تكون صبوراً، وشفافاً، ومثابراً. كما ينبغي أن تعمل عن قرب مع الجهات التنظيمية، وأن تثقّف السوق، وأن تبالغ في توضيح ضماناتك وإجراءاتك؛ فإن ركّزت على الثقة والحوكمة أوّلاً، سيأتي النّموّ تلقائيّاً".