هذا الأسبوع: شركات عربية تحصد تمويلاً بقيمة 49 مليون دولار

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال هذا الأسبوع نشاطاً استثماريّاً بارزاً في قطّاع الشركات الناشئة، حيث تم ضخّ أكثر من 49 مليون دولارٍ في 6 شركاتٍ تعمل في مجالاتٍ متعدّدةٍ، تشمل: الذكاء الاصطناعي، والصحة الرقمية، والتكنولوجيا المالية، والتأمين المدمج، ممّا يعكس حيويّةً متزايدةً وتوسّعاً مستمرّاً في منظومة الابتكار الإقليميّة.

من السعودية، أعلنت "لوسيديا: (Lucidya)، المنصّة الأولى من نوعها لإدارة تجربة العملاء باللّغة العربيّة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، عن جمع 30 مليون دولارٍ ضمن جولةٍ من السّلسلة "ب". وتسعى الشّركة إلى توسيع مجموعة حلولها الذّكيّة (AI Agent Suite) ودخول 11 سوقاً جديداً تشمل قطّاعات الاتّصالات، والخدمات المصرفيّة، والرّعاية الصّحيّة، والقطّاع الحكوميّ.

تأسّست لوسيديا على يد عبد الله عسيري وزهير خياط، وجاءت هذه الجولة بقيادة "إمباكت 46" (Impact 46)، وشارك فيها "واعد فنتشرز" (Wa’ed Ventures)، و"تكامل فنتشرز" (TakamolVentures)، و"سبارك لابز غروب" (SparkLabs Group)، وآي آر جي (ARG).

أمّا في المغرب، فقد تمكّنت "أورا تكنولوجيز" (ORA TECHNOLOGIES)، وهي منصّةٌ شاملةٌ تجمع بين المدفوعات والتجارة الإلكترونية والخدمات عند الطّلب، من تأمين تمويلٍ بقيمة 7.5 مليون دولارٍ ضمن جولةٍ من السّلسلة "أ"، ليصل إجمالي تمويلها المحليّ إلى 11.9 مليون دولارٍ.

يقود الشّركة عمر العلمي، وتسعى أورا إلى تعزيز البنية التّحتيّة للتّوصيل في الميل الأخير، وتوسيع محفظتها الرقميّة "أورا كاش"، مع التّركيز على رقمنة قطّاع التّجارة في المغرب، والّذي لا يزال يعتمد بدرجةٍ كبيرةٍ على التّعاملات النّقديّة. قاد الجولة صندوق "أزور لإدارة الابتكار" (Azur Innovation Management Fund)، إلى جانب 3 مستثمرين استراتيجيّين لم يُكشف عن أسمائهم.

وفي السعودية أيضاً، برزت "ياسمينة" (yasmina)، المنصّة المختصّة بالتّأمين المدمج من خلال واجهاتٍ برمجيّةٍ، والّتي تتيح إدراج منتجات الحماية داخل أيّ تجربةٍ رقميّةٍ بسلاسةٍ. إذ أعلنت الشّركة عن جمع 2 مليون دولارٍ ضمن جولة تمويلٍ أوّليٍّ، تستهدف من خلالها التّوسّع إلى أسواق الإمارات ومصر، وبناء بنيةٍ تحتيّةٍ تقنيةٍ للتّأمين تلبّي احتياجات قطّاعات الموارد البشرية، والعقارات، والسّيارات، ونقاط البيع.

تأسّست ياسمينة على يد مسعود الحلو وبشار أبا الخيل، وجاءت الجولة بقيادةٍ مشتركةٍ من "سين القابضة" (Scene Holding Co.) و"أكسس بريدج فنتشرز" (Access Bridge Ventures)، إلى جانب مساهمةٍ من "أرزان فنتشر كابيتال" (Arzan Venture Capital)، وبرنامج "مسرعة سنابل للاستثمار" (Sanabil Investments Accelerator) التّابع لـ (500 MENA).

في مجال الذكاء الاصطناعي الصوتي، جمعت "ويتيفاي. أي" (Wittify.ai)، وهي شركةٌ سعوديةٌ ناشئةٌ تطوّر وكلاء تفاعليّين صوتيّين ونصيّين باللّغة العربيّة، تمويلاً قدره 1.5 مليون دولارٍ ضمن جولةٍ ما قبل أوليّةٍ.

تركّز الشّركة على تطوير أنظمة تحويل النّص إلى كلام والتّعرف على الصّوت (TTS/ASR)، تدعم أكثر من 25 لهجةً عربيّةً، إلى جانب منصّةٍ مؤسسيّةٍ لا تعتمد على البرمجة لتسهيل استخدامها من قبل الشّركات. وقد أسّس ويتيفاي نادر البطراوي والدكتورة سارة الحمود، وقد جاء التّمويل من مجموعةٍ من المستثمرين الملائكيّين السّعوديّين البارزين.

وفي الإمارات، أغلقت "أوفاسيف" (Ovasave)، المنصة النّسائيّة المختصّة بالخصوبة وصحّة الهرمونات وسن اليأس، جولة تمويلٍ ما قبل أوّليّةٍ بقيمة 1.2 مليون دولارٍ. تأسّست الشّركة على يد  توركيا مهلول ومجد أبو زنط، وتخطّط لإطلاق خصائص مدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي، والتّوسّع في دول الخليج لتقديم خدماتٍ صحيّةٍ رقميّةٍ مخصّصةٍ للمرأة.

قاد الجولة "بلس فنتشر كابيتال" (Plus Venture Capital)، وشارك فيها كلٌّ من "آنِكس إنفستمنتس" (Annex Investments)، و"25 مديسون" (25madison)، إلى جانب مستثمرين ملائكيّين من الإمارات والسّعودية.

ومن جهةٍ أخرى، أعلنت "بالم" (PALM)، الشّركة المصريّة النّاشئة في مجال الادّخار الذّكيّ والاستثمار، عن جمع تمويلٍ بالدّولار الأمريكيّ من 7 أرقامٍ ضمن جولةٍ ما قبل أولّيٍة. تسعى الشّركة، الّتي يقودها مازن الكرداني وأحمد عاشور، إلى تسريع نمو قاعدة المستخدمين، وتوسيع شبكة التّجار، وتقديم أدواتٍ ماليّةٍ تتناغم مع الثّقافة المحليّة في مصر وحوض البحر المتوسّط.

قاد الجولة "فور دي إكس فنتشرز" (4DX Ventures)، بمشاركة "بلس فنتشر كابيتال" (Plus Venture Capital)، إلى جانب عددٍ من المستثمرين الدّوليّين.

ويبدو أنّ هذا الزّخم الاستثماريّ متعدّد الأبعاد يعكس مرحلةً جديدةً من النّضج في بيئة الشركات الناشئة بالمنطقة، حيث بدأت الأفكار المحليّة المدعومة بالتّقنيات المتقدّمة تجذب انتباه المستثمرين الكبار وتؤسّس لمرحلة توسّعٍ أوسع على المستوى الإقليميّ والدّوليّ